كريم وزيري يكتب: معركة الوعي والإيمان للشئون المعنوية
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
حينما تلقي بك الأقدار إلى واحدة من أهم الدورات التدريبية التي تنظمها إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، تجد نفسك أمام تجربة ثرية، تتجاوز حدود التعلم التقليدي إلى مرحلة أعمق من الفهم والتبصر.. شُرفت بحضور دورة "استراتيجية تنمية القيادة الوطنية"، والتي فتحت لي أفاقًا مختلفة لتبني أراء موضوعية تجاه بعض القضايا القومية.
منذ اللحظة الأولى لدخولي قاعة الدورة بمسرح الجلاء، شعرت أنني بصدد خوض تجربة مختلفة؛ فكل شيء كان يشي بجدية غير معهودة، ابتداءً من التنظيم المحكم إلى الحضور الرفيع المستوى من نخبة المثقفين والكوادر الوطنية وفي اليوم الأول، جاء اللقاء المرتقب مع الرجل الذي يقف وراء هذا الصرح التدريبي.. اللواء طارق هلال، مدير إدارة الشؤون المعنوية.
بهدوء الواثق وعين القائد المحنك، صعد اللواء طارق هلال إلى المنصة، لم يحتج إلى مقدمة مطولة ليأسر انتباه الحضور؛ فاختياراته للكلمات، ونبرة صوته، وترتيبه للأفكار، كلها كانت تعكس ذكاءً شديدًا في التعامل مع عقول الحاضرين، تحدث بثقة عن أهمية هذه الدورة في تنمية الوعي المجتمعي تجاه قضايا الأمن القومي، موضحًا أن معركة اليوم لم تعد في ميدان السلاح فقط، بل أصبحت في ميدان العقول.
لفت انتباهي حرصه الشديد على التنبيه إلى خطورة حروب الجيل الرابع والخامس، تلك الحروب التي لا تعتمد على الرصاص والقنابل بقدر ما تعتمد على بث الشائعات، وزرع الشك، وضرب الانتماء الوطني من الداخل، تحدث كقائد عارف بأدق تفاصيل التهديدات غير التقليدية، مشددًا على أن الوعي هو خط الدفاع الأول.
لم يكن حديث اللواء طارق هلال مجرد عرض نظري، بل بدا كما لو كان يضع أمامنا خارطة طريق، يحدد فيها الأدوات والأسلحة التي نحتاج إليها لمواجهة تلك الحروب المعقدة، وأشار إلى الدور الحيوي الذي تضطلع به إدارة الشؤون المعنوية في هذا الصراع الخفي؛ حيث أوضح أن الإدارة لم تعد تقتصر على دعم الروح المعنوية للجنود فقط، بل امتد تأثيرها إلى المجتمع بأسره، عبر حملات توعوية ذكية وإعلام مدروس.
وراء تلك الدورة واختيار موضوعاتها بعانية احترافية عالية لضباط الشؤون المعنوية، والذين يجمعون بين الثقافة الواسعة، والوعي العميق، والقدرة على التواصل مع مختلف فئات المجتمع، عقول مصرية يقظة، مدربة ومؤهلة، تراقب وتحلل وتخطط بمنتهى الحرفية لمواجهة أي تهديدات.
أحد أكثر الأمور التي أثارت إعجابي كان اختيار المحاضرين الذين سيتولون التدريب خلال الدورة؛ فقد تم انتقاؤهم بعناية بالغة، من قامات فكرية وعسكرية وأمنية، كلٌ منهم متخصص في جانب معين من جوانب الأمن القومي والوعي المجتمعي، ومن خلال هذا الاختيار الدقيق، تجلى بوضوح مدى إدراك القيادة المسؤولة لحجم التحديات التي تواجه الدولة المصرية في هذا العصر المتغير.
مع نهاية اليوم الأول، خرجت وأنا أحمل بداخلي طاقة جديدة من الإيمان بقوة الدولة المصرية وقدرتها على التصدي لكل أشكال الحروب الحديثة، وأدركت أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة الحدود، وأن رجال الشؤون المعنوية، تحت قيادة مثل اللواء طارق هلال، يمثلون خط الدفاع الصلب في مواجهة موجات التشكيك والتضليل.
لقد كانت بداية الدورة أقرب إلى استدعاء داخلي لكل مصري غيور على وطنه، استدعاء يدعونا إلى أن نكون أكثر وعيًا، أكثر إيمانًا، وأكثر جاهزية لخوض معركة الكرامة والهوية الوطنية وهذه الدورة، تحت مظلة شعارها العظيم "الوعي والإيمان"، لم تكن مجرد تدريب.. بل كانت رحلة إلى قلب مصر الحقيقية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الشؤون المعنوية الجيل الرابع القوات المسلحة حروب الجيل الرابع القوات المسلحة المصرية الوعي المجتمعي حروب الجيل الرابع والخامس دورة استراتيجية وطني كريم وزيري وزيري رفيع المستوى الدورات التدريبية قلب مصر الانتماء الوطني خارطة طريق الكوادر الوطنية حروب الجيل معركة الكرامة معركة الوعي وعي المجتمع الشؤون المعنویة
إقرأ أيضاً:
عودة اللاجئين تتصدر زيارة وزيري داخلية ألمانيا والنمسا لدمشق
أجرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر ونظيرها النمساوي جيرهارد كارنر -في العاصمة دمشق اليوم الأحد- محادثات مع الحكومة الانتقالية حول العودة الطوعية للاجئين السوريين.
وقد التقى الوفد الألماني النمساوي وزير الداخلية السوري أنس خطاب الذي لم يمض على توليه المنصب أكثر من شهر.
وقال خطاب عقب محادثات اليوم "ناقشنا قضايا الطاقة وكيفية تهيئة بيئة للاستثمار" وإيجاد فرص عمل "لأن ذلك سيشجع السوريين الذين غادروا البلاد خلال الحرب على العودة على نطاق أوسع".
وأشار الوزير السوري أيضا إلى الاستعداد لإصدار جوازات السفر والوثائق، وهو ما اعتبرته فيزر "خطوة إلى الأمام" فيما يتعلق بـ"عمليات الترحيل إلى سوريا".
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، بدت فيزر راضية عن الاجتماع. وأوضحت أن الوضع الأمني في سوريا تم التطرق إليه "وخاصة فيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش (الدولة الإسلامية)".
وفي بداية الاجتماع مع خطاب، اعتبرت الوزيرة الألمانية أن سقوط الأسد "يقدم فرصة للديمقراطية في سوريا".
وقالت فيزر "نحن ندرك مدى توتر الوضع الأمني ومدى هشاشة الوضع الإنساني حتى الآن". وأضافت أنها مع ذلك ترغب في التحدث مع الحكومة السورية حول "آفاق عودة اللاجئين".
إعلانوتابعت "لقد وجد كثيرون عملا في ألمانيا، وتعلموا الألمانية وبنوا حياة جديدة لأنفسهم، يجب بالطبع السماح لهم بالبقاء" مضيفة "لكن أولويتنا القصوى هي ترحيل المجرمين والمتطرفين الإسلامويين بأسرع وقت ممكن".
شريك صعبوفيما يتعلق بماضي وزير الداخلية وأعضاء الحكومة الانتقالية الآخرين، أقرت فيزر بأن "سوريا حاليا شريك صعب" لكنها شددت على أهمية "إقامة قنوات اتصال على المستويين العملي والفني".
وأوضحت أنه من دون هذه القنوات "لن يكون من الممكن دفع المصالح الألمانية قدما" مثل إيجاد طرق لزيادة العودة الطوعية للسوريين "وترحيل المجرمين".
وفي وقت سابق، استقبل مسؤول بالخارجية السورية فيزر في المطار، واصفا الوضع الحالي في البلاد بأنه يتسم بـ"التفاؤل الحذر". وبخصوص الوضع الأمني، تحدث عن "بعض الحوادث الفردية".
وترغب الحكومة الألمانية في دعم انطلاقة جديدة في سوريا التي تعتمد -بعد أكثر من 13 عاما من الحرب- على المساعدات الخارجية، وتسعى لرفع العقوبات الغربية.