هل أصبحت ألمانيا “الرجل المريض” في أوروبا؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
ألمانيا – تهيمن الخشية من حصول تراجع اقتصادي في ألمانيا، أكبر اقتصاد أوروبي، خاصة بعد توقعات صندوق النقد بأنها الوحيدة التي ستشهد انكماشا في 2023، ما يعرض حكومة أولاف شولتس لضغوط جمة.
يمر الاقتصاد الألماني بصعوبات، حيث أن نمو إجمالي الناتج المحلي معدوم بين أبريل ويونيو، بعد ربعين متتاليين من التراجع وفقا لأرقام نهائية نشرت اليوم الجمعة.
وعندما تعاني الصادرات والصناعة من مشاكل، تؤثر سلبا على الاقتصاد الألماني برمته. فهذان القطاعان الأساسيان في الاقتصاد الألماني يتأثران كثيرا بارتفاع الأسعار ونسب الفائدة وصعوبات الاقتصاد الصيني.
وأوضح وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك لصحيفة “دي تسايت”، أن “50 % تقريبا من إجمالي الناتج المحلي الألماني يأتي من الصادرات. فهي مصدر ثروتنا.. عندما يضعف الاقتصاد العالمي، تتضرر ألمانيا أكثر من غيرها”.
وتعتبر الصين، التي يواجه انتعاشها الاقتصادي صعوبات، شريك ألمانيا التجاري الأكبر. ويضاف إلى ذلك أزمة الطاقة التي عانت منها الشركات الألمانية التي كانت تحصل على الغاز الروسي بأسعار منخفضة، وباتت تشتريه من مزودين يفرضون أسعارا أعلى.
ماذا تناقش الحكومة ؟
تظهر إلى العلن الانقسامات داخل الائتلاف الحكومي المؤلف بشكل غير مسبوق من الاشتراكيين الديموقراطيين المتحالفين مع الخضر، الذين يتولون حقيبة الاقتصاد، والليبراليين المكلفين وزارة المال.
فروبرت هابيك يؤيد أن تثبت حتى عام 2030 أسعار الكهرباء، لأكثر الصناعات استهلاكا للطاقة من خلال دعم نفقاتها.
ويقدر الوزير كلفة هذا الإجراء بعشرين مليار يورو، وهو يهدف إلى المحافظة على قدرة قطاعات معينة على المنافسة مثل الكيمياء والتعدين، بانتظار تطوير قطاعي إنتاج الطاقة من الشمس والرياح.
ورد وزير المال الليبرالي كريستيان ليندنر قائلا “يستحيل التدخل مباشرة في السوق من خلال توزيع الدعم”. أما أولاف شولتس فهو يعارض أيضا أي آلية تعطي امتيازا لقطاعات معينة، خلافا للكثير من نواب حزبه.
ويعول كريستيان ليندنر على تخفيضات ضريبية للشركات. إلا أن اعتراض وزيرة مدافعة عن البيئة حال دون أن يقر مجلس الوزراء حزمة تخفيضات ضريبية تزيد عن ستة مليارات يورو الأسبوع الماضي.
وكتبت صحيفة “بيلد” الشعبية “الائتلاف مجددا على شفير الانهيار. يا لها من انطلاقة سيئة بعد عطلة الصيف!”
ما هي نصائح خبراء الاقتصاد؟
رأى الخبير مارسل فراتشكير مدير معهد “DIW Berlin” الاقتصادي أن “مشكلة ألمانيا ليست ظرفية بل بنيوية”.
وأوضح في تحليل صدر هذا الصيف أن ألمانيا بحاجة “إلى برنامج تحول على المدى الطويل مع ضخ كمية كبيرة من الاستثمارات وتخفيف الإجراءات البيروقراطية وتعزيز الأنظمة الاجتماعية”.
وثمة إجماع واسع على تشخيص المشكلات التي تتمثل في عدم القدرة على توقع كلفة الطاقة على المدى المتوسط، وعبء الضوابط والقواعد المعتمدة ونقص اليد العاملة المؤهلة، والرقمنة البطيئة جدا التي تكبح الشركات في أكبر اقتصاد أوروبي.
ويتفق الجميع أيضا على أن “خفض الضرائب وبرنامج الانعاش الاقتصادي التقليدية ليست الإجراءات المناسبة في ظل الوضع الراهن” على ما أكد خبير الاقتصد سيبستيان دوليين.
هل الوضع خطرا؟
إزاء الكلام عن وضع الاقتصاد المقلق، يحاول خبراء التخفيف من المخاوف. حيث يقول كليمنز فويوست من معهد ايفو الاقتصادي إن “ألمانيا أشبه بشخص أربعيني حقق نجاحا لفترة طويلة لكن بات عليه تغيير مساره المهني الآن”.
ويرى هولغر شميدينغ الخبير الاقتصادي لدى برينبرغ، أن ذلك صعب لكنه غير مستحيل. فخلافا لمرحلة 1995-2002، التي صنفت ألمانيا خلالها بأنها رجل أوروبا المريض فإن “الكثير من الأطراف الفاعلين في الحكومة والمعارضة يتفقون الآن لا سيما بشكل عام، على ضرورة إحداث تغييرات كبيرة”.
وخلافا لمطلع الألفية، فالبطالة شبه معدومة في البلاد. ويرفض ألاوف شولتس الكلام المتشائم. حيث قال مؤخرا: “يجب ألا نرسم صورة قاتمة وأن نصطنع أزمة”، مشيرا إلى أن شركة “إنتل” الأمريكية العملاقة في صناعة شبه الموصلات اختارت ألمانيا لاستثمار مبالغ كبيرة فيها.
المصدر: أ ف ب
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الاقتصاد الألمانی
إقرأ أيضاً:
قائد منتخب ألمانيا: لقب دوري أمم أوروبا سيساعدنا في كأس العالم
قال جوشوا كيميتش، قائد المنتخب الألماني لكرة القدم، إن الفوز بلقب دوري أمم أوروبا في يونيو المقبل يمكنه أن يساعد الفريق في بطولة كأس العالم التي تقام العام المقبل.
وخلال تصريحاته لشبكة "زد دي إف" مساء السبت قبل مواجهة المنتخب الإيطالي في دور الثمانية، استشهد كيميتش بمثال المنتخب الإسباني الذي فاز بيورو 2024 في العام التالي من حصده لقب دوري أمم أوروبا.
وقال كيميتش:" الجميع يقول لا نهتم حتى يتوجون باللقب. لدي شعور أن الإسبان استمتعوا بالفوز بلقب دوري الأمم. يجب أن يكون هذا هو هدفنا أيضا".
وأضاف:"مقتنع أنه لا يمكنك أن تتوجه لبطولة وتقول، الآن نحن جاهزين، الآن سنقدم أقصى ما عندنا، الآن سنلعب بشكل جيد.من المهم أيضا أن يكون الطريق إلى البطولة جيدا ومتسقا وناجحا. يمكن لدوري الأمم أن يساعدنا في هذا الصدد".
ويتجمع المنتخب الألماني غدا الاثنين لمواجهتي المنتخب الإيطالي يوم الخميس في ميلانو، ويوم الأحد في دورتموند.الفائز من تلك المواجهة سيستضيف مباريات الدور قبل النهائي التي تقام مطلع يونيو/حزيران.
وتقام بطولة كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. ويرغب المنتخب الألماني، الفائز باللقب أربع مرات، في أن يحقق نتائج أفضل من التي حققها في آخر نسختين عندما ودع البطولتين من دور المجموعات.
وينتظر أن يخوض كيميتش مباراتيه رقم 98 و99 أمام إيطاليا، مما يعني أنه سيصل إلى مباراته رقم مئة حال وصول المنتخب الألماني للدور قبل النهائي.
وقال:"بالنسبة لي، 100 مباراة دولية هو أمر مميز للغاية. الوصول لهذا الرقم سيكون شيئا سأفخر به. لذلك أنا أتطلع للوصول للرقم 100، ويفضل أن يكون ذلك في نصف النهائي، وسنبذل قصارى جهدنا الأسبوع المقبل."