السودان.. تقليص الجرعات يزيد معاناة مرضى الكلى والسرطان
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
سكاي نيوز عربية - أبوظبي
بجسم نحيل وبلا أمل يلوح في الأفق؛ يصارع ع. م الموت في مركز علاج الأورام في مدينة شندي الواقعة على بعد 180 كيلومترا شمال العاصمة السودانية الخرطوم؛ في انتظار استكمال جرعاته التي توقفت بسبب النقص الحاد في محاليل وأدوية وأجهزة علاج السرطان وغسيل الكلى في المستشفيات والمراكز القليلة المتوافرة خارج الخرطوم.
ويعيش أيضا أكثر من 11 ألف من مرضى الفشل الكلوي المسجلين في السودان أوضاع صحية معقدة بعد أن تم تقليص عدد جلسات الغسيل في بعض المراكز إلى واحدة فقط بدلا من اثنين.
كما ارتفعت تكلفة الغسلة الواحدة في بعض المراكز الخاصة إلى أكثر من 100 ألف جنيه "نحو 200 دولار" وهو ما يشكل عبئا ماديا كبيرا على أسر المرضى في بلد يعيش فيه أكثر من 60 في المئة من السكان تحت خط الفقر. وتضاعفت خلال الفترة الأخيرة أسعار بعض الأدوية المكونة لجرعات علاج السرطان بأكثر من 10 مرات.
وفي الواقع؛ أجبر النقص الحاد في الأدوية والمحاليل الطبية والمقدر بنحو 90 في المئة العديد من المستشفيات والمراكز في عدد من مدن السودان على تقليص جلسات غسيل الكلى وجرعات الكيماوي بمقدار النصف، مما يعرض حياة الآلاف من المرضى لخطر الموت البطيء.
ويقول نجل ع.م لموقع سكاي نيوز عربية إن والده والآلاف من المنومين في المستشفيات السودانية يواجهون خطر الموت البطيء بسبب نقص الإمدادات الطبية الأمر الذي يشي بكارثة إنسانية كبيرة.
وكانت المستشفيات والمراكز الواقعة خارج العاصمة السودانية الخرطوم هي الملجأ الأخير لآلاف المرضى بعد أن أوقفت الحرب المستشفيات التي كانوا يتلقون فيها العلاج داخل العاصمة؛ لكن ومع استمرار القتال لنحو 5 أشهر بدأت المستشفيات والمراكز الموجودة خارج العاصمة تحتضر وسط صعوبات لوجستية وأمنية بالغة تعيق وصول الإمدادات.
ووفقا لصلاح الهدي مدير مركز علاج وأبحاث الأورام بشندي، فإن هنالك نقص شديد في الأدوية ومدخلات الجرعات الكيماوية ومواد ومستهلكات نقل الدم.
وأشار الهدى في تصريحات صحفية إلى انه وعلى الرغم من استقبال المركز أكثر من 600 مريض جديد بعد اندلاع الحرب ،إلا انه لم يتلقى أي نوع من الدعم الملموس خلال الاشهر الخمس الماضية. وأوضح "أعداد المرضى في تزايد مستمر لأن الحرب فرضت واقعا جديدا".
ويقول الأطباء إنهم يعملون في ظروف قاسية، ففي حين يبذلون ما في وسعهم للحفاظ على حياة المرضى من خلال التدخلات الطارئة المتمثلة في منح المسكنات والصفائح الدموية، فإن هذه التدخلات تفي فقط لمعالجة المضاعفات أو الآلام المصاحبة للمرض، لكنها لا تحدث التقدم المطلوب في العلاج، في ظل عدم توفر جرعات الكيماوي.
وقبل الحرب كان السودان يعاني أصلا مت تدهور في الخدمات الصحية ونقصا كبيرا في الأدوية، حيث تشير بيانات رسمية إلى اختفاء أكثر من ألف صنف من نحو 1700 صنف مستخدمة، منها 160 من الأدوية المنقذة للحياة.
ويعمل العديد القليل المتوافر من الأطباء والكوادر الصحية ساعات طويلة في ظل النقص الحاد في الكوادر الصحية وتردي أوضاع المستشفيات السودانية، بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالقطاع الصحي.
///////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المستشفیات والمراکز أکثر من
إقرأ أيضاً:
باحثون يكتشفون طريقة للتنبؤ بنجاح علاج مرض الجلد الطفيلي
طوّر باحثون طريقة جديدة للتنبؤ بمدى استجابة مريض داء الليشمانيات الجلدي (cutaneous leishmaniasis) للعلاج الأكثر شيوعا لهذه الحالة، مما قد يُجنّب المرضى شهورا من استخدام أدوية باهظة الثمن وغير فعالة وسامة. والليشمانيات هي عدوى مُدمرة للجلد تُسببها طفيليات الليشمانيا.
ويمكن أن تُحدث الدراسة الجديدة تغييرا جذريا في النهج العلاجي لهذا المرض الذي يسبب التشوه، حيث يمكن أن يُجنّب المرضى الخضوع لفترات علاجية طويلة ومُكلفة قد تكون غير فعّالة.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة ماريلاند في الولايات المتحدة ومن المركز الدولي للتدريب والبحث الطبي في كولومبيا، ونُشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications) في الرابع من أبريل/نيسان الحالي وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
العلاج التقليدييُصاب سنويا ما يقرب من مليون شخص حول العالم بداء الليشمانيات الجلدي، لا سيما الفئات السكانية الضعيفة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل شمال أفريقيا وأميركا الجنوبية، وينتشر في المناطق التي تعاني من سوء التغذية وتدني المستوى المعيشي ونزوح السكان. وإذا تُرك دون علاج، فقد يُخلف ندوبا تدوم مدى الحياة، وإعاقة خطيرة. ورغم تأثيره العالمي، لا يوجد لقاح له، والعلاجات المُتاحة غير فعّالة، وسامة، ويصعب إعطاؤها.
يفشل العلاج التقليدي، الميغلومين أنتيمونيات (meglumine antimoniate)، في علاج ما يقارب 40% إلى 70% من الحالات. وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من هذا المرض، قد تزيد تجربة العلاج غير الفعال أحيانا من صعوبة الوضع النفسي والاجتماعي، مما يعزز الحاجة إلى إستراتيجيات أفضل لإدارة هذه المشكلة الصحية العامة.
إعلانوجد الفريق أن المرضى الذين لم يستجيبوا بشكل إيجابي لعلاج ميغلومين أنتيمونيات أظهروا نمط استجابة مناعية مميز، يُمكن أن يُساعد تتبع هذالنمط في تحديد العلاج الناجح من الفاشل، مما يُوفر خارطة طريق لرعاية المريض بشكل يناسبه.
كما طوّر الباحثون نظام تقييم مُبتكر يستخدم تقنيات التعلم الآلي المتقدمة، قادر على التنبؤ بدقة بنتائج العلاج للمرضى الذين تم تشخيصهم في مراحل مبكرة. ومن خلال تحليل نشاط 9 جينات فقط، تمكن الباحثون من التنبؤ بنجاح العلاج لدى مريض مصاب بداء الليشمانيات الجلدي بدقة تصل إلى 90%.