مصر وروسيا.. اتفاقيات جديدة رغم الحروب والتحديات واستثمارات جديدة بـ4.6 مليار دولار
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
تحتفل مصر وروسيا اليوم، السبت، بذكرى مرور 80 عامًا على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث شهدت العلاقات المصرية الروسية تقارباً كبير في السنوات الأخيرة.
وشهدت الدولتان تعاونا واسعا وشراكات عديدة، ويتعاون البلدان في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، ويتطلع الطرفان لاستمرار التعاون الوثيق على أساس المصلحة المشتركة للبلدين ومراعاة قواعد العلاقات الدولية والقانون الدولي.
وفي هذا الصدد، أنارت وزارة الخارجية، مبنى الوزارة، أمس الجمعة، بالرقم 80، احتفالا بمرور 80 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا.
واحتفلت السفارة الروسية في مصر بهذه المناسبة، حيث سلطت الضوء على إنارة مبنى وزارة الخارجية المصرية بالرقم 80.
ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد"، أهم وأبرز المعلومات عن العلاقات المصرية الروسية بمناسبة مرور 80 عاما على تدشين العلاقات الدبلوماسية للبلدين.
واكتسبت العلاقات المصرية - الروسية قوة دفع قوية جديدة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى باتت أكثر تميزا في ظل الظروف الدولية الراهنة التي تتسم بعدم الاستقرار، وقد ارتبطت علاقات مصر مع روسيا بالظروف السياسية على المستوى الدولي التي كان لها دور كبير في التقارب المصري - الروسي.
تعد مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وتطورت على أثرها العلاقات السياسية على مستوى رئيسي الدولتين والمستويين الحكومي والبرلماني، عكستها أول زيارة رسمية للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك إلى روسيا الاتحادية في سبتمبر 1997، التي وقّع خلالها البيان المصري - الروسي المشترك وسبع اتفاقيات تعاون.
وفي إطار هذا التعاون والشراكة، على إنشاء المرحلة الأولى من المدينة الصناعية الروسية في مصر، والتي توصف بأنها أكبر مدينة صناعية روسية داخل المحروسة.
وكانت المفاوضات الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعة الروسية، بدأت بين القاهرة وموسكو، في مصر بعد القمة المصرية الروسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره فلاديمير بوتين، في سوتشي عام 2014، وفي أغسطس من عام 2017 بدأت المفاوضات الفعلية حول إنشاء المنطقة.
وتوفر المنطقة الصناعية الروسية في مصر، وهي المشروع المحوري للتعاون الروسي المصري الإقامة في المكاتب شرق بورسعيد أو فروع شركات السيارات والبتروكيماويات والطاقة والدواء ومواد البناء الثقيلة، حيث تعتبر المنطقة الاقتصادية الخاصة في مصر قاعدة انطلاق لتوسيع الأعمال التجارية للشركات الروسية في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث ينظر إلى المنطقة الصناعية الروسية كمشروع رائد في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وستبلغ استثمارات المنطقة الصناعية الروسية 4.6 مليار دولار، حيث سيطلق عليها اسم "صن سيتي" أي مدينة الشمس، وستقام على مساحة ألفي هكتار، وتقع المدينة على الساحل المصري للبحر الأبيض المتوسط، بالقرب من قناة السويس، التي من خلالها تمر 20% من التجارة العالمية.
وستضاف الروح الروسية لهذه المدينة الصناعية، حيث سيتم بناؤها على شكل نصف دائرة، وستتكون من قسمين: شرقي وسيطلق عليه "موسكو" وغربي سيطلق عليه "سانت بطرسبرج"، والأراضى بين المنطقتين سيتم تسميتها "الأورال"، لأنها تقع فى منطقة وسط روسيا، وستكون هناك منطقة ترفيهية وحديقة مثلثة الشكل ليتمكن سكان هذه المدينة من قضاء وقت فراغهم.
ومن آخر اللقاءات التي جمعت مصر وروسيا، كانت مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى الاجتماع الموسّع الذى عقده رؤساء المبادرة الأفريقية المشتركة للمساهمة في تسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية، خلال يونيو الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فى مدينة سان بطرسبرج الروسية، بحضور سامح شكرى، وزير الخارجية.
وألقى مدبولي كلمة مصر خلال الجلسة، حيث أكد دعم مصر القوى لجهود المُساهمة في تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأوضح أن هذا المسعى المُشترك اليوم يأتى إدراكاً من القادة الأفارقة لعُمق الأزمة وتداعياتها شديدة الوطأة على مواطني طرفي النزاع.
وفي مارس الماضي، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث شهد الاتصال تبادل التهنئة بمناسبة مرور 80 عامًا على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين.
وبحث الرئيسان سبل تعزيز مختلف أطر التعاون بين مصر وروسيا، خاصةً من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجارية بينهما، حيث ثمن الرئيسان العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بين الدولتين في مختلف المجالات على المستويين الرسمي والشعبي، مع تأكيد مواصلة دفع تلك الروابط خلال الفترة القادمة.
وفي 16/6/2023، شارك المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة بفعاليات الدورة الـ 26 من منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولى المقام في مدينة سان بطرسبرج الروسية.
استهل الوزير زيارته بتفقد أجنحة عدد من المقاطعات الروسية ذات النشاط الصناعى والتكنولوجي المتقدم، وكذلك المقاطعات ذات النشاط التجارى الواسع مع مصر.
كما عقد سمير اجتماعاً مع رستم میخانوف، رئيس جمهورية تاتارستان الروسية، وأوليج كوروشينكو، نائب رئیس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة فى تاتارستان.
وتناول الاجتماع مناقشة مختلف أوجه التعاون المختلفة مع مصر.
وفي 17/6/2023، عقد المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة اجتماعا مع مسئولى إحدى كبرى المجموعات الاستثمارية ذات النشاط القطاعي المتنوع لبحث مختلف الفرص المتاحة في مجال الاستثمار المشترك وتنمية التجارة والخدمات من البلدين.
فى 31/1/2023 شهد الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، توقيع عقد إنشاء ورشة لصيانة عربات القطارات الروسية بجميع أنواعها في مصر بورش أبو زعبل للسكك الحديدية، بين الهيئة القومية لسكك حديد مصر وشركة ترانسماش هولدينج إنترناشيونال ايه جي ( TMH International AG )، حيث قام بتوقيع العقد كل من المهندس محمد عامر، رئيس هيئة السكك الحديدية، وسيرجو كوربانوف، نائب رئيس شركة ترانسماش، بحضور كيريل ليبا، رئيس مجلس إدارة مجموعة ترانسماش هولدينج.
وصرح وزير النقل- حينها بأن هذا العقد يهدف إلى إنشاء ورشة جديدة بورش أبو زعبل بالتعاون مع شركة ترانسماش التي ستقوم بإعداد التصميمات الخاصة بها مع توريد المعدات اللازمة للورشة الجديدة لتنفيذ أعمال الصيانة بها، وكذلك توريد قطع الغيار لمدة 12 عاما لكل عربة تبدأ من تاريخ تشغيل العربة، وكذلك تقديم الدعم الفني لمدة 12 عاما بواسطة 20 خبيرا من شركة ترانسماش هولدينج انترناشيونال ايه جي.
حب شعبي بين الدولتينوفى 8/2/2023 ضمن مبادرة "ساعة مع الوزيرة"، عقدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لقاءً تفاعليا مع ممثلي الجاليات المصرية في دول: جاليات المصرية في روسيا.
وحرصت وزيرة الهجرة على تعريف المشاركين باللقاء بما تم تحقيقه للمصريين بالخارج من محفزات ومزايا عدة على مختلف الأصعدة.
وتناولت وزيرة الهجرة استجابة الوزارة السريعة لمطالب أسر المصريين بالخارج، حول تعديل مواعيد امتحانات "أبناؤنا فى الخارج"، واعتماد العام الدراسي على فصلين دراسيين بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى التنسيق مع وزارة "التعليم العالي" لتوفير فرصة استثنائية لمدة سنة لتوفيق الأوضاع للأساتذة الذين تخطوا الحد المسموح به من سنوات الإعارة أو الإجازات.
وحول قوة العلاقات بين مصر وروسيا، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات المصرية الروسية علاقات عميقة، وهناك تقارب كبير بين البلدين، كما أن هناك حرصا من الأطراف المشتركة في مصر وروسيا على تنظيم وتطوير منظومة العلاقات.
وأضاف فهمي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن منظومة العلاقات لا تتوقف على التعاون في المحطات النووية أو على العلاقات الدبلوماسية، إنما تتوقف أيضا على جملة من الأمور، وجزء من المناورات العسكرية الروسية المصرية التي جرت في توقيتات معينة بمنطقة شرق المتوسط وخارجها، ووصلت لمنطقة البحر الأسود.
وأشار إلى وجود العديد من الاستثمارات الروسية على الأراضي المصرية سواء بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أو العاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى شمال الخليج، معقبا: "تجمع البلدين استثمارات بمختلف المجالات".
واختتم: "العلاقات المصرية الروسية تعد علاقات جيدة، وهناك تواصل وحب شعبي بين الدولتين وليس على مستوى القيادة السياسية فقط، ودور مصر متوازن تجاه القضايا محل الاهتمام، كما أن القاهرة حريصة على دعم العلاقات مع موسكو، وجمعت زعماء البلدين لقاءات عدة، مما ساعد في تقوية العلاقات بينهما".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر روسيا السيسي العلاقات المصرية الروسية العلاقات المصریة الروسیة العلاقات الدبلوماسیة الرئیس عبد الفتاح الصناعیة الروسیة بین مصر وروسیا الروسیة فی مصر الفتاح ا
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: وحدة تجسس جديدة تقود حرب الظل الروسية ضد الغرب
نشرت وول ستريت جورنال تقريرا عن وحدة تجسس جديدة قالت إنها تقود ما أسمته بحرب الظل الروسية ضد الغرب، مشيرة إلى أن مقرها يقع في مقر المخابرات العسكرية الروسية، على مشارف موسكو ويُعرف باسم الأكواريوم.
وأوضح التقرير، الذي كتبه للصحيفة بويان بانسيفسكي، أن اسم هذه الوحدة هو "إدارة المهام الخاصة"، وشملت عملياتها القتل والتخريب ووضع العبوات الناسفة على الطائرات الغربية وغير ذلك.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ترامب يشكك في أن الغزيين يريدون البقاء لكن قصة سالم تفند ذلكlist 2 of 2بلومبيرغ: قرارت ترامب قابلتها 74 دعوى قضائيةend of listونقل التقرير عن مسؤولي استخبارات غربيين قولهم إن هذه الوحدة غامضة وتستهدف الغرب بهجمات سرية في جميع أنحاء أوروبا وأماكن أخرى، وإن إنشاءها يعكس موقف موسكو في زمن الحرب ضد الغرب.
ردا على دعم أوكرانياووفقا لمسؤولين كبار في الاستخبارات الأوروبية والأميركية وحتى الروسية أن هذه الوحدة تأسست في 2023 ردا على الدعم الغربي لأوكرانيا وتضم قدامى المحاربين في بعض العمليات السرية الأكثر جرأة في روسيا في السنوات الأخيرة.
ويرى الكرملين أن الغرب متواطئ في هجمات أوكرانيا على روسيا، مثل تخريب خطوط أنابيب نورد ستريم، ومقتل كبار المسؤولين في موسكو، والضربات الأوكرانية باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى.
وقال جيمس أباثوراي، نائب الأمين العام المساعد لمنظمة (ناتو) المسؤول عن الحرب الهجينة: "تعتقد روسيا أنها في صراع مع الغرب كله، وتتصرف وفق ذلك، بما فيه تهديدنا بهجوم نووي وبناء جيشها".
إعلانويُعتقد أن الوحدة الجديدة، تقف وراء مجموعة من الهجمات الأخيرة ضد الغرب، بما فيها محاولة اغتيال الرئيس التنفيذي لشركة ألمانية لصناعة الأسلحة ومؤامرة لوضع أجهزة حارقة على الطائرات التي تستخدمها شركة الشحن العملاقة (دي إتش إل).
ثلاث مهام واسعةولدى هذه الوحدة ثلاث مهام واسعة على الأقل، وفقا لمسؤولي المخابرات الغربية: تنفيذ عمليات القتل والتخريب في الخارج، والتسلل إلى الشركات والجامعات الغربية، وتجنيد وتدريب عملاء أجانب من أوكرانيا والدول النامية والدول التي تعتبر صديقة لروسيا، مثل صربيا، وإدارة مركز للعمليات الخاصة للنخبة، يُعرف باسم سينيج، حيث تقوم روسيا بتدريب بعض من قواتها الخاصة.
وتضمن التقرير التعريف ببعض المشرفين الروس على هذه الوحدة والأنشطة التجسسية وأعمال القتل التي نفذوها في السابق، وشملت هذه العمليات تسميم الجاسوس المزودج سيرغي سكريبال وابنته يوليا في المملكة المتحدة، وقد نجا كلاهما من التسمم لكنهما أصيبا بجروح خطِرة.
ويشمل دور "وحدة المهام الخاصة" الإشراف على العمليات السرية في أوروبا والاستيلاء على عمليات فاغنر شبه العسكرية في أفريقيا بعد مقتل مؤسسها، يفغيني بريجوزين، في عام 2023.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على "وحدة المهام الخاصة" دون تحديدها بالاسم، بتهمة تنظيم "انقلابات واغتيالات وتفجيرات وهجمات الإلكترونية" في أوروبا وأماكن أخرى. ووجهت الولايات المتحدة اتهامات مماثلة لأعضاء الوحدة في نفس الشهر وعرضت مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات عن خمسة أعضاء متهمين بشن هجمات إلكترونية على أوكرانيا.
تراجعت الصيف الماضيوبلغت الأنشطة العدائية التي تنفذها الوحدة ذروتها في الصيف الماضي، لكنها تراجعت أخيرا، وفقا لمسؤولين أميركيين وأوروبيين. ويمكن أن يكون سبب الهدوء هو خلق مساحة دبلوماسية لموسكو للتفاوض مع الإدارة الأميركية الجديدة، وفقا لرئيس المخابرات الأوروبية.
إعلانقال جهاز الأمن الأوكراني في مايو/أيار، إنه أحبط مخططا روسيا لإضرام النار في متاجر كبرى ومقهى، وكشف مسؤولو مخابرات غربيون أن "وحدة المهام الخاصة" نسقت عملية أخرى بعد أيام لإشعال النار في مركز تجاري في العاصمة البولندية وارسو.
واشتعلت أجهزة حارقة مماثلة في يوليو/تموز، أُرسلت عبر شركة (دي إتش إل) في مراكز العبور في لايبزيغ بألمانيا، وبرمنغهام بإنجلترا. وقال توماس هالدينوانغ، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية، للمشرعين في أكتوبر/تشرين الأول، إنه لو اشتعلت إحدى العبوات أثناء الرحلة، لكان من الممكن أن تسقط الطائرة. وأضاف أن ذلك لم يحدث فقط لأن رحلة متصلة تأخرت وانفجر الجهاز أثناء وجوده في المطار.
وقال مسؤولون أمنيون إن العبوات الحارقة التي اشتعلت في يوليو/تموز تبدو وكأنها جزء من تجربة تشغيل لوضع أجهزة مماثلة على طائرات متجهة إلى أميركا الشمالية.
تركيز على ألمانياوذكر التقرير أن "وحدة المهام الخاصة" ركزت خاصة على ألمانيا لأن روسيا تعتبرها حلقة ضعيفة في حلف "الناتو"، بسبب اعتمادها على الطاقة الروسية، وقلقها المتزايد بشأن التصعيد النووي وتعاطف بعض سياسييها وناخبيها مع روسيا.
وكانت المخابرات الأميركية قد أبلغت ألمانيا أنها كشفت عن خطة لاغتيال قادة صناعة الأسلحة في أوروبا، بمن فيهم أرمين بابيرغر، الرئيس التنفيذي لشركة راينميتال، أكبر مورد لذخيرة المدفعية إلى أوكرانيا والتي تقوم أيضا ببناء مصنع للدبابات في الدولة التي مزقتها الحرب.