في توقيت بالغ الدقة والحساسية، بالتزامن مع انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية في سلطنة عمان، دوى انفجار ضخم في ميناء “الشهيد رجائي” بمدينة بندر عباس جنوبي إيران. يُعد هذا المرفأ الحيوي الشريان التجاري الأكبر والأكثر أهمية لإيران، وبوابتها الرئيسية المطلة على الخليج العربي ومركزًا استراتيجيًا للتجارة بين الشرق والغرب.

يقع الميناء في محافظة هرمزكان على بعد حوالي 14.5 كيلومترًا إلى الغرب والجنوب الغربي من بندر عباس، ويستحوذ على نحو 85% من إجمالي عمليات مناولة الحاويات في عموم الموانئ الإيرانية، ويرتبط بشبكة واسعة من الطرق البرية والسكك الحديدية التي تسهل تدفق البضائع إلى داخل إيران ودول آسيا الوسطى.

حتى اللحظة، يسود تضارب شديد في الأنباء حول الأسباب الحقيقية للانفجار، استنادًا إلى ما نقلته وكالات الأنباء الإيرانية عن مسؤولين لم يتم الكشف عن هويتهم. يثير هذا التضارب علامات استفهام كبيرة حول طبيعة هذا الحادث وتداعياته المحتملة على استقرار المنطقة ومستقبل المفاوضات الجارية.

جدير بالذكر أن هذا ليس الاعتداء الأول على ميناء بندر عباس؛ ففي مايو 2020، ووفقًا لتقارير إعلامية استندت إلى مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، استهدف الميناء بهجوم إلكتروني إسرائيلي، مما أحدث شللًا مؤقتًا في حركة السفن والشاحنات، وذلك ردًا على هجمات إيرانية استهدفت سفنًا إسرائيلية آنذاك. لكن اللافت في انفجار اليوم هو وقوعه على مرمى حجر من مقر البحرية التابعة لـ “الحرس الثوري الإيراني”، الأمر الذي يضاعف من التكهنات حول طبيعة الاستهداف ودوافعه المحتملة.

اللافت في تفاصيل انفجار ميناء بندر عباس هو الإشارة إلى وقوعه على دفعتين منفصلتين، وهو ما يثير شكوكًا جوهرية حول مصداقية الروايات الإيرانية التي تحدثت عن اقتصار الحادث على انفجار في “مخازن”. فالمعطى الجديد المتمثل في سماع دوي انفجارين قويين، يتناقض بشكل صارخ مع الرواية التي قدمها التلفزيون الإيراني عن انفجار في حاوية قرب خزان وقود. بل إن ترجيح إدارة الجمارك الإيرانية لوقوع الانفجار في مستودع للمواد الخطرة والكيميائية في الميناء رقم 336، يضيف طبقة أخرى من التعقيد والغموض، ويزرع بذور الشك العميق حول الرواية الرسمية، دافعًا للتساؤل عن الحقائق الكاملة التي تكتنف هذا الحدث الغامض في الشريان التجاري الحيوي لإيران.

ستتشكل تداعيات الانفجار في ميناء بندر عباس بشكل حاسم بناءً على الأسباب الحقيقية التي أدت إليه، سواء كانت خللًا داخليًا عرضيًا في المنشأة أم عملًا استهدافيًا مدبرًا. بيد أن المؤشرات الأولية، المستقاة من المشاهد المتداولة، ترجح وجود مواد خطرة، خاصة مع الإشارة إلى دوي انفجارين منفصلين أعقبتهما انفجارات ثانوية متتالية. وقد تحول موقع الانفجار لاحقًا إلى كتلة ضخمة من الدخان الأسود الكثيف، وهو ما قد يبدو طبيعيًا بالنظر إلى احتواء المرفأ على مخزون كبير من المواد النفطية، إلا أن طبيعة الانفجارات المتعددة تثير تساؤلات مقلقة. لاسيما وان الحكومة الايرانية اشارت الى ان عدد الحاويات كانت مكدسة الميناء وقد تحتوي على مواد كيميائية.

ختامًا، أي تعطيل أو ضرر يلحق بهذا الميناء الحيوي ستكون له تداعيات اقتصادية ولوجستية كبيرة على إيران والمنطقة، فضلًا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية، والإشارة إلى تجاوز عدد الإصابات الـ 500، والتي قد تشمل خبراء ومهندسين ذوي خبرة في إدارة هذا المرفأ الاستراتيجي، مما يزيد من خطورة الموقف وتأثيره على المدى الطويل

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: بندر عباس انفجار فی

إقرأ أيضاً:

بوتين يرسل طائرات إلى إيران للتعامل مع انفجار الميناء

قالت وزارة الطوارئ الروسية اليوم الأحد إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بإرسال عدة طائرات طوارئ إلى  إيران للمساعدة في التعامل مع آثار انفجار وقع في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس جنوب شرقي البلاد، وخلّف مئات القتلى والجرحى ولم تعلن طهران سببه حتى الآن.

وأوضحت الوزارة أنه سيتم إرسال طائرة برمائية من طراز بيريف بي-200 متخصصة في مكافحة الحرائق، بالإضافة إلى طائرة نقل عسكرية من طراز إليوشن إيل-76، إلى إيران للمساعدة.

وقال الكرملين إن بوتين قدم تعازيه في ضحايا الانفجار وعرض تقديم المساعدة لإيران في التعامل مع آثاره. مضيفا أن بوتين بعث "بكلمات التعاطف والدعم الصادق إلى أسر الضحايا و تمنياته بالشفاء لجميع المصابين".

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن انفجارا قويا، يرجح أنه ناجم عن انفجار مواد كيميائية، أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة أكثر من 700 آخرين أمس السبت في ميناء رجائي ببندر عباس، أكبر موانئ البلاد.

وأعلنت مؤسسة الجمارك الإيرانية وقف الأنشطة كافة "حتى إشعار آخر" في الميناء بعد الانفجار العنيف، كما أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنه أوفد وزير الداخلية إسكندر مؤمني لإجراء تحقيقات دقيقة في ملابسات حادث انفجار ميناء رجائي في بندر عباس.

إعلان

وأفادت تقارير إيرانية بمقتل 18 شخصا على الأقل، وجرح 750 في الانفجار بجنوب شرقي إيران، في حين نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين نفيهم تورط تل أبيب في الانفجار.

وتزامن الانفجار مع انطلاق جولة ثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • بوتين يرسل طائرات إلى إيران للتعامل مع انفجار الميناء
  • روسيا ترسل طائرات إلى إيران للمساعدة في إخماد حريق الميناء
  • ارتفاع قتلى بندر عباس إلى 25.. بوتين يعرض على إيران المساعدة بعد انفجار الميناء
  • ارتفاع حصيلة انفجار الميناء في إيران
  • إيران: ارتفاع عدد ضحايا انفجار الميناء فى بندر عباس إلى 8 قتـ.ـلى و750 مصابا
  • إيران: ارتفاع عدد مصابي انفجار الميناء في بندر عباس لـ 406 اشخاص
  • ارتفاع عدد مصابي انفجار الميناء في بندر عباس بإيران إلى 281
  • ارتفاع أعداد المصابين جراء انفجار الميناء في بندر عباس جنوب إيران لـ281 شخصًا
  • عاجل | إدارة الأزمات بمحافظة هرمزغان الإيرانية: انفجار ضخم في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس