الثورة نت:
2025-04-29@05:19:58 GMT

عَميدُ الشُهَداء

تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT

 

 

إلى الشهيد المجاهد
العميد مهندس/ السيد محمد طه عبداللطيف الجنيد:

تَرَجَّلَ عن صَهْواتِها أم تَدَفَّقا
إلى اللهِ تَحليقاً وللحُجْبِ مَزَّقا
تواثَبَ مثلَ الصبحِ يطوي الدُّنىٰ وفي
تواثُبِهِ قلبانِ بالبِشرِ صَفَّقا
وحققَ ما لم يَحوِهِ الوَصفُ، لم يزلْ
خفايا، وطَيَّ الكَتمِ كم ذا تَحَقَّقا
أهندسَ قدسَ اثنينِ أم صاغ قُبلَةً
ل(يافا) ب(يافا)*؟! لستُ أدري من انتقىٰ!!
أخَطَّ طريقاً في السماءِ خَفيَّةً
تراوغُ حشداً ليسَ يدري من التقىٰ؟!!
فهل يلتقي جُندَ اليمانيِّ طاوياً
جَناحَيْهِ، أم جِنّاً بهِ اليومَ أحدَقا؟!!
لكَ الفخرُ يا (طٰهَ)** وأنجبتَ خالداً
هِزَبراً هَصُوراً من معانيكَ أشرقا
ترقّىٰ إلى عليائها غيرَ عابئٍ
بغيرِ ارتقاءِ النفسِ عَمّا تعلّقا
وعَلّقَ نَصبَ العينِ وهجَ انتمائهِ
إلى يَمَنِ الإيمانِ عَهداً ومَوثِقا
وعَتَّقَ بالسِّرِّيَّةِ الأمرَ وهو في
غِمارِ الوغىٰ يَصلي العِدى النارَ مُغدِقا
يُشيرُ فتطوي الطائراتُ المَدىٰ ضُحَىً
وفجراً وليلاً، والمدىٰ منهُ أشفقا
ويَكبِسُ زِرّاً والصواريخُ ترتميْ
على حاملاتٍ أفرغتْ حِملَها شَقا
تَشققَ وجهُ الغزوِ، لاحتْ حقيقةٌ
لمضمونِ أشقىٰ الخلقِ غرباً ومَشرِقا
رأى العالمُ الكُلّيُّ أظلَمَ صورةٍ
لوجهٍ من الغربِ امتطىٰ القُبحَ مُرتَقىٰ
تَبدَّتْ لهُ الأخرىٰ كما هيَ جيفةً
أبادتْ من الأطفالِ عشرينَ فَيلَقا
ولم تلتقِ الأحرارَ يوماً لأنها
تخافُ لقاءَ الويلِ ما الحُرًُ أشرَقا
ولكنها بادَتْ بأعيُنِ من رأىٰ
جرائمَها في الناسِ ما إن تحقّقا
رأتها شعوبُ الأرضِ غُولاً تلطختْ
يداها دَمَاً.

. مَن يا تُرىٰ الحَقَّ أنطَقا؟!!
أرىٰ العَزمَ بالإيمانَ مَن أنطقَ الدُجىٰ
وأخرَسَ أبواقَ العَدُوِّ وأغلَقا
تَجَسَّدَ في جُندِ (المَسيرةِ).. هل رأىٰ
زمانٌ مثالاً للرجالِ تَخَلُّقا
رأيتُ بهم كَرّارَها وحُسامَهُ
رأيتُ حسينَ الطفِّ بالنفسِ أغدَقا
رأيتُ بهم نَصراً عظيماً تدفقت
بَشائرُهُ عَدلاً وصِدقاً ومَنطِقا
رأيتُ المَدىٰ ناراً، رأيتُ السما دماً
لتُمطِرَ سِجّينَاً على لهذمِ الشقا
على أمَريكا أمطري يا جَهنّماً
يَمانيّةَ التأويلِ شَرقيّةَ النَقا
على دُمَّلٍ في وجهِ أشرفِ أمةٍ
سيُجتَثُّ ما إن وجهُها قد تَعَرَّقا
على قادةٍ أدجَوا صباحاتِ أُمتي
وكلٌ على شَعبٍ تَعدّىٰ وفَرَّقا
على عُلَماءِ الجهلِ يا نارُ أطبقي
ذراعَيكِ، ضُمّي مَن بديني تَزَندَقا
على عُمَلاءٍ جوّعونا ليَشبَعوا
أباحوا دمانا كي يَعيشوا تَمَلُّقا
على كل أزلامِ الوقيعةِ منذُ أن
تَعَدَّوا إلى يومِ اللقا فيمن التقىٰ
ستمحو صَداهُمْ يا دَمَاً طاهراً جرىٰ
على وَجهِ هَذِيْ الأرضِ بَرقاً وبَيرَقاً
ستجتثُهُم كي تَفتحَ الأرضَ بانياً
شُموخاً ومَجداً صَرحُهُ خالدُ البَقا
(محمدُ) في الدربِ المُحَمّدِ كم طوىٰ
دروباً، إليها كَمْ صَبَونا تَشَوُّقَا
تَمَنّىٰ فأفضىٰ ما تَمَنّىٰ ليلتقي
بأحبابِهِ في جَنةِ الوَصلِ واللقا
وقد حققَ الفوزَ العظيمَ فمن إلى
مَداراتِهِ يَسمو وما قد تَذَوّقا
نَما في روابي الذكرِ والبِرِّ والتُّقىٰ
فأصبحَ نبراساً لمن فيهِ حَقّقا
تَولّىٰ معَ اللهِ النبيَّ وآلَهُ
وأعلامَ هَديِ اللهِ حُبّاً تَعَلّقا
فكانَ مِثالاً للذينَ غَذَتْهُمُ
يَدُ اللهِ أخلاقاً تَفي مَن تَخَلّقا
شهيدَ طريقِ القُدسِ يا مَن تَجَوْهَرَتْ
بكَ الكلماتُ العِطرُ عُلوِيّةُ الرُقَىٰ
بَذَلتَ الدمَ الغاليْ وشَرَّفتَ أنفُساً
غدت في مسارِ الفَقدِ شِلواً مُمَزَّقا
ولكنها تَحسو بِذِكراكَ عِزَّةً
وذِكراً وتثبيتاً وحَمداً ورَونَقا
هنيئاً أبا طهٰ المَعِيَّةَ مُنْعَمَاً
هنيئاً لكَ الفوزَ العظيمَ المُوَفَّقا
هنيئاً لكَ القربَ المُخَلَّدَ يا ضُحَىً
وفَجراً لنصرٍ بالبشارةِ أشرَقا
على العهدِ مازلنا، على دربِ قائدٍ
عظيمٍ توليناهُ غُصناً وبُنْدُقا
وصلى الذي صلى بكل صلاتِهِ
على خيرِ خلقِ الله ما النورَ أطلَقا
وآلٍ كرامٍ منهُمُ قادةُ الوَرىٰ
أئمَّتُنا الأبرارُ أرقىٰ من ارتقىٰ
* يافا الأولى: مدينة فلسطينية، اتخذها المحتل عاصمة له، وغير اسمها.
ويافا الثانية: إسم طائرة بدون طيار، يمنية الصنع، هي أول سلاح يمني يضرب هدفاً في عاصمة المحتل.
** والد الشهيد.
صنعاء. الخميس. 22 شعبان 1446هـ
20 فبراير 2025م

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الساعة الأخيرة للجنجويد: حين يصبح الهروب هو المصير الوحيد

جيش قوقو
غرباء على الأرض
الساعة الأخيرة للجنجويد: حين يصبح الهروب هو المصير الوحيد
المقدم/رشاد الزيبق
معارك الوجود… لا مجرد ساحات قتال
في حروب العصر الحديث، تجاوزت المعارك حدود السلاح والذخيرة إلى صراع أعمق على شرعية الوجود ومعنى الانتماء. وفي السودان، حيث تنتفض الجغرافيا كما التاريخ، لا مكان للغرباء مهما طال بقاؤهم أو توهموا القوة. فهذه الأرض التي عرفها العالم مركزًا لحضارات سادت وامتدت، لم تكن يومًا ساحة مستباحة للغزاة أو الطامعين، ولن تكون.
أولئك الذين وفدوا حفاة من أي قيمة أو شرف، ممتطين صهوة السلاح والنهب، مثقلين بأموال السلب ورعب الهزيمة، يدركون جيدًا أن وجودهم في هذه البلاد ليس إلا عبورًا مؤقتًا… انتظارًا لساعة الفرار.
هذا المقال ليس انفعالًا عاطفيًا، بل شهادة توثّق لحظة سقوط الوهم، وتكشف حقيقة المرتزقة واللصوص ومن تحالف معهم من أدعياء السياسة الذين اتخذوا من فنادق المال الحرام أوكارًا. إنها لحظة استعادة الوعي الوطني في مواجهة مشروع الإذلال الذي حملته أدوات الحرب بالوكالة إلى قلب السودان.
الوجود المؤقت… والرحيل الحتمي
يدرك كل فرد في ميليشيا الجنجويد اليوم، وهو يتشبث بما تبقى له من جيوب السيطرة في نيالا والضعين وزالنجي، أن إقامته هنا عابرة، تمامًا كما كان وجودهم في أم درمان، الخرطوم، الجزيرة، جبل موية، الدندر، والسوكي.
ما سرقوه من أموال وما نهبوه من خيرات الشعب السوداني لم ولن يمنحهم حق البقاء، بل زاد من عمق الجرح الوطني الذي خلفوه وراءهم، ومن ثقل اللعنة التي ستطاردهم أينما فرّوا.
ولذلك، ينشغل هؤلاء اليوم بترتيب منافذ الهروب، وتهريب الأموال المنهوبة إلى تشاد، وإفريقيا الوسطى، ويوغندا، وكينيا، وجنوب السودان، يهرولون إلى المنافي في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن حمله من غنائمهم الدموية، مدركين أن هذه الأرض ستلفظهم كما لفظت كل غازٍ قبلهم، وأن لحظة السقوط باتت أقرب مما يتوهمون.
سطوة الرعب: حين يتحول القتال إلى قيد وابتزاز
أما من بقي منهم قسرًا في تلك المناطق، فلا يُمسكه انتماء، بل الخوف وحده. فهم أسرى سطوة عبد الرحيم دقلو، الذي يفرض عليهم البقاء، ويدفع أبناء تلك المناطق إلى أتون معركة لم يختاروها، يزجّ بهم وقودًا في حرب الارتزاق، بين الابتزاز والتصفية.
غير أن دروس التاريخ واضحة: الخوف لا يصنع انتصارًا، والجبناء، مهما طال بقاؤهم، هم أول من يلوذ بالفرار حين تشتد المعركة. كما قال أجدادنا: “المحرِّش لا يقاتل”… ومن ارتجف قلبه، عجزت يداه عن حمل السلاح طويلًا.
هزيمة الأخلاق قبل هزيمة البنادق
لم تهزمهم رصاصات الجيش السوداني وحدها، بل هزمتهم أخلاقهم المنحطة قبل أن يبلغوا ساحات القتال. هؤلاء، الذين جاؤوا عراة من أي شرف أو مبدأ، حفاة من أي التزام إنساني أو أخلاقي، لم يحملوا في قلوبهم سوى الضغينة، ولا في أيديهم سوى أدوات القتل والنهب. خُلِقوا للارتزاق واللصوصية، فكان طبيعيًا أن ينبذهم كل شريف، وأن تتبعهم لعنة الأرض التي دنّسوها بدم الأبرياء.
المرتزق المبتور: صورة الهزيمة والانكسار
لا مشهد أبلغ على انحطاطهم الأخلاقي من صورة ذلك المرتزق المبتور القدمين، الذي ظهر في تسجيلات مصورة وهو يتوسل قادته الذين دفعوه إلى أتون المحرقة وتركوه لمصيره بعد أن استنفدوا أغراضهم منه.
يستجدي العلاج من أولئك الذين استعملوه ثم لفظوه إلى قارعة الطريق، في تجسيد فجّ لثقافة الاستهلاك حتى في أدوات الموت. بالنسبة لهم، المقاتل مجرد أداة رخيصة، تُستخدم حتى تبلى، ثم تُرمى إلى سلة المهملات بلا شفقة أو مواربة.
بيادق آل دقلو: أدوات تُستبدل وتُرمى
إلى أبناء القبائل الذين قبلوا أن يكونوا أدوات في يد عبد الرحيم دقلو وعصابته: لا تزال أمامكم فرصة، قد تكون الأخيرة، للفكاك من هذا العار.
لا تنخدعوا بوعود الذين لا يرونكم سوى وقود رخيص لحروبهم القذرة، أدوات تُستبدل متى شاؤوا وتُرمى متى انتهت صلاحيتها.
تاريخ الشعوب لا يرحم المتورطين في خيانة أهلهم. والمكان الوحيد المتاح للخونة هو هامش التاريخ… حيث تُكتب أسماؤهم بمداد الخزي والخذلان.
الخيانة في أبراج دبي وفلل أبوظبي
أما أولئك الذين ارتضوا لأنفسهم التنعّم في أبراج دبي وفلل أبوظبي، وقد باعوا ضمائرهم في سوق الخيانة السياسية، من أمثال خالد سلك، وبنات الصادق المهدي، وأبناء الميرغني، وزمرة قحت العميلة… فأي خزي ألحقتموه بأسمائكم؟ وأي عار سيرثه من يأتي بعدكم؟
كيف تصمدون أمام مرآة أنفسكم، وأنتم تدركون أنكم لا تجيدون سوى الانحناء تحت أقدام من موّلوا الخراب، ولا تصلحون إلا كأدوات رخيصة في يد صُنّاع الموت والتشريد لأهلكم؟
هوية عصيّة على الطمس… وتاريخ لا يرحم الطارئين
هل يظن هؤلاء الطارئون على التاريخ أن بإمكانهم طمس هوية هذا الشعب الأصيل؟
شعب حضارته تمتد من كرمة إلى كوش إلى البجراوية… شعب صاغته المحن، وعركته التجارب، وراكمت ذاكرته الوطنية خبرة الفقد والانتصار.
شعب يعرف من هو، ويعرف جيدًا من هم أعداؤه ومن هم الدخلاء الطارئون عليه.
لن تنجح مؤامرات الخارج، مهما تعاظمت أموال ممولي الحروب أو كثرت أدواتهم المستأجرة، في محو هذا التاريخ أو كسر هذه الإرادة.
ولعلّ أكثر ما يفضح هؤلاء المتآمرين أن يحتاجوا إلى من يذكّرهم بتاريخ وطنهم. حتى أميرة قطرية، غريبة عن هذه الأرض، لم تحتمل صمتهم، فحاولت أن توقظ ما تبقى من ضمائرهم النائمة، وتعيد إليهم ذكرى السودان الذي أنكروا انتماءهم إليه وباعوه في أسواق الخيانة والتآمر.
وبينما هم غارقون حتى الأعناق في حسابات المال المشبوه، فاقدون لأبسط معاني الكرامة والانتماء، جاءت كلماتها كشهادة خارجية تُعرّي خزيهم وتفضح عارهم أمام العالم.
لكن كل هذا العار لن يغيّر من حقيقة راسخة: أن هوية هذا الشعب لا تُمحى بانحدار أخلاقي، ولا تُزيف إرادة أمة كتبت وجودها بالدم والصبر والكبرياء.
هذه الأرض لأهلها… وهذه الهوية عصيّة على التزوير… وهذه الذاكرة لا تُشترى بالدولارات.
هنا السودان… وهنا يسقط كل طارئ، وتنتصر الحقيقة على كل وهم.
الخاتمة: السودان لا يُدار بالوكالة… ولا يُباع في أسواق الدم
نقولها اليوم بوضوح لا يقبل الالتباس:
سوداننا لن يُدار من دبي أو أبوظبي، ولن يُحكم بأموال المرتزقة، ولن يُباع في أسواق الدم، ولن يركع لأشباه الرجال.
هذه الأرض عصيّة على التدجين، محصّنة بالإرادة الوطنية، مشبعة بذاكرة النضال. ستظل راية السودان خفّاقة، وستبقى قلوب أبنائه مشتعلة بنار الكرامة والعزة، مهما اشتد الحصار، ومهما تعاظم طغيان المرتزقة والخونة.
المجد لشعب السودان، المجد لجيشه الباسل، والعار الأبدي لكل من خان.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الرخامة الزرقاء.. كيف غيّر نصف قرن من تغير المناخ وجه الأرض؟
  • الساعة الأخيرة للجنجويد: حين يصبح الهروب هو المصير الوحيد
  • عندما تتكلم الأرض: خواطر من لحظات الزلزال
  • مزمل أبوالقاسم ظلّ مدافعاً ومنافحاً عن السودان الأرض والوطن
  • لهفي علي وطني أراه ممزقا وأري شعوب الأرض يفرقها الهناء
  • أمة من الروبوتات
  • أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعة
  • إلهام أبو الفتح تكتب: ارحموا من في الأرض
  • سيناء.. سقيت بدماء الأبطال