الأسبوع:
2025-04-30@07:32:03 GMT

مشاعر مختلطة

تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT

مشاعر مختلطة

ذهبت إلى كلية الآداب، وتسلمت شهادة الدكتوراه، مع ملف أوراقي الخاصة بمرحلة الدراسات العليا معلنة إسدال الستار على مرحلة مهمة من مراحل حياتي، لقد انتهى مشواري التعليمي بنيل أعلى شهادة، اختلطت داخلي مشاعر الفخر والفرح والحزن أيضًا، فخورة بما حققته، سعيدة بحصاد ثمار سنوات الجهد والتعب، حزينة لأن ماماتي لم تشهد معي تلك اللحظة بالرغم من أنها الأحق بهذه الفرحة.

احتضنت الشهادة وتوقفت في ساحة الكلية، أنظر إليها، وأسأل نفسي هل هذه نهاية علاقتي بكليتي الحبيبة؟ مرت سنوات العمر أمام عيني، تذكرت خطواتي الأولى، وأنا مجرد فتاة صغيرة تحمل بطاقة الترشيح المرسلة من مكتب التنسيق، وتحاول إتمام الإجراءات في شئون الطلبة، وتسأل عن جداول المحاضرات، وتتعرف على الحياة الجامعية رويدًا رويدًا، ثم الانضمام إلى اتحاد الطلاب، ورئاسة اللجنة الثقافية لعامين متتاليين، والتخرج، والانغماس في الحياة العملية لسنوات طويلة قبل أن ينتابني الحنين للدراسة مرة أخرى، واتخاذ قرار استكمال الدراسات العليا بتشجيع من أسرتي والمقربين مني.

سنوات مضت في تعلم قواعد البحث العلمي، وتطبيقها، تخللها الكثير من المشاعر: أمل ويأس، ترقب وإحباط، نجاح وفشل، حتى جاء الحصاد الأول بحصولي على درجة الماجستير وسط فرحة الأسرة والأصدقاء والزملاء وأساتذتي أيضًا، وبقرار جريء قررت الاستمرار في مشواري العلمي دون توقف، وشاء القدر أن ترحل أمي أثناء مشوار الدكتوراه، فزهدت الدنيا، وكاد الحزن أن يمنعني من المضي قدمًا في طريقي بالرغم من تشجيع المحيطين بي، لكنى فجأة تذكرت دعم ماماتي لمشواري ورغبتها في حصولي على اللقب، واستجمعت قواي، وقررت أن أحقق الحلم بهدف إهدائها علم ينتفع به صدقة جارية على روحها الغالية.

مضت سنوات أخرى وأنا أجاهد في سبيل الوصول للهدف، وأتخطى بذكراها كل المعوقات والصعوبات، حتى استطعت إعداد الرسالة واجتياز المناقشة ونيل درجة دكتوراه الفلسفة في الآداب، تخصص اتصال وإعلام.

ها أنا ذا يا ماما قد أصبحت دكتورة رسميًا، وصارت رسائلي العلمية متداولة بين الباحثين، علم ينتفع به، وصدقة جارية تثقل ميزان حسناتك بإذن الله يا حبيبتي.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

اعادة الحياة للمصانع المدمرة والمتوقفة

اعادة الحياة للمصانع المدمرة والمتوقفة

مقالات مشابهة

  • كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير.. مشاعر بطلة 80 باكو تشبهني
  • المخرجة كوثر يونس من الإسكندرية: مشاعر بطلة "٨٠ باكو" مرآة لي وسعادتي بالمهرجان لا توصف
  • كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير: مشاعر بطلة ٨٠ باكو تشبهني
  • كوثر يونس: أكثر ما جذبني في «80 باكو» أن مشاعر البطلة تشبهني
  • المخرجة كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير: مشاعر بطلة 80 باكو تشبهني
  • مشاهد نادرة توثق الحياة في عدة مدن أمريكية قبل 105 سنوات .. فيديو
  • اعادة الحياة للمصانع المدمرة والمتوقفة
  • بعد طرحها بعدة أيام.. أغنية «مش مرتاح» لحمادة هلال تحقق نسبة مشاهدة عالية
  • الحياة المثالية