تصريحات متضاربة تفاقم غموض مفاوضات التجارة بين واشنطن وبكين
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، برز تضارب لافت في التصريحات الصادرة عن مسؤولي البلدين بشأن مصير المفاوضات حول الرسوم الجمركية. ففي الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجود محادثات جارية مع نظيره الصيني شي جين بينغ، نفت بكين رسمياً حدوث أي تواصل بين الزعيمين في الآونة الأخيرة، مما فاقم حالة الغموض وأثار مخاوف إضافية في الأسواق المالية.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، خلال مؤتمر صحفي دوري، الاثنين، إن "الصين والولايات المتحدة لم تُجريا أي اتصال رفيع المستوى مؤخرًا"، مضيفًا أن "لا توجد مشاورات أو مفاوضات جارية بين البلدين بشأن الرسوم الجمركية".
وجاء هذا التصريح رداً مباشراً على تأكيدات ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم" بأنه تلقى اتصالاً من الرئيس الصيني.
ويعكس النفي الصيني رغبة واضحة في النأي عن التصعيد، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن فجوة عميقة في التصورات بين الطرفين حول مستوى التقدم -أو غيابه- في معالجة الملفات التجارية الشائكة.
مسؤولون أميركيون يقدمون روايات متناقضةتعمق الغموض أكثر مع تصريحات متضاربة من مسؤولين كبار في إدارة ترامب يوم الأحد، فقد أكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن محادثاته مع نظيره الصيني خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي الأخيرة في واشنطن "لم تتناول قضية الرسوم الجمركية"، مشيراً إلى أن النقاشات انحصرت في مواضيع مثل الاستقرار المالي العالمي وآليات التحذير المبكر من المخاطر الاقتصادية.
وفي المقابل، قالت وزيرة الزراعة الأميركية بروك رولينز، خلال مقابلة مع قناة (سي.إن.إن)، إن الولايات المتحدة "تجري محادثات يومية مع الصين" بشأن القضايا التجارية، إلى جانب أكثر من مئة دولة أخرى.
هذا التباين في التصريحات دفع المحللين إلى التشكيك في مدى وجود محادثات حقيقية بين بكين وواشنطن، أو ما إذا كانت الإدارة الأميركية تحاول الإيحاء بتقدم في المفاوضات لأسباب سياسية واقتصادية داخلية.
ترامب يتمسك بموقفه رغم الإرباكفي خضم هذه التصريحات المتضاربة، يواصل الرئيس ترامب الإصرار على أن محادثات تجري مع الصين، رغم النفي الصيني المتكرر.
وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق عن فرض رسوم جمركية إضافية على عدد من الدول، بما فيها كندا والمكسيك والصين، مما أحدث اضطرابًا واسع النطاق في الأسواق المالية، وأدى إلى تراجع ثقة المستثمرين بالأصول الأميركية، وزاد من حدة التقلبات في البورصات العالمية.
ويبدو أن التصريحات المتضاربة تخدم، من ناحية أخرى، استراتيجية ترامب التفاوضية التي تعتمد على إبقاء الخصوم التجاريين في حالة من الترقب والضغط، وإن كان ذلك يأتي بثمن من ارتفاع حالة عدم اليقين في الأسواق.
حرب تجارية مفتوحة على احتمالات معقدةتشهد العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين واحدة من أكثر المراحل توترًا منذ إطلاق الحرب التجارية بينهما في عام 2018.
ورغم محاولات متكررة لعقد اتفاقات مرحلية، لا تزال الخلافات حول قضايا مثل حقوق الملكية الفكرية، الدعم الصناعي، والميزان التجاري قائمة.
ويرى خبراء أن تضارب التصريحات يزيد من صعوبة الوصول إلى أرضية مشتركة، خاصة مع استمرار التصعيد من الطرفين وغياب جدول زمني واضح للتوصل إلى اتفاق شامل.
وكان سكوت بيسنت قد أشار إلى أن "المفاوضات مع بكين ستكون شاقة"، ملمحاً إلى أن التوصل لاتفاق قد يحتاج إلى شهور، رغم تلميحه إلى احتمالية إعلان اتفاق مبدئي قريب قد يخفف مؤقتًا من تصاعد الرسوم.
الأسواق في حالة انتظار.. والمخاطر مستمرةمع هذا الكم من التصريحات المتناقضة، تظل الأسواق المالية العالمية في حالة ترقب حذر، فغياب الوضوح بشأن مسار المفاوضات التجارية لا يؤثر فقط على حركة الأسهم والعملات، بل يهدد أيضًا استقرار سلاسل التوريد العالمية ويزيد المخاوف من ركود اقتصادي محتمل، خاصة مع اشتداد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الشركات العالمية للتكيف مع بيئة تجارية مضطربة، تبقى الأنظار مشدودة إلى التصريحات القادمة من واشنطن وبكين، في انتظار ما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد انفراجًا حقيقيًا أو تصعيدًا إضافيًا يعمّق الأزمة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات وزارة الخارجية الصينية الصين الولايات المتحدة سكوت بيسنت بروك رولينز واشنطن بكين مفاوضات التجارة الحرب التجارية تصريحات متضاربة الصين وأميركا حرب الصين وأميركا أميركا والصين وزارة الخارجية الصينية الصين الولايات المتحدة سكوت بيسنت بروك رولينز تجارة
إقرأ أيضاً:
«وزير الخزانة» الأمريكي يطالب الصين بتهدئة التوترات التجارية
ألقى وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، اليوم الاثنين، مسؤولية التوصل إلى اتفاق تجاري على عاتق الصين.
وقال بيسنت، خلال مقابلة مع برنامج «سكواك بوكس» على قناة سي إن بي سي، : «أعتقد أن على الصين تهدئة التوترات، لأنها تبيع لنا 5 أضعاف ما نبيعه لها، وبالتالي فإن هذه الرسوم الجمركية التي تتراوح بين 120% و145% غير مستدامة».
وتأتي هذه التعليقات في ظل توتر الأسواق بشأن اتجاه الرسوم الجمركية عقب إعلان الرئيس، دونالد ترامب، في 2 أبريل عن فرض رسوم جمركية عالمية واسعة النطاق.
وبعد أسبوع، صرّح ترامب بأنه سيُبقي على الرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 10%، لكنه سيؤجل فرض رسوم جمركية أكثر صرامة لمدة 90 يومًا على شركاء تجاريين فرديين.
وأضاف بيسنت أن الولايات المتحدة أحرزت تقدمًا في المفاوضات منذ ذلك الحين، مُشيرًا إلى أن الهند تحديدًا مرشحة لصفقة محتملة في الأيام المقبلة من بين 15 إلى 18 "علاقة تجارية مهمة" قيد التفاوض.
وقال: «لقد تقدمت لنا العديد من الدول وقدمت مقترحات ممتازة، ونحن بصدد تقييمها، وأعتقد أن الهند ستكون من أوائل الصفقات التجارية التي سنوقعها. لذا، ترقبوا التطورات».
وإلى جانب تقييمه للوضع مع الصين ودول آسيوية أخرى، اتهم بيسنت الدول الأوروبية بأنها على الأرجح «في حالة ذعر» بسبب قوة اليورو مقابل الدولار الأمريكي منذ بدء التوترات التجارية. وقد ارتفع اليورو بنحو 10% هذا العام مقابل الدولار الأمريكي بعد أن اقتربت قيمة العملتين من مستوى التكافؤ في أوائل يناير.
وقال بيسنت: «ستشهدون بدء البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة في محاولة لخفض قيمة اليورو. الأوروبيون لا يريدون يورو قويًا. لدينا سياسة قائمة على الدولار القوي».
اقرأ أيضاًفي تصعيد للخلاف بين إدارة ترامب والسلطة القضائية.. اعتقال قاضية بتهمة مساعدة رجل على الهروب
ترامب: القرم ستظل تحت سيطرة روسيا ومهاجمة إيران خيار إسرائيلي
ترامب يعلن إجراء مقابلة مع رئيس تحرير مجلة «ذا أتلانتيك» ناشر تسريبات ضربات الحوثيين