«الجارديان»: هل يؤثر مقتل بيرجوجين على علاقة الدول الإفريقية بروسيا؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
طرح مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية سؤالا حول مدى تأثير مقتل يفجيني يبرجوجين قائد ومؤسس جماعة فاجنر، التي كانت تقاتل في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا، على علاقة العديد من الدول الأفريقية بروسيا.
وأشار كاتب المقال جاسون بورك إلى أن مقتل قائد فاجنر في حادث طائرة يوم الأربعاء الماضي بالقرب من العاصمة الروسية موسكو قد يدفع العديد من قادة الدول الأفريقية للسعي من أجل توطيد علاقاتهم بالكرملين، موضحا أن العديد من المحللين السياسيين يرون أن مقتل بيرجوجين قد يدفع العديد من هؤلاء القادة، الذين كانوا يعتمدون على جماعة فاجنر لتوطيد أركان حكمهم، إلى السعى في الوقت الراهن لتعزيز علاقاتهم بموسكو عوضا عن جماعة فاجنر.
وأعرب الكاتب عن رأيه أن تلك الجهود من جانب قادة تلك الدول الأفريقية من شأنها تقوية نفوذ روسيا في القارة الأفريقية وتحقيق مكاسب اقتصادية واسعة لموسكو.
وأوضح المقال أنه على مدار ما يقرب من خمس سنوات قام العديد من قادة الدول الأفريقية بتعزيز التعاون مع جماعة فاجنر وهو ما سمح لبيرجوجين ببسط النفوذ الروسي على أجزاء واسعة من القارة الأفريقية كما سمح باستحواذ روسيا على كميات كبيرة من المواد الخام النفيسة مثل الذهب والأخشاب من تلك البلاد وهو ما جلب ثروات طائلة على موسكو.
وكشف المقال أن العديد من الدول الأفريقية الصغيرة ظلت على مدار سنوات واقعة تحت نفوذ جماعة فاجنر بقيادة بيرجوجين وهو ما سمح لجماعته ببسط السيطرة الروسية على دول عديدة تمتد مساحتها من سواحل البحر المتوسط حتي موزمبيق.
ولفت المقال إلى أن بيرجوجين كان قد ظهر الأسبوع الماضي وقبل وفاته بأيام قليلة في مقطع فيديو وهو يرتدي زيا عسكريا قائلا أنه يتحدث من فوق أراضي أفريقية من المرجح أنها دولة مالي، مشيرا إلى أن العديد من المصادر أكدت آنذاك أن جماعة فاجنر قامت بنشر حوالي 800 محارب من أعضائها هناك لمساعدة قوات الجيش المالي في محاربة الجهاديين الإسلاميين والمتمردين على السلطة.
وأكد المقال أن تواجد فاجنر في مالي تم طبقا لاتفاق مع السلطة الحاكمة في البلاد في أعقاب انقلاب عسكري هناك في ديسمبر عام 2021، مشيرا في نفس الوقت إلى أن قائد جماعة فاجنر كان قد قام بزيارة أيضا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لتعزيز أركان النظام الحاكم هناك. ويوضح المقال أن نفوذ جماعة فاجنر امتد ليشمل الكاميرون وبوركينا فاسو والكونغو الديمقراطية إلى جانب دول أخرى مثل مالي وموزمبيق.
وبعد مقتل بيرجوجين، يرى بعض المحللين أن موسكو لن تتخلى عن نفوذها في أفريقيا والذي أسهمت جماعة فاجنر في تعزيزه على مدار السنوات الماضية حيث تمكنت فاجنر من الحصول على كميات كبيرة من المواد الخام النفيسة والتي مكنت موسكو من الالتفاف حول العقوبات الاقتصادية الواسعة التي فرضتها عليها الدول الغربية في أعقاب العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدول الأفریقیة العدید من المقال أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر الرفق بالأطفال في تربيتهم وبرهم بوالديهم؟
فقد تحدثت الدكتورة بدرية الحوراني –خلال الحلقة– عن ابنها هشام الذي فارق الحياة صغيرا وما تركه رفقه بها من أثر عليها بعد موته، وقالت إنه هو من كان يدللها بدلا من أن تدلله هي.
تقول الحوراني إن زوجها قتل في الأحداث الطائفية التي عاشتها العاصمة العراقية بغداد عام 2006، وكان عمر ابنها هشان لا يتجاوز العامين ونصف العام.
وكان هشام الأصغر بين 4 أيتام، وتقول أمه إنه كان جميلا في الشكل والروح والصفات وتستذكر العديد من مواقفه معها قبل موته بمرض فشل النخاع العظمي.
ورغم أنه الأصغر بين أولادها، فقد أبدى هشام اهتماما أكثر بأمه التي تقول إنه لم يتعبها يوما في تربيته ولا في دراسته ولا حتى في مرضه الذي قضى فيه.
ولم يكن هشام يريد -على صغر سنه- إلا إرضاء أمه حتى إنه كان يقصّ يشعره وهو شاب بالطريقة التي ترضى هي عنها. كما أنه لم يكن يجعلها تعدّ طعام الفطور تحديدا له، وإنما كان يعدّه هو لها، كما تقول.
الرفق أفضل صفات التربية
وخلال الحلقة، قال الشيخ حازم بوموزة إن على الوالدين أن يضعا الحسم والرفق كلا في موضعه وهم يربيان أولادهما، مؤكدا أن الرفق هو أفضل صفات التربية لأنه "ما دخل في شيء إلا زانه ولا خرج من شيء إلا شانه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم".
إعلانوقد لفت الشيخ إلى قوله تعالى مخاطبا نبيه محمد "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، رغم أنه أرحم البشر وأفضلهم خلقا وأكثرهم حلما بأمته، كما يقول الشيخ.
وقال الشيخ إن الضرب والعنف ليسا وسيلة صحية للتربية وإن التغافل ومعايشة الأولاد بالرفق واللين هو أفضل ما يربي الأولاد، مؤكدا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما ضرب ولدا ولا جارية ولا امرأة قط.
وقد حض رسول الله على إظهار المشاعر للأولاد وتقبيلهم من باب الرحمة، وهو أمر لا يتنقص من هيبة الأب ولا مكانته، وقد حضّ نبي الله لقمان ولده على التواضع مع عدم التهاون في الكرامة والاقتصاد في المشية والصوت، كما يقول الشيخ بوموزة.
ويضيف الشيخ أن الكلام من أهم مهارات تربية الأولاد، لافتا إلى أن فعل "القول" كان الأكثر ورودا في القرآن ولم يكن مرتبطا بالأسرة فقط بل بالتعامل مع الناس جميعا ومن ذلك قوله تعالى "وقولوا للناس حسنا".
كذلك فإن الوالدين عليهما تذكر أنهما مسؤولان عن تربية الأولاد وليس فقط عن التعليم والدراسة والطعام والشراب، وقد قسم الإسلام مراحل التربية إلى ثلاث "سبع للتربية، وسبع للضرب، وسبع للصداقة".
وروى الشيخ قصة شاب يعيش حياة الملوك لكنه عندما سأله عن علاقته بأبيه كان رده أنه لم يكن يحبه لأنه كان دائم الانشغال عنه ولا يمنحه أي شيء من وقته.
لذلك، يقول الشيخ إن من الدين أن يعطي الإنسان وقتا لرعاية أولاده والحديث معهم ومعرفة شأنهم حتى لا ينفصلوا عنه ويعاملوه معاملة الأغراب إن كبروا.
15/3/2025