فاطمة عبدالإله الشامي
لم تكن الضربات الأمريكية على الأعيان المدنية والأحياء السكنية في اليمن سوى علامة من علامات الإفلاس العسكري والسياسي والأخلاقي. قوةٌ عظمى لم تعد تملك من سلطان الهيبة إلا صواريخ حقد تُطلقها من بعيد، على منازل المدنيين، على المزارع، على الأطفال والنساء، هروبًا من مواجهة الإرادة اليمنية الصلبة التي ما انكسرت يوماً، ولن تنكسر.
الولايات المتحدة، ومن ورائها التحالف الغربي الصهيوني، راهنوا على أن الألم سيكسر العزم، وأن النار ستطفئ الموقف، وأن الدمار سيُرغم اليمن على الصمت. لكنّهم أغبياء التاريخ… لا يعرفون أن هذا الشعب لا يخضع، لا يساوم، لا يبيع، ولا يرفع الراية إلا في ساحة النصر. اليمن اليوم أكثر يقيناً بأن المعركة ليست معركة حدود، بل معركة مصير، معركة بين معسكر الحق ومعسكر الطغيان، معركة نكون فيها صوت فلسطين وصدى غزة ودرع القدس.
كلّما تساقطت القنابل على رؤوس المدنيين في الحديدة وصنعاء وتعز ومأرب، اشتد عزمُنا وتصاعدت ضرباتنا، واستعدّت صواريخنا الفرط صوتية للانطلاق. لم يكن ردّنا يوماً فعل انفعال، بل فعل وعي وقوة وتخطيط. رسائلنا العسكرية دقيقة، مدروسة، موجعة. والبداية لم تكن إلا تسخيناً. القادم أعظم، والأبعد تحت النيران.
المعركة التي نخوضها ليست عن اليمن فحسب، بل عن كرامة أمة، عن هوية مسلوبة، عن قبلة أولى تنتظر الفاتحين. لن تثنينا الضغوط، ولن توقفنا التهديدات. المسيّرات التي صنعتها أيادينا، والصواريخ التي نمّيها تحت الحصار، ستواصل عبورها للبحار والمحيطات، لتحيل سفن العدو إلى رماد، ولتُحرق الغطرسة في عقر دارها.
أما الحملة الأمريكية فهي حملة عمياء، ترتد على صانعيها. فكلما اشتدت، اتّسعت جبهتنا، وازداد الالتفاف الشعبي حول المعركة الكبرى. لم تفلح الحروب الناعمة، فجاءوا بالحرب المباشرة، لكنهم سيخرجون منها أذلاء، مدحورين، كما خرجوا من قبل، وكما يخرجون من كل ساحة يقف فيها الأحرار.
وإن كانت الصواريخ الأمريكية تُسقط البيوت، فإنها تسقط معها ما تبقى من أقنعة الغرب المتحضّر. أي حضارة تلك التي تستبيح طفلاً ينام على وسادته؟ أي قانون دولي يُجيز ضرب شعوب من أجل أن تصمت عن نصرة شعبٍ آخر يُذبح في وضح النهار؟
لكننا لن نصمت. لن نخذل فلسطين. لن نترك غزة وحدها. لن نساوم على قدسنا، ولن نقايض دماء أطفالنا بشعارات زائفة. نحن هنا على العهد، على الجبهات، على خطوط النار. وكلما سقط شهيد، وُلد ألف مقاتل. وكلما تهدمت دار، شُيّد ألف خندق.
وفي هذه المرحلة الحساسة، الحس الأمني هو واجب وطني وعسكري مقدّس. فالمعلومة اليوم قذيفة، والكلمة قد تكون خيانة، والصمت درع. ولذا، فليكن شعار الجميع في كل موقع، في كل شارع، في كل مجلس: «مدري». لا تسهّلوا للعدو عمله. لا تفتحوا له عيونًا في الداخل. لا تسمحوا للفضول أن يتحول إلى ثغرة. حين يُسأل أحد عن موقع ضربة، عن توقيت، عن خسائر، عن تجهيزات، فليقل: مدري.
«مدري» ليست جهلاً، بل دهاء. ليست ضعفاً، بل وعي قتالي. بهذه الكلمة، نجعل العدو أعمى، أخرس، مشلولاً أمام ضرباتنا، متخبطاً في تقديراته، غارقاً في ظنونه.
الحرب الآن ليست فقط بالسلاح، بل بالعقل، والوعي، والانضباط. ونحن على كل الجبهات حاضرون، مدجّجون بالإيمان، والإرادة، والسلاح… وعين الله ترعانا، وعدالة القضية تحرسنا، وزئير الميدان يبشّر بنصر قريب، «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى».
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
العميد علي أبي رعد: اليمن حطم الهيمنة الأمريكية والعدو يتجنب المواجهة البرية
يمانيون../
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد علي أبي رعد أن تفوق اليمنيين العسكري بات حقيقة واضحة لا يمكن لواشنطن تجاهلها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب لم يعد يمتلك أي خيارات بعدما أثبت اليمن قدراته الهائلة في تعطيل القوات الأمريكية، خصوصاً البحرية منها.
وفي تصريح خاص لقناة المسيرة ضمن برنامج تغطية التاسعة صباحاً، أوضح العميد أبي رعد أن اليمنيين تمكنوا من تعطيل حركة القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، مما شكل تحدياً كبيراً للوجود العسكري الأمريكي، حيث باتت حاملات الطائرات والبوارج معرضة لضربات مباشرة من قوات صنعاء.
وأشار إلى أن العمليات اليمنية عطلت قدرة أمريكا على نقل قواتها عبر باب المندب، الذي تمر عبره 80% من القوات الأمريكية المتجهة إلى بحر العرب، ما أجبر واشنطن على استخدام طريق رأس الرجاء الصالح بتكاليف باهظة، مبيناً أن طلعة طائرة واحدة لقصف اليمن تكلف آلاف الدولارات، فضلاً عن صيانة الطائرات بعد ساعات محدودة من التشغيل.
واعتبر العميد أبي رعد أن تهديد أمريكا لليمن باستخدام قاذفات “بي 2” الاستراتيجية غير مؤثر، خاصة وأن واشنطن لا تمتلك سوى 20 طائرة منها موزعة على قاعدتين فقط، ما يحد من قدرتها الفعلية على التصعيد.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعاني ضغطاً كبيراً بسبب فشل عملياتها العسكرية، وفضيحة التناقضات في تصريحات “البنتاغون”، الذي زعم استهداف قيادات يمنية، في حين تثبت الوقائع نجاح اليمنيين في إسقاط طائرات الاستطلاع الأمريكية المتطورة “إم كيو 9”.
وأكد الخبير اللبناني أن أمريكا في حالة مكابرة أمام حجم الخسائر التي تتكبدها في البحر الأحمر، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة عمليات يمنية مفاجئة وغير متوقعة، كما حذر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وأشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية ارتقت إلى مصاف الدول العظمى، وهي اليوم تواجه حاملتي الطائرات الأمريكيتين “ترومان” و”فنسون” في آن واحد، في أشرس مواجهة بحرية تشهدها المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب اعترافات أمريكية.
وعن الحديث الأمريكي عن معركة برية في اليمن، وصف العميد أبي رعد ذلك بالمناورة الإعلامية المكشوفة، مؤكداً أن واشنطن تدرك جيداً عجزها عن التقدم برياً، وأن الشعب اليمني على أحر من الجمر لمواجهة أي توغل بري.
كما أشار إلى امتلاك اليمن أسلحة بحرية وبرية فتاكة، ما يدفع أمريكا إلى التراجع والاحتماء بعيداً في بحر العرب، خوفاً من صواريخ أرض – بحر التي طورها اليمنيون.
وأضاف أن واشنطن، بعد فشلها العسكري، لجأت إلى التحريض الداخلي عبر سفيرها في اليمن، الذي يحاول إثارة الفتنة وتحريض قبائل محافظة حضرموت ضد صنعاء، في محاولة بائسة لتعويض الهزائم.
وفي سياق آخر، تطرق العميد أبي رعد إلى الأزمة بين الهند وباكستان، محملاً الولايات المتحدة والموساد الصهيوني مسؤولية التوترات بهدف نقل الصراع إلى شرق آسيا، في إطار المخطط الصهيوني للحد من أي تهديد إسلامي مستقبلي على الكيان الصهيوني.