احتدم الغضب الشعبي وامتد من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن إلى محافظتي أبين ولحج المجاورتين، جراء تفاقم أزمة الكهرباء في فصل الصيف الحار، خصوصاً بعد أن مضى أسبوع على خروج الخدمة دون أن تحرك الحكومة ساكناً.

وشهدت مدينة زنجبار، مساء الأحد، احتجاجات شعبية واسعة النطاق، حيث أقدم المواطنون على قطع الطرق وإشعال الإطارات تعبيراً عن غضبهم من الفساد المستشري وتدهور الخدمات الأساسية، خاصة في مجالات الكهرباء والمياه.

وندد المحتجون بتقاعس الجهات المعنية عن محاكمة الفاسدين ووقف العبث بإيرادات المحافظة، مؤكدين عزمهم على مواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق حل جذري لأزمة الكهرباء ومحاكمة المسؤولين عن الفساد، في ظل الظروف الاقتصادية والخدمية المتدهورة التي تعاني منها المحافظة.

وطالب المشاركون في الاحتجاجات المجلس الرئاسي باتخاذ إجراءات فعالة لحل مشكلة انقطاع الكهرباء، التي دخلت يومها السابع على التوالي، وسط صمت حكومي يثير القلق.

وفي محافظة لحج المجاورة، أفادت مصادر محلية بأن التيار الكهربائي منقطع عن المحافظة وعاصمتها منذ نحو أسبوع، وسط تهديدات بالخروج في مظاهرات ليلية غاضبة اعتاد على تنفيذها السكان مع كل أزمة تشتد وتيرتها في المحافظة.

وتوقعت مصادر محلية اندلاع موجة جديدة من الغضب الشعبي في المحافظة، خصوصاً بعد أن شهدت المحافظات المجاورة مثل هكذا احتجاجات.

وكانت شهدت مديريتا المنصورة والشيخ عثمان في عدن احتجاجات غاضبة مساء السبت، حيث خرج مئات المواطنين إلى الشوارع، وأضرموا النيران في الإطارات التالفة، وقطعوا الطرق الرئيسة احتجاجاً على تفاقم ذات الأزمة، بعد أن تجاوزت مدة الانقطاع للتيار 12 ساعة، فيما شهدت بعض الأحياء انقطاعاً دام لأكثر من 24 ساعة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

لا تغضب!

 

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

يُروى أن رجلًا كان سريع الغضب، لا يحتمل كلمة، ولا يصبر على استفزاز، وفي أحد الأيام، أسقط ابنه الصغير كوب ماء على بعض الأوراق التي كان يقرأها، دون قصد، فما كان من الأب إلّا أن صرخ في وجهه، وركله بعنف، فسقط الطفل وارتطم رأسه بالأرض، لحظات مرَّت كأنها دهر ونُقل الطفل إلى المستشفى مصابًا بإصابة بليغة.

قال الطبيب للأب في غرفة الفحص إن الطفل: "سيكون بخير، لكنه يحتاج للراحة، وسيبقى هنا لعدة أيام". خرج الأب من الغرفة منهارًا، وجلس على أرضية الممر، يبكي بحرقة. لم يكن يبكي الورق، ولا حتى الكوب، بل كان يبكي قلبًا صغيرًا كاد يفقده في لحظة طيش فقال في نفسه: "ما انكسر لم يكن الكوب فقط، بل قلب ذاك الطفل، ذاك الذي كان ينتظر حضني، لا ردة فعلي".

هناك فقط، فهم أن الغضب لا يُعيد ما سُكب، ولا يُصلح ما تمزَّق، لكنه يفسد ما لا يحصى من مشاعر وثقة وطمأنينة.

الغضب شعور فطري، يولد مع الإنسان، ويثور حين تُمس كرامته أو يُواجه ظلمًا، وهو ليس مذمومًا على إطلاقه، فلو كان منضبطًا، يتحرك حين تُنتهك حدود الله أو تُهان الكرامة أو يُهان مظلوم، فإنه غضب محمود، لكن إن كان مدفوعًا بالهوى، بلا عقل ولا حكمة، صار نارًا تحرق أول من تشتعل فيه.

فكم من لحظة غضب جرفت معها سنوات من الحب، وكم من كلمة غاضبة هدمت جسرًا بُني بدمع وصبر، فليس كل غضب يُبرر، ولا كل صراخ يُسمع.

الغضب، إن لم يُضبط، لا يكتفي بخراب العلاقات، بل ينهش صاحبه من الداخل. وأطباء النفس يؤكدون أنَّ الغضب المزمن يرفع ضغط الدم، ويزيد خطر النوبات القلبية، ويُضعف المناعة؛ أي أنَّ الانفعال لا يضر مَن حولك فقط؛ بل يأكلك بصمت من الداخل.

وفي أعظم صور الغضب المشروع، نرى موسى عليه السلام حين عاد إلى قومه فوجدهم يعبدون العجل، فاشتد غضبه لله لا لنفسه، وألقى الألواح، وجرّ أخاه بلحيته، غضبًا للتوحيد، لا لهوى. قال تعالى:
"وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا"... أما رسول الله ﷺ، فكان سيد من يملك نفسه، لا يغضب لنفسه قط، وإنما حين تُنتهك حرمات الله. أوصى رجلًا جاءه يسأله: "أوصني". فقال: "لا تغضب"، ثم كررها مرارًا، وكأنَّها مفتاح النجاة من ندم العمر.

فالإسلام لم يُرد منَّا أن نكبت مشاعرنا، بل أن نُهذبها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". القوة الحقيقية ليست في قبضتك، بل في قدرتك على كبحها وأن تختار الصمت حين تمتلئ بالضجيج، وتقدم العقل على الانفعال، فتكون سيد نفسك لا عبدًا لمزاجك.

الغضب نار، والنار لا تُطفأ بالنار؛ بل بالماء، ومن ماء العقل: أن تسكت، أن تتوضأ، أن تغيّر وضعك، أن تخرج من الموقف قبل أن تندم، فإن كنت واقفًا فاجلس، وإن كنت جالسًا فاضطجع. لا ضعفًا، بل قوةً حقيقيةً في كظم الغيظ.

وفي زحام الحياة، كم من قلوب انكسرت، وصداقات انتهت، وأُسر تهدمت، فقط لأنَّ أحدهم لم يصبر، لم يصمت، لم يُمهل قلبه ثانية واحدة ليفكر.

لنقُل لأنفسنا، كلما أوشكت نار الغضب أن تشتعل "لا تغضبفهي ليست مجرد رجاء؛ بل طوق نجاة، ومفتاح لحياة أكثر حكمة، وصحة، وطمأنينة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تظاهرة غاضبة في عدن تندد بانقطاع الكهرباء وقبائل الصبيحة تعلن النفير ضد الانتقالي
  • احتجاجات ليلية غاضبة في عدن تنديدا بانقطاع الكهرباء
  • احتجاجات غاضبة في عدن بسبب انقطاع الكهرباء وانهيار الوضع المعيشي 
  • احتجاجات غاضبة في عدن تنديدا بانقطاع الكهرباء وتهديدات بالتصعيد
  • احتجاجات غاضبة في عدن مع تفاقم أزمة التيار الكهربائي
  • الكهرباء تختفي في عدن.. 20 ساعة انقطاع وسط غياب الحلول وتفاقم الأزمة
  • لا تغضب!
  • الكهرباء: انقطاع التيار عن أجزاء من العقيلة
  • انقطاع الكهرباء عن ولايتين في السودان إثر هجوم بطائرة مسيّرة