أيّ تأثير للمفاوضات الأميركيّة - الإيرانيّة في ملف سلاح حزب الله؟
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
كتبت بولا مراد في" الديار": يربط كثيرون راهنا بين المفاوضات الاميركية- الايرانية ومصير سلاح حزب الله، معتبرين انه ورغم اعلان طهران ان التفاوض يقتصر على ملف برنامجها النووي، الا ان كل الاوراق التي تمتلكها ايران او تؤثر فيها تصبح تلقائيا على الطاولة، باطار استخدامها من قبل طرفي التفاوض للضغط او تحصيل المكاسب.
وتنقسم مقاربة انعكاس ملف المفاوضات على ملف السلاح، بين من يعتبر انه قد يعيد تعويم سلاح المقاومة، لذلك يدفع الى تحديد مهل زمنية لتسليمه او نزعه قبل انتهاء هذه المفاوضات، وبين من يرى انها ستنتهي بقرار بتسليمه، ولكن مقابل مكاسب معينة.
ولم يعد خافيا أن "اسرائيل" تبذل كل جهودها للاطاحة بهذه المفاوضات، لتفضيلها الخيار العسكري في التعاطي مع ايران، الذي بنظرها أثبت جدواه في التعامل مع حلفائها في المنطقة. لذلك تجد ان معظم المراقبين يستبعدون وصول هذه المفاوضات الى خواتيم سعيدة، ويرجحون توجيه ضربة عسكرية لايران عاجلا ام آجلا.
يتحدث أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس الدكتور محي الدين الشحيمي عن هدف اساسي لايران من هذه المفاوضات، وهو "المناورة البرغماتية لتصفير وتخفيف حدة اي ضربة عسكرية محتملة اميركية او "إسرائيلية"، رغم رفض اميركا الحالي لهذا الاحتمال"، معتبرا في حديث لـ "الديار" ان "ايران دخلت المفاوضات لكي تحمي نفسها، والحصول على القبول النووي ولو بالحد الأدنى، فيما هدفت اميركا من هذه المفاوضات الى نقطتين اساسيتين وهما: صفرية الكعكة النووية العسكرية، وتجفيف الاذرع العربية للثورة الايرانية". ويضيف: "لا يمكن لاميركا ان تتفاوض مع ايران على شيء خسرته في الأصل"، باشارة الى وضعية حلفائها بالمنطقة ومنهم حزب الله وحماس.
ويشدد على ان "قرار تسليم السلاح قد تم، وهو واقع، وما تشهده الساحة اللبنانية على اختلاف صوره هو الدرب المحقق له. وما كانت تحتفظ به ايران من زخم وحدة الساحات فقد ولم يعد موجودا. لذلك ولترجيح نوع من كفة شرط الوجود المتوازن في جو المفاوضات، ولادخال نقاط جديدة غير النووي ، قام الحزب برفع السقف في الأيام القليلة الماضية للدلالة على أنه موجود". ويقول: "في هذه الأثناء تستمر "اسرائيل" في خرقها الاتفاق والاستهدافات في الداخل اللبناني وفي شمال الليطاني وفي قلب بيروت، لانها تشعر بفائض القوة، وهي أعلنت صراحة عدم موافقتها على مفاوضات تفرج عن أي حرية نووية ايرانية".
ويعتبر الشحيمي "ان "تل ابيب" تريد الاستفزاز وفتح المعركة في كل الساحات وصولا الى طهران، لذا لا حل في لبنان الا عبر الدولة واستكمال توفير كل ظروف قيامها، وبخاصة من ناحية حصرية السلاح".
مواضيع ذات صلة ترقّب لبناني لنتائج المفاوضات الأميركية - الايرانية واورتاغوس عائدة وتصعّد ضد "حزب الله" Lebanon 24 ترقّب لبناني لنتائج المفاوضات الأميركية - الايرانية واورتاغوس عائدة وتصعّد ضد "حزب الله"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه المفاوضات شاهدوا ماذا حزب الله
إقرأ أيضاً:
عُمان تعلن موعدا جديدا للمفاوضات الأميركية الإيرانية
أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن المفاوضات الأميركية الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي ستستمر الأسبوع المقبل باجتماع آخر رفيع المستوى، لافتا إلى تحديد موعد "مبدئي" له في الثالث من مايو/أيار المقبل.
وانطلقت في العاصمة العمانية مسقط، أمس السبت، الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي كانت برئاسة المبعوث الأميركي للمنطقة ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وأعرب وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عن أمله في أن تسفر هذه المفاوضات عن اتفاق يقوم على الاحترام المتبادل والالتزامات المستدامة.
وعززت جولة المفاوضات الجديدة في سلطنة عمان حالة التفاؤل السائدة بشأن إمكانية التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال مسؤول أميركي بعد المحادثات التي استمرت 4 ساعات إن الجولة الأخيرة كانت جيدة وبناءة وحققت مزيدا من التقدم نحو التوصل لاتفاق، من دون أن يقدم تفاصيل.
كما قال عراقجي إن هذه الجولة كانت الأكثر جدية، وإنها تناولت التفاصيل وبحثت تقديم إشارات لبناء الثقة بشأن البرنامج النووي لبلاده مقابل رفع العقوبات.
وأضاف للتلفزيون الرسمي الإيراني أن "المفاوضات جادة وفنية للغاية… لا تزال هناك خلافات، سواء في القضايا الرئيسية أو في التفاصيل"، مشيرا إلى أن هناك جدية وإصرارا من الجانبين، ومع ذلك "يبقى تفاؤلنا بنجاح المحادثات حذرا للغاية".
إعلانوتأتي هذه الاجتماعات بوساطة عُمانية، عقب جولتين سابقتين من المفاوضات غير المباشرة، عُقدت أولاهما في 12 أبريل/نيسان بمسقط، ثم الثانية في 19 أبريل/نيسان بروما، وناقشت، على مستوى الخبراء، ملفات ذات صبغة تقنية كتخصيب إيران لليورانيوم ورفع العقوبات الأميركية عن طهران.
نقطة خلاف
ونقلت رويترز عن مسؤول إيراني مطلع على المحادثات قوله إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الكبرى في المناقشات وليس تخصيب اليورانيوم.
وأضاف المسؤول أن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما وهم على قناعة بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم الذي خصبته بالفعل، لكنه أشار إلى أن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكّل نقطة خلاف رئيسية.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الأسبوع إن إيران سيتعين عليها وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل بموجب الاتفاق واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتشغيل محطة بوشهر، وهي المحطة النووية الوحيدة العاملة لديها.
وتخشى دول غربية من أن يؤدي برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم إلى إنتاج مواد تمكنها من تصنيع رأس حربي نووي، وعبّرت عن قلقها أيضا من أن تكون طهران تسعى إلى تطوير صاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي.
وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص فقط لتوليد الكهرباء وغير ذلك من الاستخدامات المدنية، وإنها تخصب اليورانيوم لاستخدامه وقودا في هذه الأغراض.