يمانيون:
2025-04-30@03:38:44 GMT

الاستسلام للمهزوم

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

الاستسلام للمهزوم

إيهاب زكي

الاستسلام هو الوصفة الوحيدة التي حازت الضدين على مدار التاريخ البشري، وبالرغم من أنّ نتائجها كارثية، فما زالت برّاقة، على الأقل في أعين من طفحت على نفوسهم عقاقير العبودية، كأنّ التجارب الإنسانية منذ اخترع الإنسان أول أداةٍ للقتل والقتال، ليست كافية لتجنّب طريق الاستسلام، لأنّ تكلفته أعلى بكثير من كلفة الصمود والمقاومة.


وفي الصراع العربي-»الإسرائيلي» هناك فهمٌ خطأ لطبيعة العدو، كما لطبيعة الصراع، وهو الفهم الذي يحاول تكريسه من تعاطوا عقاقير العبودية حدّ الإدمان من أنظمةٍ وحركاتٍ ومؤسساتٍ وأفراد، وهذا الفهم الخطأ ينطلق من كون المعضلة مع العدو هي وجود السلاح، بينما الحقيقة أنّ معضلة العدو معنا هي الوجود بحدّ ذاته، فأنت كفلسطيني وكعربي يجب ألا تكون موجودًا، على الأقل، يجب ألا تكون هنا.
أما الفهم الخطأ لطبيعة الصراع، فهو أنّه صراعٌ فلسطيني-»إسرائيلي»، وهذه الحصرية هي جزءٌ من الفهم الخطأ لطبيعة العدو كذلك، فهو ينظر للجميع في هذه المنطقة كأعداء وطارئين على الأرض والمكان، وأنّ القدرات وحدها هي المانع الوحيد لاحتلال الجميع واستعبادهم واستحمارهم توراتيًا، حرفيًا. يعني لو افترضنا أنّ تعداد اليهود مائة مليون، فلن يتوانوا لحظة عن احتلال ما بين المحيط والخليج.
واليوم، بات من المقبول أن تمارس أفعالًا خيانية علنية، تحت ستار درء المفاسد وسحب الذرائع، وهي الدعوة لتسليم السلاح، وهي دعوةٌ تجابه كل حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، وهي أقصر الطرق لإعطاء العدو سياسيًا ما عجز عن أخذه بالقوة، وهي دعوة صريحة للكيان لاحتلال لبنان وتهجير الفلسطينيين، ورغم ذلك فلا أحد ممن يطالب بذلك تتم محاسبته قضائيًا على الأقل.
في جيوشٍ ومجتمعاتٍ تُعتبر شذرات في شرّ الكيان المطلق، مورست جرائمُ بحق المستسلمين الطامعين بالأمان مقابل تسليم سلاحهم، جرائمُ طائفية ومذهبية وعرقية وسياسية، تستنكرها شياطين الإنس والجن، فكيف بمن سيستسلم للكيان وأدواته محليًا وإقليميًا.
والأهم أنّ هناك فهمًا خطأ لقوة الكيان وقدراته، فهذا الكيان الذي يتسابق المستسلمون لخدمته عبر الضغط على من لا يريد الاستسلام، هو حقيقةً أوهن من بيت العنكبوت، وإلّا لما كان بحاجةٍ لخدمات هؤلاء الإمّعات، وهم بالمناسبة الذين يروجون للاستسلام عبر محاولات ترسيخ فكرة قوة الكيان، وألّا طاقة لمجابهته، ولذا وحقنًا للدماء يجب الاستسلام له، فكيف يتم تسويغ هذه المتناقضات للعقول؟ وعقلنة الاستسلام لمهزوم؟
وأيضًا فهمٌ خطأ لموازين القوى التي نتجت عن معارك طوفان الأقصى بكل ساحاتها، عبر محاولاتٍ حثيثة لتكريس فكرة هزيمة محور المقاومة وانتصار الكيان، رغم أنّ الكيان بذاته لم يستطع حتى اللحظة ادعاء هذا النصر، وما زال نتنياهو مصرًا على استمرار الإبادة بحثًا عن نصره الذي يروّج له أولئك المنتفعون، هذا مع افتراض الكثير من حسن نواياهم.
ولكن الواقع ينبئنا، بأنّ الكيان لم ينتصر، وأنّ محور المقاومة لم ينهزم، والأهم أنّه لن ينهزم، والكيان لن ينتصر، فلا تغيير لسنن التاريخ ومسارات الأقدار، والمسألة مسألة وقت، فحين يبدأ مسار انحدار الدول، لا شيء ولا أحد يستطيع إيقافه، ولا انحدار أكبر من السابع من أكتوبر وما تلاه، وما سيليه أكبر وأشدّ انحدارًا.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ريهام عبد الغفور : رفضت الاستسلام في بداية مشواري الفني من أجل والدي

بدأت منذ قليل ندوة تكريم الفنانة ريهام عبد الغفور ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير. 

وقالت ريهام عبد الغفور إن كونها ابنة الفنانة اشرف عبد الغفور وتعد من أبناء العاملين في مجال الفن حملها المسؤولية علي الرغم من أنها كانت تريد أن تستسلم  في أول عشر سنوات من مشوارها الفني ، أنها لم تكن تفعل ذلك لأنها كانت تريد أن تترك الفن آنذاك وهي ناجحة من أجل والدها.

ريهام عبد الغفور: شعرت بالإحباط 10 سنواتعدت على خير.. ريهام عبد الغفور تكشف سر تغيير 3 مخرجين لمسلسل ظلم المصطبةمسيرة ريهام عبد الغفور 

انطلقت مسيرة ريهام عبد الغفور الفنية منذ أوائل الألفينات وقدمت على مدار أكثر من 25 عاما، أعمالا درامية ناجحة أبرزها مسلسل حديث الصباح والمساء، الحقيقة والسراب، شيخ العرب همام، الداعية، الرحلة، أزمة منتصف العمر، الغرفة 207، وظلم المصطبة.

كما قدمت للسينما العديد من الأعمال البارزة منها صاحب صاحبه، ملاكي إسكندرية، حريم كريم، الهرم الرابع والخلية.

وشاركت ريهام عبد الغفور في أفلام قصيرة منها "واحدة كده" الذي قدمته عام 2020، وعلى المسرح شاركت في "الملك لير" مع الفنان يحيى الفخراني.

طباعة شارك ريهام عبد الغفور الفنانة ريهام عبد الغفور أعمال ريهام عبد الغفور أفلام ريهام عبد الغفور تكريم ريهام عبد الغفور

مقالات مشابهة

  • قبائل أفلح اليمن بحجة تعلن النفير والجهوزية لمواجهة العدو الأمريكي
  • شاهد | صراع عميق في الكيان المؤقت .. وجيش العدو يفقد الروح القتالية
  • خطر جسيم.. أمين الإفتاء يحذر من الفهم الخاطئ لحديث استفتِ قلبك
  • المقاومة الفلسطينية تكشف: فككنا عدد من أجهزة تنصت زرعها العدو بغزة
  • العدو الصهيوني يستعين بـ”الروبوتات” لتعويض نقص جنوده بسبب هروبهم من المعركة
  • العدو الصهيوني يستعين بالروبوتات لتعويض نقص جنوده بسبب هروبهم من المعركة
  • ريهام عبد الغفور : رفضت الاستسلام في بداية مشواري الفني من أجل والدي
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
  • برج السرطان.. حظك اليوم الاثنين 28 أبريل 2025: معالجة سوء الفهم
  • كاتب ومحلل فلسطيني: المقاومة الفلسطينية منفتحة على التفاوض لكن وفق شروطها