حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

 

يعتقد البعض أنَّ عدد السجلات التجارية المسجلة لدى وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار غير واقعي، بحيث يرتفع عددها من 280793 سجلًا في عام 2020 إلى 441773 سجلًا في عام 2024؛ أي أن العدد ارتفع خلال 4 أعوام بواقع 160980 سجلًا تجاريًا، وبمتوسط 40245 سجلًا سنويًا، أو 3353 سجلًا شهريًا خلال فترة 48 شهرًا.

هذا ما طُرِح في اللقاء السنوي لمعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار مع الصحفيين والإعلاميين مؤخرًا، والذي ركَّز فيه المسؤول على طرح العديد من القضايا التي تهُم مجالات الاستثمار والتجارة والصناعات التحويلية والواردات والصادرات العُمانية، وجهود الجهات المعنية في متابعة أحوال التجارة بصفة عامة.

لقد قامت الوزارة المعنية خلال السنوات الماضية بإلغاء السجلات غير المُفعَّلة، إلّا أن العدد التراكمي لها في ارتفاع مستمر بسبب الإجراءات الجديدة المطلوبة للإلغاء. ولا نستبعد أن الكثير من هذه السجلات توقَّفَ أصحابها عن العمل منذ أيام انتشار وباء "كوفيد-19"، الذي كان بمثابة الضربة القاضية للعمل التجاري والعقاري والمالي وغيره ليس فقط في البلاد فحسب، بل في سائر أنحاء المعمورة. كما إن العمل الإلكتروني وتسجيل السجلات التجارية من خلال مكاتب "سند"، ربما أدى إلى ارتفاع عدد هذه السجلات التي زادت بصورة كبيرة خلال السنوات الأربعة الماضية، مع السماح للمستثمرين الوافدين من كافة الفئات لإخراج السجلات التجارية للعمل التجاري، والدخول في المنافسة التجارية؛ الأمر الذي أدى إلى وصول بعض الوافدين لهذا الغرض على أساس أنَّهم مستثمرون. وهذه الأخطاء هي التي دفعت الجهات المعنية بمتابعة أحوالهم المادية ومدى قدرتهم على الالتزام بالمسؤوليات التجارية تجاه الآخرين، وقدرتهم على تشغيل شخص عُماني في تلك المؤسسات. اليوم فإن عدد السجلات التجارية المتراكمة والمسجلة لدى الوزارة المعنية ارتفعت بنسبة 57% خلال السنوات الأربعة الماضية وبنسبة 13.96% خلال عام واحد (2023- 2024).

ما يهمنا الإشارة إليه هنا هو أن معظم هذه السجلات التجارية غير مُفعلَّة لدى أصحابها، خصوصًا تلك التي تم تسجيلها خلال السنوات الأربعة الماضية؛ الأمر الذي يتطلب إلغاءها بعد مُضي سنة من عدم العمل بها، مع تذكير أصحابها بأنَّ الوزارة المعنية سوف تقوم بإلغائها في حال عدم تفعيلها في العمل التجاري. وهذا ما كانت تعمل بها الجهات المعنية في العقود الماضية سواء من قبل الوزارة أو غرفة تجارة وصناعة عُمان. وهذا الأمر يُعطي فُسحة للجهات المعنية لمعرفة التجار وأصحاب المؤسسات الفاعلين في العمل التجاري الحقيقي، وليس من يريدون تفعيلها في التجارة المستترة.

واليوم فإنَّ التحديات الجديدة ترتبط بشروط إلغاء هذه السجلات للمؤسسات والأفراد؛ فهي أصبحت مرتبطة بجهات معنية أخرى كوزارة العمل وهيئة الضرائب وغيرها. وطلب الإلغاء يتطلب اليوم الذهاب إلى مكاتب "سند" أو الجهات المعنية للحصول على موافقات من تلك الجهات منها عدم وجود العمالة الوافدة لديها، وأنه ملتزم بتقديم التقرير المحاسبي لمؤسسته وبدفع الضرائب السنوية رغم أن أصحابها لا يملكون عمالة وطنية أو وافدة؛ لأن سجلاتهم غير مفعلّة في العمل التجاري. كما أن على صاحب السجل التجاري دفع المزيد من المبالغ المالية لمكاتب سند ولتلك الجهات في حال رغبته إلغاء السجل التجاري. وهذا يحصل نتيجة عدم استطاعة صاحب السجل ممارسة العمل التجاري بسبب المشاكل المالية التي يعاني منها؛ الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية تسهيل مهام هذا التاجر البسيط بحيث لا يتحمَّل المزيد من الأعباء المالية في حال رغبته إلغاء سجله التجاري. وهذه مسؤولية وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بمتابعة السجلات كل عام، وإلغاء السجلات غير المفعلّة، بحيث لا يزيد العدد التراكمي لهذه السجلات على مدى السنوات.

الكل يتمنى بأن يستمر الفرد العُماني في العمل التجاري في إطار عدم وجود فرص العمل المتاحة في المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص بصورة كبيرة ولمختلف الفئات من الراغبين، في الوقت الذي نرى فيه أن عدد المُسرَّحين من العمل يزيدون أحيانًا بسبب إقفال بعض المؤسسات التجارية أعمالها بسبب الظروف المالية التي تمر بها أحيانًا؛ الأمر الذي يدفع ببعض العُمانيين وخاصة أصحاب مؤسسات الدرجة الرابعة الصغيرة إلى ممارسة العمل التجاري لمواجهة الظروف المالية لهم. وهذه المؤسسات الصغيرة في نظري لا تحتاج إلى بيانات وتقارير تدقيق للمحاسبة ودفع الضرائب؛ بل يجب تحفيزها في العمل التجاري وتسهيل أمورها وتقديم المشورة والدعم الفني لها للاستمرار والاستدامة في العمل التجاري، أو ألّا يتم إلزامها في السنوات الخمس الأولى بتقديم الكشوف والتقارير المحاسبية؛ لتتمكن لاحقًا من ممارسة العمل التجاري بصورة فاعلة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإحصاء: 494 مليون دولار حجم التبادل التجاري بين مصر واستراليا خلال 2024

 كشفت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الأحد عن وصول قيمة التبادل التجاري بين مصر واستراليا إلى 494 مليون  دولار خلال عام 2024  مقابل 558  مليـون دولار خلال عام 2023.


وبلغت قيمــة الصــادرات المصــرية إلى استراليا 50 مليـــون دولار خــلال عام 2024 مقابل 45 مليون دولار خلال عام 2023.

 بينما بلغت قيمة الواردات المصرية من استراليا 444 مليون دولار خلال عــام 2024 مقابل 513 مليون دولار خلال عام 2023.

أهم المجموعات السلعية التي صدرتها مصر إلى استراليا خلال عام 2024  

1.مصنوعات حجر وأسمنت  بقيمة 8 مليون دولار.
2.ملابس جاهزة  بقيمة 8 مليون دولار.
3.محضرات حبوب بقيمة 7 مليون دولار.
4.محضرات خضر وفواكه بقيمة 5 مليون دولار.
5. حبوب واثمار زيتية بقيمة 4 مليون دولار.

أهم المجموعات  السلعية التي  استوردتها مصر من استراليا خلال عام 2024  
1.خضر ونباتات  بقيمة 254 مليون دولار.
2.حبوب  بقيمة 54 مليون دولار.
3.لحوم  بقيمة 28 مليون دولار .
4.الات وأجهزة كهربائية بقيمة 37 مليون دولار .
5.منتجات كيماوية بقيمة 23 مليون دولار .

الرئيس السيسي وحاكم أستراليا يؤكدان رفض استخدام التجويع كسلاح ضد الفلسطينيينبسبب انخفاض الدولار.. أستراليا تتوقع تضرر عائدات تصدير الموارد والطاقة

 تحويلات المصريين العاملين في استراليا  

وبلغت قيمة تحويلات المصريين العاملين في استراليا 61 مليون دولار خلال العام المالى 2023/2024 مقابل 54.6 مليــون دولار خـــلال العام المالى 2022/ 2023، بينما بلغت قيمة تحويلات الاستراليين العاملين بمصر 6.6 مليون دولار  خلال العام المالى 2023/2024 مقابل 9.2 مليون دولار خلال العام المالى 2022/2023 .
وقد بلغت قيمة الاستثمارات الاسترالية في مصر 3.7 مليون دولار خلال العام المالى 2023/ 2024 مقابل    4.7 مليون دولار خلال العام المالى  2022/2023.

بينما بلغت قيمة الاستثمارات المصرية في استراليا    500  ألف دولار خلال العام المالى 2023 / 2024 مقابل  16.1 مليون دولار خلال العام المالى 2022/2023.


وسجـــل عدد سكــان مصـــر 107.5 مليـــون نسمـــة خلال ابريل 2025، بينمـــا سجــــل عــدد سكان استراليا 26.9 مليون نسمة خلال نفس الفترة . 
وبلـــغ عـدد المصــــريين المتواجديـن في استراليا طبقــاً لتقـديـرات البعثة  350 ألف مصري حتى نهاية عام 2023 .

واستقبل اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسى الحاكم العام لكومنولث استراليا " سام موستين " وتتزامن هذه الزيارة مع مرور خمسة وسبعين عامًا على تدشين العلاقات بين البلدين.

طباعة شارك الإحصـاء مصر استراليا الصادرات الواردات

مقالات مشابهة

  • الإحصاء: 494 مليون دولار حجم التبادل التجاري بين مصر واستراليا خلال 2024
  • “كبار العلماء” تشدّد على وجوب استخراج التصاريح اللازمة من الجهات المعنية لأداء مناسك الحج
  • إلغاء حكم ضد مفتش ري لصدوره بعد المعاش
  • اتمتة الغرف التجارية وتسجيل الشركات الكترونيا
  • تحديات العمل القضائي في ظل الذكاء الاصطناعي..مؤتمر بـ قضايا الدولة
  • سدايا” تدعو العموم والجهات المعنية إلى إبداء مرئياتهم حيال مشروع اشتراطات ممارسة الأنشطة التجارية والمهنية
  • 25 أبريل عيد تحرير سيناء.. «من حرب أكتوبر إلى عودة طابا».. أبرز المحطات في معركة استرجاع أرض الفيروز.. هذه أبرز المشروعات التنموية خلال السنوات الأخيرة
  • بدء تطبيق المواعيد الصيفية للمحال التجارية والمطاعم بأسوان
  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا