خطى مصر للتهدئة بين الهند وباكستان
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
بحكم العلاقات التاريخية والسياسية والاستراتيجية بين مصر، وكل من للهند وباكستان، وبحكم أن مصر عُرِف عنها نهجها ودورها في الإصلاح بين الشعوب، وبعملها الدءوب على إحلال السلام، بل وبحكم تجربة مصر الرائدة في سحق الإرهاب، ومعالجة كل أشكال العنصرية والتطرف، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وانطلاقًا من تلك العوامل من أول المتصلين برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، معزيا إياه في ضحايا العملية الإرهابية التي استهدفت السائحين الهنود بولاية كشمير مؤخرًا، بل كان من أول الداعين للتهدئة بين البلدين الجارين، وبعدم اتخاذ القرارات المتسرعة التي من شأنها أن تصعد الموقف بين القوتين النوويتين، بل وداعيًا كلا البلدين إلى اتخاذ الطرق السلمية والدبلوماسية لحل أزمة إقليم كشمير المتنازع عليه من قبل البلدين، إذ يعود هذا الصراع منذ لحظة تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، وتحول كشمير منذ هذا التاريخ إلى منطقة صراع طويل الأمد بين البلدين، كما عرض الرئيس السيسي بعد التطرق للعلاقات الثنائية مع رئيس الوزراء الهندي إلى إمكانية إفادة الهند من تجربة مصر الرائدة في القضاء على الإرهاب من جهة، ولقراءته الاستخباراتية العميقة إلى الكثير من الأسباب التي تقف إلى تأجيج الصراع بين سكان الإقليم من حين لآخر، بسبب العداء غير المبرر، والقائم بين الهندوس والمسلمين، ولإدراك الرئيس السيسي لأهمية إقليم كشمير باعتباره الشريان المائي الوحيد لدولة باكستان، ومن أجل الحفاظ على أمن واستقرار دولة باكستان الإسلامية، وإن دل ذلك فإنما يدل على أن الرئيس السيسي مدركٌ لمخاطر وتداعيات الحروب والنزاعات الدولية التي تعصف بأمن واستقرار العالم، وعلى رأسها حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يقوم به الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وفي لبنان، سوريا، واليمن، وأيضاً تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية على العالم، ولغيرها من الأزمات التي ترخي بسدولها على الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في مصر والمنطقة والعالم، ولكل تلك الأسباب التي يدركها الرئيس السيسي، انطلق سباق في التدخل النزيه للإصلاح بين البلدين الجارين، انطلاقاً من تقديره لخطورة نشوب حرب نووية لا تحمد عقباها بين الهند وباكستان، ومدى تأثير ذلك في حالة حدوثه على المنطقة والعالم، وانطلاقًا أيضًا من أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بخبرته العسكرية والاستخباراتية والسياسية يدرك أن نشوب حرب من هذا النوع تقف من ورائها أجهزة استخباراتية وعلى رأسها المخابرات الإسرائيلية التي تعمل منذ عقود في الهند وإقليم كشمير تحديدًا، وهي التي قال عنها الخبراء والمحللون العسكريون بأنها هي التي تنشر النزاع والفتنة الطائفية والعرقية بين سكان المنطقة، انطلاقًا من العلاقات العسكرية الاستراتيجية بين إسرائيل والهند، تلك العلاقات التي وصلت إلى التبادل العسكري وشراء المعدات العسكرية المتطورة بين البلدين، وقيام إسرائيل في السنوات الأخيرة بمد الهند بكافة أنواع الأسلحة المتطورة، ومنها الطائرات الاستخباراتية والمسيرة لضرب السكان المسلمين في إقليم كشمير، والأخطر من ذلك تزويد الهند بتجربة إسرائيل القذرة والوحشية التي تمارسها على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وصولاً إلى تزويد الهند بالمعلومات الاستخباراتية بالغة الدقة، والتي يمكن أن تمكن الهند وفي حالة نشوب حرب باستخدام الأسلحة النووية في باكستان.
إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدرك، وفقاً لآراء المحللين، أن الهدف من وراء تلك العملية الإرهابية التي استهدفت السائحين الهنود، هو تأجيج الصراع بين البلدين، وذلك بهدف فتح جبهة حرب جديدة، وصرف نظر العالم الحر عن جرائم إسرائيل في أرض فلسطين المحتلة من جهة، ومن جهة أخرى التسبب في إشعال حرب مدمرة بين الهندوس والمسلمين لإضعاف باكستان تلك الدولة الإسلامية الكبيرة، والتخلص من قدراتها النووية التي تخشاها إسرائيل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئیس السیسی بین البلدین بین الهند
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحث الهند وباكستان على ضبط النفس بعد الهجوم المسلح بإقليم كشمير
الثورة نت/وكالات حثت الأمم المتحدة كلا من الهند وباكستان على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، في ظل قيام البلدين بفرض إجراءات دبلوماسية متبادلة ردا على الهجوم المسلح الذي أودى بحياة 26 شخصا على الأقل في الشطر الهندي من إقليم كشمير. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في تصريحات نقلتها شبكة “تشانيل نيوز آشيا” في نشرتها الناطقة بالإنجليزية اليوم الجمعة “إننا نناشد الحكومتين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضمان عدم تدهور الوضع أكثر من ذلك”.. معربا عن اعتقاده بأنه يمكن حل أي خلافات بين باكستان والهند بشكل سلمي من خلال إجراء محادثات مشتركة بينهما. وكانت الهند قد أعلنت خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع باكستان، وتعليق العمل بمعاهدة تقاسم مياه نهر السند المبرمة عام 1960، وإغلاق المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين، حيث حملت إسلام آباد مسئولية الهجوم الذي وقع قبل يومين في منطقة باهالجام بالشطر الهندي من إقليم كشمير.. وهو الأمر الذي دفع باكستان إلى الإعلان عن غلق معبر واجا الحدودي فورا، وتعليق جميع عمليات العبور عبر الحدود من الهند عبر هذا الطريق.. إلى جانب إلغاء الإعفاء من التأشيرة للمواطنين الهنود بموجب برنامج الإعفاء من تأشيرات رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك)، الذي يسمح بالسفر بدون تأشيرة بين الدول الأعضاء.. كما أعلنت عزمها خفض عدد موظفي المفوضية العليا الهندية في إسلام آباد إلى 30 دبلوماسيا وموظفا، اعتبارا من 30 أبريل الحالي، بالإضافة إلى إغلاق المجال الجوي الباكستاني فورا أمام جميع شركات الطيران المملوكة أو التي تديرها الهند، وتعليق جميع التعاملات التجارية مع الهند.