هل انتهى الصراع على العرش في الشعب الجمهوري بعد تراجع إمام أوغلو؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
انخفضت حدة التوتر داخل حزب الشعب الجمهوري التركي، بعد إعلان رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو عزمه تشكيل "تحالف إسطنبول" للانتخابات المحلية التي تجرى في أذار/ مارس المقبل، لكن "الصراع على العرش" لم ينتهي.
وكان إمام أوغلو بعد النتخابات العامة في أيار/ مايو الماضي، خاض "حراك التغيير" الذي طالب بأن يشمل رئاسة حزب الشعب الجمهوري، لكنه تراجع مؤخرا، معلنا عزمه تشكيل "تحالف إسطنبول" من أجل عدم خسارة رئاسة البلدية لصالح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة.
وبعد تراجع إمام أوغلو، ونيته الترشح لمنصب رئاسة البلدية مرة أخرى، اتجهت الأنظار إلى رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل.
"التسونامي تتراجع أمواجه".. أوزغور أوزيل يصر على المنافسة
وترى مصادر في حزب الشعب الجمهوري، بأن التسونامي الذي تشكل بسبب مناقشات التغيير الحزبي الداخلية، بعد الانتخابات العامة، بدأت بالانكسار، مشيرة إلى أن زعيم لاحزب كمال كليتشدار أوغلو سيذهب إلى عقد المؤتمر العام بكل أريحية، بحسب صحيفة "ملييت".
وتشير المصادر إلى أنه قبل الذهاب إلى المؤتمر العام الذي قد يعقد قبل نهاية العام الجاري، من المحتمل أن تحدث عملية تغيير جديدة تطال الهيئة التنفيذية للحزب، وإدارة الكتلة البرلمانية.
وسيعلن أوزغور أوزيل الأسبوع المقبل "شهادة الموقف"، وسيقرر ما إذا كان سيترشح لرئاسة حزب الشعب الجمهوري في المؤتمر العام المقبل بعد استكمال مؤتمرات فروع الحزب في المقاطعات بعد 10 أيلول/ سبتمبر، وقد يُطلب التصويت على الثقة داخل الكتلة البرلمانية للحزب بداية العام التشريعي.
وتذكر المصادر أن المتحدث الرسمي باسم الحزب فائق أوزتراك قد يحل محل أوزيل، الذي سيتم إقالته من رئاسة الكتلة البرلمانية بهذه الطريقة، على أن يتم تعيين عضو في الهيئة التنفيذية في منصب المتحدث الرسمي للحزب.
ومن المعلوم أنه بعد ثارة مناقشات التغيير عقد أوزيل وإمام أوغلو اجتماعات عدة، فيما ذكرت تقارير سابقة أن الرجلين يعملان مع بعضهما ضد كليتشدار أوغلو، وبعد إعلان إمام أوغلو قراره، فإن أوزيل يواصل عمله للمنافسة على رئاسة الحزب.
ونقلت "بي بي سي" بالنسخة التركية، عن مصادر مقربة من أوزيل أن سبب عدم إعلانه الترشح حتى الآن، "ليس التردد"، بل لأنها لا يريد أن يحدث جدلا خلال فترة المؤتمرات التي يجريها الحزب في الفروع والمقاطعات الكبرى.
لكن مقربون من رئاسة حزب الشعب الجمهوري، ويعارضون ترشحه، يعتقدون أن يتخلى أوزيل عن ترشحه إذا رأنه أن ليس لديه فرصة للفوز في المؤتمر العام، لكن الدائرة المقربة له تؤكد عزمه الترشح ويعمل حاليا على وضع خارطة طريق.
ويعتقد أوزيل، أن الهزيمة الانتخابية الثقيلة، قد تنعكس سلبا على حزب الشعب الجمهوري إذاا ذهب إلى مؤتمره العام بمرشح واحد، وأن ذلك قد يسهم في خفض شعبية الحزب، لذلك فهو مصر على أن تكون هناك منافسة.
ومن المتوقع أن يقوم أوزيل، الذي يعد "وثيقة الموقف" والتي تشرح أسباب طلب التغيير والتي ستشكل أساس قرار الترشيح، بالكشف عنها أمام الرأي العام الأسبوع المقبل، على أن يتم إعلام ترشحه في أيلول/ سبتمبر.
وسيتعمد أوزيل الظهور برفقة أعضاء في اللجنة التنفيذية وفي مجلس حزب الشعب الجمهوري، لإيصال سالة إلى وجود دعم له، وردا على حديث مقربين لكليتشدار أوغلو أن ليس لديه من يدعم ترشحه.
هل إمام أوغلو مرشح حتمي لرئاسة البلدية؟
الصحفي المقرب من حزب الشعب الجمهوري سردار أكينان، كشف أن إمام أوغلو قد لا يتم ترشيحه لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.
وأوضح كينان، أن أحمد أكين مساعد رئيس حزب الشعب الجمهوري والمسؤول عن ملف البلديات، يعد استراتيجية جديدة ومختلفة، وتتضمن قوائم المرشحين للبلديات عدد من النساء، بالإضافة إلى أسماء مفاجئة، لافتا إلى أن إمام أوغلو قد لا يكون مرشحا.
وكشف أنه في الوقت الذي يجري الحديث عن ترشح منصور يافاش لرئاسة بلدية أنقرة مجددا، إلا أن بعض الشخصيات داخل الحزب تضغط على كليتشدار أوغلو بعدم ترشيحه بالقول "لا نريد مرشحا يمينيا"، واقترحت عليه اسم ليفنت غوك.
وكان إمام أوغلو قد قال خلال الأيام الماضية ردا على تساؤل "هل أنت مرشح لرئاسة الحزب"، إن ليس لديه خطط سياسية في الوقت الحالي، "وطريقنا في إسطنبول مهم للغاية ونهائي"، مضيفا: "لدينا بعض الأفكار لنقل حزبنا إلى مستقبل أفضل، وسأستمر في تمثيلها وفقا لقانون وأخلاق الحزب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو التغيير كليتشدار أوغلو التغيير حزب الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو إمام أوغلو سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الشعب الجمهوری المؤتمر العام إمام أوغلو
إقرأ أيضاً:
أكبر أحزاب المعارضة في تركيا يواجه مزاعم بالفساد وصراعا على الزعامة
أنقرة- بينما يستعد حزب الشعب الجمهوري لمواجهة استحقاقات انتخابية حاسمة، وجد نفسه عالقا في دوامة من الأزمات الداخلية التي تهدد تماسكه ومستقبله السياسي.
فبعدما كشفت تحقيقات قضائية عن مزاعم فساد في انتخابات الحزب الداخلية، تصاعد الجدل داخله حول المحسوبية في التعيينات البلدية، ليكشف ذلك عن صراع أعمق على القيادة والسلطة.
ومن الاتهامات بشراء الأصوات لصالح أوزغور أوزال، إلى استقطابات حادة بين أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش في السباق على زعامة الحزب، تتشابك الخلافات الداخلية مع التحديات السياسية التي يواجهها الحزب في سعيه للحفاظ على صورته كبديل قوي أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم.
فهل يستطيع تجاوز هذه الأزمات قبل أن تتحول إلى نقطة ضعف قاتلة في الانتخابات المقبلة؟
يواجه حزب الشعب الجمهوري تحقيقا قضائيا بعد مزاعم بحدوث عمليات شراء أصوات خلال انتخاباته الداخلية التي جرت يومي الرابع والخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وأسفرت عن فوز أوزغور أوزال برئاسة الحزب خلفا لكمال كليجدار أوغلو. وتدور الاتهامات حول قيام بعض الأطراف بتقديم مبالغ مالية ومزايا وظيفية لعدد من المندوبين مقابل تصويتهم لصالح أوزال.
إعلانوهذه الادعاءات أثارتها اتهامات رئيس فرع الشباب السابق للحزب في ولاية موش، إركان تشاكير، إضافة إلى تصريحات أعضاء آخرين، أشاروا إلى أن رجل أعمال في إسطنبول كان المصدر الرئيسي لهذه الأموال، مقابل حصوله على عقود مع البلديات التي يديرها الحزب.
وبدأ التحقيق رسميا عندما تلقت النيابة العامة في أنقرة شكوى تتعلق بانتهاكات خلال الانتخابات الحزبية، استنادا إلى المادة (112) من قانون الأحزاب السياسية، التي تحظر التلاعب في عمليات التصويت الداخلية.
وفي حين تنظر السلطات إلى الملف من زاوية قضائية، فإن قيادة الحزب اعتبرته محاولة سياسية للنيل من الحزب وإحداث شرخ داخلي بين جناح أوزال وأنصار كليجدار أوغلو. إلا أن كليجدار أوغلو طالب الحزب بموقف أكثر شفافية، مما أدى إلى زيادة التوترات داخل الحزب، حيث يرى البعض أن عدم الرد بشكل واضح قد يؤدي إلى إضعاف مصداقية الحزب أمام الناخبين.
وفي هذا السياق، تواصلت الجزيرة نت مع مسؤولين في الحزب للحصول على تعليق بشأن الأزمة، إلا أنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريحات.
صراع على الزعامةلم يكد حزب الشعب الجمهوري يلتقط أنفاسه بعد أزمة الانتخابات الداخلية، حتى وجد نفسه في قلب جدل آخر أكثر حساسية يتعلق بـالتعيينات داخل البلديات التي يديرها.
ولطالما رفع الحزب راية الشفافية والعدالة الاجتماعية في مواجهة حزب العدالة والتنمية، لكن التسريبات الأخيرة بشأن تعيينات مثيرة للجدل داخل بعض البلديات التي يحكمها الحزب كشفت عن إخفاق في تطبيق الشعارات داخل بيته الداخلي.
وكانت القضية الأبرز تعيين مستشار إعلامي سابق، براتب مرتفع رغم استقالته سابقا وسط جدل حول أدائه خلال الحملات الانتخابية. وأثارت هذه الخطوة انتقادات لاذعة داخل الحزب، حيث اعتبرها البعض مكافأة سياسية على حساب الكفاءة، مما أعاد للأذهان اتهامات مماثلة كان الحزب يوجهها لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
إعلانلكن هذه ليست سوى رأس جبل الجليد، إذ كشفت تقارير عن توظيف أفراد مقربين من قيادات الحزب في مناصب مرموقة داخل البلديات، في وقت تعاني فيه البلديات نفسها من أزمة مالية خانقة. وهو ما أثار غضب القواعد الحزبية، خصوصا أن الحزب بنى خطابه السياسي على محاربة المحسوبية والفساد الإداري.
وحتى الآن، لم تقدم قيادة الحزب توضيحا مقنعا بشأن آلية التعيينات، مكتفية بالتأكيد على أن جميع التعيينات تتم وفقا للمعايير القانونية. لكن مع تصاعد الاستياء الداخلي، بدأت بعض الأصوات تطالب بإجراء مراجعة شاملة لسياسات الحزب في إدارة البلديات، محذرة من أن هذه الأزمة قد تكون ثغرة قاتلة في مواجهة الحملات الانتخابية المقبلة.
ويستعد الحزب لعقد انتخابات تمهيدية داخلية لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية في 23 مارس/آذار المقبل، في إطار إستراتيجيته للدفع نحو انتخابات رئاسية مبكرة لمنافسة حزب العدالة والتنمية الحاكم. لكن هذه الانتخابات الداخلية كشفت عن انقسام عميق بين تيارين رئيسيين داخل الحزب:
الأول، يقف خلف إمام أوغلو، الذي يحظى بدعم واسع بين رؤساء البلديات. أما الثاني، فيساند منصور يافاش، المدعوم بقوة من مسؤولين في أنقرة، والذي يرفض خوض الانتخابات الداخلية، وسط تكهنات بأنه قد يترشح بدعم من خارج الحزب أو حتى كمستقل إذا لم يحظ بتأييد كافٍ داخليا.وتصاعدت التوترات مع بدء جمع التوقيعات لدعم المرشحين، حيث نجح إمام أوغلو في تأمين دعم عدد من نواب الحزب، بينما كثف مسؤولو البلديات في أنقرة بيانات التأييد لمنصور يافاش، مما زاد من حدة الانقسام الداخلي.
من جانبه، يرى المحلل السياسي جنك سراج أوغلو أن الأزمات التي يواجهها حزب الشعب الجمهوري، من مزاعم الفساد الانتخابي إلى اتهامات بالمحسوبية في التعيينات البلدية، لا تهدد فقط تماسكه الداخلي، بل قد تؤثر على فرصه السياسية في الاستحقاقات المقبلة.
إعلانويؤكد في حديث للجزيرة نت أن الحزب أمام اختبار صعب، حيث يحتاج إلى تحركات سريعة لاستعادة ثقة ناخبيه قبل أن تتحول هذه القضايا إلى نقطة ضعف قاتلة أمام خصومه السياسيين.
ويشير الباحث إلى أن الحزب يتهم العدالة والتنمية بالوقوف وراء هذه الأزمات لتقويضه سياسيا، لكنه يرى أن هذا الاتهام غير منطقي، لأن المشكلات التي يعاني منها الحزب هي أخطاء داخلية تراكمت بسبب ضعف الإدارة والانقسامات الحادة داخل قيادته.
ومع ذلك، يؤكد أن الحزب الحاكم لن يفوّت فرصة استغلال هذه الأزمات بأفضل طريقة ممكنة، سواء من خلال تصعيد التحقيقات المتعلقة بالفساد الانتخابي أو عبر إبراز الانقسامات الداخلية في الإعلام، مما سيضعف موقف حزب الشعب أمام الناخبين.
أما فيما يتعلق بالخلاف بين أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش حول الترشح للرئاسة، فيرى سراج أوغلو أن الحزب أصبح ساحة معركة بين تيارين متباينين، مما يزيد من مخاطر حدوث انشقاقات. ويؤكد أن استمرار هذا الصراع دون توافق سيجعل الحزب يبدو غير منظم وغير قادر على تقديم بديل حقيقي لحزب العدالة والتنمية، وهو ما قد يضعف المعارضة ككل.