سودانايل:
2025-02-07@01:53:33 GMT

الكتابة في زمن الحرب (3)

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم

مؤكد ستتوقف الحرب مهما طالت ثم ياتي زمان قريب كان ام بعيد يجمع فيه الناس انفاسهم ويحصل جرد الحساب والخاسر من باع نفسه للطواغيت، اذا علينا ان نقول ان دوام الحال من المحال فاربأ بنفسك من هذا الهرج والمرج وهذا ماقلته لنفسي وأنا اولى بها..
اما انت فاسمعني يا من اعانك الله تذكر جيدا انه وقت ان تضع هذه الحرب اللعينة اوزارها عليك ان تتحمل النقة التى تحفظها حرفاً حرفاً وكلمة كلمة كانهم اجهزة تسجيل من ناحية اخرى يبدأ الكُتّاب الجادون طبعاً في محاولة اقناعنا هم كذلك من خلال كلماتهم المُنمقة نظرية ان الحصان هو الذي يجُرّ العربة، انهم المنظرون رعاكم الله الذين يظنون انهم سينالون الثريا ويتعمدوا في خواتنا في خلق أسئلة الكم والكيف.

عن الحرب .ونحن نعرف ان الاولى من اختصاص العسكر اما الثانية وهذا هو المهم عندنا وأعني مخيلة الكتاب والمبدعين عن الاسباب والدوافع وعن كيف هذا الذي حدث ويحدث في بلاد السودان أسئلة كثيرة عما يسمى "أدب الحرب" شعراً او رواية كانت ولا زالت هذه الأسئلة في أذهان الشعراء والكتاب حين يكتبون عن تجاربهم في الحروب ربما تأتي الكتابة عن الحرب في لحظات نسجل فيها ما حدث، وأحياناً نتجاوز تلك اللحظات للكتابة عن ألم لا ينتهي حتى بعد الحرب، فيكون أثرها واضحاً في اللغة، من دون أن نميز، أو أن نصنف أنها كتابة عن الحرب. وهنا يستحتضرني قول للكاتب والمفكر الفرنسي (الجزائري المولد) يقول جاك لانسيير في موضوع "سياسة الأدب"، إنَّ تعبير سياسة الأدب هو أن يمارس الأدب السياسة بوصفه أدباً وبلا شك هناك الكثير من الكتابات التي تصنف خارج أدب الحرب، ولكنها تتحدث عن الألم والظلم والعدالة والحرية، و سؤالنا هنا هل هناك تأثير عميق لما نكتبه عن الحرب وهل تختلف عن الكتابة الأخرى؟ من جهة اخرى إلى أي مدى يمكن أن تختزن ذاكرتنا او جزء منها تلك الكتابة وكذلك ووعينا في قراءة تفاصيل لا يستطيع التاريخ نفسه أن يتحدث عنها؟..
كرر اهلنا على مسامعنا قولهم العجيب والمحبط بقولهم (ان كترت عليك الهموم ارقد اتدندل نوم) ولكن السؤال المهم هل وصل الناس للقمة وهم نيام ؟ ويا اهلنا النوم بتقسم كما قال الشاعر الغنائي( النوم جافاني قسمته لى جيراني) وليت شاعرنا ذلك كان مخترعاً او عالماً لاستفاد منه الناس..يرى علماء النفس ان كثرة المعلومات المتضاربة تصعّب من اتخاذ القرار المناسب يدخل الفرد في دوّامة من الحيرة حتى يبدو تائها وجاهلا حول ما يجري ويزيد العبء النفسي والذهني عليه فيلوذ بقبول ما لا ينبغي القبول به طمعا في النجاة من هذه الدوامة وهذه تحديدا هي الغاية المنشوده التي يصبو اليها الخبراء الاستراتيجيين ورجال المخابرات.
يا سادتي ان العالم حولنا يتقدم ويتطور وجماعتنا في محلهم سر وبسبب هذا التغافل رايتم ما يحدث لنا في هذا الزمان الاغبر لكننا ورغم علمنا وللاسف إتمدمنا ولم نلقى النوم ولا ود عمه.. مازلنا نحاول ان نربط بين الكتابة والحرب وقد يتساءل البعض وهل هناك من علاقة بينهما؟ لكننا ونحن في غمرة متاعبنا فجأة تكالبت علينا المصائب مرة واحده، ونحن الشعب الطيب لدرجة البساطة وهنا مربط الفرس! فماذا كانت نتائج الطيبة ام تراه انطبق علينا المثل الدراجي (اللضينة دقه واعتذر ليه)..اولم يفعل فينا حكامنا ذلك منذ تخلق الدولة السودانية؟..
ثم ماذا افادتنا هذه الطيبة؟ودعوني أسألكم الا ترون معي ان تلك هي المشكلة (الطيبة)..وقد صدق حكيم زمانه الشاعر محمد الحسن سالم حميد قال قصيدة عم عبد الرحيم
حيكومات تجى
وحيكومات تغور
تحكم بالحجى
بالدجل الكجور
ومرة العسكرى
كسار الجبور
يوم باسم النبى
تحكمك القبور
تعرف يا صبى
مرة تلف تدور
ولا تقول برى
او تحرق بخور

تعلمون سادتي ان الكتابة هي جزء اساسي عند البشر بل هي جزء من حياتنا ولا معنى لهذه الكتابة ان لم يكن أساسها الحرية (حرية الرأي) لذلك لامعنى لهذه الكتابة ان لم تكن ذات أثرٍ فعال للمجتمع ولهذا نوهنا للحرية لكي يتمكن الكاتب ان يعبر عن هموم ذاته ومجتمعه في واقع حر وطليق والا فلن يبدع وستخرج كلماته جوفاء ولن تقوى ان تحترم القارئ ولا بد يكون لكل كاتب الحق في التعبير عن ارائه بلا خوف..
لقد سئل الفيلسوف جان جاك روسو صاحب العقد الاجتماعي (الذي وضع فيه افضل طريقة لاقامة المجتمع السياسي وتكون له القدرة والمصداقية لمواجهة مشاكل المجتمع) ما هو (الوطن) فأجاب:
الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه مواطن من الثراء ما يجعله قادرا على شراء مواطن آخر، ولا يبلغ فيه مواطن من الفقر ما يجعله مضطرا أن يبيع نفسه أو كرامته و الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة..ليس الوطن أرضًا فقط، ولكنه الأرض والحق معًا. فإن كانت الأرض معهم فليكن الحق معك. الوطن هو حيث يكون المرء في خير.

فتكم بعافية وامان والامان من عند الله..

محبكم ابداً

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عن الحرب

إقرأ أيضاً:

اللجنة العليا للانتخابات تُحيي الذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد

يمانون/ صنعاء أحيت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، اليوم، الذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد بفعالية خطابية مركزية.
وفي الفعالية أشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات، القاضي محمد السالمي إلى أن الشهيد الرئيس الصماد، تحمل مهاماً كبيرة بتوليه رئاسة المجلس السياسي الأعلى في مرحلة استثنائية، وعمل خلالها بإخلاص في توحيد الصفوف ومواجهة العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي بشجاعة وبطولة في سبيل الله والوطن لا من أجل منصب أو مكسب.

وقال “الشهيد الصماد قاد اليمن في أصعب المراحل، وقبِل المسؤولية، وكان ينظر إليها كمغرم لا مغنم، وتمكن من إدارة شؤون الوطن بحكمة وحنكة وعزم واقتدار”، منوهاً بالمواقف البطولية للشهيد الصماد ومعاني التضحية والفداء التي حملها دفاعاً عن الوطن وسيادته.

وفي الفعالية أشار أمين عام اللجنة محمد الجلال إلى أن الشهيد الرئيس الصماد تخرّج من مدرسة قرآنية عظيمة ودرس وتربى على يد أعلام الهدى وترك ذلك في سيرته وتحركه وجهاده حتى نال الشهادة في سبيل الله.

وقال “تولى الشهيد الصماد المسؤولية في وقت يمر الوطن بعدوان وحصار من قبل تحالف قوى الظلم والاستكبار العالمي الذي حاول كسر إرادة شعب الإيمان والحكمة، لكن الشهيد كان يمتلك رؤية وصوابية في إدارة شؤون البلاد”.

وأكد الجلال أن الصماد كان رئيساً ومجاهداً في ظل قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لافتاً إلى أن إحياء ذكرى الشهيد الرئيس الصماد محطة للوقوف أمام شخصية تُحيي في النفوس معاني العزة والكرامة والبذل والعطاء، وفرصة لاستحضار مواقفه في سبيل الدفاع عن دين الله والأمة.

وأضاف “نحن اليوم نعبر عن فخرنا واعتزازنا بتضحيات الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي والشهيد الرئيس صالح الصماد وكافة الشهداء الذين أثمرت تضحياتهم نصراً وعزاً للشعب اليمني الذي رغم العدوان والحصار لم يتردد أو يتهاون في نصرة الأشقاء بغزة وثبت على مواقفه حتى تحقق النصر في وقف العدوان على غزة”.

مقالات مشابهة

  • عتبات الفرح للكاتبة هديل حسن: لعلها عتبات الكتابة أيضا
  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • عمر هاشم: فاعليات نقابة الأشراف تحث على الانتماء وحب الوطن
  • الكتابة الطِعمة
  • مفتي عام السلطنة
  • اللجنة العليا للانتخابات تُحيي الذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
  • من موقع مسؤوليتنا.. على العهد يا صماد
  • كرم لا بعده
  • الحرب ليست قدرًا.. أوقفوا نزيف الوطن!
  • هل النوم بعد الفجر يمنع الرزق ويجلب الفقر؟.. الإفتاء: احذره لـ7 أسباب