لندن «أ.ف.ب»: في الهجوم، وفي الوسط، وفي الدفاع، ستكون هناك مواجهات ثنائية قوية في كل ركن من الملعب غدًا الثلاثاء في لندن في قمة أرسنال الإنجليزي وباريس سان جرمان الفرنسي في ذهاب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا حيث ستكون الأخطاء مكلفة جدا.

نونو منديش - بوكايو ساكا

الأول يبلغ من العمر 22 عاماً، والثاني 23 عاماً.

هما أعسران، ومن المتوقع أن يتواجها مجدداً، بعد سبعة أشهر على مواجهتهما الأولى (2-0 في مرحلة المجموعة الموحدة) التي تألق فيها الجناح الأيمن الدولي الإنجليزي بتسجيله الهدف الثاني.

لكن منذ أكتوبر الماضي، خطا نونو منديش، الظهير الأيسر لباريس سان جرمان، خطوة كبيرة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو ما يتضح من أدائه الرائع ضد ليفربول الانجليزي في مواجهة نجمه الدولي المصري محمد صلاح، حيث حدَّ من خطورته بشكل مثالي.

على الصعيد الدفاعي، حقق المدافع الدولي البرتغالي تقدماً رغم بعض الثغرات في التركيز، بينما ظل فعالاً في الهجوم كما كان دائماً. في سجله أربعة أهداف مع تمريرتين حاسمتين في المسابقة القارية العريقة حتى الآن هذا الموسم، بينها هدفان في مرمى أستون فيلا الإنكليزي في ربع النهائي (واحد في الذهاب ومثله في الإياب).

في المقابل، عاد ساكا، الفتى المدلل لجماهير النادي اللندني، إلى المنافسة في الوقت المناسب، بعد غياب لمدة ثلاثة أشهر بسبب إصابة في أوتار الركبة. كان حاسما في إقصاء ريال مدريد من ربع النهائي بفضل الخطأين اللذين اقتنصهما ذهابا وتسببا في حصول فريقه على ركلتين حرتين مباشرتين كانتا مصدر الهدفين الرائعين لديكلان رايس، قبل أن يهز الشباك في مباراة الإياب التي أهدر خلالها ركلة جزاء أيضا.

تقتصر خبرة الجناح المتألق في المراوغة في دوري أبطال أوروبا على موسمين فقط، لكنه شارك في نهائيات كأس أوروبا مرتين ووصل إلى ربع نهائي كأس العالم 2022.

عثمان ديمبيليه - وليام صليبا

يخوض الفرنسيان ديمبيليه وصليبا، وصيفا بطل العالم 2022، مواجهتهما في فترة صعبة لكليهما.

بعد أن كان فعالا بشكل لا يصدق في النصف الأول من الموسم، فشل ديمبيليه في التسجيل في المباريات الست الأخيرة، وهو صيام تهديفي جاء في أسوأ وقت ممكن بالنسبة لباريس سان جرمان الذي فاز في مباراة واحدة فقط من آخر أربع مباريات في مختلف المسابقات.

يملك فرصة ذهبية لفك صيامه عن هز الشباك غدًا الثلاثاء في لندن، حيث غاب عن المواجهة السابقة بين الفريقين في أكتوبر الماضي بسبب مشكلة انضباطية. وهذه المرة على ملعب الإمارات، يتعين عليه استعادته هدوئه وفعاليته أمام المرمى.

سيواجه "ديمبوز"، وهو لقب ديمبيليه، زميله الدولي صليبا، قطب الدفاع الأنيق والقوي الذي يعد أحد أعمدة الدفاع الأفضل في إنكلترا حاليا، لكنه يرتكب أخطاء قاتلة في بعض الأحيان.

وفي حين نجح المدفعجي في احتواء تهديد مواطنه نجم ريال مدريد كيليان مبابي في ربع النهائي، فإنه ارتكب خطأ فادحا أدرك منه البرازيلي فينيسيوس جونيور التعادل (1-2) قبل أن يكرر الخطأ ذاته الأربعاء ضد كريستال بالاس في مباراة مبكرة من الدوري المحلي استفاد منها هذه المرة مواطنه جان-فيليب ماتيتا مدركا التعادل (2-2).

فيتينيا - ديكلان رايس

من المتوقع أن تكون المعركة مثيرة في خط الوسط. يجسد رايس الذي سجل هدفين رائعين من ركلتين حرتين في مرمى ريال مدريد، طموحات أرسنال الجديدة. في الجهة المقابلة، فيتينيا هو قائد الأوركسترا الباريسية. لكن الأخير، مثل فريقه، يمر بمرحلة حساسة إلى حد ما.

بدا أقل دقة في اختياراته في المباريات الأخيرة، وأحياناً بعيدا عن مستواه كما حدث في مباراة إياب ربع النهائي ضد أستون فيلا (2-3)، حيث كان شبه غائب وكأنه منفصل عن الواقع.

فهل سيتمكن هو وزميلاه مواطنه جواو نيفيش والإسباني فابيان رويس من مقاومة قوة خط وسط النادي الإنجليزي بقيادة رايس الذي تألق بشكل كبير ضد النادي الملكي؟.

"جيجو" دوناروما - دافيد رايا

بعد أن عانى لفترة طويلة من الإخفاقات في المباريات الكبرى، لعب دوناروما دور المنقذ ضد ليفربول وأستون فيلا الانجليزيين.

لولا تدخلاته الحاسمة لما وصل باريس سان جرمان إلى نصف النهائي مرة أخرى. بعدما كان ضعيفا في كثير من الأحيان في خروجه لإبعاد الكرات العالية أو بعيدًا عن مرماه، حقق تقدمًا واضحًا في هذا المجال وواصل تأكيد أحقيته في كونه واحدا من أفضل حراس المرمى في العالم.

في الجهة المقابلة، يتميز رايا بالثبات في الأداء، لكنه أيضًا يرتكب الأخطاء، كما حدث الأربعاء ضد كريستال بالاس بخروج خاطئ لإبعاد كرة عالية، ولعبه الخطير بقدمه بالإضافة إلى تمركز خاطئ.

برغبته في المشاركة في اللعب بقدمه، فإنه غالبا ما يبتعد عن خط مرماه، وهوما قد يستغله لويس إنريكي ورجاله.

ماركينيوس - مارتن أوديجارد

يحتاج كلا القائدين إلى مباراتين فقط لقيادة نادييهما إلى المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخهما.

ويعد الدولي النروجي أوديجارد هو القلب النابض والموزع لأرسنال، لكن موسمه أقل اكتمالاً من العام الماضي، بالنظر إلى إحصائياته وتأثيره المتراجع قليلاً.

في المقابل، فإن الدولي البرازيلي ماركينيوس الذي سيبلغ قريبا 31 عاماً، فهو أكبر لاعب في التشكيلة الأساسية للويس إنريكي. ظهر بشكل قوي هذا الموسم حتى الأسابيع القليلة الماضية. أولاً ضد أستون فيلا (2-3) في المسابقة القارية، ثم ضد نيس (1-3) الجمعة، وهي أول هزيمة لفريقه هم هذا الموسم في الدوري الفرنسي. سيتعين عليه تبديد هذا المستوى المخيب غدًا الثلاثاء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دوری أبطال أوروبا ربع النهائی سان جرمان فی مباراة

إقرأ أيضاً:

العشاء الذي أسهم في إنقاذ أوروبا

في عام 1979، خلال الزيارة الأولى ليوحنا بول الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد تربعه على كرسي البابوية الكاثوليكية، التقى بول الثاني بالرئيس جيمي كارتر في البيت الأبيض. ولم يمض وقت طويل على ذلك، حتى وجه البابا دعوة إلى زبجنيو بريجينسكي، مستشار الأمن الوطني للرئيس كارتر، لحضور عشاء في سفارة الفاتيكان بواشنطن. كان كارتر قد رغب خلال مناقشته مع البابا حديث الانتخاب في تناول مسألة انحدار الأخلاق بجانب الشؤون العالمية، أما بريجينسكي فكانت في ذهنه مواضيع أكثر نزوعا إلى العملية.

كان الهاجس المشترك الذي يسيطر على البابا والمستشار هو الاتحاد السوفييتي. وفيما يتناولان عشاء بسيطا في السفارة البابوية للكرسي الرسولي، استكشفا السبل التي يستطيعان بها معا إضعاف قبضة موسكو على الأمم الواقعة في أسرها. أصيب بريجينسكي بالذهول من فرط معرفة البابا بالشؤون الجيوسياسية وسعة اطلاعه عليها. فقال مازحا: إن كارتر أقرب إلى زعيم روحي بينما البابا أشبه برجل دولة دنيوي. فإذا بالزعيم اليسوعي يؤكد المزحة بضحكة ارتج لها بطنه حسبما كتب بريجينسكي في يومياته الخاصة التي حصلت عليها بصفة حصرية.

ابتداء بذلك العشاء، جمع تحالفا وثيقا بين الرجلين بولنديي المولد، اللذين كان أحدهما أول بابا للكنيسة الكاثوليكية من خارج إيطاليا منذ أربعمائة وخمسة وخمسين عاما وكان الثاني أول أمريكي بولندي الأصل يتولى منصبا استراتيجيا رفيع المستوى (ولعله الوحيد إلى الآن).

وتبين في أواخر عام 1980 أن تلك العلاقة وليدة الصدفة شديدة الأهمية، وذلك عند إثناء السوفييت عن غزو بولندا التي كانت (حركة التضامن) قد ظهرت فيها للتو بوصفها تحديا جسيما للحكم الشيوعي. ودامت الشراكة من خلال التحاور في زيارات بريجينسكي للفاتيكان، وفي مراسلات مطولة بخط اليد، واتصالات عبر الهاتف. حتى أن هاتف بريجينسكي في البيت الأبيض كان فيه زر للاتصال السريع عليه حرف الباء من كلمة البابا.

علاقة البابا يوحنا بول مع بريجينسكي مثال ناصع لنجاح الدبلوماسية عند توافر الثقة المتبادلة. وقد يندر التوافق الغريزي، لكنه يكون عظيم الأثر عند توافره. والحوار الدائم سواء بين الأصدقاء أو بين الخصوم أمر شديد الأهمية في عالمنا المتقلب اليوم. والقدرة في لحظة التوتر على تناول الهاتف مع العلم بإمكانية الوثوق في الطرف الآخر أمر لا يتحقق إلا نتاجا لعمل وجهد مستمرين.

غير أن صعوبة تخصيص الوقت اللازم لذلك أمر يزداد صعوبة. كما أن التكنولوجيا تتيح وجود المبعوثين الرئاسيين على مقربة من البيت الأبيض ليستجيبوا لسيل الطلبات المتنافسة. والعالم بات أشد تعقيدا مما كان عليه الحال قبل أربعين سنة، ولم يتدن وضع الدبلوماسيين في الولايات المتحدة قط بقدر ما هو اليوم. والرصد الإعلامي المستمر على مدار الساعات الأربع والعشرين يجعل الخصوصية والسرية أمرا شديد الصعوبة. فزيارة كزيارة هنري كيسنجر السرية إلى بكين سنة 1971 لتمهيد التقارب مع ماو تسيتونج أمر يصعب تصوره اليوم.

كما أن كيسنجر أقام علاقات قوية مع نظرائه السوفييت (في حين كان بريجينسكي مكروها هناك، فأبقاه الرئيس كارتر بعيدا عنهم). وحتى مع قيام الرئيس ريتشارد نيسكون بإغواء الصين لتبتعد عن كتلة الاتحاد السوفييتي في الحرب الباردة، كان كيسنجر يتودد إلى وزير الخارجية السوفييتي المتزمت أندريه جروميكو، ويتناول العشاء بين الحين والآخر مع أناتولي دوبرينين السفير السوفييتي القديم في واشنطن. فاستطاعت الولايات المتحدة إبعاد الصين عن الاتحاد السوفييتي مع ترسيخ الوفاق مع موسكو فكان ذلك مأثرة للدبلوماسية. وكان أيضا ثمرة لاستثمار الوقت في تمتين العلاقات الشخصية.

من الأمثلة القليلة الحديثة على الحوار الدائم بين الخصوم مثال جيك سوليفان ـ مستشار الأمن الوطني للرئيس جو بايدن ـ ووانج جواي كبير الدبلوماسيين الصينيين. ففي النصف الثاني من ولاية بايدن، التقى الرجلان في فيينا، ومالطا، وبانكوك، وبكين، وواشنطن لإجراء محادثات وصلت إلى خمسين ساعة بحسب ما قال سوليفان. غير أن سعي جيك سوليفان إلى إضفاء طابع الاستقرار على العلاقات الأمريكية الصينية انتهى فجأة بانتصار دونالد ترامب في نوفمبر الماضي. ولم يستجب الرئيس ترامب حتى الآن لطلب الصين منه تعيين مبعوث خاص.

بدون الثقة التي تنجم عن صلابة العلاقة بين المسؤولين، تزداد كثيرا خطورة أن يقع بالصدفة حادث عسكري ناجم عن سوء التواصل أو الجهل. فيجب في المقام الأول ألا توجد مفاجآت. والحديث المسهب يوضح نوايا الجانب الآخر ويقلل فرص حسابات خاطئة قد تكون مهلكة. وحتى بدون أولويات الرئيس ترامب المتغيرة التي لا يمكن التنبؤ بها، فإن عالمنا اليوم أشد صعوبة على أي رئيس أمريكي من مناورة الانقسام بين القطبين في أثناء الحرب الباردة.

لم يكن دأب المناورات السياسية الأمريكية قط أن تتوقف عند حدود البلد. لكن السياسة الخارجية لم تكن مسيَّسة خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بقدر ما هي اليوم.

فلقد بلغ الخطر على بولندا سنة 1980 نقطة الذروة بعد أن خسر كارتر الانتخابات أمام رونالد ريجان. ففي السادس من ديسمبر، حذر رئيس المخابرات الأمريكية ستانسفيلد تيرنر الرئيس الأمريكي من احتمال قيام الاتحاد السوفييتي بغزو بولندا في غضون ثمان وأربعين ساعة. وكان للسوفييت قرابة خمس عشرة كتيبة على حدود بولندا. وكان بريجينسكي والبابا يوحنا بول يعملان معا منذ أسابيع عبر الهاتف لتحذير حركة التضامن وزعيمها الكاريزمي ليخ فاونسا من أجل كبح الخطاب المعادي للسوفييت. إذ قالا له إنه لا ينبغي إعطاء السوفييت ذريعة لعبور الحدود.

في الوقت نفسه، أوضحت واشنطن وزعماء الأمم المتحالفة والفاتيكان للسوفييت أن بولندا أمر غير قابل للهضم. فخلافا لغزو السوفييت للمجر سنة 1956 ولتشيكوسلوفاكيا سنة 1968، سوف يقابل الجيش الأحمر مقاومة ثقيلة من العمال المنتمين إلى نقابة فاونسا العمالية الجماهيرية، ومن الكنيسة الكاثوليكية، بل ومن عناصر في الجيش البولندي. وفي أثناء ذلك، كان بريجينسكي يطلع فريق الرئيس التالي على المستجدات. ووافق مستشار الأمن الوطني القادم ريتشارد ألن على تأكيد تحذيرات كارتر لموسكو.

لم يقتصر انتفاع علاقة بريجينسكي بالبابا يوحنا بول على أصولهما البولندية فقط، وإنما انتفعت أيضا من التوقيت: فقد انتخب كاروف فويتيلا لمنصب البابوية سنة 1978. وعندما أعلن الفاتيكان النتيجة، أمر يوري أندروبوف ـ رئيس جهاز كيه جي بي ـ بإعداد تقرير عن الانتخابات، فكشف التقرير عن مؤامرة بريجينسكي لتزوير اجتماع الكرادلة. لم يكن من أساس لذلك الزعم. ولكن علاقة البابا وبريجينسكي جاءت تعويضا لجنون موسكو. وبسبب التنسيق بينهما في التكتيكات، وهو التنسيق القائم على الثقة والصداقة، ساعدا في الحيلولة دون وقوع غزو كان يمكن أن يغير

مسار التاريخ.

إدوارد لوس صحفي إنجليزي يعمل محررا للشؤون الأمريكية وكاتب عمود في فايننشال تايمز.

** خدمة نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • هل أرسنال المرشح الأول للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا؟ أرتيتا يجيب
  • العشاء الذي أسهم في إنقاذ أوروبا
  • موعد مباراة أرسنال ضد سان جيرمان بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة
  • أرتيتا يواجه قدوته إنريكي في نزال أرسنال وسان جيرمان
  • سلافكو فينتشيتش حكما لمباراة أرسنال وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا
  • ترتيب هدافي دوري نايل قبل مباريات اليوم الإثنين
  • أرسنال يتحدى باريس سان جيرمان وبرشلونة في مهمة صعبة أمام إنتر بقبل نهائي دوري الأبطال
  • اليوم .. مواجهات مثيرة في دوري نجوم العراق
  • ثلاث مواجهات في انطلاق الجولة 30 من دوري نجوم العراق