سودانايل:
2025-01-05@06:12:39 GMT

الكتابة في زمن الحرب (3)

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم

مؤكد ستتوقف الحرب مهما طالت ثم ياتي زمان قريب كان ام بعيد يجمع فيه الناس انفاسهم ويحصل جرد الحساب والخاسر من باع نفسه للطواغيت، اذا علينا ان نقول ان دوام الحال من المحال فاربأ بنفسك من هذا الهرج والمرج وهذا ماقلته لنفسي وأنا اولى بها..
اما انت فاسمعني يا من اعانك الله تذكر جيدا انه وقت ان تضع هذه الحرب اللعينة اوزارها عليك ان تتحمل النقة التى تحفظها حرفاً حرفاً وكلمة كلمة كانهم اجهزة تسجيل من ناحية اخرى يبدأ الكُتّاب الجادون طبعاً في محاولة اقناعنا هم كذلك من خلال كلماتهم المُنمقة نظرية ان الحصان هو الذي يجُرّ العربة، انهم المنظرون رعاكم الله الذين يظنون انهم سينالون الثريا ويتعمدوا في خواتنا في خلق أسئلة الكم والكيف.

عن الحرب .ونحن نعرف ان الاولى من اختصاص العسكر اما الثانية وهذا هو المهم عندنا وأعني مخيلة الكتاب والمبدعين عن الاسباب والدوافع وعن كيف هذا الذي حدث ويحدث في بلاد السودان أسئلة كثيرة عما يسمى "أدب الحرب" شعراً او رواية كانت ولا زالت هذه الأسئلة في أذهان الشعراء والكتاب حين يكتبون عن تجاربهم في الحروب ربما تأتي الكتابة عن الحرب في لحظات نسجل فيها ما حدث، وأحياناً نتجاوز تلك اللحظات للكتابة عن ألم لا ينتهي حتى بعد الحرب، فيكون أثرها واضحاً في اللغة، من دون أن نميز، أو أن نصنف أنها كتابة عن الحرب. وهنا يستحتضرني قول للكاتب والمفكر الفرنسي (الجزائري المولد) يقول جاك لانسيير في موضوع "سياسة الأدب"، إنَّ تعبير سياسة الأدب هو أن يمارس الأدب السياسة بوصفه أدباً وبلا شك هناك الكثير من الكتابات التي تصنف خارج أدب الحرب، ولكنها تتحدث عن الألم والظلم والعدالة والحرية، و سؤالنا هنا هل هناك تأثير عميق لما نكتبه عن الحرب وهل تختلف عن الكتابة الأخرى؟ من جهة اخرى إلى أي مدى يمكن أن تختزن ذاكرتنا او جزء منها تلك الكتابة وكذلك ووعينا في قراءة تفاصيل لا يستطيع التاريخ نفسه أن يتحدث عنها؟..
كرر اهلنا على مسامعنا قولهم العجيب والمحبط بقولهم (ان كترت عليك الهموم ارقد اتدندل نوم) ولكن السؤال المهم هل وصل الناس للقمة وهم نيام ؟ ويا اهلنا النوم بتقسم كما قال الشاعر الغنائي( النوم جافاني قسمته لى جيراني) وليت شاعرنا ذلك كان مخترعاً او عالماً لاستفاد منه الناس..يرى علماء النفس ان كثرة المعلومات المتضاربة تصعّب من اتخاذ القرار المناسب يدخل الفرد في دوّامة من الحيرة حتى يبدو تائها وجاهلا حول ما يجري ويزيد العبء النفسي والذهني عليه فيلوذ بقبول ما لا ينبغي القبول به طمعا في النجاة من هذه الدوامة وهذه تحديدا هي الغاية المنشوده التي يصبو اليها الخبراء الاستراتيجيين ورجال المخابرات.
يا سادتي ان العالم حولنا يتقدم ويتطور وجماعتنا في محلهم سر وبسبب هذا التغافل رايتم ما يحدث لنا في هذا الزمان الاغبر لكننا ورغم علمنا وللاسف إتمدمنا ولم نلقى النوم ولا ود عمه.. مازلنا نحاول ان نربط بين الكتابة والحرب وقد يتساءل البعض وهل هناك من علاقة بينهما؟ لكننا ونحن في غمرة متاعبنا فجأة تكالبت علينا المصائب مرة واحده، ونحن الشعب الطيب لدرجة البساطة وهنا مربط الفرس! فماذا كانت نتائج الطيبة ام تراه انطبق علينا المثل الدراجي (اللضينة دقه واعتذر ليه)..اولم يفعل فينا حكامنا ذلك منذ تخلق الدولة السودانية؟..
ثم ماذا افادتنا هذه الطيبة؟ودعوني أسألكم الا ترون معي ان تلك هي المشكلة (الطيبة)..وقد صدق حكيم زمانه الشاعر محمد الحسن سالم حميد قال قصيدة عم عبد الرحيم
حيكومات تجى
وحيكومات تغور
تحكم بالحجى
بالدجل الكجور
ومرة العسكرى
كسار الجبور
يوم باسم النبى
تحكمك القبور
تعرف يا صبى
مرة تلف تدور
ولا تقول برى
او تحرق بخور

تعلمون سادتي ان الكتابة هي جزء اساسي عند البشر بل هي جزء من حياتنا ولا معنى لهذه الكتابة ان لم يكن أساسها الحرية (حرية الرأي) لذلك لامعنى لهذه الكتابة ان لم تكن ذات أثرٍ فعال للمجتمع ولهذا نوهنا للحرية لكي يتمكن الكاتب ان يعبر عن هموم ذاته ومجتمعه في واقع حر وطليق والا فلن يبدع وستخرج كلماته جوفاء ولن تقوى ان تحترم القارئ ولا بد يكون لكل كاتب الحق في التعبير عن ارائه بلا خوف..
لقد سئل الفيلسوف جان جاك روسو صاحب العقد الاجتماعي (الذي وضع فيه افضل طريقة لاقامة المجتمع السياسي وتكون له القدرة والمصداقية لمواجهة مشاكل المجتمع) ما هو (الوطن) فأجاب:
الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه مواطن من الثراء ما يجعله قادرا على شراء مواطن آخر، ولا يبلغ فيه مواطن من الفقر ما يجعله مضطرا أن يبيع نفسه أو كرامته و الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة..ليس الوطن أرضًا فقط، ولكنه الأرض والحق معًا. فإن كانت الأرض معهم فليكن الحق معك. الوطن هو حيث يكون المرء في خير.

فتكم بعافية وامان والامان من عند الله..

محبكم ابداً

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عن الحرب

إقرأ أيضاً:

"قيم المواطنة" محاضرة ثقافية بمركز ثقافة الطفل بطهطا

نفذ مركز ثقافة الطفل بطهطا التابع لقصر ثقافة طهطا شمال محافظة سوهاج بتوجيهات أحمد فتحي مدير عام فرع وإقليم وسط الصعيد الثقافى محاضرة ثقافية تحت عنوان "قيم المواطنة" بالتعاون مع مديرية الأوقاف بالمحافظة حاضرها الدكتور سيد أحمد سعيد أحمد أمام وخطيب بإدارة أوقاف طهطا.

 ومن جانبه قال أحمد علي مدير مركز الطفل بمدينة طهطا، أن الدكتور سيد أحمد سعيد حث خلال المحاصرة على حب الأشخاص وإنتمائهم للوطن وتقديم كل الأفعال التي من شأنها أن ترتقي بالمجتمع والعمل على النهوض بالدولة والحفاظ على ممتلكات الوطن وأن حب الوطن فطرة وغريزة وأن تماسك أفراد المجتمع هو الحصن المنيع ضد مؤامرات الأعداء ونشر القيم والأخلاق والتسامح والمحبة وإعلاء قيمة بناء الإنسان وإحترام فكره وثقافته والوحدة وعدم  الفرقة و الإختلاف وبناء الوطن وتعميره والرقي به والمحافظة على منجزاته .

وأضاف المحاضر أنه يجب النوعية والحث على عدم الفساد والمساهمة فى النهوض بالمؤسسات العلمية والمرافق الحديثة ولنا فى  رسول الله صل الله عليه وسلم أعظم أسوة ومثل فى حب الوطن والتمسك بالأرض فها هو يقف على مشارف مكة وقد أجبره  قومه على مغادرتها وأجبره المشركون على  الرحيل منها فقال وهو يحدثها بكل أسى ويشكو إليها بكل حزن وكأنه يخاطب شخصا يسمعه ويشعر به فيقول صل الله عليه وسلم ( والله إنك لخير أرض الله إلي ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت ) صدق  رسول الله صل الله عليه وسلم وكان  يدعو الله عز وجل اللهم حبب إلينا االمدينة كحبنا مكة أو أشد  حتى صار للمدينة حب كبير في قلبه .

جاء ذلك ضمن برامج وزارة الثقافة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة .

وفي سياق آخر نظم قصر ثقافة طهطا التابع لفرع ثقافة سوهاج برئاسة أحمد فتحي مدير عام الفرع وإقليم وسط الصعيد الثقافى اللقاء الأسبوعي لنادي أدب طهطا صرح منتصر عبد الناصر مشرف نادي الأدب بمركز ومدينة طهطا مضيفا بأن أعضاء نادى الأدب ناقشوا إبداعات الأدباء وشعراء النادى .

وأدار اللقاء الشاعر إكرامي الهلاوي رئيس نادي الأدب بحضور أعضاء النادي وهم الأديب محمود رمضان الطهطاوي والشاعر مصطفى الدرديري والشاعر وحيد جبرة والشاعر أويس محمود وحسناء السيد وحاتم عمران .

جاء ذلك ضمن برامج وزارة الثقافة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة .

مقالات مشابهة

  • كان حريصاً أكثر من نصرالله.. من هو الشبح الذي تراقبه إسرائيل؟
  • الشيخ قاسم: تحية لليمن الفقير بإمكاناته الغني بشعبه وقيادته الذي يواجه الإسرائيلي والأمريكي
  • فضل الله: ما جرى يثبت مرة أخرى صوابية الخيار الذي نلتزمه
  • ما الذي يخطط له حزب الله؟
  • محمد بن زايد ومحمد بن راشد.. رفقة درب من عمر الوطن
  • تكملة البنيان
  • "قيم المواطنة" محاضرة ثقافية بمركز ثقافة الطفل بطهطا
  • هل يجوز ترك صلاة الجمعة بسبب التعب؟
  • عهدٌ متجدد لمجد الوطن
  • جمعة يكشف السبب والحل للخوف والذعر الذي يُصيب الناس