الجزيرة:
2024-11-25@19:40:48 GMT

بحر آزوف.. موقع نزاع دائم منذ القدم

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

بحر آزوف.. موقع نزاع دائم منذ القدم

بحر داخلي يقع في أوروبا الشرقية ويعدّ امتدادا للبحر الأسود في جزئه الشمالي، ويتصل به عبر مضيق كيرتش، وهو أكثر بحار العالم ضحالة، وتحيط به أوكرانيا وروسيا وشبه جزيرة القرم. وله أهمية كبيرة عبر التاريخ كممر مائي يربط بين آسيا وقارات العالم الأخرى لاتصاله بالبحر الأسود وما وراءه من المحيطات، ويعد منفذا مائيّا مهما للتجارة الدولية وتشكل سواحله موطنا للسياحة.

وقد تأسست على شواطئه المستعمرات البشرية منذ القرن السادس قبل الميلاد، وتصارعت على امتلاكه الدول الكبرى منذ القدم، وما زال نزاع النفوذ عليه قائما، إذ استطاعت روسيا عبر مراحل من الصراع امتدت منذ عام 2014 إحكام سيطرتها على سواحله كافة بعد حربها على أوكرانيا عام 2022.

الموقع والجغرافيا

يقع بحر آزوف في أوروبا الشرقية، وهو بحر داخلي يمتد من مصب نهر الدون إلى مضيق كيرتش، ويعد امتدادا شماليا للبحر الأسود ويتصل به عبر مضيق كيرتش.

ويحيط به البر الرئيسي لأوكرانيا من الشمال، وتحده روسيا من الشمال الشرقي والشرق والجنوب الشرقي أما شبه جزيرة القرم فتشكل حدوده من الجنوب الغربي والغرب.

وتقدر مساحته الإجمالية بين 37 ألفا و40 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ طوله من الشرق إلى الغرب حوالي 340 كيلومترا، ووفق بعض التقديرات، قد يصل إلى 365 كيلومترا، أما عرضه من الشمال إلى الجنوب فيتراوح بين 137 و180 كيلومترا.

ويعد آزوف أكثر البحار ضحالة، إذ يبلغ أقصى عمق له نحو 14 مترا، لذلك تصعب حركة السفن في بعض المناطق فيه، وفي خليج تاغانروغ يبلغ أقل عمق له، مما يتطلب تجريفا مستمرا للقنوات من أجل عبور سفن أعماق البحار.

وقعر البحر مستوٍ طبوغرافيا مع انحدار بسيط نحو المركز، وقد تراكمت في قاعه رواسب الطمي والرمل والأصداف القادمة مع تدفق مياه الأنهار، والتي سببت زيادة عدد الخلجان والألسنة الرملية والبحيرات والمرافئ.

ناقلة بضائع تبحر في قناة "الفولغا-دون" التي تربط بحر قزوين ببحر آزوف (رويترز)

ويوجد عدد قليل من الجزر في بحر آزوف، وكلها قريبة من الساحل، كجزيرة بيريوتشي وجزيرة تشيريباخا وجزر بيشتشاني.

ويضيق الجزء الشمالي الشرقي من البحر ليشكل خليج تاغانروغ أو خليج آزوف؛ وهو الأكبر بين خلجانه، ويشكل مصب نهر الدون.

كما يمتلك آزوف بضع خلجان أخرى أصغر مثل خليج أرابات وخليج أوبيتوشنا وخليج بيرديانسك وخليج تمريوك وخليج تامان.

والخط الساحلي لآزوف منخفض بشكل عام باستثناء الشاطئ الجنوبي من مضيق كيرتش إلى لسان أرابات؛ فهو مرتفع وشديد الانحدار، والشاطئ الشمالي شديد الانحدار أيضا، وتعدّ الشواطئ الشمالية والشرقية والغربية مناطق منخفضة، ولها سواحل رملية طويلة وخلجان وبحيرات ضحلة.

وتنتشر الألسنة الرملية الساحلية حول بحر آزوف، وأشهرها لسان أرابات، وهو شريط رملي يقع في الجزء الغربي من البحر ويفصله عن بحيرة سيفاش المالحة. يبلغ طوله نحو 113 كيلومترا وهو أحد أطول الألسنة الرملية في العالم.

كما يوجد عدد من الألسنة الأخرى مثل لسان فيدوتوف ولسان آتشوفسك ولسان أوبيتوتشينا، والسمة الفريدة لهذه التكوينات هي أنها تمتد من الشمال إلى الجنوب وتغير شكلها باستمرار كل بضع سنوات.

قطار شحن يسير على السكة الحديد لجسر القرم الذي يربط البر الروسي وشبه جزيرة القرم (أسوشيتد برس) الروافد والمياه

يعدّ نهرا كوبان والدون الرافدين الرئيسين لآزوف، وهما يمدانه بحوالي 90% من مياهه، وإلى جانب هذين الرافدين، تتدفق إليه عدة أنهار صغيرة منها أوبيتوشنا وبيردا وكالميوس وميوس وييا وبيسوج ومولوتشنا وأتماناي.

وهذه الأنهار تمده بكميات كبيرة من المياه العذبة، إضافة إلى الهطول السنوي للأمطار الذي يرافقه انخفاض نسبة التبخر، مما يسبب تدني نسبة الملوحة في مياهه.

ومن جانب آخر يتبادل آزوف المياه مع البحر الأسود الأكثر ملوحة، بحيث يفقد بحر آزوف حوالي 66.2 كيلومترا مكعبا من المياه في البحر الأسود، بينما يتلقى منه نحو 41 كيلومترا مكعبا سنويا.

كما يتم تبادل المياه بين آزوف وبحيرة سيفاش في شبة جزيرة القرم، والتي تتمتع بملوحة تبلغ 60% وهذا التبادل يفسر التوازن في ملوحة مياهه.

ويبلغ معدل ملوحته العام بين 11% و13%، وتقل نسبة الملوحة عند الشواطئ الشمالية الشرقية بسبب التيار الذي يحمل معه المياه العذبة من الأنهار، إذ تتراوح الملوحة بين 2% و3%، ولكن في الأجزاء الجنوبية والغربية التي تستقبل المياه المالحة من البحر الأسود وبحيرة سيفاش ترتفع الملوحة إلى نحو 17.5%.

ويتراوح متوسط درجة حرارة سطح البحر في الأشهر الدافئة بين 25 و30 درجة مئوية، وفي الشتاء تنخفض إلى أقل من 0 درجة مئوية وتتعطل الرؤية بسبب الضباب الكثيف والصقيع.

وتكون المياه عرضة للتجمد خلال ذروة الشتاء بسبب نقص عمقها وانخفاض الملوحة، إذ يتجمد بحر آزوف لمدة شهرين عند مضيق كيرتش و4 أشهر في خليج تاغانروغ. وقبل اختراع كاسحات الجليد لم يكن البحر صالحا للملاحة خلال فصول الشتاء.

مضيق كيرتش الذي يربط بين بحر آزوف والبحر الأسود (شترستوك)

وتولد الرياح الجنوبية الغربية في الصيف تيارات مائية قوية وعواصف مع أمواج تصل إلى 6 أمتار بالقرب من خليج تاغانروغ، ولا يشهد البحر تغيرات في المد والجزر، ولكن مستوى المياه يتقلب من 250 إلى 500 مليمترا، وذلك بسبب الاختلاف في التدفقات الداخلة إليه والخارجة منه.

ونظرا لأن آزوف بحر صغير الحجم ومياهه ضحلة، فإن حركة المياه فيه سريعة ويمكنها الاختلاط من أعلى إلى أسفل، ومن ثم فالاختلاف بسيط في درجة الحرارة والملوحة بين السطح والقاع. وتتجه التيارات في بحر آزوف عموما عكس اتجاه عقارب الساعة، إلا أنها قد تنعكس أحيانا بفعل الرياح.

المناخ

يتمتع بحر آزوف بمناخ قاري معتدل مع فصل شتاء قصير وبارد نسبيّا، وصيف حار وجاف، وتتميز فترة الخريف والشتاء بإعصار سيبيريا، الذي يحمل الهواء البارد والجاف من مناطق سيبيريا، مما يؤدي إلى خفض درجة الحرارة ويتناوب الصقيع والذوبان في هذا الفصل وكثيرا ما يسود الضباب.

ويتراوح متوسط درجة الحرارة في يوليو/تموز، والذي يمثل أشد شهور السنة حرارة بين 23 و25 درجة مئوية، بينما تنخفض درجات الحرارة في يناير/كانون الثاني دون الصفر وأعلى درجات الحرارة التي تُسجل في الصيف 40 درجة مئوية، وفي الشتاء قد تتدنى إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر.

سكان محليون يصطادون في ميناء بيرديانسك على بحر آزوف (رويترز) التسمية

كان في العصور القديمة يُطلق على بحر آزوف اسم "مستنقع مايوتيس"، إذ كان مغطى بالمستنقعات والأراضي الرطبة في الشمال الشرقي، أما لفظ "مايوتيس" فكان يطلق على سكان المستوطنات الساحلية لبحر آزوف.

وعُرف كذلك بأسماء عدة مثل بحر مايوتيس وبحيرة مايوتيس والبحر المايوتي، وبحر البوسفور، ويقال إن المايوتيين أطلقوا عليه اسم "تيمالوندا" أو "تيماريندا" ويعني "أم الماء". وأطلق عليه الروس في العصور الوسطى اسم بحر "سلوج" نسبة إلى المدينة المجاورة له المعروفة الآن باسم سوداك.

وفي التركية العثمانية كان يُعرف باسم "Baluk Denis" أي "بحر السمك"، وذلك بسبب إنتاجيته العالية. أما اسم آزوف فيُعتقد أنه استُمد من بلدة آزاك الروسية الواقعة في مقاطعة روستوف، وتعود كلمة آزاك في جذورها إلى اللغة التركية المنقرضة ويراد بها الأراضي المنخفضة.

وفي حكاية روسية شهيرة من القرن الـ18 يُذكر أن أمير كومان، الذي توفي أثناء الدفاع عن مدينته الواقعة على الساحل الشمالي للبحر، كان يُدعى "آسوف" أو "أزام"، فأُطلق هذا الاسم على البحر تكريما له.

ولا يمكن فصل التاريخ الجيولوجي لبحر آزوف عن البحر الأسود، ويُعتقد أنهما كانا ضمن الأحواض التي تبقت من بحر تيثس القديم، والتي تشكلت في نهاية حقبة الباليوسين منذ حوالي 55 مليون سنة، حين أدّت التحركات واسعة النطاق لقشرة الأرض إلى رفع سلاسل الجبال، التي قسّمت محيط تيثس القديم إلى أحواض مائية عدة، وتشكّلت بحيرة عظيمة تشمل بقاياها البحر الأسود وبحر آزوف وبحر قزوين وبحر آرال.

وفي وقت مبكر من العصر الميوسيني قبل حوالي 20 مليون سنة، انفصل البحر الأسود تدريجيا ومعه بحر آزوف عن منطقة قزوين مع ارتفاع جبال البونتيك والقوقاز والقرم والكاربات حولهما.

وحدثت بعد ذلك حركات أرضية وتغيرات أخرى في مستوى سطح البحر مرتبطة بالأنهار الجليدية في العصر البليستوسيني أدّت إلى اتصالات متقطعة مع البحر الأبيض المتوسط، إلى أن حدث الانفصال وتحددت معالم البحر الأسود وبحر آزوف.

منظر من نافذة قطار على جسر القرم (رويترز) التاريخ

بدأت أهمية بحر آزوف في عصور ما قبل التاريخ، عندما تأسست المستعمرات اليونانية على شواطئه في القرن السادس قبل الميلاد، وكانت مستعمرة تانايس التي تأسست عند مصب نهر الدون تسيطر على مدخل البحر الشمالي، وسيطرت مستعمرات أخرى على مدخله عند مضيق كيرتش، وكانت هذه المستعمرات كلها تتبع مملكة البوسفور، التي سيطرت على جميع مدن ساحل آزوف.

وفي الفترة الواقعة بين القرن الأول والثالث الميلادي سيطرت إمبراطورية روما على المنطقة، وتاجرت المدن اليونانية مع سكان المناطق الداخلية من السكيثيين والمايوتيين والسارماتيين وغيرهم، وزودت اليونان وإيطاليا بالسمك والحبوب.

ثم بدأت حركة من الهجرات المتتابعة تغزو المنطقة في القرن الـ3 الميلادي وما بعده، وحل على المنطقة كثير من الأقوام والقبائل الذين جاؤوا من المناطق الداخلية من آسيا، وكذلك من مناطق الشمال الغربي كالهون والأفار والبلغار والقوط.

وبدأت قبائل الآنتس وغيرها من القبائل السلافية تستعمر المنطقة منذ القرن الـ4، واستمر حكمهم حتى القرن الـ7 حين دخلت مدن آزوف تحت تأثير 3 قوى: الإمبراطورية البيزنطية ودولة الخزر التركية ودولة الروس الكييفية.

وفي القرن الـ13 ازدهرت مستعمرة جنوة على سواحل آزوف وأصبحت مركزا تجاريا مهما، وسيطرت القبيلة الذهبية على أجزاء أخرى من المنطقة، ودام حكمها إلى منتصف القرن الـ15 وأصبحت المنطقة بعد ذلك تحت سيطرة دولة خانات القرم.

واستولى العثمانيون على مستعمرات جنوة على طول الساحل عام 1475، وأخذوا خانية القرم تحت حمايتهم وظل بحر آزوف تحت السيطرة التركية نحو 300 عام، وكان مسرحا لاشتباكات عسكرية متكررة بين روسيا، التي تسعى إلى إيجاد منفذ لها باتجاه البحار الدافئة في الجنوب، والدولة العثمانية، التي تمثل القوة الرئيسية في المنطقة.

مقاتلات نفاثة روسية تحلق فوق جسر يربط البر الرئيسي الروسي بشبه جزيرة القرم (رويترز)

وبقي الصراع قائما حتى استطاعت روسيا احتلال ساحل آزوف الشمالي عام 1739، وبعد تصفية خانية القرم عام 1783 أصبح ساحل بحر آزوف بأكمله تابعا للإمبراطورية الروسية، وظلت روسيا تسيطر عليه مدة 134 عاما.

وعقب ثورة 1917 انهارت الإمبراطورية الروسية واستغلت أوكرانيا الوضع وأعلنت استقلالها وتشكيل "جمهورية أوكرانيا الشعبية" أو "جمهورية أوكرانيا الوطنية"، والتي استمرت حتى عام 1921، ثم قامت روسيا بضمها من جديد، وهكذا بقيت روسيا القوة العليا في منطقة آزوف.

وعلى إثر تفكك الاتحاد السوفياتي تم إنشاء دولة أوكرانيا المستقلة عام 1991، وكانت القرم تابعة لها، وبدأت أوكرانيا عندئذ تشارك روسيا النفوذ في بحر آزوف.

وفي عام 2003 دخلت روسيا وأوكرانيا في اتفاقية رسمية لتقاسم مياه بحر آزوف ومضيق كيرتش، ولكن باستيلاء روسيا على القرم عام 2014 استطاعت أن تسيطر على السواحل الغربية والجنوبية الغربية، وبذلك طوقت بحر آزوف من جهاته كلها إلا جزءا من الساحل الشمالي التابع لأوكرانيا، وهو ما منح روسيا الهيمنة الأكبر على البحر.

وفي عام 2018 ساء الموقف العسكري بين الدولتين بعد افتتاح روسيا لجسر القرم الذي كان منخفضا جدا بالنسبة لبعض السفن ويمنع وصولها إلى الموانئ الأوكرانية، وتفاقمت الأزمة وأعلنت البحرية الأوكرانية في ديسمبر/كانون الأول 2021 أن روسيا أغلقت ما يقرب من 70% من بحر آزوف.

وأدى تعاظم النزاع إلى اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية في مطلع عام 2022، وبحلول مايو/أيار من العام نفسه سيطرت روسيا على ماريوبول بالكامل، ثم قطعت وصول أوكرانيا إلى بحر آزوف من خلال السيطرة على الساحل الشمالي بأكمله.

الحياة البيولوجية

تزدهر الحياة البيولوجية في بحر آزوف نظرا لطبيعة مياهه الضحلة ودرجات الحرارة الدافئة في الصيف، إضافة إلى تدفق كميات كبيرة من العناصر الغذائية العضوية التي تصله عبر الأنهار وتضم مياهه نباتات وحيوانات متنوعة، مما يجعلها نظاما بيئيا بحريا فريدا.

ويعيش فيه نحو 80 نوعا من الأسماك و300 من اللافقاريات، ويوجد في مياهه الأنواع المحلية التي تعيش في المستنقعات النهرية، وحيوانات البحر المتوسط المتسربة إليه عبر مياه البحر الأسود وحيوانات المياه العذبة، ومن أهم أنواع الأسماك التي تعيش فيه البَلَم والرَنْكة والبوري الرمادي والسردين والدنيس والسلمون والأنشوجة.

وتنمو أنواع عديدة من الزهور البرية والنباتات فيه مثل نباتات البردي والأعشاب البحرية وزنابق الماء واللوتس، كما تم العثور على حوالي 600 من الطحالب، بالإضافة إلى العوالق الحيوانية والرخويات والديدان والقشريات.

وتعدّ شواطئه ومصبات الأنهار والمستنقعات التي تحيط به موائل للعديد من أنواع الطيور المائية؛ كالبط والإوز البري والبجع إلى جانب الحيوانات البرية مثل الخنازير والثعالب والقطط.

الأهمية

يعد بحر آزوف ممرا مائيا ملاحيا مهما، حيث يتصل بالبحر الأسود وما وراءه من البحار المفتوحة عبر مضيق كيرتش، كما تربطه الأنهار الكبيرة التي تصب فيه كنهر الدون ونهر كوبان بالقلب القاري.

وقد أصبحت عمليات التجارة البحرية فيه أسهل منذ تأسيس شبكة خطوط السكك الحديدية التي تربط آزوف بمناطق واسعة.

سكان محليون يصطادون على أحد السدود في ميناء بيرديانسك على بحر آزوف (رويترز)

وزادت أهمية آزوف مع اكتمال قناة الفولغا-دون، إذ توفر القناة أقصر طريق من خلال ربط بحر قزوين ببحر آزوف، ومن ثَمّ الوصول إلى المياه المفتوحة.

كما ساهمت قناة مانيش أيضا بازدهار التجارة البحرية، إذ تربط بحر آزوف مباشرة ببحر قزوين، وتسهل نقل إنتاجه من النفط والغاز الطبيعي.

وقد أُنشئ عدد من الموانئ على شواطئ بحر آزوف مثل تاغانروغ وماريوبول وييسك وبيرديانسك، والتي تعدّ مراكز تجارية مهمة ومحطات للنقل، وأصبحت ماريوبول وتاغانروغ موانئ مهمة لتصدير الفحم والمعادن نظرا لقربهما من دونباس، كما يصدّر خام الحديد عبر ميناء كيرتش.

وكذلك تُصدِّر الموانئ الحبوب ومواد البناء والمعادن والأسماك والخشب والملح، الذي يُستخرج بكميات كبيرة من بحيرة سيفاش.

ويعد بحر آزوف مصدرا مهما للنفط والغاز الطبيعي لروسيا، إذ يضم عددا من حقول النفط والغاز، وهذه الموارد مهمة لاحتياجات روسيا من الطاقة وزيادة دخلها القومي.

ويعدّ الصيد نشاطا اقتصاديا رئيسيا في بحر آزوف بسبب زيادة الإنتاجية البيولوجية للبحر، مما أدى إلى تطوير صناعة صيد أسماك بارزة على شواطئه.

كما يوفر بحر آزوف شواطئ رملية جافة ودافئة في الصيف، لذلك أصبحت موطنا للمنتجعات الصحية والعطلات ومقصدا لعشاق الرياضات المائية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البحر الأسود جزیرة القرم فی بحر آزوف مضیق کیرتش درجة مئویة من الشمال بحر قزوین فی الصیف التی ت الذی ی

إقرأ أيضاً:

موقع أمريكي يؤكد أن هجمات اليمنيين البحرية واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري

اعترف موقع “19FortyFive” الأمريكي المتخصص في الشؤون الدفاعية، الأحد، بهزيمة الجيش الأمريكي في البحر الأحمر أمام القوات المسلحة اليمنية، مؤكدا أن هجمات الجيش اليمني المستمرة في البحر الأحمر واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري.

وأوضح الموقع أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في منع الوصول إلى البحر الأحمر من خلال استخدامهم المبتكر للصواريخ الدقيقة بعيدة المدى والطائرات بدون طيار قليلة التكلفة.

وشدد على “الجيش الأمريكي أن يفكر في استعارة صفحة من كتاب قواعد اللعبة الذي تستخدمه” القوات المسلحة اليمنية.

وأشار إلى أن عمليات القوات المسلحة اليمنية أثبتت أن السيطرة على البحر من الشاطئ ومنع الوصول إليه يمكن أن يكونا فعالين للغاية، منوها بنجاح اليمنيين في تغيير استراتيجية الحرب يتضمن السيطرة على البحر ومنع الوصول.

وبيَّن الموقع أن التغيير الذي أحدثه اليمن يتضمن السيطرة على البحر ومنع الوصول إليه من خلال تطبيق إطلاق الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى واستخدام الطائرات بدون طيار ذاتية التشغيل من البر.

 ولفت إلى أن القوات المسلحة اليمنية تمزج “بشكل فعال بين مزيج من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه للتنافس على السيطرة على خطوط الاتصالات البحرية في ساحل البحر الأحمر”.

الموقع يدعو الجيش الأمريكي لاستخدام التكتيكات اليمنية في مواجهة الصين

وبعد تسليطه الضوء على نجاح عمليات القوات المسلحة اليمنية واستخدامها تكتيكات تستخدم لأول مرة في التاريخ العسكري والسيطرة على البحار من البر، دعا موقع “19FortyFive” الجيش الأمريكي إلى أن يستفيد من الدروس المستفادة من الجيش اليمني لمواجهة الصين.

وأشار الموقع إلى أن برنامج إطلاق الصواريخ الاستراتيجية متوسطة المدى وقوات المهام متعددة المجالات التابعة للجيش الأمريكي مناسبة تمامًا لتطبيق تكتيكات مماثلة في غرب المحيط الهادئ في مواجهة الصين.

وقال “ينبغي للجيش الأمريكي أن يسعى إلى تحقيق نفس القدرة في بيئة ساحلية متنازع عليها ضد عدو مثل الصين” حد وصفه.

وأضاف أنه “بوسع الجيش أن يستفيد من الجهود التي تبذل بالفعل في المؤسسة العسكرية الأمريكية، فبوسعه على سبيل المثال أن يستلهم مفهوم العمليات البحرية الموزعة الذي تتبناه البحرية الأمريكية، حيث تعمل السفن على نطاق واسع ولكنها تعمل في انسجام وتناغم، وربما تعمل وحدات الجيش على نحو مماثل في غرب المحيط الهادئ.

وأشار إلى أنه “في حرب بحرية في غرب المحيط الهادئ، من المرجح أن يضطر الجيش إلى العمل على قواعد في جزر بعيدة ومهاجمة السفن بنفس الطريقة التي” تفعلها القوات المسلحة من داخل اليمن، لافتا إلى أن “الانتشار الجغرافي سيشكل جانباً حيوياً من جوانب القدرة على البقاء في الحرب المقبلة”.

وأردف بقوله “ينبغي للجيش الأمريكي أن يطبق مفهوم إدارة العمليات الدفاعية على قوات المهام المتعددة الأطراف المجهزة بصواريخ باليستية موجهة قصيرة المدى، وينشرها على قواعد خارج سلسلة الجزر الأولى، وهي سلسلة الجزر الممتدة من اليابان إلى إندونيسيا والتي تحد الصين”.

وقال الموقع “إن هذا الوجود المتقدم من شأنه أن يساهم في الردع المتكامل من خلال إجبار الجيش الصيني على التعامل مع معضلات عملياتية متعددة، على سبيل المثال، سوف يضطر إلى تعقب أهداف بعيدة متعددة في وقت واحد والدفاع ضد بطاريات إطلاق النار الموزعة عبر غرب المحيط الهادئ. وسوف تتطلب هذه البطاريات الاهتمام لأنها تتمتع بالمدى والقدرة القاتلة لضرب وتدمير أهداف عالية القيمة في جميع أنحاء المنطقة.

وأضاف أنه “يمكن للجيش الأمريكي والقوات المتحالفة معه تحقيق ميزة تغير مسار الحرب إذا تعلموا من تكتيك اليمنيين المتمثل في السيطرة على البحر من الشاطئ باستخدام طائرات بدون طيار غير مكلفة وأسلحة هجومية دقيقة بعيدة المدى، وإذا تمكنوا من مزج هذه التقنية مع التنقل الجوي”.

ويرى مراقبون أن عمليات القوات المسلحة اليمنية البحرية المساندة للشعب الفلسطيني، واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري، فقد غيرت قواعد الاشتباك البحري، من خلال استخدامها لأول مرة في التاريخ الصواريخ الباليستية لضرب أهداف بحرية متحركة، كما استخدمت الطائرات المسيرة ضد قوات العدو وسفنه.

كما يُجزم المتابعون أنه بنفس القدر التي تُفكر وتسعى به الولايات المتحدة لاستخدام التكتيكات البحرية اليمنية ضد خصومها خصوصا الصين وروسيا، فبنفس القدر يتجه خصوم أمريكا لاستخدام تكتيكات الجيش اليمني ضد البحرية الأمريكية وحلفاؤها المنتشرة في البحار حول العالم، ما يؤكد أن اليمن غير القواعد العسكرية للاشتباك البحري إلى الأبد، وأدخل العالم في عصر جديد من الهيمنة والسيطرة على البحار ستغيب عنه حاملات الطائرات والبوارج والغواصات الأمريكية.

المصدر / المسيرة

مقالات مشابهة

  • موقع روسي : اليمنيون ينظفون الشرق الأوسط من حاملات الطائرات القذرة
  • أكبر التحديّات التي تُواجه الجيش الإسرائيلي في لبنان.. ماذا حصل معه يوم السبت؟
  • موقع أمريكي يؤكد أن هجمات اليمنيين البحرية واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري
  • روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا بينما تحاول كييف صد الهجمات الصاروخية
  • موقع أمريكي : القوات المسلحة اليمنية نجحت في منع الوصول إلى البحر الأحمر من خلال الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة
  • صنعاء تدين الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون في البحر العربي
  • فيولا ديفيس.. ممثلة الفقراء التي يكرّمها مهرجان البحر الأحمر
  • القرم عائدة بالدبلوماسية.. هل تراجع العزم الأوكراني أمام الضغط الروسي؟
  • كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
  • موتسيبي : المغرب بلدي الثاني وأفريقيا ممتنة لجلالة الملك بإستضافة المنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على ملاعب