رام الله - صفا

قالت مؤسسات المجتمع المدني والهيئة المستقلة لحقوق الانسان إن التشريع المقترح من قبل الحكومة الفلسطينية بشأن تنظيم النشر والصحافة والإعلام والذي تتم صياغته وإعداده بصورة سرية، يتضمن أحكاما تمثل خرقا وانتهاكا صريحا للمبادئ والمعايير الدولية ذات العلاقة الدولية، ومن ضمنها تلك المعاهدات التي وقعت عليها فلسطين واصبحت ملزمة بأحكامها.

وقالت هذه المؤسسات في بيان السبت، إنها طالعت مسودة مشروع القرار، لافتة أنها لاحظت بعض المفارقات التي تسجل على الحكومة ووزارة الاعلام بشأن هذا التشريع والذي ينظم حقوق النشر والاعلام والصحافة حيث بتم مداولته بصورة سرية وبعيدًا عن النشر والمشاورات المجتمعية والمؤسسات المجتمعية والإعلامية التي تعتبر المخاطب والمتأثر الرئيسي بأحكامه.

وأكدت هذه المؤسسات على أن بعض الأحكام الواردة في هذا التشريع المقترح تمثل انتهاكا ومخالفة دستورية للمبادئ التي نص عليها القانون الأساسي الفلسطيني المعدل بخصوص الحقوق والحريات الإعلامية والصحفية وحرية الرأي والتعبير.

كما أكدت المؤسسات على خطورة هذا التشريع المقترح على حرية الرأي والتعبير والحريات الاعلامية، وأشارت إلى أن مثل هذا النوع من التشريعات ينعكس سلبا على القضية الفلسطينية وصورة فلسطين في الخارج ومدى اعتبارها دولة ديمقراطية متمدنة تلتزم بالاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها وبالتالي تستحق الحرية والاعتراف الدولي بها.

وشدد الموقعون على رفضهم المطلق والتام لهذا التشريع المقترح، معلنين أنهم سيمارسون كافة الوسائل والادوات القانونية والدستورية للضغط على الحكومة الفلسطينية ومنع اصداره.

ومن أبرز هذه المخالفات التي لاحظتها هذه المؤسسات ما يلي:

1- يتعارض التشريع المقترح مع المعايير الدولية المتمثلة بالفحص ثلاثي الأجزاء Three Part Test) ) للحكم على سلامة أيّ ضابط أو مصطلح يرد في مجال حرية الرأي والإعلام على المستوى التشريعي، علماً أن الفحص المذكور يتسم عادة بالتشدد تعزيزاً للحريات العامة، ويقوم في جوهره على وجوب أن لا يُفرّغ أيُّ ضابط أو مصطلح الحق من مضمونه أو يُعرّضه للخطر؛ ما يعني أن يكون واضحاً لا يقبل التأويل، وأن يستهدف خدمة مصلحة مشروعة، وأن يكون ضرورياً ومألوفاً في مجتمع ديمقراطي.

وبفحص ما ورد من مصطلحات وضوابط في التشريع المقترح، نجد أنه مليء بمصطلحات غامضة وضبابية تفتح المجال واسعا للسلطات والصلاحيات التقديرية للسلطة التنفيذية في تقييد الحريات الاعلامية وملاحقة الصحفيين وأصحاب الرأي جزائيا ومعاقبتهم، كمصطلحات (السلم الأهلي، الرواية الفلسطينية التاريخية، تعكير صفو العلاقات بين الدول، الأخلاق والآداب العامة).

2- يسعى التشريع المقترح إلى تعزيز وصاية السلطة التنفيذية ممثلة بوزارة الاعلام ومن خلفها المؤسسة الأمنية على المؤسسات الإعلامية والصحفية والمؤسسات البحثية والمواقع الإعلامية من خلال فرض مفهوم الترخيص والحصول على الموافقات والاذونات لممارسة أعمالهم تحت طائلة الملاحقة الجزائية، على نحو يتعارض مع ما هو سائد في النظم الديمقراطية التي تتبنى أسلوب "الإشعار" والذي يعني الاكتفاء بإعلام الجهات الرسمية بإرادة استخدام "الحق الدستوري" في إنشاء وسائل الإعلام وممارسة النشاط الصحفي والاعلامي.

3- يمنح التشريع المقترح صلاحيات للسلطة التنفيذية في اعتماد الصحفيين والإعلاميين العاملين في فلسطين المحلين والأجانب وإصدار البطاقات الصحفية لهم، بما يمثل تعدي صارخ على حرية التنظيم النقابي ودور نقابة الصحافيين في هذا الموضوع وبما يفتح المجال للتدخل الأمني في عملية اعتماد وعمل وحرية الصحفيين في فلسطين.

4- يفرض التشريع المقترح وصاية غير مبررة للسلطة التنفيذية على المؤسسات البحثية والدراسية خصوصا فيما يتعلق بمراكز الدراسات والأبحاث ومراكز قياس الرأي العام بما يقيد ويحد من قدرة وحرية مؤسسات المجتمع المدني في البحث وجمع المعلومات العامة الذي يمكنها من ممارسة حقها الدستوري في المشاركة وتوجيه النقد والمساءلة لمن يتولون وضع السياسات العامة وادارة الشأن والمال العام.

5- يتيح التشريع المقترح للسلطة التنفيذية التدخل في عمل القطاع الخاص المستثمر في المؤسسات الاعلامية والصحفية من خلال اشتراط الموافقة والرقابة على رأس مال المؤسسات الإعلامية ومصادر تمويلها واشتراط الموافقة المسبقة على المنح والتبرعات والتمويل الذي يقدم للمؤسسات الاعلامية على نحو يتعارض مع حرية ممارسة النشاط الاقتصادي المكفولة في القانون الاساسي وبصورة تتيح للسلطة التنفيذية خنق المؤسسات الاعلامية والسيطرة عليها من خلال الرقابة واشتراط الموافقة على التمويل.

6- يمنح التشريع المقترح السلطة التنفيذية تعليق ووقف المؤسسة الاعلامية عن ممارسة نشاطها بصورة تتعارض مع نص الفقرة 3 من المادة 27 من القانون الاساسي المعدل التي نصت على انه: " 3- تحظر الرقابة على وسائل الإعلام، ولا يجوز إنذارها أو وقفها أو مصادرتها أو إلغاؤها أو فرض قيود عليها إلا وفقاً للقانون وبموجب حكم قضائي".

المؤسسات الموقعة على البيان:

مؤسسة الحق

مركز بيسان للبحوث والانماء

مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي

مؤسسة فلسطينيات

مركز مدى

الائتلاف الإعلامي للحريات والعدالة الاجتماعية

مركز الدفاع عن الحريات

مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان

جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية

منتدى شارك الشبابي

الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة أمان

مركز ابداع المعلم

المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية – مفتاح

مركز اعلام حقوق الانسان والديمقراطية "شمس"

بيالارا

مرصد العالم العربي للديموقراطية والانتخابات (المرصد)

مركز الفن الشعبي

المركز الفلسطيني لاستقلال المحاماة والقضاء- مساواة

مؤسسة عبدالمحسن القطان

الهيئة الأهلية لاستقلال القضاء - استقلال

مركز الدراسات النسوية

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حقوق النشر مؤسسات حقوق الانسان

إقرأ أيضاً:

حركة فتح: لابد أن تمارس السلطة الفلسطينية واجباتها تجاه قطاع غزة

أكد المتحدث باسم حركة فتح ماهر نمورة، أنه لابد أن تمارس السلطة الفلسطينية عملها وواجبتها تجاه الشعب خاصة في قطاع غزة وتقديم الخدمات على جميع الأصعدة، والتوافق مع كل الجهات للبدء في العمل على الأرض وتجاوز الخلافات والانقسامات.

وقال متحدث فتح في مداخلة مع قناة «النيل للأخبار»، اليوم السبت، إن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة والضفة الغربية تستعد لاستقبال الأسرى المحررين، الذين يعانون من أوضاع صحية غاية في الصعوبة وبحاجة إلى رعاية طبية أولية عقب الاطلاع على أوضاعهم، خاصة في ظل حرمانهم من العلاج والغذاء.

وشدد على ضرورة إدخال الشاحنات التي يتجاوز عددها الآلاف، والمحملة بالمواد الغذائية والطبية، وذلك فور تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، مثمنا الدورين المصري والقطري والأطراف التي ساهمت في الوصول للاتفاق لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها منذ 15 شهرا.

اقرأ أيضاً«حركة فتح»: إنهاء الاحتلال يُؤدي إلى استقرار المنطقة (فيديو)

قيادي بحركة فتح يكشف السبب الحقيقي لتأخر وقف إطلاق النار في غزة «فيديو»

حركة فتح: منظمة التحرير المُمثل الوحيد للشعب الفلسطيني (فيديو)

مقالات مشابهة

  • الحوافز: مشروع قانون يهدف لزيادة المشاركة في الانتخابات
  • الأوامر التنفيذية التي يعتزم ترامب تنفيذها في اليوم الأول من رئاسته
  • سعيد ونيس: لا بد من ضرورة التصدي للمحاصصة التي أرهقت المؤسسات السيادية
  • حركة فتح: لابد أن تمارس السلطة الفلسطينية واجباتها تجاه قطاع غزة
  • الناطق باسم «فتح»: لا بد أن تمارس السلطة الفلسطينية واجباتها تجاه قطاع غزة
  • موظفو السلطة الفلسطينية سيستلمون معابر غزة
  • المغرب يقود جهودا دولية لتعزيز دور أمناء المظالم في حماية حقوق الإنسان
  • الاتحاد الأوربي.. قواعد جديدة صارمة لتعزيز الأمن السيبراني
  • الجنين يتحكم في طبيعة المغذيات التي يحصل عليها من الأم
  • الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ