الرباط: «الخليج»
أكد صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن المتغيرات الدولية وتحقيق المصالح الوطنية لا ينفصلان عن الإسهام الفاعل في استقرار النظام الدولي وترسيخ توازناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تبنت نهج الحوار الشامل لتعزيز مساهمتها في محيطها الإقليمي والدولي، وصياغة شراكات تخدم المصالح المتبادلة في عالم تتقاطع وتتشارك فيه التحديات والفرص.


جاء ذلك في كلمته خلال أعمال الدورة الثالثة لمنتدى الحوار البرلماني (جنوب ـــ جنوب) التي تعقد تحت رعاية الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة، وينظمها مجلس المستشارين المغربي بالتعاون مع رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي «أسيكا»، بمقر المجلس بالعاصمة الرباط، تحت شعار: «الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب: رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة للتعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة».
وشارك في المنتدى وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية كل من، سعيد راشد العابدي، وعائشة خميس الظنحاني، ومضحية سالم المنهالي، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وطارق أحمد المرزوقي الأمين العام المساعد لشؤون رئاسة المجلس، كما حضر عيسى علي البلوشي القنصل العام لدولة الإمارات في المغرب.
وأكد غباش أن دولة الإمارات ارتقت بالحوار الفكري والديني باعتباره رسالة حضارية وخياراً ثقافياً وضرورة وجودية تعزز وحدة الإنسانية في مصيرها المشترك، مشيراً إلى مبادرات إماراتية رائدة، منها وثيقة الأخوة الإنسانية وبيت العائلة الإبراهيمية.
وأضاف أن الإمارات جعلت من الحوار السياسي والدبلوماسي أداة لصياغة التفاهمات ونافذة للإرادة الحكيمة لتحقيق السلام، انطلاقاً من إيمانها بأن غاية الحوار هي بناء فضاء دولي يسوده الاحترام المتبادل والمستقبل المشترك للجميع.
كما تبنت الدولة مبكراً نهج الحوار الاقتصادي القائم على الشراكات العادلة والانفتاح المسؤول ونقل المعرفة بما يعزز التنمية المستدامة ويخدم التقدم المشترك، ورسخت مكانتها العالمية باعتبارها مركزاً للابتكار الرقمي والاقتصاد القائم على المعرفة، واحتضنت شراكات دولية في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات الرقمية المتقدمة، لتؤكد أن الحوار بمختلف أبعاده يمثل فلسفة دولة وأداة حضارية لبناء عالم أكثر توازناً وازدهاراً.
وأشار إلى أن دول الجنوب بحاجة إلى إعادة صياغة استراتيجياتها التنموية وبناء اقتصادات رقمية قادرة على الابتكار والمرونة والتنافسية، لتكون فاعلاً رئيسياً في معادلات ومعطيات التحول الدولي المتسارع.
وأكد أهمية الملتقى كمنصة لتبادل الخبرات ومعالجة التحديات انطلاقاً من السياق الثقافي والتنموي لدول الجنوب نفسها، مؤكداً أن برلمانات دول الجنوب تمتلك فرصة تاريخية لترسيخ «حوار الجنوب-الجنوب» وإعادة تعريف التعاون بينها على أساس تكامل استراتيجي، بإطلاق آليات مؤسسية للحوار البرلماني.
وأوضح رئيس المجلس الوطني، أن العالم يشهد خلال هذا العقد تحولات جوهرية تتجاوز إعادة ترتيب موازين القوى لتطال مفاهيم السيادة والتنمية والتعاون الدولي، مشيراً إلى أن النظام العالمي لم يعد ثابت الأطر، بل بات كياناً يتغير باستمرار تحت تأثير الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي وتغير المناخ وانتقال مراكز الثقل الاقتصادي إلى مناطق جديدة وتنامي دور الشركات الكبرى، مما أسس لمفهوم جديد في العلاقات الدولية يقوم على التعددية القطبية.
وأكد أن «حوار الجنوب ـــ الجنوب» يكتسب أهمية متزايدة في هذا السياق، ليس كبديل عن المنظومة الدولية القائمة، بل كمسار موازٍ يعزز التوازن ويعيد الاعتبار إلى مفهوم الشراكة العادلة خاصة وأن دول الجنوب تعد قوة جيوسياسية تمتلك من الموارد البشرية والطبيعية والمقومات العلمية والاقتصادية ما يجعلها فاعلة في رسم السياسات العالمية المستقبلية والتأثير فيها.
اليماحي: ضرورة دعم مسار التحول للاقتصاد الرقمي
أكد محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لدعم مسار التحول إلى الاقتصاد الرقمي وفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة، محذراً في الوقت ذاته من التحديات الأخلاقية التي تثيرها هذه التقنيات الحديثة.
ودعا إلى ضرورة التعامل معها عبر بناء منظومة قانونية معاصرة تضمن تحقيق التوازن بين الإبداع التقني والمسؤولية الأخلاقية وذلك لضمان الاستخدام الآمن لهذه التكنولوجيا وتوظيفها ضمن إطار أخلاقي مسؤول.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس البرلمان العربي، في النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب. (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات صقر غباش المجلس الوطني الاتحادي الإمارات

إقرأ أيضاً:

الأمير تركي بن فيصل يؤكد أهمية الدور الحيوي لدول الخليج العربي في دعم السلام والاستقرار في محيطها الإقليمي والدولي

أكد صاحبُ السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أهمية الدور الحيوي لدول مجلس التعاون الخليجي في دعم السلام والاستقرار في محيطها الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه منطقة الخليج والشرق الأوسط في ظل الاضطرابات العالمية المتزايدة.

جاء ذلك في كلمة لسموه خلال مشاركته بمؤتمر الخليج العربي الذي نظمته رابطة طلاب الخليج العربي في مقر جامعة هارفارد الأمريكية، وأشاد بتلك المبادرة لتقديم صورة مشرقة عن ثقافة وحضارة وتطلعات شعوب الخليج إلى المجتمع الأكاديمي الأمريكي.

وأبرز دور الجيل الجديد من الشباب الخليجي المتعلم في الجامعات العالمية، مؤكدًا أن أوطانهم تعوّل عليهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا.

اقرأ أيضاًالمملكةالبيئة” ترصد هطول أمطار في 7 مناطق والباحة تسجّل أعلى كمية بـ90.6 ملم في بيضان ببني حسن

وأشار الأمير تركي بن فيصل إلى أن منطقة الخليج شهدت تحديات كبرى على مدار عقود، بفعل موقعها الإستراتيجي وثرواتها الطبيعية الغنية، لافتًا النظر إلى أن دول الخليج، تمكنت من خلال الحكمة والدبلوماسية والتحالفات الدولية وتماسكها الداخلي، من الحفاظ على أمنها واستقرارها.

وأكد قدرة دول الخليج على تجاوز جميع التحديات؛ بفضل رؤاها الإصلاحية ومشاريعها التنموية الكبرى، وفي مقدمتها رؤية المملكة 2030، مبينًا أن سرّ نجاح دول مجلس التعاون يكمن في استقرار نظمها السياسية وسلاسة انتقال السلطة، وهو ما أتاح لها التفرغ لتنمية مجتمعاتها وتحقيق الرفاهية لشعوبها.

واختتم كلمته بتأكيد التزامِ المملكة بتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للكتاب» يستضيف ندوة حول دور المرأة في بناء السلام
  • الرئيس السيسي يتسلم وشاح العضوية الفخرية من رئيس المجلس الدولي للرياضة العسكرية
  • رئيس المجلس الدولي للرياضة العسكرية: الفروسية لعبة متميزة وفريدة من نوعها
  • وفد من مجموعة فيينا يزور دار الإفتاء ويشيد بدورها في تعزيز السلام ومواجهة خطاب الكراهية.. صور
  • صقر غباش: توحيد قواتنا المسلحة رسخ أركان الاتحاد
  • المجلس الانتقالي لصحيفة إسرائيلية: ندين استهداف إسرائيل ولا قيود في تواصلنا معها ونسعى للانفصال (ترجمة خاصة)
  • الأمير تركي بن فيصل يؤكد أهمية الدور الحيوي لدول الخليج العربي في دعم السلام والاستقرار في محيطها الإقليمي والدولي
  • فريق طبي إماراتي «الأول» في مسابقة «الدولي للأمراض الجلدية»
  • وزارة الخارجية الإماراتية: ندين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ونؤكد رفضنا القاطع لهذه الممارسات، التي تؤدي لمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة وتعيق جهود المجتمع الدولي لتحقيق السلام والاستقرار
  • وزير الخارجية يبحث هاتفيًا مع مستشار الرئيس الأمريكي المساعي المشتركة لتحقيق السلام