يمانيون../
في ظل الصراعِ الفلسطيني “الإسرائيلي” المُستمرّ، تتعدَّدُ أشكالُ الدعم التي تتلقاها حركاتُ المقاومة الفلسطينية من دول ومنظمات في المنطقة.

من أبرز هذه القوى التي تقدِّمُ دعمًا فاعلًا هو اليمن -قيادةً وشعباً وجيشًا- التي ترى في دعمِ فلسطين جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها العقائدية والسياسية في مواجهة الهيمنة الغربية والصهيونية.

هذا الدعم -الذي يتجاوز البُعدَ السياسي ليصلَ إلى التعاوُنِ العسكري والتقني- يعكس مدى التزام اليمن بالقضية الفلسطينية، ويشكِّلُ جزءًا من محاورِ استراتيجيةٍ أوسعَ.

الأَسَاسُ الفِكري والديني لدعم القضية الفلسطينية:

ينبعُ الدعمُ اليمني، وتحديدًا من حركة أنصار الله، من أُسُسٍ دينيةٍ وعقائدية عميقة تجمع بين الشعبَين العربيين في اليمن وفلسطين. اليمن ترفُضُ اعتبارَ القضية الفلسطينية مُجَـرّد نزاع سياسي، بل هي جزءٌ من صراع طويل ضد الاستعمار الغربي والهيمنة الصهيونية، وهو ما يتقاطعُ مع مفهوم الجهاد الذي تتبناه اليمن. في هذا السياق، ترى أن الدعم للمقاومة الفلسطينية هو واجب ديني وأخلاقي، حَيثُ يعتقد اليمنيون أن الصراعَ في فلسطين هو جزء من معركة أوسع ضد الظلم والاحتلال في المنطقة.

اليمنُ ترى في فصائل المقاومة الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، تجسيدًا للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

الدعم السياسي والدبلوماسي:

منذ اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014م، أكّـدت اليمنُ مواقفَها الثابتةَ تجاه القضية الفلسطينية. فقد ظلت تساند حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية والعربية، مجدِّدةً دعواتها لوقف العدوان الإسرائيلي، ورفضها لأي تطبيع مع الاحتلال. كان المجلس السياسي الأعلى -أعلى سلطة سياسية في صنعاء- من أبرز الأصواتِ التي ترفُضُ أيةَ تسوية أَو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

في الدبلوماسية العربية والإسلامية، تحرصُ حكومةُ صنعاءَ على التأكيدِ على موقفها الرافض للاحتلال الإسرائيلي ودعمها الكامل للمقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي. من خلال هذه المواقف، تسعى إلى الضغط على الدول العربية والإسلامية لتفعيل مواقفها السياسية والدبلوماسية لصالح القضية الفلسطينية.

الدعم العسكري والتقني:

يعد الدعم العسكري والتقني جزءًا من الاستراتيجية التي تتبناها اليمنُ في دعم المقاومة الفلسطينية. على الرغم من التحديات التي تواجهُها؛ بسَببِ الحرب المُستمرّة والحصار المفروض عليها، فَــإنَّ اليمنَ لم تتوانَ عن تقديمِ الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية. هذا الدعم يشمل توفير تقنيات متطورة في مجال الصواريخ والطائرات المسيَّرة، وهي التقنياتُ التي طورَّتها اليمن خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.

التعاون بين القوات المسلحة اليمنية التابعة لـحكومة صنعاء والفصائل الفلسطينية في مجالات التدريب العسكري وتبادُل الخبرات في حربِ العصابات يعد من أبرز أشكال الدعم. هناك تقاريرُ تشيرُ إلى أن اليمنَ قدمت للمقاومة الفلسطينية صواريخَ وطائراتٍ مسيَّرة لتعزيز قدرتها على مواجهة الهجمات الإسرائيلية الجوية، وهي تقنياتٌ يمكن أن تكونَ لها تأثيراتٌ استراتيجيةٌ كبيرة في ميدان المعركة.

إضافة إلى ذلك، نفَّذت القواتُ المسلحةُ اليمنية عملياتٍ عسكريةً في البحر الأحمر استهدفت السفنَ الإسرائيليةَ أَو التابعة لحُماة كيان الاحتلال، في خطوة لتعزيزِ الضغط على “إسرائيل” وتحقيق الردع العسكري. هذه العمليات تكشفُ عن قدرة اليمن على تنفيذ هجمات معقَّدة باستخدام تقنيات متطورة مثل الطائرات المسيَّرة؛ مما يساهمُ في تعزيزِ محور المقاومة في المنطقة.

التأثيرُ على التوازُن الإقليمي والدولي:

الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية ليس مُجَـرّدَ تعبير عن تضامن شعبي، بل هو جزءٌ من استراتيجية أكبرَ تهدفُ إلى تعزيزِ موقفها في مواجَهةِ التحالفات الدولية والإقليمية التي تدعَمُ “إسرائيل”. من خلال دعمِ المقاومة الفلسطينية، تسعى صنعاء إلى إرسالِ رسالة قوية إلى المملكة السعوديّة ودول الخليج التي تسعى إلى تطبيعِ العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.

الآثار الاجتماعية والثقافية في اليمن:

على الصعيد الداخلي، يعكسُ الدعم اليمني لفلسطين روحًا من التضامُنِ الشعبي. في ظل المعاناة الكبيرة التي يواجهُها الشعب اليمني جراء الحرب والحصار، يصبح الدعم لفلسطين جزءًا من الوعي الشعبي الجماهيري. المسيرات والمظاهرات في اليمن تشكل مِنصةَ تعبير قوية عن التزام الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية، وتُظهِرُ مدى تأثير هذه القضية على الوعي السياسي والاجتماعي في اليمن.

إنَّ هذا الدعم يعزِّزُ من مكانةِ اليمنِ بقيادة السيد عبد الملك الحوثي في العالَمِ العربي، ويجعلُها تمثِّلُ القوةَ الإقليميةَ التي تسعى إلى مقاومةِ العدوان الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة. كما أن هذا الموقفَ يخلُقُ تضامنًا جماهيريًّا في المنطقة مع الشعب الفلسطيني؛ مما يعزِّزُ من قوة حركات المقاومة ضد الاحتلال.

التحدياتُ والتأثيرات المستقبلية:

رغم الدعم المُستمرّ الذي تقدِّمُه اليمنُ للمقاومة الفلسطينية، فَــإنَّ هناك تحدياتٍ كبيرةً تواجه هذا الدعم. من بين هذه التحديات، الضغوطُ الدولية والعربية على اليمن، خَاصَّة من قبل الدول المطبِّعة التي ترفض دعم المقاومة الفلسطينية.

ومع ذلك، فَــإنَّ صنعاء مُستمرّة في موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتعملُ على تعزيز علاقاتها مع فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار استراتيجية إقليمية أوسعَ تهدف إلى مقاومة الهيمنة الصهيونية والعدوان الأمريكي. هذا الدعم يعكسُ التزامًا استراتيجيًّا بعيدًا عن الاعتبارات السياسية الضيِّقة، ويشكل رسالةً واضحةً للعدو الإسرائيلي بأن المقاومةَ الفلسطينية ستظلُّ حيةً في كُـلّ زاوية من العالم العربي.

الخُلاصة:

دعم اليمن للمقاومة الفلسطينية هو جزء من رؤية استراتيجية أوسعَ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدِّي للهيمنة الغربية. هذا الدعم العسكري، الدبلوماسي، والتقني يعزز من قوة محور المقاومة في المنطقة، ويضعُ اليمن في موقفٍ قوي على الساحةِ الإقليميةِ والدولية. ورغمَ التحديات التي تواجهها، تظل اليمن متمسكة بمواقفها الثابتة، مؤكّـدة أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية استراتيجية في السياسة الإقليمية والداخلية للبلاد.

* ثائر أبو عياش كاتبٌ فلسطيني- بتصرُّف يسير

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة للمقاومة الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة الدعم العسکری فی المنطقة هذا الدعم فی الیمن م ستمر

إقرأ أيضاً:

قصة صاروخ اليمن الفرط صوتي والفوضى التي خلّفها داخل كيان العدوّ الإسرائيلي

يمانيون../
واااو واااو واااو… ما كُـلُّ هذا الانفجار؟! صاروخكم لم يهزنا بل هز “كيان” (إسرائيل) بكله… هكذا تداول الشارع الصهيوني الحدث.

سَرعانَ ما أطلقت صفّاراتُ الإنذار في كُـلّ اتّجاه، وأمام مرأى المسافرين في مطار اللد (بن غوريون)، كان صاروخُ اليمن الباليستي ذو الحمولة والرأسِ الكبير يهوي ويطلقُ تفجيراتٍ متتالية، وسبقه مشهدُ ملاحقة أنظمة الدفاع الإسرائيلية في أجواء فلسطين المحتلّة، بينما كان ثلاثةُ ملايين مغتصِب إسرائيلي يهرعون بحثًا عن أقربِ الملاجئ للاختباء، حَيثُ امتزجت حالةُ الاستنفار في أجواء يافا مع حالة الهلع التي خلّفها صاروخ يمني باليستي، تصاحبها نوبةُ صُراخ وضجيج للمغتصبين الصهاينة الفارِّين بكل اتّجاه.

في مطار بن غوريون، سمع مراسلُ “رويترز” صفارات الإنذار وشاهد ركابًا يركضون نحو غرف الأمان.

فيما نشر أشخاص داخل المطار مقاطع فيديو صوّرت هواتفهم الذكية عمودًا من الدخان الأسود مرئيًّا بوضوح في مكان قريب، خلف طائرات متوقفة ومباني المطار، كما نقلته “رويترز”.

سرعان ما توالت تداعيات الحدث على عجل. نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن رئيس لجنة موظِّفي هيئة الطيران المدني قوله: إن “هناك مصابًا جراء سقوط الصاروخ بالقُرب من مبنى الركاب رقم 3″، في حين وثَّقت مِنصاتُ التواصل مشاهدَ قالت إنها للحظة سقوط الصاروخ.

قالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية “نجمة داوود الحمراء” إنها عالجت ستة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة.

وقال صحافي من وكالة “فرانس برس” كان داخل المطار وقت الهجوم إنه سمع “دويا قويا” حوالي الساعة 9:35 صباحا، مضيفا أن “الصدى كان قويا للغاية”.

لقد دوّت صفارات الإنذار في منطقة الوسط. ونقل الإعلام الإسرائيلي أنّ صواريخ الاعتراض “لم تنجح في اعتراض الصاروخ”، الذي “أجبر ملايين الأشخاص في المنطقة الوسطى على اللجوء إلى الملاجئ”.

وتحدثت “القناة 12” لكيان العدوّ أن كُلًّا من شركات الطيران السويسرية والنمساوية والأسترالية والأُورُوبية أعلنت إلغاءَ الرحلات الجوية إلى (إسرائيل)، فيما علَّقت شركة لوفتهانزا الألمانية رحلاتِها الجوية إلى تل أبيب اليوم.

وإلى جانب هذا، عادت رحلاتٌ أردنية وهنغارية وهندية أدراجَها بعد أن كانت تستعدُّ للهبوط في مطار اللد “بن غوريون” المحتلّ في تلكَ الساعة.

مع كُـلّ هذه الجلبة التي تركها صاروخُ اليمن الباليستي داخلَ كَيانِ العدوّ، أُلغِيَ اجتماع المجرم نتنياهو مع مجلس وزرائه الأمني، وظهرت الفوضى والرعبُ وحالة الهلع الشديدة في الداخل الإسرائيلي، حَيثُ تتأكّـدُ هشاشةُ هذه البيئة المحتلّة المستندة على قوة ودعم أمريكا وجزءٍ من أُورُوبا… وهي بهذا الوضع الذي يتكرّر مع إطلاق صفارات الإنذار من وقت لآخر، ووصول صواريخ اليمن تواليًا، تعيدُ مشاهد الإذلال المرتبطة بطبيعة المغتصِبين الصهاينة ومجنَّدي وضباط الجيش الإسرائيلي المحتلّ، حَيثُ أظهرت هذه المشاهد حقيقةَ تركيبة العنصر الصهيوني الذليل والغادر منذ بدء حرب غزة وحتى اليوم.

فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية الأمريكية:

أربع طبقات لأنظمة الدفاع يعتمدُ عليها العدوُّ الإسرائيلي لحماية المغتصبات والمدن المحتلّة، جميعها فشلت، بما فيها المنظومات الأمريكية التي تنتشر من البحر الأحمر ومنها منظومة إيدجيس، حَيثُ تتمركز على المدمّـرات الأمريكية وتُستخدم لاعتراض الصواريخ الباليستية والجوالة وأنظمة الدفاع الأمريكية الخَاصَّة بأسطول الولايات المتحدة الخامس والمدمّـرات الأمريكية وحاملات الطائرات الأمريكية ومنظومات الدفاع الصاروخي والجوي.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن منظومتَي “ثاد” الأمريكية و”حيتس3″ الإسرائيلية حاولتا اعتراضَ الصاروخ اليمني، لكنهما فشلتا، في وقت توجّـه ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.

وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن “الصاروخ اليمني تجاوز 4 طبقات من الدفاع الجوي الإسرائيلي وسقط في قلب المطار، مخلِّفًا حفرةً بعُمقِ 25 مترًا”، مشيرة إلى أن الرأس الحربي للصاروخ “كان كَبيرًا للغاية؛ مما تسبب في موجة انفجارات هائلة”. تقول “فرانس برس”: إن “الصاروخ سقط على بُعدِ مئات الأمتار من مدرج المطار”.

طبقاتُ الدفاع الإسرائيلية التي تجاوزها الصاروخ:

• القُبَّة الحديدية: نظام دفاع صاروخي إسرائيلي مصمَّم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والمدفعية.

• باتريوت: نظام دفاع صاروخي أمريكي مصمَّم لاعتراض الصواريخ البالستية والجوالة.

• آرو: نظام دفاع صاروخي مصمم لاعتراض الصواريخ البالستية في الفضاء.

• نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي: نظام دفاع صاروخي متكامل يستخدم لاعتراض الصواريخ البالستية العابرة للقارات.

ومع كُـلّ هذه الكثافةِ في منظومات الدفاع الأمريكية الإسرائيلية وحتى الأُورُوبية، أفشل اليمن كُـلّ تلك التحصينات، وأظهر أن بإمْكَان القدراتِ اليمنية وغير اليمنية أن تصنعَ الفرقَ لصالح مواجهة خطر مشاريع الغرب الصهيوني.

دلالاتُ فشل المنظومة الإسرائيلية الأمريكية:

المسافةُ التي قطعها الصاروخُ الفرط صوتي بخصائصه المعقَّدة للوصول إلى مطار بن غوريون تشير بقوة إلى مدى تطور قدرات اليمن الصاروخية ومدى وسرعة مواكبتها للتحديث والتطوير المستجيب لأية مشاكل أَو عقبات قد تقفُ في طريق وصولها إلى الهدف.

نجاح الصاروخ الذي يحملُ رأسًا كَبيرًا للغاية في الوصول وتجاوز منظومة الدفاع رباعية الطبقات، هو أمرٌ مدهش ومقلق لكيان العدوّ وللأمريكي على حَــدٍّ سواء.

بتجاوز هذا الصاروخ كُـلّ خطوط وطبقات الدفاعات الجوية بدءًا من البحر الأحمر وجغرافية شبه الجزيرة، حَيثُ تنتشر الدفاعاتُ الجوية الأمريكية، فَــإنَّ هذا يشيرُ إلى خصائصَ معقَّدةٍ ترتبط بإمْكَانيات الصاروخ اليمني الفرط صوتي، أهمُّها: امتلاكُ هذا الصاروخ قدرةً كبيرةً على التخفِّي؛ ما يعني استخدامَه تقنياتِ تَخَــفٍّ متطورة جِـدًّا استطاع بها تجاوزَ منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية، وهذا ليس جديدًا؛ فصواريخ اليمن التي وصلت من قبلُ كانت تتمتعُ بتقنيات التخفي، لكن هذا الصاروخ ربما أكثرُ تعقيدًا من سابقاته، حَيثُ يحملُ رأسًا كَبيرًا للغاية، كما أشَارَت وسائل إعلام العدوّ في حديثها عنه.

كذلك سرعته العالية التي تمكّنه من تجاوز منظومة الدفاع الإسرائيلية؛ ولأنه صاروخ فرط صوتي فَــإنَّ سرعته تتجاوز في العموم 5 ماخ وهي أسرع من سرعة كُـلّ صواريخ منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية على حَــدٍّ سواء. والأهمُّ قدرتُه على المناورة وتغيير مساراته خَاصَّةً عند دخوله المجال الجوي واقترابه من الهدف. هذا ما تكشفُه ملاحقةُ منظومات الدفاع لهذا الصاروخ الفرط صوتي لبعض الوقت قبل أن يتجاوزَها بوصوله مطار اللد “بن غوريون” وتحقيقِه لإصابة مباشرة ودقيقة.

ومع تجاوزه لأنظمة الدفاع الإسرائيلية وإصابته للهدف في مطار كيان العدوّ الرئيسي “بن غوريون” فَــإنَّ لهذا دلالاتٍ متعددةً ترتبطُ بمستوى التحدِّي الذي يواجهُه كيانُ العدوّ، حَيثُ تكشَّفت في ضوء هذا الاختراق الكبير للسياج الصهيوني أمورٌ كثيرة، وهي في ذاتها تخلُقُ معضلاتٍ مضافَّةً إلى ما يعانيه كَيانُ العدوّ الهش، أهمُّ تلك الدلالات:

• تآكُلُ الدرع الأمني الإسرائيلي على نحوٍ عميق ومُستمرّ، حَيثُ تأثيرُ العمليات اليمنية ونجاحها؛ صورة واضحة تعزز هذه الحقيقة عن هشاشة “الأمن الإسرائيلي” ومستوياته التقنية التي تجاوزها اليمنُ في مدة وجيزة. في مقابل هذا تعمَّقت الفجوة في الداخل الإسرائيلي؛ إذ أصبحت ثقة الشارع الصهيوني في قادته في أسوأ حالاتها.

هناك تحديات كبيرة جِـدًّا تواجه منظومة الدفاع الإسرائيلية اليوم بعد اختراق كُـلِّ دروعها الحصينة؛ ما يعني انكشاف مجتمع المغتصبين وزوال شعور الأمان الذي ليس بالسهولة استعادته. يمكن تخيل صورة الشارع الصهيوني في حال وُجهت مئات الصواريخ إلى المغتصبات وما يمكن أن تعقبه من تأثيرات عميقة في بنية هذا المجتمع اللقيط.

إظهارُ قدرات اليمن العسكرية المُستمرّة والمتقدمة والتي تمتزجُ مع جغرافيته الصُّلبة كقاعدة قوية لمواجهة الخطر والمشروع الصهيوني العالمي وهزيمته في النهاية.

وعلى خلفية هذا الحدث الذي يشعل حالة الصراع السياسي ويعمق الفجوة في الداخل الإسرائيلي، يؤكّـد الإعلام الإسرائيلي، اليوم الأحد، أن قيادة منظومات الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي فتحت تحقيقًا عقبَ سقوط الصاروخ اليمني بالمطار. هذا ليس لشيء إلا لتخفيفِ حدة الانتقادات التي ستصُبُّ جامَ غضبِها على المجرم نتنياهو وفريقه الدموي، من قبل معارِضيه في الداخل الإسرائيلي، في محاولة للنيل منه في سياق تنافسها وصراعها المحموم.

مقالات مشابهة

  • في ضاحية السيّد.. هنا اليمن!
  • لجان المقاومة الفلسطينية تعلن تضامنها الكامل مع اليمن شعبا وقيادة وجيشا في مواجهة العدوان الصهيوني – الأمريكي
  • كيف ستواجه المقاومة الفلسطينية التهديد الإسرائيلي باحتلال غزة؟
  • 7 غارات أمريكية على اليمن.. وانفجارات عنيفة تهز محافظة الجوف
  • غارات "أميركية" على اليمن بعد استهداف الحوثيين مطار بن غوريون في إسرائيل  
  • قصة صاروخ اليمن الفرط صوتي والفوضى التي خلّفها داخل كيان العدوّ الإسرائيلي
  • المقاومة الفلسطينية تبارك عملية قوات صنعاء في عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي
  • حماس تشيد بضربات اليمن: التزام صادق ونصرة لفلسطين
  • أنصار الله يدين العدوان الإسرائيلي على سوريا ويحذر من مغبة التساهل
  • اليمن لا يهدأ.. تل أبيب تحت نيران "أنصار الله" وجيش الاحتلال يستنفر