هل يفجر أحفاد سلطان باشا الأطرش ثورة كبرى جديدة في سوريا؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
احتشد المئات من أهالي السويداء لليوم الخامس على التوالي، أمام ضريح قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، في مظاهرات مناهضة للنظام السوري، والتي اندلعت عقب إصدار قرار برفع أسعار المحروقات، وتطورت للمطالبة بإسقاط بشار الأسد.
ويحظى ضريح سلطان باشا الأطرش بأهمية بالغة لدى السوريين عامة ولدى أهالي السويداء بشكل خاص، لا سيما أنه كان قائدا للحراك الثوري المسلح ضد الاستعمار الفرنسي.
واحتفى ناشطون سوريون برفع علم الثورة السورية فوق ضريح سلطان باشا الأطرش، على اعتبار أن رفع العلم يحمل رسالة مباشرة إلى النظام السوري، مفادها بأن أحفاد قائد الثورة ضد الاستعمار الفرنسي أعنلت وقوفها ضد نظام الأسد.
أن يرتفع علم الثورة السورية من أمام مقام #سلطان_باشا_الأطرش في #القريا
"ترى القصة ماعادش فيها تراجع"
رأس النظام يجب أن يتجنب المزيد من المهانات ولم يعد هناك أي مجال له pic.twitter.com/n8F0lenBOZ — J (@Juljula_Revo_Sy) August 25, 2023
وشارك أحد أبرز مشايخ العقل لدى الطائفة الدرزية حمود الحناوي، في احتجاجات الجمعة أمام ضريح سلطان الأطرش، حيث رفع المتظاهرون علم الثورة السورية ضد نظام الأسد، للتذكير بأن قائد الثورة السورية الكبرى قاتل الاستعمار تحت هذه الراية.
وما يميز الاحتجاجات الحالية في السويداء، الاستمرارية ورفع سقف المطالبات لتصل إلى المطالبة بإسقاط نظام الأسد، وذلك خلافا للاحتجاجات السابقة في المحافظة ذات الغالبية الدرزية، والتي كانت تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية.
وأعرب ناشطون سوريون عن أملهم في أن تكون انتفاضة السويداء، بداية لثورة سورية كبرى جديدة، تيمنا بما فعله سلطان باشا الأطرش في تموز/ يوليو 1925، عندما أعلن الثورة ضد الاستعمار الفرنسي.
وأعلن سلطان باشا الأطرش بداية الثورة السورية الكبرى، عبر إذاعة بيان، دعا فيه إلى وحدة السوريين لمواجهة الاستعمار الفرنسي، ورفض محاولات تقسيم البلاد إلى دويلات وطوائف.
الناشط الإعلامي المقيم في السويداء، شادي الدبيسي، أكد لـ"عربي21"، أن زخم المظاهرات يزداد يوما بعد يوم، لا سيما بعد مشاركة مشايخ العقل لدى الطائفة الدرزية بالاحتجاجات.
وأعطت مشاركة مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز الثلاثة، حكمت الهجري ويوسف الجربوع وحمود الحناوي، بالمظاهرات المناهضة للنظام السوري في السويداء، دافعا لانضمام العشرات، إذ شهدت المظاهرات مشاركة أعداد غير مسبوقة منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011.
وأكدت "دار طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا"، في بيان، الخميس، مطالب الشعب السوري في "إعطاء الحقوق لأصحابها ونيل العيش الكريم التي فقدت جل مقوماته بسبب الفساد المتفشي والإدارة الفاشلة، وترحيل المسؤوليات، واعتماد اللامبالاة منهجا، وهو ما أهلك البلاد والعباد".
وأشار دبيسي في حديثه مع "عربي21" إلى أن المظاهرات التي اندلعت في عموم الأراضي السورية دعما للاحتجاجات في السويداء، أعطت المشاركين دافعا قويا للاستمرار في التظاهر.
وخرجت عشرات المظاهرات في إدلب وحلب ودرعا ودير الزور والرقة والحسكة، دعما لاحتجاجات السويداء.
ورغم الاحتجاجات المستمرة منذ أيام في السويداء والتي شهدت في معظمها رفع علم الثورة السورية، لم يبد النظام السوري أي رد فعل تجاه المظاهرات المناهضة للأسد، وسط تخوف من لجوء الأسد لاستخدام القبضة الأمنية في قمع المظاهرات كما حصل في معظم المدن والبلدات السورية خلال السنوات الـ12 الماضية.
وشهدت السويداء في بداية "الثورة السورية" عام 2011، مظاهرات مناهضة لرئيس النظام بشار الأسد، وتعتبر حركة "رجال الكرامة" أبرز الحركات الدرزية المعارضة للنظام، لكن الجماعات الدرزية حاولت البقاء على "الحياد الشعبي" لتجنب الدخول في الصراع المسلح، حيث رفضت الانخراط ضمن الجماعات المسلحة سواء في طرف المعارضة أو النظام السوري.
وزادت الفصائل الدرزية المسلحة من انتشارها في السويداء بعد هجمات تنظيم الدولة على المحافظة عام 2018، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 221 شخصا إثر تنفيذ مجموعة هجمات للتنظيم على قرى وبلدات السويداء، بمساندة وتسهيل من قوات النظام السوري التي نقلت مسلحي التنظيم بحافلات حكومية من ريف دمشق إلى تخوم السويداء في البادية السورية، وفق ما أورده "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في وقت سابق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات السويداء الأسد النظام السوري الأسد النظام السوري السويداء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاستعمار الفرنسی النظام السوری فی السویداء
إقرأ أيضاً:
اعتقالات جديدة بتركيا والرئاسة تحذر من تسلل إرهابيين للمظاهرات
شهدت تركيا الثلاثاء اعتقالات جديدة بعد ليلة سادسة من التظاهرات احتجاجا على سجن رئس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو، فيما حذرت الرئاسة من استغلال المنظمات الإرهابية للمظاهرات في إحداث الفوضى.
وقد أعلنت السلطات اليوم الثلاثاء عن حملة اعتقالات جديدة طالت "محرضين". وقال وزير الداخلية التركي علي يرليكايا "أوقفت قواتنا الأمنية 43 محرضا والعمل مستمر لاعتقال مشتبه بهم آخرين".
يأتي ذلك بعد ليلة سادسة من التظاهرات في عدة مدن احتجاجا على سجن رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو.
وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية إن هناك منظمات إرهابية تحاول استغلال المظاهرات لإحداث فوضى. وأضاف "هناك محاولات لتضليل الرأي العام وإظهار أن بلادنا ليست مستقرة".
وأعلنت سلطات محافظة انقرة تمديد حظر التجمعات المعمول به في العاصمة التركية حتى الأول من أبريل/نيسان المقبل.
والتجمعات محظورة منذ أسبوع في إسطنبول وإزمير والعاصمة، حيث اعتُقل نحو 1200 شخص خلال التجمعات اليومية منذ ذلك الحين.
ومع ذلك، تجمع الآلاف مجددا مساء الاثنين أمام مبنى بلدية إسطنبول. وأكد زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل على استمرار هذه المظاهرات ووصف ما جرى بالانقلاب.
إعلان
إثارة الشارع
من جانبه، كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوة المعارضة للرد على الاتهامات الموجه لأكرم أوغلو بدلا من إثارة الشارع.
كما حمّلها مسؤولية الخسائر التي تعرضت لها تركيا منذ بدء المظاهرات.
خارجيا، دان مجلس أوروبا لحقوق الإنسان ما وصفه بـ"الاستخدام غير المتناسب للقوة" خلال التظاهرات.
وقال مفوض المجلس مايكل أوفلاهرتي "أدعو السلطات التركية إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان حول احترام حرية التجمع السلمي وحرية التعبير وحرية الإعلام".
يذكر أن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يلاحق بجملة من الدعاوى القضائية منذ عام 2019، وقد أُلغيت شهادته الجامعية، واعتقلته الشرطة التركية قبل أسبوع 2025، على خلفية اتهامات "بجرائم تتعلق بالفساد المالي والإرهاب.