حمد الله «الصامد الوحيد» في «سباق هدافي» الدوري السعودي
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
يتصدّر 5 نجوم أجانب قائمة هدافي الدوري السعودي، بعد مرور 3 جولات، ويأتي على رأسهم المغربي عبد الرزاق حمد الله الذي سجّل 4 أهداف، مقابل تساوي كريستيانو رونالدو، وساديو ماني، وروبرتو فيرمينو، ومالكوم في المرتبة الثانية، برصيد 3 أهداف لكل منهم.
وبدأ حمد الله الموسم الحالي «صامداً» وحده في مواجهة «الغزو العالمي»، الذي طغى على قائمة «توب 5»، حيث كان النجم المغربي هداف النسخة الماضية من البطولة بـ21 هدفاً، بينما ابتعدت الأضواء عن كبار هدافي الموسم السابق، مثل تاليسكا، وإيجالو، وفراس البريكان، حتى الآن في النسخة الجديدة.
لعب عبد الرزاق جميع مباريات فريقه الاتحاد الذي يتصدّر جدول الدوري، مسجلاً «رباعيته» بمعدل هدف كل 62 دقيقة، وحوّل النجم المغربي 44.4% من تسديداته إلى أهداف، جاءت جميعها داخل المنطقة، واستخدم قدمه اليمنى في هز الشباك، بينها هدفه «الأكروباتي» الأخير، كما فرض فيرمينو نجم الأهلي نفسه مبكراً بـ«هاتريك» في مباراة واحدة، ليبلغ معدله تسجيل هدف كل 60 دقيقة، بمشاركته في مباراتين، وهز الشباك عبر 60% من محاولاته على المرمى التي حملت توقيع قدمه اليسرى مرتين، مقابل هدف برأسه، وجميعها من داخل المنطقة!
وضع «الهاتريك» في مواجهة الفتح الأخيرة، «الأسطوري» رونالدو في الصورة بقوة، ليفتتح سجله التهديفي بعد مباراتين، بمعدل هدف كل 60 دقيقة، لكن 25% فقط من تسديداته نجحت في بلوغ الشباك من داخل المنطقة، بواقع هدف بالرأس وهدفين بقدمه اليسرى، ليتساوى مع زميله الجديد، ساديو ماني الذي لم ينجح أول أهدافه في إنقاذ النصر من الهزيمة أمام الاتفاق، قبل «ثنائيته» الأخيرة، ليحصد هدفاً كل 88.6 دقيقة، وحوّل 60% من تسديداته إلى أهداف، جاءت بوساطة يمناه مرتين، ورأسه مرة واحدة داخل المنطقة.
أما البرازيلي مالكوم، فافتتح موسمه مع الهلال بـ«هاتريك» هو الآخر، لكنه لعب المباراتين التاليتين، بظهور أقل إبهاراً، ليُسجّل معدلاً بهدف كل 87 دقيقة، بعدما هز الشباك عبر 43% من تسديداته، التي أتت جميعها بقدمه اليسرى، كما أحرز أهدافه من داخل المنطقة مثل باقي متصدري قائمة الهدافين!
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري السعودي عبد الرزاق حمد الله كريستيانو رونالدو روبيرتو فيرمينيو مالكوم ساديو ماني
إقرأ أيضاً:
ما الذي يحدث في المنطقة ؟
بقلم- عبدالرحمن مراد
على مدى فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز عشرة أيام , تسقط دولة بكل مقدراتها ويغادر رئيسها , ويحدث أن تتحرك المعارضة الى المدن ولا يتجاوز الحدث دور التسليم والاستلام , وكأن الأمر قد دبر بليل والصورة الظاهرة لا تتجاوز الشكل الظاهر للناس , فما الذي يحاك للأمة ؟
تتسع دائرة الاهداف للعدو الصهيوني فيحتل جزءا كبيرا من الأراضي السورية بعد أن دخلت المعارضة السورية الى دمشق , وتنشط الماكنة العسكرية لتضرب أهدافا عسكرية ومعامل كيميائية وتشل حركة القدرات والمقدرات التي تراكمت عبر العقود الطويلة , وتتجاوز المعارضة فكرة الفوضى الخلاقة وتمنع المساس بمؤسسات الدولة , وتتجاوز هيئة تحرير الشام فكرة الغنيمة التي كانت فكرة أصيلة في معتقدها ,وتذهب الى النظام ,وحفظ المقدرات ,وتعلن اجراءات احترازية لضمان الامن والاستقرار, ثم تبادر اسرائيل لضرب المعامل ومخازن الاسلحة بحجة تأمين أمن اسرائيل ,وضمان عدم وصول الاسلحة للجماعات العقائدية التي استلمت السلطة في سوريا , وتذهب قوات سوريا الديمقراطية المتعددة الأعراق والاهداف الى خيار التسليم لبعض المدن مع احتفاظها بقرى متاخمة , وعدد كبير من جيش النظام السوري السابق يدخل العراق بكل عتاده , ثم يأتي مستشار الأمن القومي الامريكي ليزور المنطقة ,ويعلن أن ضمان أمن اسرائيل فرض ضرورة القيام بعمليات عسكرية احترازية , ويعلن صراحة أن اسرائيل أصبحت أقوى من أي وقت مضى .
أخذت الناس نشوة الانتصار ولم يدركوا أبعاد ما يحدث في المنطقة , التي تتعرض لعملية تهجين ,وصراع لن يهدأ في المدى القريب المنظور , فالسيناريو الذي نشاهد اليوم بعض تفاصيله لا يهدف الى استقرار المنطقة العربية ,ولكنه يمهد الطريق لإسرائيل كي تكون هي الدولة المهيمنة على مقدرات الأمة ,وعلى أمنها وعلى نشاطها الاقتصادي ,والعسكري ,وهو المشروع الذي يقف ضده محور المقاومة منذ انطلاق ثورات الربيع العربي الى اليوم .
سوريا التي فرح الغالب من الناس بثورتها ,وهللوا وصفقوا ,لن تصبح دولة موحدة ومستقرة في قابل الايام ,ومؤشرات ذلك قائمة ,وتعلن عن وجودها في الأرض التي تحكمها , فقوات سوريا الديمقراطية خليط غير متجانس من جماعات متعددة العرقيات ,وهي مدعومة بشكل كلي ومباشر من أمريكا , وهيئة تحرير الشام فصائل متجانسة لكنها تنطلق من عقائد غير موحدة وإن كان يجمعها الإطار السني لكن تختلف العقائد والمنطلقات وكل فصيل له منظوره الذي قد لا يتسق مع ظاهرة الاعتدال التي بدا عليها قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع في الكثير من بياناته والكثير من تعليماته التي صاحبت دخول دمشق بعد تسليم نظام بشار الأسد لها , وفق صفقة وتوافقات تمت بين النظام وبعض الحلفاء كما تقول الكثير من التداولات التي لم يتم تأكيدها لكن حركة الواقع دلت عليها , إذ ليس معقولا أن يسقط النظام بكل تلك السلاسة والهدوء ودون أي ممانعة أو مقاومة بأي شكل من الاشكال مهما كانت المبررات ,فبشار الاسد لم يكن ضعيفا ولكنه يملك مقومات البقاء أو الصراع على أقل تقدير لزمن محدود لكنه أختزل المقدمات في نتائجها , فرأى التسليم خيار لابد منه , وقد كان التسليم خيار قديم لبشار لولا حزب الله الذي قلب المعادلة في اضطرابات الربيع العربي قبل عقد ونيف من الزمان , ويبدو أن خيار الضغط على بشار قد بلغ غايته مع انشغال حزب الله بحربه مع العدو الصهيوني , فكان استغلال الفرصة في سقوط سوريا لأهداف متعددة , وفي المجمل هي أهداف تخدم الوجود الاسرائيلي ولن تمس حياة المواطنين بسوريا بخير ولا تعدهم برخاء ولا برفاه فالمؤشرات التي صاحبت تسليم واستلام السلطة تقول أن اسرائيل تريد من سوريا بلدا منزوع السلاح لا يشكل خطرا على أمنها , كما أن الخيار الدولي يذهب الى مبدأ التقسيم , إذ أننا لن نشهد بلدا موحدا كما كان في سالف عهده بل سوف نشهد بلدا مقسما تتنازعه القوميات والعرقيات والعصبيات المتعددة وقد يتحول الى دويلات صغيرة قابلة للتهجين حتى تحقق اسرائيل غايتها في تحقيق دولة اسرائيل الكبرى .
السياسة الامريكية اليوم تحدها موضوعيا أربعة سيناريوهات معلنة وهي :
– السيناريو الأول عدم الاستقرار على نطاق واسع .
– السيناريو الثاني عدم الاستقرار المحلي .
– السيناريو الثالث الحرب الباردة .
– السيناريو الرابع العالم البارد ,وهو نتيجة منطقية للسيناريوهات الثلاثة أي الوصول الى الاستقرار في المستقبل من خلال ثنائية الخضوع والهيمنة للشعوب التي تنهكها الصراعات والفقر.
ومن خلال سياسة عدم الاستقرار الواسعة والمحلية ومن خلال ما يصاحب ذلك من حرب باردة يصل العالم الى حالة من تهجين الهويات التي سوف تقبل التعايش مع الواقع الذي يفرضه النظام الدولي الرأسمالي , وتعزيز قيم جديدة للمجتمع الحداثي الجديد حتى يكون عنصرا كونيا رافضا الهوية الجزئية التي تصبح فكرة غير مقبولة في مجتمع الحريات الفردية المطلقة لمجتمع ما بعد الحداثة الذي يشتغل عليه اليوم النظام الدولي الرأسمالي , وبسبب ذلك سارعت بعض الدول مثل روسيا الى اعلان فكرة الأمن الثقافي القومي الذي بات مهددا من خلال الحرب الباردة التي تنتهجها السياسة الامريكية في مستويات متعددة منها مجال الآداب وشبكات التواصل الاجتماعي والدراما ذات الاثر الكبير في محتواها الرقمي , فمصطلح “الهجنة ” مصلح جديد يدخل المجال الثقافي ويهدف الى تحديد نقاط الالتقاء بين الثقافات بهدف تذويب الفوارق لينشأ مجتمع كوني يقفز على فكرة الهويات القومية .
خلاصة الفكرة أن ربيعا جديدا قادما يتجاوز فكرة الفوضى الخلاقة يقوم على تنمية الصراعات ويتخذ من الحرب الباردة سبيلا للوصول الى غاياته ومؤشراته بدأت من سوريا .