حول المؤتمر الدولي للاستشراق في الدوحة
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
د. فراج الشيخ الفزاري
========
بعد غياب طويل عن المشهد الثقافي والمعرفي في الوطن العربي والإسلامي، عقدت في العاصمة القطرية ، الدوحة، اعمال المؤتمر الدولي للاستشراق في نسخته الاولي تحت شعار:[نحو تواصل حضاري متوازن].. بمشاركة متميزة من المفكرين والباحثين العالميين المهتمين بشؤون الاستشراق من حيث البحث والتحقيق والتوثيق والتواصل بين الثقافات.
شارك في هذا المؤتمر نحو 300 مشارك من 50 دولة من محتلف أنحاء العالم..بجانب حضور نحو 1300 شخص ،شاركوا في الحوارات خلال جلسات المؤتمر التي استمرت ليومي السبت والأحد الماضيين.
وكما جاء في التعريف باهداف المؤتمر ، تمكين الباحثين من تبادل الخبرات مع كبار العلماء في مجالات الاستشراق والدراسات العربية والإسلامية، وتعزيز سبل التعاون المستقبلي بينهم بالإضافة إلي إعادة قراءة مفهوم الاستشراق وتحليله من منظور معاصر.
لقد لعب الاستشراق دورا هاما في دراسة وتحقيق العلوم والدراسات العربية والإسلامية وترجمتها إلي اللغات الاوروبية كما تناول ترجمة القرآن الكريم والشعر العربي والفلسفة الإسلامية وعلوم اللغة العربية ..وكذلك الفرق والملل الإسلامية بما فيها التصوف الأسلامي واعلامه ، المعتدلين منهم والمتطرفين أمثال الحلاج وابن عربي والجنيد ورابعة العدوية والسهروردي المقتول..وغيرهم من أصحاب البدع والمتشككين ..
ولهذا لم يسلم الاستشراق والمستشرقين من الأذي والتشكيك في نواياهم ..وقد ربط بعضهم ظهور المستشرقين مع الحروب الصليبية في بداية القرن الثامن عشر الميلادي..مع بداية الاستعمار الغربي للدول الإسلامية..
كما وجد الاستشراق هجوما عنيفا من بعض الكتاب والمؤلفين العرب اشهرهم ادوارد سعيد في كتابه (الاستشراق ...المعرفة..
السلطة..الانشاء)..
أنور عبدالملك في كتابه(الاستشراق في ازمة) ومحمداركون في كتابه(الاستشراق بين دعاته ومعارضيه)، ووائل غالي في كتابه(مابعد الاستشراق )...بجانب الكتاب الأكثر اعتدالا في حق المستشرقين( موسوعة المستشرقين) للعلامة أستاذنا الدكتور عبدالرحمن بدوي..ولكاتب هذا المقال كتاب بالمكتبة العربية بعنوان ( شبهات حول الاستشراق ) صادر عن دار الثقافة بالدوحة.
ورغم كل هذا الهجوم فإن الثقافة العربية والإسلامية تظل مدينة للجهد الذي قام به المستشرقون في حفظ التراث العربي الاسلامي وتحقيق علومه وترجمتها الي اللغات الغربية...كما أن الاستشراق الألماني بالذات كان مبرأ من الاتهامات والشبهات حيث حصر جهوده في ترجمة القرآن الكريم علي درجة عالية من الإتقان من حيث اللغة والتفسير..أضف الي كل ذلك أن ألمانيا لم تستعمر أو تسعي لاستعمار اي دولة عربية أو إسلامية وبالتالي لا توجد تهمة تربط الاستشراق بالاستعمار كما قال ادورد سعيد مقولته المشهورة[كان الاستعمار قائما منذ البداية في الأستشراق] ..وبالتالي تخرج ألمانيا من دائرة الاتهام.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی کتابه
إقرأ أيضاً:
رئيس الأكاديمية العربية: الثقافة الإعلامية ركيزة لبناء مجتمعات مقاومة للتضليل
أكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، على أن الثقافة الإعلامية والمعلوماتية تمثل أساسًا لتحقيق السلام العالمي وتعزيز التسامح بين الشعوب، مشيراً إلى أنها لم تعد مجرد مجال أكاديمي بل أصبحت ركيزة أساسية لبناء مجتمعات قادرة على التمييز بين الحقيقة والتضليل ونشر قيم الحوار.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال فعاليات النسخة الثانية من مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوماتية والتفاهم العالمي تحت شعار "السلام للجميع" في مدينة برشلونة الإسبانية.
نقل "عبد الغفار" تحيات أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي تعذر حضوره لارتباطه بقمة حول الذكاء الاصطناعي مؤكداً التزام جامعة الدول العربية الراسخ بقيم السلام والحوار والتفاهم المشترك، مشيدًا بالدور الحيوي للثقافة الإعلامية والمعلوماتية في هذا العصر.
وفي ختام الفعاليات الافتتاحية، أعلن الدكتور عبد الغفار عن استضافة جمهورية مصر العربية للنسخة الثالثة من المؤتمر العام المقبل، داعيًا الجميع إلى المشاركة الفعالة في هذه المسيرة نحو تعزيز السلام العالمي من خلال الثقافة الإعلامية والمعلوماتية.
شهد الافتتاح حضورًا رفيع المستوى، ضم الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والدكتور خافيير لافوينتي، رئيس جامعة أوتونما برشلونة، وأدلين هولين، رئيسة وحدة الثقافة الإعلامية والمعلوماتية والمهارات الرقمية بمنظمة اليونسكو، والدكتور سامي طايع، الأمين العام لاتحاد اليونسكو للثقافة الإعلامية، والدكتور خوسيه مانويل، رئيس شبكة الجامعات باليونسكو، بالإضافة إلى نخبة من ممثلي منظمة اليونسكو، وجامعة الدول العربية، ورؤساء الجامعات، والهيئات الإعلامية البارزة.
وأقيم المؤتمر بتنظيم مشترك بين تحالف الثقافة الإعلامية والمعلوماتية التابع لليونسكو، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وجامعة أوتونما برشلونة، وذلك بالتعاون مع المعهد الدولي للثقافة الإعلامية والمعلوماتية.
وتتناول جلسات المؤتمر على مدار أيامه أبعادًا متنوعة لدور الثقافة الإعلامية والمعلوماتية في تعزيز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والصحافة، والتعليم، وتمكين الشباب، بالإضافة إلى الاستماع إلى مبادرات سفراء السلام الشباب.
كما ناقش المؤتمر محاور رئيسية تضمنت التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية، ومبادرات حول مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وعرض خلال المؤتمر مقطع فيديو يوثق جهود الأكاديمية العربية في مجال الذكاء الاصطناعي.