منع الاختلاط والتصدي للحرب الناعمة.. ذرائع حوثية لتدمير التعليم في اليمن
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
في الوقت الذي كان خالد القروطي -أحد الشخصيات الدينية المتطرفة في ميليشيا الحوثي- يلقي خطباً ومحاضرات داخل أحد المساجد في صنعاء للتحريض على المنشآت التعليمية والأكاديمية؛ كانت عناصر مسلحة تقوم بمداهمة واقتحام أحد المعاهد المتخصصة بتعليم اللغة الإنجليزية تحت مبرر "منع الاختلاط" و"التصدي للحرب الناعمة".
حرب ممنهجة تقودها ميليشيا الحوثي وقياداتهم البارزة في سبيل تعطيل المنشآت التعليمية الحكومية والخاصة؛ بهدف إجبار الطلاب والطالبات على التوجه صوب الجامعات والمعاهد التي أسستها الجماعة بهدف تطييف الأجيال ونشر الأفكار المتطرفة والخاطئة المنقولة من النهج الإيراني.
"معهد سيدز" المتخصص بتعليم اللغة الإنجليزية، كان آخر ضحايا الحرب الحوثية على القطاع التعليمي؛ حيث أقدمت عناصر حوثية مسلحة على اقتحام مبنى المعهد والاعتداء على الإدارة قبل أن يتم إغلاقه بشكل كامل.
وأفادت مصادر طلابية في المعهد أن الميليشيات الحوثية ضيقت الخناق على العاملين والدارسين خلال الفترات الماضية، بدءا من فصل الطلاب عن الطالبات، وكذا منع الاختلاط وتخصيص أيام الدراسة لكل الجنسين. ورغم التزام المعهد بالاشتراطات الحوثية إلا أن الميليشيات باتت تبحث عن أية مبررات لإغلاقه كباقي المعاهد الخاصة التي أغلقت في صنعاء.
وأضافت المصادر: أقامت إدارة المعهد، حفلاً لتخرج عدد من طلابها وطالباتها؛ الأمر الذي دفع بالميليشيات الحوثية إلى الحضور للمعهد والقيام بإغلاقه بحجة عدم أخذ الأذن من نادي الخريجين التابع لهم لإقامة الحفل.
>> تزايد خطير في هجرة أساتذة الجامعات وتركيز دولي على انتهاكات الحوثيين
ما تتعرض له المنشآت التعليمية سواء الجامعات أو المدارس الأهلية من عمليات إغلاق وفرض غرامات وتضييق مستمر؛ يأتي نتيجة لحملات تحريض ممنهجة تقودها الميليشيات الحوثية تحت شماعات "التصدي للحرب الناعمة" التي يقولون إنها تستهدف جماعتهم وممولة من الخارج.
وخلال الأيام الماضية؛ تداول الكثير من نشطاء وقيادات الميليشيات الحوثية؛ تسجيلاً مصوراً للمدعو خالد القروطي، وهو يعتلي أحد منابر المساجد الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ويلقي خطاباً هاجم فيه الجامعات والأكاديميين والمنشآت التعليمية التي تروج للاختلاط وتدعو لتدمير المجتمع.
ووجه القيادي الحوثي اتهامات للمدرسين في الجامعات بأنهم عملاء ويقودون "الحرب الناعمة" التي تستهدفهم. وأكد أن أمريكا هي من تستخدم الأكاديميين في الجامعات لإفساد الأمة عن طريق تجنيد أساتذة الجامعات للقيام بهذه الحرب الخطيرة، على حد تعبيره. ودعا المتطرف الحوثي أنصار جماعته للوقوف في وجه هذه الحرب والقائمين عليها –في تحريض مباشر ضد المعلمين والأكاديميين.
الترويج للإشاعات والتحريض من على منابر المساجد ضد القطاع التعليمي؛ جاء رداً على تصاعد الاحتجاجات التي يقودها المعلمون منذ أكثر من شهر للمطالبة بصرف المرتبات الشهرية التي تنهبها القيادات الحوثية منذ نحو 8 سنوات. وجاء هجوم القروطي، الذي يعمل مدرساً في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة ذمار، تزامن مع حملة تحريض إعلامية شنّها ناشطون وقيادات حوثية ضد المعلمين والمعلمات المستمرين في إضرابهم.
نقابة أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء، علقت ببيان شديد اللهجة على الاتهامات الباطلة التي تروج لها الميليشيات الحوثية ومنهم المدعو القروطي ضد الأكاديميين. موضحين أن ما يجري هو "انحطاط أخلاقي".
وأصدرت النقابة بيانا، ردت فيه على الاستهداف الممنهج لأعضائها من قبل القيادات الحوثية سواء عبر الوسائل الإعلامية التابعة للميليشيات أو من على منابر المساجد. موضحين أن ما يتم الترويج له استهداف سافر ومتطرف ضد الأكاديميين اليمنيين الذين يقومون بواجبهم الوطني رغم توقف صرف رواتبهم وتدهور وضعهم الاقتصادي والصحي.
وقالت النقابة في بيانها: إن صبر الأكاديميين وأعضاء هيئة التدريس على توقف صرف مرتباتهم شجّع البعض على الإساءة إليهم والتقليل من احترامهم، وهذا ما ترفضه النقابة جملة وتفصيلاً. موضحة أن تضحياتهم تقابل من قبل البعض بالتطاول والنكران، واستخدام لغات فيها استعلاء وإساءة واستعداء تجاههم بشكل متكرر.
وحذرت من استمرار هذه الحملات التي تسيئ إلى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات اليمنية، وتنال منهم من أجل تشويه صورهم أمام المجتمع اليمني وإثارته ضدهم، مؤكدة احتفاظها بالحق القانوني لملاحقة كل من يسيئ إلى منتسبيها بكل السبل، بما في ذلك اللجوء إلى القضاء وفقاً للقوانين الخاصة بجرائم القذف والسب والتشهير، وبما يضمن رد الاعتبار لأعضاء الهيئة التدريسية في جامعة صنعاء والجامعات الأخرى.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المیلیشیات الحوثیة
إقرأ أيضاً:
تصعيد عسكري واسع.. المقاتلات الأمريكية تدك أوكار ومعسكرات حوثية في اليمن
تواصل المقاتلات الأمريكية شن سلسلة غارات على مواقع ومعسكرات وثكنات تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، مستهدفة مناطق متفرقة في خمس محافظات خاضعة لسيطرة الجماعة.
وانطلقت الهجمات الجوية من حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" في البحر الأحمر، بمشاركة مقاتلات F-18، وذلك عقب عمليات استطلاعية مكثفة نفذتها البحرية الأمريكية خلال الأيام الماضية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين أن بعض الضربات الجوية نُفذت بواسطة طائرات مقاتلة انطلقت من الحاملة "ترومان".
وأفادت مصادر محلية ووسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن المقاتلات الأمريكية دشنت عملياتها الجوية مساء السبت في العاصمة صنعاء، مستهدفة مواقع في محيط حي الجراف، والتلفزيون، ومديرية شعوب، وهي مناطق تُعرف بتمركز عناصر الجماعة فيها.
ووفقًا للمصادر، استهدفت إحدى الغارات مقر "المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، بالإضافة إلى مقر "الفرقة الأولى مدرع"، التي تسيطر عليها الجماعة وتستخدمها كمركز تدريبي لعناصرها، إلى جانب عقد اجتماعات سرية لقادتها، مستفيدة من شبكة أنفاق وتحصينات عسكرية داخل المقر.
وفي محافظة صعدة، معقل زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، استهدفت الغارات المناطق الشمالية، مركزةً على أنظمة الاستطلاع والرادارات، كما طالت مواقع أخرى في مديرية مبين بمحافظة حجة المجاورة.
أما في محافظة ذمار، فقد قصفت المقاتلات معسكر قيادة الشرطة العسكرية في محيط مركز المحافظة، إضافة إلى مواقع أخرى في مديرية عنس.
وفي محافظة البيضاء، استهدفت الغارات معسكر القصير، القريب من جبل أُحرم الاستراتيجي في مديرية رداع، وكذلك معهد القريشية التقني قرب منطقة حنكة آل مسعود بمديرية القريشية، إلى جانب مواقع أخرى للحوثيين في قيفة ومكيراس.
وجاءت هذه العمليات بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال"، قائلاً: "أمرت الجيش الأمريكي بشن عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد الإرهابيين الحوثيين في اليمن."
وأضاف أن هذا القرار جاء رداً على "حملة متواصلة من القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات الأمريكية والمسيرة، وغيرها."
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن واشنطن بدأت، السبت، تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق على عشرات الأهداف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأوضحت الصحيفة أن الضربات الجوية والبحرية، التي أمر بها الرئيس ترامب، استهدفت رادارات، ودفاعات جوية، وأنظمة صواريخ، وطائرات بدون طيار، ردًا على التصعيد الحوثي في البحر الأحمر واستهداف السفن التجارية.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأمريكي استمرار عملياته العسكرية في اليمن، معتبرًا أنها "رسالة تحذير إلى إيران."