بحر آزوف.. موقع نزاع دائم منذ القدم
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
بحر داخلي يقع في أوروبا الشرقية ويعدّ امتدادا للبحر الأسود في جزئه الشمالي، ويتصل به عبر مضيق كيرتش، وهو أكثر بحار العالم ضحالة، وتحيط به أوكرانيا وروسيا وشبه جزيرة القرم. وله أهمية كبيرة عبر التاريخ كممر مائي يربط بين آسيا وقارات العالم الأخرى لاتصاله بالبحر الأسود وما وراءه من المحيطات، ويعد منفذا مائيّا مهما للتجارة الدولية وتشكل سواحله موطنا للسياحة.
وقد تأسست على شواطئه المستعمرات البشرية منذ القرن السادس قبل الميلاد، وتصارعت على امتلاكه الدول الكبرى منذ القدم، وما زال نزاع النفوذ عليه قائما، إذ استطاعت روسيا عبر مراحل من الصراع امتدت منذ عام 2014 إحكام سيطرتها على سواحله كافة بعد حربها على أوكرانيا عام 2022.
الموقع والجغرافيايقع بحر آزوف في أوروبا الشرقية، وهو بحر داخلي يمتد من مصب نهر الدون إلى مضيق كيرتش، ويعد امتدادا شماليا للبحر الأسود ويتصل به عبر مضيق كيرتش.
ويحيط به البر الرئيسي لأوكرانيا من الشمال، وتحده روسيا من الشمال الشرقي والشرق والجنوب الشرقي أما شبه جزيرة القرم فتشكل حدوده من الجنوب الغربي والغرب.
وتقدر مساحته الإجمالية بين 37 ألفا و40 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ طوله من الشرق إلى الغرب حوالي 340 كيلومترا، ووفق بعض التقديرات، قد يصل إلى 365 كيلومترا، أما عرضه من الشمال إلى الجنوب فيتراوح بين 137 و180 كيلومترا.
ويعد آزوف أكثر البحار ضحالة، إذ يبلغ أقصى عمق له نحو 14 مترا، لذلك تصعب حركة السفن في بعض المناطق فيه، وفي خليج تاغانروغ يبلغ أقل عمق له، مما يتطلب تجريفا مستمرا للقنوات من أجل عبور سفن أعماق البحار.
وقعر البحر مستوٍ طبوغرافيا مع انحدار بسيط نحو المركز، وقد تراكمت في قاعه رواسب الطمي والرمل والأصداف القادمة مع تدفق مياه الأنهار، والتي سببت زيادة عدد الخلجان والألسنة الرملية والبحيرات والمرافئ.
ناقلة بضائع تبحر في قناة "الفولغا-دون" التي تربط بحر قزوين ببحر آزوف (رويترز)ويوجد عدد قليل من الجزر في بحر آزوف، وكلها قريبة من الساحل، كجزيرة بيريوتشي وجزيرة تشيريباخا وجزر بيشتشاني.
ويضيق الجزء الشمالي الشرقي من البحر ليشكل خليج تاغانروغ أو خليج آزوف؛ وهو الأكبر بين خلجانه، ويشكل مصب نهر الدون.
كما يمتلك آزوف بضع خلجان أخرى أصغر مثل خليج أرابات وخليج أوبيتوشنا وخليج بيرديانسك وخليج تمريوك وخليج تامان.
والخط الساحلي لآزوف منخفض بشكل عام باستثناء الشاطئ الجنوبي من مضيق كيرتش إلى لسان أرابات؛ فهو مرتفع وشديد الانحدار، والشاطئ الشمالي شديد الانحدار أيضا، وتعدّ الشواطئ الشمالية والشرقية والغربية مناطق منخفضة، ولها سواحل رملية طويلة وخلجان وبحيرات ضحلة.
وتنتشر الألسنة الرملية الساحلية حول بحر آزوف، وأشهرها لسان أرابات، وهو شريط رملي يقع في الجزء الغربي من البحر ويفصله عن بحيرة سيفاش المالحة. يبلغ طوله نحو 113 كيلومترا وهو أحد أطول الألسنة الرملية في العالم.
كما يوجد عدد من الألسنة الأخرى مثل لسان فيدوتوف ولسان آتشوفسك ولسان أوبيتوتشينا، والسمة الفريدة لهذه التكوينات هي أنها تمتد من الشمال إلى الجنوب وتغير شكلها باستمرار كل بضع سنوات.
قطار شحن يسير على السكة الحديد لجسر القرم الذي يربط البر الروسي وشبه جزيرة القرم (أسوشيتد برس) الروافد والمياهيعدّ نهرا كوبان والدون الرافدين الرئيسين لآزوف، وهما يمدانه بحوالي 90% من مياهه، وإلى جانب هذين الرافدين، تتدفق إليه عدة أنهار صغيرة منها أوبيتوشنا وبيردا وكالميوس وميوس وييا وبيسوج ومولوتشنا وأتماناي.
وهذه الأنهار تمده بكميات كبيرة من المياه العذبة، إضافة إلى الهطول السنوي للأمطار الذي يرافقه انخفاض نسبة التبخر، مما يسبب تدني نسبة الملوحة في مياهه.
ومن جانب آخر يتبادل آزوف المياه مع البحر الأسود الأكثر ملوحة، بحيث يفقد بحر آزوف حوالي 66.2 كيلومترا مكعبا من المياه في البحر الأسود، بينما يتلقى منه نحو 41 كيلومترا مكعبا سنويا.
كما يتم تبادل المياه بين آزوف وبحيرة سيفاش في شبة جزيرة القرم، والتي تتمتع بملوحة تبلغ 60% وهذا التبادل يفسر التوازن في ملوحة مياهه.
ويبلغ معدل ملوحته العام بين 11% و13%، وتقل نسبة الملوحة عند الشواطئ الشمالية الشرقية بسبب التيار الذي يحمل معه المياه العذبة من الأنهار، إذ تتراوح الملوحة بين 2% و3%، ولكن في الأجزاء الجنوبية والغربية التي تستقبل المياه المالحة من البحر الأسود وبحيرة سيفاش ترتفع الملوحة إلى نحو 17.5%.
ويتراوح متوسط درجة حرارة سطح البحر في الأشهر الدافئة بين 25 و30 درجة مئوية، وفي الشتاء تنخفض إلى أقل من 0 درجة مئوية وتتعطل الرؤية بسبب الضباب الكثيف والصقيع.
وتكون المياه عرضة للتجمد خلال ذروة الشتاء بسبب نقص عمقها وانخفاض الملوحة، إذ يتجمد بحر آزوف لمدة شهرين عند مضيق كيرتش و4 أشهر في خليج تاغانروغ. وقبل اختراع كاسحات الجليد لم يكن البحر صالحا للملاحة خلال فصول الشتاء.
مضيق كيرتش الذي يربط بين بحر آزوف والبحر الأسود (شترستوك)وتولد الرياح الجنوبية الغربية في الصيف تيارات مائية قوية وعواصف مع أمواج تصل إلى 6 أمتار بالقرب من خليج تاغانروغ، ولا يشهد البحر تغيرات في المد والجزر، ولكن مستوى المياه يتقلب من 250 إلى 500 مليمترا، وذلك بسبب الاختلاف في التدفقات الداخلة إليه والخارجة منه.
ونظرا لأن آزوف بحر صغير الحجم ومياهه ضحلة، فإن حركة المياه فيه سريعة ويمكنها الاختلاط من أعلى إلى أسفل، ومن ثم فالاختلاف بسيط في درجة الحرارة والملوحة بين السطح والقاع. وتتجه التيارات في بحر آزوف عموما عكس اتجاه عقارب الساعة، إلا أنها قد تنعكس أحيانا بفعل الرياح.
المناخيتمتع بحر آزوف بمناخ قاري معتدل مع فصل شتاء قصير وبارد نسبيّا، وصيف حار وجاف، وتتميز فترة الخريف والشتاء بإعصار سيبيريا، الذي يحمل الهواء البارد والجاف من مناطق سيبيريا، مما يؤدي إلى خفض درجة الحرارة ويتناوب الصقيع والذوبان في هذا الفصل وكثيرا ما يسود الضباب.
ويتراوح متوسط درجة الحرارة في يوليو/تموز، والذي يمثل أشد شهور السنة حرارة بين 23 و25 درجة مئوية، بينما تنخفض درجات الحرارة في يناير/كانون الثاني دون الصفر وأعلى درجات الحرارة التي تُسجل في الصيف 40 درجة مئوية، وفي الشتاء قد تتدنى إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر.
سكان محليون يصطادون في ميناء بيرديانسك على بحر آزوف (رويترز) التسميةكان في العصور القديمة يُطلق على بحر آزوف اسم "مستنقع مايوتيس"، إذ كان مغطى بالمستنقعات والأراضي الرطبة في الشمال الشرقي، أما لفظ "مايوتيس" فكان يطلق على سكان المستوطنات الساحلية لبحر آزوف.
وعُرف كذلك بأسماء عدة مثل بحر مايوتيس وبحيرة مايوتيس والبحر المايوتي، وبحر البوسفور، ويقال إن المايوتيين أطلقوا عليه اسم "تيمالوندا" أو "تيماريندا" ويعني "أم الماء". وأطلق عليه الروس في العصور الوسطى اسم بحر "سلوج" نسبة إلى المدينة المجاورة له المعروفة الآن باسم سوداك.
وفي التركية العثمانية كان يُعرف باسم "Baluk Denis" أي "بحر السمك"، وذلك بسبب إنتاجيته العالية. أما اسم آزوف فيُعتقد أنه استُمد من بلدة آزاك الروسية الواقعة في مقاطعة روستوف، وتعود كلمة آزاك في جذورها إلى اللغة التركية المنقرضة ويراد بها الأراضي المنخفضة.
وفي حكاية روسية شهيرة من القرن الـ18 يُذكر أن أمير كومان، الذي توفي أثناء الدفاع عن مدينته الواقعة على الساحل الشمالي للبحر، كان يُدعى "آسوف" أو "أزام"، فأُطلق هذا الاسم على البحر تكريما له.
ولا يمكن فصل التاريخ الجيولوجي لبحر آزوف عن البحر الأسود، ويُعتقد أنهما كانا ضمن الأحواض التي تبقت من بحر تيثس القديم، والتي تشكلت في نهاية حقبة الباليوسين منذ حوالي 55 مليون سنة، حين أدّت التحركات واسعة النطاق لقشرة الأرض إلى رفع سلاسل الجبال، التي قسّمت محيط تيثس القديم إلى أحواض مائية عدة، وتشكّلت بحيرة عظيمة تشمل بقاياها البحر الأسود وبحر آزوف وبحر قزوين وبحر آرال.
وفي وقت مبكر من العصر الميوسيني قبل حوالي 20 مليون سنة، انفصل البحر الأسود تدريجيا ومعه بحر آزوف عن منطقة قزوين مع ارتفاع جبال البونتيك والقوقاز والقرم والكاربات حولهما.
وحدثت بعد ذلك حركات أرضية وتغيرات أخرى في مستوى سطح البحر مرتبطة بالأنهار الجليدية في العصر البليستوسيني أدّت إلى اتصالات متقطعة مع البحر الأبيض المتوسط، إلى أن حدث الانفصال وتحددت معالم البحر الأسود وبحر آزوف.
منظر من نافذة قطار على جسر القرم (رويترز) التاريخبدأت أهمية بحر آزوف في عصور ما قبل التاريخ، عندما تأسست المستعمرات اليونانية على شواطئه في القرن السادس قبل الميلاد، وكانت مستعمرة تانايس التي تأسست عند مصب نهر الدون تسيطر على مدخل البحر الشمالي، وسيطرت مستعمرات أخرى على مدخله عند مضيق كيرتش، وكانت هذه المستعمرات كلها تتبع مملكة البوسفور، التي سيطرت على جميع مدن ساحل آزوف.
وفي الفترة الواقعة بين القرن الأول والثالث الميلادي سيطرت إمبراطورية روما على المنطقة، وتاجرت المدن اليونانية مع سكان المناطق الداخلية من السكيثيين والمايوتيين والسارماتيين وغيرهم، وزودت اليونان وإيطاليا بالسمك والحبوب.
ثم بدأت حركة من الهجرات المتتابعة تغزو المنطقة في القرن الـ3 الميلادي وما بعده، وحل على المنطقة كثير من الأقوام والقبائل الذين جاؤوا من المناطق الداخلية من آسيا، وكذلك من مناطق الشمال الغربي كالهون والأفار والبلغار والقوط.
وبدأت قبائل الآنتس وغيرها من القبائل السلافية تستعمر المنطقة منذ القرن الـ4، واستمر حكمهم حتى القرن الـ7 حين دخلت مدن آزوف تحت تأثير 3 قوى: الإمبراطورية البيزنطية ودولة الخزر التركية ودولة الروس الكييفية.
وفي القرن الـ13 ازدهرت مستعمرة جنوة على سواحل آزوف وأصبحت مركزا تجاريا مهما، وسيطرت القبيلة الذهبية على أجزاء أخرى من المنطقة، ودام حكمها إلى منتصف القرن الـ15 وأصبحت المنطقة بعد ذلك تحت سيطرة دولة خانات القرم.
واستولى العثمانيون على مستعمرات جنوة على طول الساحل عام 1475، وأخذوا خانية القرم تحت حمايتهم وظل بحر آزوف تحت السيطرة التركية نحو 300 عام، وكان مسرحا لاشتباكات عسكرية متكررة بين روسيا، التي تسعى إلى إيجاد منفذ لها باتجاه البحار الدافئة في الجنوب، والدولة العثمانية، التي تمثل القوة الرئيسية في المنطقة.
مقاتلات نفاثة روسية تحلق فوق جسر يربط البر الرئيسي الروسي بشبه جزيرة القرم (رويترز)وبقي الصراع قائما حتى استطاعت روسيا احتلال ساحل آزوف الشمالي عام 1739، وبعد تصفية خانية القرم عام 1783 أصبح ساحل بحر آزوف بأكمله تابعا للإمبراطورية الروسية، وظلت روسيا تسيطر عليه مدة 134 عاما.
وعقب ثورة 1917 انهارت الإمبراطورية الروسية واستغلت أوكرانيا الوضع وأعلنت استقلالها وتشكيل "جمهورية أوكرانيا الشعبية" أو "جمهورية أوكرانيا الوطنية"، والتي استمرت حتى عام 1921، ثم قامت روسيا بضمها من جديد، وهكذا بقيت روسيا القوة العليا في منطقة آزوف.
وعلى إثر تفكك الاتحاد السوفياتي تم إنشاء دولة أوكرانيا المستقلة عام 1991، وكانت القرم تابعة لها، وبدأت أوكرانيا عندئذ تشارك روسيا النفوذ في بحر آزوف.
وفي عام 2003 دخلت روسيا وأوكرانيا في اتفاقية رسمية لتقاسم مياه بحر آزوف ومضيق كيرتش، ولكن باستيلاء روسيا على القرم عام 2014 استطاعت أن تسيطر على السواحل الغربية والجنوبية الغربية، وبذلك طوقت بحر آزوف من جهاته كلها إلا جزءا من الساحل الشمالي التابع لأوكرانيا، وهو ما منح روسيا الهيمنة الأكبر على البحر.
وفي عام 2018 ساء الموقف العسكري بين الدولتين بعد افتتاح روسيا لجسر القرم الذي كان منخفضا جدا بالنسبة لبعض السفن ويمنع وصولها إلى الموانئ الأوكرانية، وتفاقمت الأزمة وأعلنت البحرية الأوكرانية في ديسمبر/كانون الأول 2021 أن روسيا أغلقت ما يقرب من 70% من بحر آزوف.
وأدى تعاظم النزاع إلى اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية في مطلع عام 2022، وبحلول مايو/أيار من العام نفسه سيطرت روسيا على ماريوبول بالكامل، ثم قطعت وصول أوكرانيا إلى بحر آزوف من خلال السيطرة على الساحل الشمالي بأكمله.
الحياة البيولوجيةتزدهر الحياة البيولوجية في بحر آزوف نظرا لطبيعة مياهه الضحلة ودرجات الحرارة الدافئة في الصيف، إضافة إلى تدفق كميات كبيرة من العناصر الغذائية العضوية التي تصله عبر الأنهار وتضم مياهه نباتات وحيوانات متنوعة، مما يجعلها نظاما بيئيا بحريا فريدا.
ويعيش فيه نحو 80 نوعا من الأسماك و300 من اللافقاريات، ويوجد في مياهه الأنواع المحلية التي تعيش في المستنقعات النهرية، وحيوانات البحر المتوسط المتسربة إليه عبر مياه البحر الأسود وحيوانات المياه العذبة، ومن أهم أنواع الأسماك التي تعيش فيه البَلَم والرَنْكة والبوري الرمادي والسردين والدنيس والسلمون والأنشوجة.
وتنمو أنواع عديدة من الزهور البرية والنباتات فيه مثل نباتات البردي والأعشاب البحرية وزنابق الماء واللوتس، كما تم العثور على حوالي 600 من الطحالب، بالإضافة إلى العوالق الحيوانية والرخويات والديدان والقشريات.
وتعدّ شواطئه ومصبات الأنهار والمستنقعات التي تحيط به موائل للعديد من أنواع الطيور المائية؛ كالبط والإوز البري والبجع إلى جانب الحيوانات البرية مثل الخنازير والثعالب والقطط.
الأهميةيعد بحر آزوف ممرا مائيا ملاحيا مهما، حيث يتصل بالبحر الأسود وما وراءه من البحار المفتوحة عبر مضيق كيرتش، كما تربطه الأنهار الكبيرة التي تصب فيه كنهر الدون ونهر كوبان بالقلب القاري.
وقد أصبحت عمليات التجارة البحرية فيه أسهل منذ تأسيس شبكة خطوط السكك الحديدية التي تربط آزوف بمناطق واسعة.
سكان محليون يصطادون على أحد السدود في ميناء بيرديانسك على بحر آزوف (رويترز)وزادت أهمية آزوف مع اكتمال قناة الفولغا-دون، إذ توفر القناة أقصر طريق من خلال ربط بحر قزوين ببحر آزوف، ومن ثَمّ الوصول إلى المياه المفتوحة.
كما ساهمت قناة مانيش أيضا بازدهار التجارة البحرية، إذ تربط بحر آزوف مباشرة ببحر قزوين، وتسهل نقل إنتاجه من النفط والغاز الطبيعي.
وقد أُنشئ عدد من الموانئ على شواطئ بحر آزوف مثل تاغانروغ وماريوبول وييسك وبيرديانسك، والتي تعدّ مراكز تجارية مهمة ومحطات للنقل، وأصبحت ماريوبول وتاغانروغ موانئ مهمة لتصدير الفحم والمعادن نظرا لقربهما من دونباس، كما يصدّر خام الحديد عبر ميناء كيرتش.
وكذلك تُصدِّر الموانئ الحبوب ومواد البناء والمعادن والأسماك والخشب والملح، الذي يُستخرج بكميات كبيرة من بحيرة سيفاش.
ويعد بحر آزوف مصدرا مهما للنفط والغاز الطبيعي لروسيا، إذ يضم عددا من حقول النفط والغاز، وهذه الموارد مهمة لاحتياجات روسيا من الطاقة وزيادة دخلها القومي.
ويعدّ الصيد نشاطا اقتصاديا رئيسيا في بحر آزوف بسبب زيادة الإنتاجية البيولوجية للبحر، مما أدى إلى تطوير صناعة صيد أسماك بارزة على شواطئه.
كما يوفر بحر آزوف شواطئ رملية جافة ودافئة في الصيف، لذلك أصبحت موطنا للمنتجعات الصحية والعطلات ومقصدا لعشاق الرياضات المائية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البحر الأسود جزیرة القرم فی بحر آزوف مضیق کیرتش درجة مئویة من الشمال بحر قزوین فی الصیف التی ت الذی ی
إقرأ أيضاً:
مؤتمر صون أشجار القرم يضيء على أولويات المستقبل
أبوظبي «الخليج»
اختتمت هيئة البيئة – أبوظبي، فعاليات الدورة الأولى من «المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها»، بتوجيه رسالة مهمة تؤكد ضرورة حمايتها وتنميتها في العالم، لكونها واحدة من أهم الطرائق لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية العالمية.
أضاء المؤتمر على الدور الحاسم لنظم البيئية للقرم في ضمان مرونة السواحل وحماية التنوع البيولوجي والأمن الغذائي والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، لاسيما في ظل تعرض نحو 50% من هذه النظم في العالم لخطر الانهيار بحلول عام 2050 بسبب الضغوط الناجمة عن الأنشطة البشرية.
وفي كلمة ألقاها في ختام فعاليات المؤتمر، قال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة: «أظهر المؤتمر قوة التعاون والابتكار في معالجة التحديات الحرجة التي تواجهها أنظمة أشجار القرم في العالم. كما وفر منصة لسد الفجوة بين البحث العلمي المتطور وجهود إعادة تأهيل أشجار القرم العملية في الواقع، ودوره في إبراز الحاجة إلى تطوير الأساليب التقليدية في إعادة التأهيل، وتعزيز الاستراتيجيات القائمة على العلم، والمشاركة المجتمعية، والفهم الشامل لترابط النظم البيئية».
واستطــاع المــؤتمــر المـمـيــز الإضــاءة علــى نــهــج شامــل للحــفــاظ علــى أشجــار القــرم وتنميتهــا، مــع تأكيد الحاجة إلى الربط بين هذه الأشجار والنظم البيئية المجاورة مثل الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية ومنابع الأنهار.
ودعا المؤتمر إلى ضرورة التعاون وحشد الجهود من أجل الحصول على التمويل اللازم على نطاق واسع لتحقيق أهداف الحفاظ على أشجار القرم وتنميتها.