إغلاق باب التقديم لمسابقة أفضل جامعة في الأنشطة الطلابية مطلع مايو المقبل
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
أطلقت وزارة التعليم العالي، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مسابقة "أفضل جامعة في الأنشطة الطلابية" للعام الجامعي 2024-2025، وذلك في إطار دعم الأنشطة الطلابية كإحدى الركائز الأساسية لبناء شخصية الطالب الجامعي المتكاملة، وتعزيز روح الإبداع والانتماء والعمل الجماعي لدى شباب الجامعات.
وأكد الدكتور أيمن عاشور، أن المسابقة تعكس التزام الدولة بتنمية مهارات الطلاب الجامعيين وصقل شخصياتهم بما يسهم في إعداد أجيال قادرة على الابتكار والمشاركة الفعالة في بناء المجتمع، مشيرًا إلى أهمية الأنشطة الطلابية كعامل رئيسي في تحقيق أهداف استراتيجية التعليم العالي 2030.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، أن الوزارة بدأت استقبال مشاركات الجامعات عبر المنصة الإلكترونية المُخصصة للمسابقة، مؤكدًا أن آخر موعد لتلقي المشاركات هو الأول من مايو 2025.
وأضاف أن المسابقة تمثل خطوة رئيسية نحو تهيئة بيئة جامعية داعمة للتميز والإبداع، وتعزيز دور الجامعات في خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وأكد الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية، أن المسابقة تهدف إلى تعزيز روح التنافس الإيجابي بين الجامعات، وتشجيع التطوير والابتكار في مجال الأنشطة الطلابية، موضحًا أن الوزارة اعتمدت معايير دقيقة لتقييم الأداء الجامعي في هذا المجال.
وتتضمن معايير التقييم مدى توافق الأنشطة الطلابية مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ودور الجامعات في تنمية مواردها المالية لدعم الأنشطة عبر التصورات والمقترحات المبتكرة، إضافة إلى مدى مشاركة الطلاب الفعلية في الفعاليات الجامعية والقومية والدولية. كما تشمل المعايير حجم الاهتمام بالطلاب ذوي الهمم من خلال تقديم أنشطة مخصصة لدعمهم ودمجهم، ومدى إسهام الأنشطة في خدمة المجتمع وتنمية البيئة وتعزيز روح الانتماء الوطني، فضلًا عن قياس رضا الطلاب من خلال استبيانات علمية تسهم في تطوير التجربة الجامعية بصورة مستمرة.
وحددت المسابقة آليات دقيقة لتوثيق الأنشطة، تتضمن تقديم مجلة إلكترونية موثقة بالصور والفيديوهات على فلاش ميموري، ومجلة ورقية لا تتجاوز 200 صفحة تُصمم وفق الهوية البصرية لكل جامعة، مع رفع النسخ الإلكترونية والفعاليات المصورة عبر المنصة الرسمية للمسابقة على الرابط التالي: https://stusupcouncil.mans.edu.eg.
وأتاحت المسابقة تقديم مواد توثيقية مبتكرة تشمل إنتاج أفلام وثائقية وفيديوهات تسلط الضوء على تميز الأنشطة والمشاركة الطلابية، بما يسهم في إبراز الأداء الإبداعي والمؤسسي للجامعات المصرية.
هذا، وتستمر جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدعم الأنشطة الطلابية باعتبارها من أهم ركائز بناء الوعي الشبابي وتنمية المهارات والقدرات بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي، ويسهم في تخريج كوادر شابة قادرة على الإبداع والابتكار، ومؤهلة للمشاركة الفعالة في قيادة المستقبل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزير التعليم العالي البحث العلمي الأنشطة الطلابية وزارة التعليم العالي مسابقة أفضل جامعة الأنشطة الطلابیة التعلیم العالی
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي العربي في زمن التحولات الكبرى
مرتضى بن حسن علي
في عصر تتغير فيه الخرائط المعرفية بوتيرة جنونية، وتتحول الجامعات حول العالم إلى مختبرات للأفكار واختراع الغد، وتسوده الثورة التكنولوجية الكاسحة والذكاء الصناعي، لا تزال مُعظم مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي محاصرة في قوالب الماضي، وتواجه تحديات جذرية تُعيقها عن أداء أدوارها كقاطرة للتقدم وابتكار المستقبل لأنها مُثقلة بكثير من المُعوِّقات التي تبعدها عن أداء رسالتها الحقيقية.
الجامعات هي مصادر للفكر والعلم ومراكز للأبحاث، مهمتها التعايش مع الحياة العملية والعلمية وأن تجعل الأجيال الجديدة على دراية بالواقع وتطوراته ودراسة همومه والتعرف على مشاكله الفعلية، وتطوير الطلبة علمياً وفكرياً وبكل ما تملك من قدرة على البحث والتشخيص والتحليل، وتكون على صلة وثيقة بينها وبين دنيا العمل والتكنولوجيا. وحتى تتحول من مجرد مانحة للشهادات إلى حاضنات للإبداع والخريجين قادة للتغير، فهي بحاجة إلى بيئة أكاديمية ورؤساء وعمداء ذوي رؤية واضحة وأكفاء يواكبون الاتجاهات الحديثة في التعليم على المستوى الدولي واختيار الموارد البشرية المؤهلة، واتباع مناهج حديثة، والاهتمام بالبحث العلمي.
والوظيفة الأساسية لمؤسسات التعليم العالي هي تأهيل الشباب علميا وسلوكيا وفكريا وأن تبتكر مع مرور الوقت، مسارات للتقدم ونقل المعرفة إلى مجتمعاتها وأن تكون مشاعل للتقدم. غير أن الأنظمة التي تخضع لها تحد من قدراتها على مواكبة التقدم العلمي الذي يحصل في مثيلاتها من البلدان المتقدمة.
ولعلَّ قدرًا كبيرًا وملحوظًا لذلك يتصل بضعف مرحلة التعليم الأساسي، وافتقار المجتمعات العربية لمؤسسات إنتاج حقيقية من معامل ومصانع ومراكز للأبحاث الجادة. لقد اختزلت أدوار التعليم العالي في مجرد المانح للشهادات التي هي في أغلبها خالية من المحتوى وتعلق داخل البيوت والمكاتب كجزء من الديكور الداخلي الذي يستر عيوبا عديدة في البناء الداخلي، لا تنتج فكرا ولا تبني أُمَّة. وفي ظل هذا الوضع لم يكن غريباً أن يقوم كل من التعليم والعمل بنفي الآخر ومحاصرة أدواره.
التحديات التي تعيق التعليم العربي كثيرة منها:
المناهج البعيدة عن التقدم التكنولوجي:لا تزال العديد من الجامعات العربية تعتمد مناهج قديمة في زمن جديد، نظرية تركز على الحفظ والتلقين، بدلًا من تنمية مهارات التحليل والتفكير النقدي. فمثلا في مجال الهندسة، يفتقد الطلبة إلى مختبرات متطورة أو التدريب العملي في الميدان، وينهون دراستهم دون أن يلمسوا مختبرا متقدما، أو يشاركوا في مشروع عملي واحد تهيئهم لسوق العمل، مما يخلق فجوة بين المعرفة الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، ولا يزال الطالب يدرس نظريات القرن العشرين أو قبله، بينما العالم يتسابق في تطبيقات الذكاء الصناعي وعلوم البيانات.
بيروقراطية بدون أفق وتمويل بدون رؤية وضعف التمويل وطريقة صرفه:تعاني الجامعات من هياكل إدارية معقدة وترهل إداري وقرارات متضاربة، ولا سيما الحكومية منها، تعيق تبني مشاريع بحثية مبتكرة؛ حيث تُهدر أشهر على إجراءات الموافقة على بحوث طلاب الدكتوراه، بينما تُوجه ميزانيات محدودة إلى فعاليات شكلية بدلًا من دعم الابتكار، أو تبني الأفكار الخلّاقة وموتها في مهدها، كما تفتقد إلى الأموال الأهلية "الوقف والخمس".
الانفصال عن قطاع الإنتاج وسوق العمل:قلة المشاريع الإنتاجية وغياب الشراكة بين الجامعات والقطاع الصناعي الموجود يجعل الأبحاث الأكاديمية حبيسة الأوراق، في الوقت الذي نجحت ماليزيا مثلا في تحويل أبحاث جامعاتها إلى منتجات تجارية وصناعية عبر إنشاء "مدن التكنولوجيا" التي تربط بين الباحثين والمستثمرين.
في بيئة واحدة تُحول الأفكار إلى منتجات.
البطالة المُقنَّعة:في مصر- على سبيل المثال- يُشكِّل خريجو الجامعات نحو 30% من الباحثين عن عمل، وفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بسبب عدم مواءمة المهارات مع احتياجات سوق العمل المتغير. وأيضًا بسبب عدم وجود المؤسسات الإنتاجية الكافية.
البطالة والتطرُّف:وجود خريجين عديدين ولمدة طويلة بدون عمل، يدفعهم للهروب إلى العالم الافتراضي. ولجوئهم إلى الجماعات المتطرفة أو الغرق في وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية هربًا من واقعهم، كما حدث مع عدد كبير من الشباب في عدد من الدول العربية الذين تحولوا إلى التنظيمات المُتطرِّفة بعد فشلهم في ايجاد فرص عمل. وهكذا فإن الشهادة الجامعية أصبحت عبئا بدلا من أن تكون جواز مرور إلى العمل.
نماذج نجاح تُلهم الحلول
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في السعودية استثمرت في بناء شراكات دولية وإنشاء مراكز متطورة في الطاقة المتجددة، مما جعلها تحتل مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية في مجالات الطاقة والمياه والتقنية الحيوية. مبادرة "مليون مبرمج عربي" في الإمارات، والتي ربطت بين التعليم التقني واحتياجات سوق العمل المتبدلة عبر تدريب الشباب على مهارات البرمجة، مما خلق فرص العمل عن بُعد مع شركات عالمية. إنها تجربة ناجحة في ردم الفجوة بين التعليم التقليدي واحتياجات العصر الرقمي. تجربة الجامعة الأمريكية في بيروت؛ فرغم التحديات نجحت الجامعة في دمج البحث العلمي مع قضايا المجتمع، مثل تطوير حلول لمشكلة النفايات في لبنان وتحويلها إلى طاقة.وفيما يلي نوضِّح كيفية الخروج من النفق واعادة بناء التعليم العربي العالي كمنصة للابتكار واعادة الاعتبار للجامعة:
تجديد الدماء في الإدارات الجامعية وتعيين قيادات شابة ذات رؤية استشرافية، كما فعلت جامعة زايد في الامارات بتعيين أكاديميين من خريجي جامعات مرموقة مثل هارفارد وستانفورد، لتطوير برامجها. ربط التمويل بالنتائج، من خلال منح الجامعات ميزانيات وفقا لجودة الأبحاث المنشورة وعدد براءات الاختراع المسجلة، كما يحدث في سنغافورة مثلًا. خلق مسارات مهنية مرنة، عبر متابعة ما يجري في العالم من تطورات علمية وتكنولوجية وادخال التخصصات الضرورية المتعلقة بتلك التطورات مثل "الذكاء الاصطناعي" و"الاقتصاد الرقمي" أو إدخال تخصصات مستقبلية، وتدريسها بمناهج قابلة للتحديث السنوي، كما تفعلها بعض الجامعات في العالم مثل جامعة "CODE" في المانيا مثلًا.التعليم كاستثناء استراتيجي
لا يمكن لمجتمعاتنا أن تبني مستقبلًا دون تعليم عالٍ يُحرر طاقات الشباب ويحوّل أحلامهم إلى مشاريع ملموسة. آن الأوان لنتوقف عن التعامل مع الجامعة كمجرد مبنى أو عنوان على ورقة الشهادة، والتعامل معها كجبهة فكر، ومصنع للقيادات، ومحرك للتنمية. فكما قال نيلسون مانديلا: "التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم".
لقد آن الأوان لنجعل من جامعاتنا منارات للفكر، لا مجرد جدران تُعلَق عليها الشهادات!
رابط مختصر