عربي21:
2025-04-29@23:42:49 GMT

عندما تتكلم الأرض: خواطر من لحظات الزلزال

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

لكل شيء في هذا الكون لغة، حتى الأرض الصامتة تحت أقدامنا تحدثنا أحيانا.. بطريقتها. بالأمس تكلمت الأرض في تركيا بصوت مسموع، فاهتزت بقوة 6.2 على مقياس ريختر، وترجمت حركتها إلى لغة فهمتها القلوب قبل العقول. رجت الأرض رجا، وهز الخوف النفوس هزا، فهرع الناس إلى الخلاء، وباتوا في المساجد والشوارع والمدارس، يلتمسون الأمان تحت سقف السماء المفتوح.



همسات الأرض.. وصرخات الفطرة

"إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا" (الزلزلة: 1-3).

في تلك اللحظات التي تميد فيها الأرض، يتساءل الإنسان في دهشة: "ما لها؟".. سؤال الحيرة والعجز. تساؤل يختصر الموقف الإنساني أمام قوى الطبيعة، لكن السؤال الأعمق الذي ينبغي أن نسأله: "ماذا تقول الأرض؟ ما هي رسالتها؟".

الأرض تتكلم بصمت عن عظمة خالقها، تحدثنا عن قدرة من أمسك السماوات والأرض أن تزولا. تهمس في أعماقنا أننا عابرون على ظهرها، وليس لنا فيها مقام دائم. قال تعالى: "وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ" (الأنبياء: 34).

في هذه الهزات العنيفة، تصرخ الفطرة الإنسانية وتتجلى في أنقى صورها. ففي لحظات الخطر، لا يتذكر الإنسان إلا ربه، ولا يلهج لسانه إلا بذكره. "وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدا أَوْ قَائِما فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ" (يونس: 12).

لغة الأرض.. وأبجدية السماء

لو أنصتنا جيدا للغة الأرض، لوجدناها تنطق بكتاب الله المسطور. تتجلى فيها آيات الكون، وتتضح معاني القرآن. فالزلزال يجعلنا نفهم معنى قوله تعالى: "يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ" (النازعات: 6-8).

لعل أجمل ما في هذه اللغة الكونية، أنها تحييي فينا لغة أخرى كادت تندثر.. لغة السماء، لغة الدعاء والتضرع والإنابة إلى الله. فجأة، وجد الناس أنفسهم يرددون أدعية كانوا قد نسوها، ويلهجون بأذكار ربما هجروها
ولعل أجمل ما في هذه اللغة الكونية، أنها تحييي فينا لغة أخرى كادت تندثر.. لغة السماء، لغة الدعاء والتضرع والإنابة إلى الله. فجأة، وجد الناس أنفسهم يرددون أدعية كانوا قد نسوها، ويلهجون بأذكار ربما هجروها.

شهد أحد شهود العيان أن كثيرا من الناس تجمعوا في ساحات المساجد، يصلون ويدعون بخشوع نادر. كأن الزلزال أثار في النفوس غبارا من الخشية تراكم فوق فطرتهم، فكشفه وأظهر ما تحته من جوهر التوحيد الصافي.

صرخة الأرض.. ويقظة القلوب

الزلزال ليس مجرد حركة في القشرة الأرضية.. إنه صرخة توقظ القلوب الغافلة، ونداء يخترق جدران اللامبالاة. عندما تهتز الأرض، تستيقظ فينا معانٍ عميقة:

معنى العبودية الحق: حين تتزلزل الأرض، نكتشف حقيقتنا كعبيد ضعفاء أمام قوة الله. نتخلى عن أوهام القوة والسيطرة، ونعود إلى الافتقار إلى الله.. "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" (فاطر: 15).

معنى الأخوة الإنسانية: في لحظات الخطر، تذوب الفوارق الطبقية والاجتماعية. لا فرق بين غني وفقير، ولا بين قوي وضعيف. الكل يواجه المصير نفسه، ويشعر بالخوف ذاته. رأينا في تركيا كيف تلاحمت القلوب، وتكاتفت الأيدي، وصار الناس كالجسد الواحد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه البخاري ومسلم).

معنى زوال الدنيا: الزلزال يذكرنا بحقيقة هذه الدنيا.. أنها دار ممر لا دار مقر. فالبيوت التي كانت آمنة مطمئنة، أصبحت في لحظات مصدر خوف ورعب. والشعور بالاستقرار الذي بنيناه على أساس مادي، تبخر في لحظات. قال تعالى: "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" (الرحمن: 26-27).

شهادات من قلب الزلزال.. دروس من رحم المعاناة

من بين أنات القلوب ونظرات العيون، ومن ساحات المساجد المكتظة بالمصلين، ومن قلب المعاناة، تتجلى شهادات حية تروي لنا دروسا في الإيمان:

- تروي إحدى السيدات كيف كانت تصرخ "الله أكبر" طوال مدة الزلزال، وكيف لم يخطر ببالها سوى هذا الذكر. إنها حقيقة الفطرة التي تبرز وقت الشدة.

- يحكي عم خلف أن أحد الشباب كان همه نطق الشهادتين وقد نطقهما، بينما يعتب هو على نفسه أنه كان مشغولا بالفرار من الموقف عن التشهد.

- يحكي أحدهم أنه كان مشغولا بتخليص أهله.. زوجه المريضة وابنته الحامل في الشهر الأخير وحفيدته الصغيرة، وكان يطمئنهن بسلوكه أكثر من حديثه.

- يحكي الأستاذ الجامعي كيف بات في المسجد الجميل المدفأ بخدماته الراقية ليلة صعبة على النفس يسميها تجربة الـ 1/1000، بينما أهلنا في غزة الأبية في العراء لا يملكون من حطام الدنيا غير حطام منازلهم دون خدمات إنسانية تذكر.

وحكايات أخرى ملأى بالعبر..

رسائل الأرض.. خواطر للقلب

لو ترجمنا همسات الأرض إلى رسائل روحية، ماذا ستقول لنا؟

1- رسالة التواضع: لا تغتر بقوتك وعلمك وثرائك.. فأنا أهتز فجأة فتصبح كل هذه الأشياء بلا قيمة.

2- رسالة التوازن: تستخرجون مني الثروات، وتبنون فوقي ناطحات السحاب، لكن احذروا الإسراف والبطر.. فأنا أهتز لأذكركم بالتوازن.

3- رسالة الاستعداد: اعملوا لآخرتكم كما تعملون لدنياكم، واستعدوا للقاء ربكم، فقد يأتي الأجل فجأة كما يأتي الزلزال دون سابق إنذار.

4- رسالة التضامن: في لحظات المحن، تتلاشى الفروق بينكم، وتتوحد قلوبكم.. فلماذا لا تعيشون هكذا دائما؟

5- رسالة الرجاء: مهما بلغت شدة الزلزال، فإنه ينتهي ويأتي بعده سكون.. "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا" (الشرح: 5-6).

6- رسالة العودة للفطرة: في لحظات الخوف، تعودون إلى فطرتكم النقية.. فكل الحجب التي بناها العقل تسقط، وينكشف جوهركم الحقيقي. هذه هي حقيقتكم، فلا تنسوها في أوقات الأمان.

7- رسالة تجديد العهد: اهتزازي يذكّركم بالعهد الأول الذي قطعتموه قبل أن تأتوا إلى الدنيا.. "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ" (الأعراف: 172).

8- رسالة الإصلاح: ما أصابكم من مصائب فبما كسبت أيديكم.. فراجعوا علاقتكم بربكم وبأنفسكم وبالأرض التي استخلفكم الله فيها. واعلموا أن إصلاح ما بداخلكم هو طريق إصلاح ما حولكم.

9- رسالة الرضا والتسليم: قدّر الله فعل ما يشاء.. والإيمان الحق هو الرضا بالقضاء مع الأخذ بالأسباب. فاجمعوا بين التوكل والأخذ بالأسباب، بين الإيمان بالقدر والسعي للوقاية.

10- رسالة الحضور: في لحظات الخطر، تعيشون في اللحظة الحاضرة تماما، وتستشعرون معنى الحياة بعمق.. فتذكروا هذا الحضور في كل لحظة، ولا تضيعوا أعماركم بين أوهام الماضي وقلق المستقبل.

الزلزال يهز الأرض، لكنه لا يستطيع أن يهز الإيمان الراسخ في القلوب. قد تتصدع المباني، لكن روح المؤمن تبقى ثابتة تستمد قوتها من الله. وتلك هي الحكمة العظمى التي تهمس بها الأرض في أذن كل من يصغي
11- رسالة التجدد: كما تتجدد قشرتي بعد كل زلزال، فإن روحكم بحاجة للتجدد بعد كل محنة. الاهتزاز ليس نهاية بل بداية جديدة، فلا تخافوا التغيير، بل اجعلوه فرصة للنمو والارتقاء.

12- رسالة الترابط الكوني: أنا جزء من منظومة كونية متكاملة، وما يصيبني يؤثر في كل شيء من حولي.. كذلك أنتم، فكل فرد فيكم مرتبط بالآخرين، وما تفعلونه يؤثر في الكون بأسره. هذه هي حقيقة الميزان الكوني.

الثبات وسط الاهتزاز.. سر السكينة

في النهاية، يبقى السؤال: كيف نجد السكينة وسط اهتزاز الأرض من حولنا؟

الجواب يكمن في قلب صاف متصل بالله، وفي يقين راسخ بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا. وفي ذكر دائم يثبت القلب حين تهتز الأرض.

قال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28). وقال: "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ" (البقرة: 115).

الزلزال يهز الأرض، لكنه لا يستطيع أن يهز الإيمان الراسخ في القلوب. قد تتصدع المباني، لكن روح المؤمن تبقى ثابتة تستمد قوتها من الله. وتلك هي الحكمة العظمى التي تهمس بها الأرض في أذن كل من يصغي.

خاتمة.. حوار القلب مع الأرض

تكلمت الأرض بلغة الاهتزاز، فلنتحدث نحن بلغة الإيمان. ولنهمس في أعماق تربتها أننا فهمنا الرسالة.. أننا سنكون أفضل، أرحم بأنفسنا وبالآخرين وبالطبيعة من حولنا.. وأننا لن ننتظر زلزالا آخر لكي نستيقظ من غفلتنا.

الأرض همست.. والقلوب استجابت.. فهل من مدكر؟

اللهم احفظ بلاد المسلمين وسائر بلاد العالم من الزلازل والكوارث، واجعلنا ممن يعتبرون ويتعظون، ويستمعون القول فيتبعون أحسنه، آمين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الأرض الزلزال الإيمان زلزال كوارث الأرض إيمان قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات مدونات قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لحظات

إقرأ أيضاً:

مايكون: النصر نادٍ كبير عشت فيه لحظات لا تُنسى

ماجد محمد

وصف لاعب النصر السابق ومدافع كورتيبيا الحالي، البرازيلي مايكون، عن لحظة إهدار ركلة ترجيحية أمام بيرسبوليس في نصف نهائي دوري أبطال آسيا إذ وصفها بـ”إحدى أسوأ لحظاته في كرة القدم”.

أكد مايكون في حوار لـ”العربية.نت”: أن قائد النصر، البرتغالي كريستيانو رونالدو، سيكتب اسمه بحروف من ذهب إذا ما قاد الفريق للفوز باللقب القاري.

وأضاف: “أنا متحمس للغاية، النصر نادٍ كبير عشت فيه لحظات لا تُنسى، ليس فقط بسبب البطولات، بل أيضًا بسبب الحب الذي تلقيته من الجميع، أتابع مشوار الفريق حالياً وأتمنى التوفيق للاعبين البرازيليين هناك مثل بينتو وأنجيلو وويسلي، وآمل أن يكون اللقب هذه المرة من نصيب الفريق، وأتمنى أن يكون بهدف برازيلي.

وتحدث لاعب النصر السابق عن واحدة من أكثر الليالي القاسية في مسيرته، حين خسر النصر أمام بيرسبوليس الإيراني في نصف نهائي نسخة 2020، قائلا: أتذكر تلك المباراة جيدًا، كانت سنة صعبة بسبب جائحة كورونا ولعبنا بدون جمهور، وهو ما أثّر علينا”.

وتابع: “كنا الطرف الأفضل، وسددنا في القائم، وحرمنا الحكم من ركلة جزاء واضحة في بداية المباراة، كنا نستحق الفوز دون الحاجة لركلات الترجيح، لكن هذه هي كرة القدم، ليست دائمًا عادلة رغم أننا كنا نملك فريقًا قادرًا على التتويج”.

وعن لحظة إهداره ركلة ترجيحية أمام بيرسبوليس، قال: “كانت لحظة صعبة، شعرت بحزن كبير، عملت طوال الموسم من أجل هذه اللحظة، وكان لدي مسؤولية كبيرة، حارس بيرسبوليس تصدى لها ببراعة، وأعتقد أنه يستحق الإشادة، صحيح أنها ليست ذكرى جميلة، لكنها جزء من مسيرة طويلة مليئة بالانتصارات واللحظات السعيدة”.

وتابع المدافع البرازيلي: “الفريق لم يكن ينقصه شيء سوى القليل من الحظ، لو قلت إننا افتقدنا العمل أو الموهبة سأكون كاذبًا، كنا نمتلك أسماء مميزة مثل بيتي مارتينيز وعبدالرزاق حمدالله، لكن الحظ لعب ضدنا، الآن، أرى أن النصر أكثر جاهزية من أي وقت مضى لتحقيق اللقب”.

وعن قائمة النصر الحالية ووجود رونالدو أجاب: “النصر اليوم جزء من مشروع كروي سعودي ضخم، ووجود نجوم عالميين مثل كريستيانو وأوتافيو وبروزوفيتش يرفع من جودة الفريق، سعيد بأنني أرى زملاء سابقين مثل سلطان الغنام وعبدالله الخيبري وعبدالمجيد الصليهم ما زالوا في النادي وقريبين من إنجاز كبير”.

ونصح مدافع كورتيبيا، لاعبي النصر قائلا : “في نصف النهائي أنصح اللاعبين بالهدوء، نحلم بهذه اللحظات منذ الطفولة، يجب أن يعيشوها بكل تفاصيلها ويثقوا في العمل الذي بُذل طوال الموسم”.

وختم: “رونالدو أسطورة، وتأثيره واضح، وطموحه يتماشى مع مشروع النادي، وإذا قاد الفريق لتحقيق دوري أبطال آسيا، فسيكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي، وستكون هذه البطولة هي التتويج المثالي لمسيرته في السعودية”.

ويلتقي النصر مع كاواساكي فرونتال الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا غدا الأربعاء على ملعب الإنماء بجدة.

اقرأ أيضا:

فغاني حكمًا لمباراة النصر وكاواساكي

 

مقالات مشابهة

  • مايكون: النصر نادٍ كبير عشت فيه لحظات لا تُنسى
  • بعد أشهر من الكارثة.. صور الأقمار الصناعية تكشف تحركات سطح الأرض عقب زلزال ميانمار
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • عَميدُ الشُهَداء
  • لحظات مؤثرة في زاخو.. البلوشي يغادر أبناء الخابور
  • شيريهان توجه رسالة لـ محمد صلاح بعد التتويج بقب الدوري الانجليزي
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • لهفي علي وطني أراه ممزقا وأري شعوب الأرض يفرقها الهناء
  • صنعاء.. فيديو يفطر القلوب لأم تبحث عن ابنتها تحت ركام منزلها المدمر بغارة أمريكية