(عدن الغد)خاص:

وجه القيادي في المجلس الانتقالي لطفي شطارة رسالة لكل من ينتقد المجلس الانتقالي بشأن ما آلت إليه الأوضاع على كافة الأصعدة والمجالات في العاصمة المؤقتة عدن.

وقال شطارة في منشور له على حائط صفحته بمنصة "أكس"تخيلوا الجنوب بدون المجلس الانتقالي، التمسك بالانتقالي هو التمسك بقضية وليس أفراد ، هو التمسك بإرادة شعب ، هو التمسك بتضحيات الشهداء، هو التمسك بالقوة العسكرية والأمنية ووحدات مكافحة الإرهاب".

وأردف شطارة قائلًَ:"واهم من يعتقد أن خنق الناس بالخدمات هي الوسيلة لتدمير  المجلس الانتقالي".

وتشهد مدينة عدن منذُ أكثر من أسبوع احتجاجات غاضبة للتنديد بتردي خدمة الكهرباء التي تدهورت بشكل كبير ، الأمر الذي ضاعف كثيرًا من معاناة الناس في ظل الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة.



 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: المجلس الانتقالی

إقرأ أيضاً:

أين ذهب الطيبون؟

أثناء قراءتي لكتاب الاعترافات للفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو، استوقفني بشدّة تساؤله الموجع: "ألا أجد في كبري من الناس الطيبين الذين عرفتهم في صباي؟"، كان سؤالاً بسيطًا في لغته، لكنه عميق، موجع، ومشحون بحسرة عمرٍ تَبدّل فيه كل شيء، حتى ملامح الوجوه والقلوب.

روسو، في هذا المقطع من كتابه، لا يُعبّر فقط عن حنينٍ إلى الطفولة، بل يُجري تشريحًا نفسيًا واجتماعيًا لواقع الإنسان كلما تقدم به العمر. يتساءل بألم: هل انقرض أولئك الناس الطيبون؟

ثم يجيب: لا، لم ينقرضوا، ولكنّ الطبقة التي اضطررت أن أعيش فيها اليوم، لم تعُد هي الطبقة التي كنت أجدهم فيها من قبل. وكأن الطيبة لا تختفي، لكنها تختنق في بيئات معينة، وتُمحى معالمها حين تُخضع للقياس الطبقي والاجتماعي.

يعتقد روسو أن الإنسان يُولد طيبًا، نقيًا، يحمل في داخله مشاعر فطرية صافية، لكن المجتمع، بطبقاته ومصالحه وأقنعته، هو ما يُفسد هذه الطبيعة. يقول في موضع آخر من اعترافاته: "لقد ولدتُ كما يولد الناس جميعاً، طيبًا، محبًا، مستعدًا للخير، ولكن الحياة التي عشتها هي التي جعلتني أرى العالم وقد تغيرت ألوانه".

بهذا المنظور، تصبح الطيبة حالة أولى، لا استثناء، لكنها مهددة بالذوبان في دوامات الطموح الاجتماعي، والارتقاء الزائف.

وما يلفت النظر في تأمل روسو، أنه لم يندب فقدان الطيبة بسبب الزمن، بل حمّل مسؤولية ذلك للطبقة الاجتماعية التي وجد نفسه فيها لاحقًا. ففيها، لم يَعُد يُسمع نداء الفطرة، بل يُسمع فقط أصوات المصلحة، والتفاخر، والتصنّع. يقول: "الأحاسيس الفطرية تختنق تمامًا، فلا يعلو سوى صوت المصلحة أو الغرور".  

هنا، يتجلّى العمق الفلسفي لروسو، إذ يرى أن البيئة الروحية للإنسان أهم من بيئته المادية، وأن القيم لا تزدهر في الفراغ، بل تحتاج إلى حاضنة. الطيبة لا تموت، لكنها تحتاج إلى فضاء تتنفس فيه، إلى أناس يُشبهونها ويُؤمنون بها. فإن لم تجدهم، تذبل، ثم تتوارى، وقد تنزوي حتى تنكر ذاتها.

هذا الطرح يُذكّرني بكلمات الأديب الروسي دوستويفسكي، الذي قال: "أطيب الناس هم أولئك الذين لا تُلاحظهم حين يدخلون، لكنك تشعر بفراغ كبير حين يغادرون"،  وكأن الطيبة صفة خفيّة لا تصرخ، لكنها تُحفر في الذاكرة بعمق.

لقد عرّى جان جاك روسو، في بضعة أسطر، وجعًا يعرفه كل من تقدم في العمر قليلاً، ونظر حوله باحثًا عن أولئك الذين كانت قلوبهم تُضيء الحياة بلا مقابل. لم يكونوا مثاليين، لكنهم كانوا حقيقيين، من يفرحون لفرحك، ويحزنون لحزنك، لا لأنهم ينتظرون منك شيئًا، بل لأنهم فقط هكذا… طيبون.

تُرى، هل غاب هؤلاء؟ أم نحن الذين لم نعد نراهم لأننا ارتقينا إلى طبقات لا تصل إليهم؟

هل تخلوا عنا؟ أم نحن من صعدنا في سُلّم الحياة حتى اختنقنا بعلوّنا، وتركناهم خلفنا حيث البراءة والعفوية؟

روسو لا يجيب بمرارة فقط، بل يُحذّرنا: إن أردت أن تظل إنسانًا طيبًا، فاختر بيئتك، واختر من تُصغي إليهم. لأن الطيبة تنجو بالرفقة، وتموت بالعزلة في عوالم المصلحة.

وفي زمنٍ أصبحت فيه الطيبة تُفسَّر على أنها سذاجة، والصدق يُقابَل بالريبة، تبدو كلمات روسو أكثر حضورًا من أي وقت مضى. وكأن صوته يأتي من الماضي ليهمس لنا اليوم بأن الطيبون لا يسكنون القمم ولا يسيرون تحت الأضواء، بل يختبئون في الأزقة الهادئة من الحياة، حيث يُزرع الحب بصمت، وتُسقى القلوب بنُبل لا يراه أحد.

مقالات مشابهة

  • حملة غصب تتهمُ “الانتقالي” بالتفريط بجزيرة عبدالكوري للإمارات
  • صحفي يناشد إطلاق سراح شقيقه المختطف بسجون مليشيا الانتقالي بعدن
  • عيدكُم ،،، جيش
  • نشطاء يشنون حملة ضد مليشيات الانتقالي بعد تفريطها بجزيرة عبدالكوري للإمارات
  • (قبائلُ حضرموت) ترد خطوة اعتقال اليميني بضربة موجعة لـ “الانتقاليّ”
  • تصعيد بالتصريحات بين تل أبيب وأنقرة.. ساعر يتهم وأردوغان يدعو لتدمير إسرائيل
  • معهد فلسطين للأمن القومى: نتنياهو يعتقد أن الضغط العسكرى على حماس أفضل طريقة
  • فرحة رغم «العجاف»
  • أين ذهب الطيبون؟
  • مأسـاة المـدينة