شمسان بوست / بلال غلام

لماذا يوجد ثقافات تصالحت مع تاريخها, لماذا تستطيع التحدث عن التاريخ بدون حساسية أو قيود .. لماذا تروي التاريخ كله دون إنتقاء أو إخفاء!! بينما نحن في العالم العربي لماذا نشعر بأننا لو عرفنا الماضي سوف يهزنا وننهار؟

يحصل ذلك لأننا جعلنا التاريخ خادم للسياسة, فأي شيء يوافق في التاريخ السياسة نأخذه ونكبره ونقوم بتلميعه, وأي فترة تاريخية ثانية نكتمها وندفنها ونخفيها على الناس.

.!!

يجب أن نعرف بأننا كلما خبأنا شيء كلما زاد الناس فضولاً وتجعل الجيل الجديد يبحث ليشبع فضوله, لكن لن يعثر على شيء موثوق لأن السياسيين دفنوا كل شيء, وفي دائرة الجهل تزدهر الاشاعات والاساطير ويكون عندك شعب رغم التقدم التكنولوجي يؤمن بالخرافات ليس بمعنى السحر والشعوذة, ولكن الخرافات التاريخية, ويكون ذلك حديث الساعة في الدواوين والمجالس، وهذا بالضبط ما حصل في التاريخ العدني الذي ضاع وتم تزيفه، ودخلت فيه الكثير من الخزعبلات والأكاذيب والبطولات الزائفة التي لا تمت لعدن بصلة.

التاريخ هو جزء لا يتجزأ من هويات الشعوب والثقافات. من خلال فهم تجارب الماضي، يمكن للمجتمعات أن تنمو وتتعلم وتطور نفسها. عندما يتم التعامل مع التاريخ بشكل مفتوح وصريح، يمكن تجنب تكرار الأخطاء والتحسُّس من النقاط الحساسة. وهذا يساعد أيضًا في تشكيل النظرة الشاملة للثقافة وتعزيز التفاهم بين مختلف الجماعات.

عندنا نقوم بإستغلال التاريخ للأغراض السياسية الذي يمكن أن يؤدي إلى تحريفه واختيار ما يتناسب مع الرؤية السياسية الحالية. هذا يسبب فقدانًا للمصداقية والثقة في التاريخ كمصدر موثوق.

الحل يكمن في التعامل مع التاريخ بشكل شفاف ومتوازن. يجب أن تكون هناك مساحة للنقاش والنقد، ويجب على الحكومات والمؤسسات التعامل مع التاريخ بموضوعية وإخلاص. إذا تم تقديم تفسيرات دقيقة وواقعية للأحداث، يمكن تجنب تكرار الأخطاء وتحقيق التحسُّس للقضايا الحساسة.

إعادة فتح الحوار حول التاريخ وتقديمه بشكل موضوعي ومنصف يمكن أن يساهم في تفكيك الأوهام والخرافات، وتمكين المجتمع من فهم تاريخه بشكل أفضل، وتطوير رؤية أكثر توازنًا للمستقبل.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

السعودية في صناعة قرار الأرصاد العالمي.. رئاسة دولية تعكس ريادتها المناخية

انتُخبت السعودية ممثلة في الدكتور أيمن غلام، لرئاسة إقليم آسيا في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وذلك خلال اجتماعات الدورة الثامنة عشرة للاتحاد الإقليمي الثاني، التي تضم أكثر من 30 دولة من آسيا والمحيط الهادئ.
ويُعد هذا المنصب أحد أبرز المواقع القيادية في النظام العالمي للأرصاد، ويعكس المكانة العلمية والفنية التي بلغتها المملكة في هذا المجال الحيوي.منصب دولي للمملكةيُنظر إلى انتخاب المملكة لهذا المنصب بوصفه تتويجًا لمسيرة ممتدة من التطوير والتحديث في قطاع الأرصاد، الذي أصبح اليوم جزءًا لا يتجزأ من منظومة الأمن البيئي الوطني، ومنصة فاعلة للمشاركة في صياغة التوجهات المناخية العالمية، في ظل تصاعد الحاجة إلى استجابات علمية دقيقة لمواجهة الظواهر المناخية المتسارعة.تحول نوعي في الأرصادشهدت منظومة الأرصاد في السعودية تحولًا لافتًا في الأعوام الأخيرة، مستندة إلى رؤية استراتيجية يقودها المركز الوطني للأرصاد، هدفت إلى تحويل المركز من جهة خدماتية إلى مؤسسة علمية مرجعية تُسهم في رسم السياسات البيئية والمناخية.
أخبار متعلقة انتخاب المملكة رئيسًا لإقليم "آسيا" بالمنظمة العالمية للأرصاد الجويةالمملكة تعلن استعدادها لتعزيز قدرة الدول على التصدي للمخاطر المناخيةالمملكة تدعو إلى تكثيف الجهود تعزيز مبادئ إدارة الموارد المائيةوخلال هذه المرحلة، تم تعزيز البنية التحتية بزيادة عدد محطات الرصد، وتوسيع نطاق الرادارات، وإنشاء مراكز تخصصية في التغير المناخي والعواصف الغبارية وبرنامج الاستمطار الصناعي، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. أيمن غلاممسيرة علمية وميدانية متكاملةيُعد الدكتور أيمن غلام من الكفاءات الوطنية التي واكبت هذا التحول، وبرز اسمه في المشهد المناخي بصفته أحد المتخصصين الذين جمعوا بين العمل الميداني والبحث الأكاديمي والإدارة المؤسسية.
وُلد غلام في مكة المكرمة عام 1968، وبدأ مسيرته المهنية راصدًا جويًا، قبل أن يتدرج في عدة مناصب داخل المركز، منها كبير المتنبئين الجويين، ثم مدير لإدارة التنبؤات، حتى عُيّن رئيسًا تنفيذيًا للمركز الوطني للأرصاد، كما نال درجة الدكتوراه في علوم الأرصاد الجوية، ليضيف إلى رصيده المهني بُعدًا علميًا متقدمًا.مشروعات بحثية ومناخية نوعيةلم يقتصر دور غلام على التوسعة التقنية، بل امتد بإسهاماته مع فرق العمل إلى تطوير المحتوى العلمي والبحثي، حيث أطلق عددًا من المشاريع النوعية في مجال الرصد الجوي والبحري، وواكب التقدم التقني بإدخال أدوات تحليل حديثة، ورفع كفاءة التوقعات الجوية، وفتح المركز أمام الشراكات البحثية والتقنية مع الجامعات والجهات ذات العلاقة محليًا ودوليًا.
كما أولى اهتمامًا بتأهيل الكوادر الوطنية، وإطلاق برامج تدريب متخصصة تسهم في توطين المعرفة المناخية ورفع مستوى الجاهزية لدى الجيل القادم من المتخصصين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. أيمن غلامأدوار إقليمية ودولية مؤثرةيحمل غلام في رصيده عددًا من المهام الإقليمية والدولية، منها رئاسة اللجنة الدائمة للأرصاد والمناخ في جامعة الدول العربية، ورئاسة لجنة العناصر المدارية المشتركة بين المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ.
ويُشرف من خلال المركز الوطني على مبادرات نوعية مثل المركز الإقليمي للعواصف الغبارية والرملية، ومركز التغير المناخي، وبرنامج الاستمطار الصناعي، وكلها تمثل أذرعًا تنفيذية ضمن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تتبناها المملكة.فرص استراتيجية للريادة المناخيةويُنظر إلى انتخابه لرئاسة إقليم آسيا كخطوة تعزز من حضور المملكة في المشهد المناخي العالمي، وتمنحها دورًا أوسع في تشكيل السياسات والتنسيق الإقليمي بشأن الظواهر الجوية، خاصة في منطقة آسيا التي تواجه تحديات بيئية متسارعة وتفاوتات مناخية حادة.
ويمثل هذا المنصب فرصة استراتيجية لتوسيع تأثير المملكة داخل المنظومة المناخية الدولية، من خلال توجيه الجهود البحثية نحو مناطق التأثير المشترك، وتفعيل المبادرات الإقليمية الخاصة بالإنذار المبكر والتأهب للكوارث، وتطوير قاعدة بيانات مناخية تشاركية بين الدول، ما يسهم في تعزيز أمن المجتمعات والتقليل من أثر الكوارث الطبيعية.
وعلى المستوى المحلي، يُتوقع أن ينعكس هذا الدور القيادي على تسريع تنفيذ عدد من المشروعات ذات الطابع الاستراتيجي في الداخل، منها التوسع في برامج الرصد الذكي، وتكامل خدمات الإنذار المبكر، وربط شبكات الرصد بجهات الدفاع المدني والنقل والطيران بشكل أكثر كفاءة.
كما سيعزز ذلك من مكانة المملكة كمركز إقليمي للخبرة المناخية، ووجهة للابتكار في مجال إدارة المناخ والطقس، بما يخدم خطط التنمية المستدامة ويحمي الإنسان والبيئة على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • ترامب يدعو زيلينسكي لتوقيع صفقة المعادن بشكل عاجل
  • جريمة ابن أحمد: "البيجيدي" يدعو للتحقيق في "تهاون" السلطات في التعامل مع المشتبه فيه قبل ارتكابه الجريمة رغم الشكاوى
  • السعودية في صناعة قرار الأرصاد العالمي.. رئاسة دولية تعكس ريادتها المناخية
  • القيادي الأمني عبدالرحمن الشنيني يفاجئ الجميع بطلب إعفائه من مناصبه الأمنية الحساسة في أبين
  • باحث: حظر جماعة الإخوان في الأردن جاء بعد إجراءات كثيرة .. فيديو
  • اللهم أجرنا في مصيبتنا.. نجم الأهلي السابق يتعرض لحادث بالسيارة
  • ماهر فرغلي: حظر جماعة الإخوان في الأردن ومصادرة أصولها ومكاتبها تأخر كثيرا
  • الحصيني: موسم الكنة بدايته يوم الثلاثاء القادم
  • أم بلال تستذكر ابنها الذي أخفته دبابة الاحتلال بمخيم المغازي
  • إنريكي بعد التعادل مع نانت: حطمنا رقمًا قياسيًا.. لكن الأخطاء لا تُغتفر