صنعاء تفرض معادلة جديدة: ضربات يمنية تربك كيان العدوّ وتضع واشنطن في مأزق البحر الأحمر
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
يمانيون../
بخطى واثقة وباستراتيجية محسوبة، أكدت القوات المسلحة اليمنية حضورها النوعي في معادلة الردع الإقليمي، موجهة ضربات دقيقة ومتزامنة إلى عمق كيان العدوّ الصهيوني، ومحدثة ارتباكًا غير مسبوق في البحرية الأمريكية شمالي البحر الأحمر، في تطور يرسخ التحول الكبير الذي فرضته صنعاء على خارطة الصراع الإقليمي والدولي.
تفاصيل العمليات جاءت عبر بيانين متتاليين للقوات المسلحة، كشفت فيهما صنعاء عن تنفيذ هجمات دقيقة استهدفت مواقع حيوية في “يافا” و”عسقلان” المحتلتين بطائرات مسيرة، بالتوازي مع استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية الاستراتيجية في النقب المحتل بصاروخ باليستي فرط صوتي، بالإضافة إلى توجيه ضربة مباشرة لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” في المياه الشمالية للبحر الأحمر.
هذه العمليات لم تكن مجرد رسائل نارية تقليدية، بل مثلت تحولاً نوعياً في قواعد الاشتباك، إذ لم تعد اليمن اليوم مجرد طرف مدافع عن سيادته، بل أصبح لاعبًا إقليميًا فاعلًا، يضع قواعد جديدة للاشتباك ويرسم معالم معادلة ردع مختلفة، ليس فقط مع الكيان الصهيوني، بل مع الهيمنة الأمريكية في أهم ممرات العالم البحرية.
استراتيجية الضربات المركبة: رسائل تتجاوز حدود الميدان
استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية، مباشرةً بعد ساعات من وصول مقاتلات “إف 35” الحديثة، يحمل رسالة بالغة الوضوح: اليمن يمتلك اليوم أدوات رصد دقيقة، وإرادة للمواجهة تلامس مراكز الثقل العسكري الصهيوني نفسها. الضربة لم تكن عشوائية، بل مدروسة بدقة، استهدفت قاعدة تعد ركيزة لسلاح الجو الصهيوني وللعمليات العدوانية ضد المنطقة.
بالمقابل، جاءت الضربة ضد حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” لتكمل المشهد: اليمن لا يكتفي بالدفاع عن مياهه الإقليمية بل ينقل المواجهة إلى قلب البحرية الأمريكية التي كانت لعقود عنوان السيطرة المطلقة في الممرات الحيوية. هذه العملية تمثل أول صفعة مباشرة لسفن الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر، وسط اعتراف اضطراري من الرئيس الأمريكي ترامب بأن القوات اليمنية تشكل تهديدًا حقيقيًا للملاحة.
انهيار الهيمنة الأمريكية… بداية النهاية
اعتراف ترامب، الذي حاولت واشنطن التغطية عليه عبر الرواية الإعلامية، أتى ليثبت أن الوجود الأمريكي في البحر الأحمر بات مكلفًا بلا جدوى. عمليات صنعاء أربكت خطط وزارة الدفاع الأمريكية وأدخلت واشنطن في فخ استنزاف طويل الأمد، حيث باتت القطع البحرية الأمريكية عرضة للاستهداف، ومجبرة على توجيه موارد هائلة لحماية سفنها وممراتها دون تحقيق السيطرة الكاملة.
وهكذا تصبح الرسائل اليمنية أكثر وضوحًا: أي تصعيد أمريكي سيقابله تصعيد يمني مضاد، ضمن استراتيجية استنزاف لا تحتملها المنظومة العسكرية الأمريكية المنهكة أصلًا بتراكم الأزمات الدولية والاقتصادية.
سقوط أسطورة التفوق الصهيوني: اليمن يكتب معادلة الردع الجديد
المؤشرات القادمة من الكيان الصهيوني نفسه تؤكد هذا التغير، إذ تتحدث الصحافة الصهيونية عن حالة ذعر داخل الأوساط العسكرية، وعن قلق متزايد من فقدان السيطرة على جبهات القتال المتعددة. والأخطر أن المستوطنين، الذين طالما راهن عليهم الكيان لضمان التماسك الداخلي، بدأوا يفقدون الثقة بقدرة الحكومة على توفير الأمن.
استهداف قاعدة “نيفاتيم” كشف هشاشة “الردع الجوي” الصهيوني، الذي طالما تباهى به العدوّ، وأثبت أن الأسلحة اليمنية باتت تتجاوز أنظمة الدفاع الأكثر تطورًا في العالم، بما فيها أنظمة “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”.
وبذلك فإن كيان الاحتلال لم يعد يواجه تهديدًا عسكريًا تقليديًا، بل يواجه خطر فقدان العمق الاستراتيجي، وسقوط نظريات الأمن والردع التي أسس عليها وجوده منذ نكبة فلسطين.
معادلة المستقبل: اليمن لاعب إقليمي لا يمكن تجاوزه
مع هذه العمليات النوعية، يتضح أن صنعاء تمضي بخطى ثابتة لفرض معادلة إقليمية جديدة: لم تعد خطوط الملاحة في البحر الأحمر تخضع لإرادة واشنطن، ولم يعد الكيان الصهيوني يتمتع بتفوق غير قابل للكسر.
اليمن اليوم، بقدراته الصاروخية والمسيّرة، يفرض معادلة قوامها: “لا أمن للعدوّ إلا بزوال العدوان”، و”لا حرية للملاحة إلا بتحرر الشعوب”.
وبينما تغرق واشنطن في مستنقع البحر الأحمر، تتعمق أزمتها الداخلية: أزمة اقتصادية تتصاعد، وعجز عسكري آخذ في الظهور، ومكانة دولية تتراجع أمام صعود الصين كقوة داعية للسلام وحامية لحرية الشعوب.
ختامًا، ما أعلنه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، من أن اليمن سيخرج أقوى من هذه المعركة، لا يبدو وعدًا مؤجلًا، بل حقيقة تتجلى مع كل صاروخ يمني يعبر سماء البحر الأحمر، ومع كل درب من دروب فلسطين يقرب اليمن من النصر النهائي.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البحر الأحمر فی البحر
إقرأ أيضاً:
تحول استراتيجي.. كيف أسقطت قوات صنعاء مقاتلة “إف-18” وأجبرت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” على الفرار؟
يمانيون../
في تصعيد نوعي يعكس تغير معادلات القوة في البحر الأحمر، اعترفت البحرية الأمريكية بسقوط مقاتلة من طراز “إف-18” من على متن حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان”، أثناء تواجدها في مياه البحر الأحمر، في وقت أكدت فيه القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية عسكرية واسعة أجبرت الحاملة على التراجع.
إسقاط طائرة أمريكية.. بداية التحول
رغم أن الرواية الرسمية الأمريكية حاولت تبرير سقوط المقاتلة على أنه حادث عرضي أثناء المناورات، إلا أن مصادر أمريكية وتصريحات متلاحقة، بينها مسؤول تحدث لقناة الجزيرة، أكدت أن الطائرة سقطت خلال محاولتها تفادي نيران قوات صنعاء.
هذا الحدث جاء تتويجاً لفترة من العمليات اليمنية المكثفة التي استهدفت حاملة الطائرات “ترومان” بشكل شبه يومي، وأجبرتها على اتخاذ تدابير دفاعية صارمة والتراجع نحو أقصى شمال البحر الأحمر، بحسب تقارير أمريكية وصفت الوضع بأنه “لا يمكن تصوره”.
العملية العسكرية الواسعة.. ضربة مركزة لقلب القوة الأمريكية
وفي إطار الرد المشروع على العدوان الأمريكي ومجازره بحق الشعب اليمني، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، عبر بيان رسمي، عن تنفيذ عملية عسكرية واسعة ومشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” والقطع الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر.
وأوضح البيان أن العملية تمت بمشاركة فاعلة من القوات البحرية وسلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية اليمنية، التي اشتبكت مع الحاملة والقطع المرافقة لها عبر إطلاق عدد من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة، في هجمات منسقة استمرت لعدة ساعات.
وأكدت القوات المسلحة اليمنية أن هذه العملية النوعية أدت إلى إجبار حاملة الطائرات “ترومان” على التراجع والابتعاد عن موقع تمركزها السابق، باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر، حيث تحاول تقليل تعرضها للضربات اليمنية الدقيقة.
وشددت على أن العمليات العسكرية البحرية والجوية مستمرة، وأنه لن يكون هناك أي توقف عن استهداف حاملات الطائرات والقطع الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، حتى يتوقف العدوان الأمريكي على اليمن بشكل كامل.
قراءة استراتيجية: المعركة تنتقل إلى البحر
إن تمكن قوات صنعاء من استهداف أكبر حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر، بل وإجبارها على الانسحاب من مواقع تمركزها، يمثل نقلة نوعية في طبيعة المواجهة العسكرية. فواشنطن لطالما اعتبرت حاملاتها البحرية رمزاً لهيبتها العسكرية وهيمنتها العالمية، غير أن مشهد فرار “ترومان” يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من توازن الردع في البحر الأحمر.
لم يعد البحر الأحمر “بحيرة أمريكية” كما كانت توصف من قبل؛ فبفضل القدرات المتطورة للقوة الصاروخية اليمنية والطيران المسيّر، تغيرت قواعد الاشتباك، وباتت الحاملات الأمريكية أهدافًا حقيقية في مرمى النيران اليمنية.
تصدع الهيبة العسكرية الأمريكية
الجدير بالذكر أن حادثة سقوط طائرة “إف-18” الأخيرة ليست الأولى، إذ سبق أن أعلنت البحرية الأمريكية قبل أربعة أشهر عن فقدان طائرة مماثلة فوق مياه البحر الأحمر، دون أن تقدم آنذاك رواية مقنعة لأسباب سقوطها.
اليوم، ومع تكرار الحوادث، يظهر أن القوات الأمريكية باتت تعاني من حالة من الإرباك والضعف غير المسبوق، وهو ما تؤكده شهادات مصادر عسكرية أمريكية تحدثت عن أجواء من القلق والانهيار النفسي وسط طواقم حاملات الطائرات، بفعل ضربات صنعاء المركزة والمستمرة.
خلاصة المشهد
ما جرى في البحر الأحمر لا يمكن اختزاله بحادثة سقوط طائرة واحدة، بل يمثل جزءًا من معركة استراتيجية أكبر، تخوضها صنعاء بثبات وعزيمة، لإعادة رسم خريطة النفوذ العسكري في المنطقة.
إن إسقاط مقاتلة حديثة، وإجبار حاملة طائرات على الفرار، يؤكد أن معادلة الردع قد انقلبت، وأن زمن العربدة العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر يقترب من نهايته أمام إرادة الشعوب الحرة وإبداع قدراتها المقاومة.