يوم جديد من الاقتتال بالمدن السودانية.. قصف عنيف وتحليق للطيران
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
المصدر: الحدث.نت
يوم جديد من التصعيد والاقتتال تشهده المدن السودانية، اليوم السبت، فيما يطلق طرفا الصراع تصريحات متضاربة بتحقيق مكاسب على الأرض، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب قد تدفع المنطقة بأكملها صوب كارثة إنسانية.
وفي آخر التطورات، أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بأن عدة مناطق شرق العاصمة السودانية الخرطوم تشهد قصفا مدفعياً مكثفاً على تمركز قوات الدعم السريع.
وعلى الصعيد الإنساني، انفرجت أزمة الخبز والخضار التي كانت تعاني منها بعض المناطق في مدينة أم درمان نتيجة للحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على تلك المناطق.
وبينما يقاتل الجيش قوات الدعم السريع في الخرطوم ومنطقتي كردفان ودارفور إلى الغرب، لا تزال مناطق وسط وشمال وشرق البلاد هادئة وتحت سيطرة الجيش.
هذا وزار قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة، في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في أبريل. كما توقعت مصادر مطلعة تحدثت لـ"سودان تربيون" أن يغادر البرهان في جولة خارجية لبحث إنهاء الحرب في السودان.
وقال مصدران حكوميان إن البرهان يعتزم أيضا مغادرة السودان لإجراء محادثات في دول الجوار بعد زيارة قواعد للجيش وبورتسودان، مقر الحكومة المؤقت. كما يعتزم البرهان وهو أيضا رئيس مجلس السيادة الحاكم رئاسة اجتماع لمجلس الوزراء.
ويقاتل الجيش قوات الدعم السريع من أجل السيطرة على الخرطوم وعدة مدن منذ 15 أبريل.
ولم تفلح محاولات للوساطة بينهما إذ يقول دبلوماسيون إن كل جانب يعتقد أن بوسعه حسم الحرب لصالحه. وفر أكثر من أربعة ملايين شخص من منازلهم، وانهارت الخدمات الأساسية، وأفسح القتال المجال أمام هجمات عرقية تشنها قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها في دارفور.
وقال مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أمس الجمعة: "يهدد هذا الصراع الذي يستشري كالنار في الهشيم وما خلفه من جوع ومرض ونزوح الآن بأن يأتي على البلد بأكمله".
وقال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إنه يتوقع أن يؤدي نقص الإمدادات إلى زيادة كبيرة في أعداد وفيات الأطفال.
وقالت سوزانا بورجيس من منظمة أطباء بلا حدود بعد أن عادت إلى جنيف من الحدود التشادية هذا الأسبوع للصحافيين إن اللاجئين لم يتلقوا حصصا غذائية في أغسطس، وإن عدم كفاية إمدادات المياه دفع البعض إلى البحث عن المياه الجوفية.
وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة في بيان صحافي في جنيف أن نداء من أجل السودان لجمع 2.6 مليار دولار لم يتلق سوى 26% فقط من المبلغ المطلوب، ودعا الجهات المانحة إلى الإسراع في تقديم المبالغ التي تعهدوا بها.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يتقدم نحو وسط العاصمة ويقترب من القصر الجمهوري
قال مصدر عسكري سوداني لوكالة الأنباء الفرنسية، الخميس، إن الجيش اقترب من الوصول إلى وسط العاصمة الخرطوم، بعدما شن هجوما واسعا ضد قوات الدعم السريع المتمركزة في محيط القصر الجمهوري منذ أسابيع.
وأشار المصدر نفسه إلى أن قوات المدرعات تتحرك "من عدة محاور"، بغية فرض سيطرتها على قلب المدينة، قائلا إن الهدف هو "طرد ميليشيا ال دقلو"، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع نزاعا بدأ في نيسان/أبريل 2023، وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدا لافتا مع إطلاق حملة عسكرية مكثفة ترمي إلى استعادة كامل العاصمة.
وأعلن الجيش الأربعاء "تطهيره" لحيي الرميلة والمنطقة الصناعية في مركز الخرطوم، وهما منطقتان لا تبعدان أكثر من ثلاثة كيلومترات عن القصر الجمهوري. وبحسب شهود عيان، يواجه الجيش مقاومة شرسة من قناصة قوات الدعم السريع المتمركزين في مبان عالية، كانت سابقا تشكل محور الأعمال والإدارة الحكومية في الخرطوم.
في المقابل، نفى متحدث باسم قوات الدعم السريع صحة التقارير حول تقدم الجيش، متهما السلطات بنشر "إشاعات" مماثلة لما سبق أن قيل قبل انسحابات عدة.
كما تحدث شهود عن اشتباكات عند جسر سوبا، وهو أحد المداخل الجنوبية الشرقية للعاصمة.
وكان الجيش قد نجح خلال الأسبوع الماضي في كسر حصار طويل فرضته قوات الدعم السريع على مقر قيادته العامة، ليحقق بذلك أكبر إنجاز منذ نحو عام، حينما استعاد السيطرة على أم درمان الملاصقة للعاصمة عبر نهر النيل.
تدفقات جماعية للجرحى من جهة أخرى، كشف مصدر عسكري أن وحدات قادمة من شرق البلاد باتت قريبة من الالتقاء بقوات متقدمة من ولاية الجزيرة، سعيا لتثبيت مكاسب الجيش في الخرطوم.
ولا تزال المعارك تخلف خسائر بشرية كارثية، إذ تشير الأرقام إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الصحي. وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا مكثفا للقصف والقصف المضاد في مناطق عدة من السودان.
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن طواقمها في الخرطوم وغرب دارفور تعاملت مع أعداد كبيرة من الجرحى خلال هذه الفترة.
وفي نيالا عاصمة جنوب دارفور، الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وشهدت مقتل 57 شخصا في يومين، تحدث طبيب عن قصف وقع على مقربة من المستشفى، متسببا بإصابات مروعة.
وتكررت المشاهد نفسها في مستشفى النو في أم درمان الذي تدعمه أطباء بلا حدود، إذ تعرض مرارا للقصف، وفي المستشفى الميداني في مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر في شمال دارفور، الذي يعاني أزمات إنسانية حادة.
واعتقلت قوات الدعم السريع الخميس مدير مستشفى بشائر في حي الحزام الجنوبي بالخرطوم، إلى جانب رئيس مطبخ خيري ومتطوع، بحسب غرفة طوارئ محلية تعمل على تفادي المجاعة في جنوب العاصمة.
وتظهر الإحصاءات أن نحو 106 آلاف شخص في الخرطوم يعانون بالفعل من مرحلة المجاعة، فيما وصل 3,2 ملايين آخرين إلى مرحلة حرجة من الجوع، وفقا لتصنيف يدعمه عدد من وكالات الأمم المتحدة.
كما تفيد كلية لندن للصحة والطب الاستوائي بأن 26 ألف شخص قضوا في العاصمة وحدها خلال الفترة الممتدة من نيسان/أبريل 2023 إلى حزيران/يونيو 2024.
في ظل هذه الأوضاع، فر 3,6 ملايين من سكان الخرطوم بحثا عن الأمان، وفق إحصاءات أممية، تاركين خلفهم أحياء بأكملها سيطر عليها المسلحون