سودانايل:
2025-04-30@03:36:30 GMT

الخرطوم وهاء السكت

تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT

(علق أحدهم على فيديو لشارع مطوي في هاء سكته في حي الصافية بأن "في الصمت كلاماً". فلم تُصَب الخرطوم بهاء السكت جزافاً. وهو كلام غير رحيم عن فرض تصالحها مع أنها طرف أصيل في الكارثة التي دمدمت عليها).

تتزاحم الفيديوهات على الوسائط عن مدينة الخرطوم بعد جلاء قوات "الدعم السريع" عنها، فكثيراً ما طاف أحدهم بكاميرا هاتفه في شارع من أحيائها، والراقية خصوصاً في الرياض والطائف والمعمورة، وقد خلا من كل حركة حتى إنك لا تسمع سوى خشخشة حذائه على الأرض وموسيقى جنائزية النشيج في الخلفية.

وترى مدينة في حال "هاء السكت".
وعلى أن "هاء السكت" مصطلح نحوي عربي إلا أنه ذاع منذ عقود عن الكاتب السوداني بشرى الفاضل الذي قال إنه مرض يصيب الشخص بحيرة لا قبل له بها فيلزم الصمت. وأنشبت "هاء السكت" أظافرها في المدينة. فخضرة أشجارها بلهاء التوهج لأنه لا عين تخضل برؤيتها. وأبواب دورها سدى لأن البيت الذي تحرسه مستباح من حيطانه الأربعة وحتى سقفه. ولافتات محال بقالاتها وصيدلياتها وكوافيرها عبثية حيث هي لأن لا بيع ولا شراء فيها.
ونبت العشر في غفلة من الزمن، وتدلت جرائد النخل اليابسة شعثاء غبراء فأنا يستجاب لها. والسيارات عند الدور فاغر كبوتها، ظالع عند بعض إطارتها، لم يبقَ النهاش منها إلا الاسم. ولم تبقَ لشارات المرور سوى التأرجح العقيم. بعبارة، حال المدينة هي ما وصف به الشاعر الوزير محمد أحمد محجوب السودان بعد وفاة السيد عبدالرحمن المهدي (1959)، فقال
"وصوح الورد فيها بعد نضرته والماء جف بها واحطوطب العشب".
صار العادي في مجرى الحياة حدثاً بعد سنتين من العيش إكراهاً في براثن الحرب. وتعاظم بالنتيجة الاحتفال بالعادي. فتجد فيديو التقط صاحبه نداء كموسنجية موقف حافلات للركاب "لفة لفة لفة. الكلاكلة (حي في جنوب الخرطوم) اللفة اللفة اللفة". كان هذا نداء للركاب في يومه، لكنه صار بشارة في يومنا بعد السكت. وأطلق آخر العنان لكاميرا هاتفه في شارع بحي الشجرة بالخرطوم يصور كل ما يعثر به كإنجاز، أولاد وبنات في طريقهم إلى المدرسة، وجلسة جيران عند شجرة، ودكان فاتح أبوابه للبيع، وبائع جالس على الأرض عند أكوام طماطم، وبائع طعمية. الشيء نفسه. رقشة على زجاجها صورة الفنان محمود عبدالعزيز (الحوت) نجم الغناء في أوساط الشباب. وسبيل مياه مبلل العروق ووالد يحمل بستلة وولده كأنهما عائدان من دكان، وباب بيت عند شجرة، ثم باب بيت بعد باب بيت بعد باب بيت مختلفة الألوان، وشجرة ظليلة. وخلاص.
وصارت حماية البيوت والممتلكات ساحة لمبادرات متطوعين من غمار الشباب وغير متطوعين. فخشوا عليها من اللصوص العاديين، الشفشافة، حتى بعد خروج "الدعم السريع" من أحياء الخرطوم. فيظهر فتى ملتحٍ بسبحة حول عنقه متنقلاً بين سيارة وأخرى في مجمع منها. قال "ما زلنا مواصلين في شغلنا الإيجابي". وقف عند سيارة وسأل صاحبه. "دي فستو صاح؟". قال صاحبه "نعم. فستو"، فقال "بابها فاتح"، وقال صاحبه "ما عليها ديباجة"، وقال "وبلا رقم" وطلب من أصحاب السيارات المتروكة التواصل معه باسمه مدين ياسر على صفحته. وزاد أنهم إن تأخروا فقد لا يجدونها يوم يأتون في توقيتهم هم.
وذهب من ثم إلى سيارة صفراء اللون، وسأل صاحبه "دي أوتوماتيك"، قال صاحبه "فستو بلا أرقام". ثم تحرك إلى عربة أخرى وصفها بـ"المضلعة"، قائلاً "والله المضلعة دي مال صاحبها مال حلال. تنتظر فقط صاحبها ليأتي ويسوقها من مكانها. وخاطب صاحبها "سيارتك تنتظرك. رقمها 82652". وتحرك نحو سيارة أخرى، قائلاً "دي عايزة بطارية ما عدا ذلك مكتملة". ثم إلى أخرى "هذه الأنصر. تبارك الله. الإطارات في محلها. جاهزة أيضاً. إذا تأخرت الدنيا ما مضمونة يا صاحبها". وجاء إلى سيارة أخرى "هذه أيضاً توسان 33645. ستحتاج إلى إطارات فقط. والله تبارك الله". وحاول فتح الباب ليقول بعد فشله "مؤمنة لم تفتح".
وتحرك إلى سيارة أخرى، "دي توسان أيضاً. كاملة تعال يا صاحبها وتسلمها". وليقف عند غيرها "دي شفر سبارك (شيفروليه) تحتاج إلى بطارية. موجودة بحال كويسة". ثم تحرك إلى أخرى "وهذه هيونداي مكتملة 99323. إطارات وتدور. مبروك. حاجات على خفيف والله. لا تتأخر تضيع حقك". ثم سأل عند وقوفه عند سيارة أخرى "ما هذه؟"، فقال صاحبه "آي تونتي (I20)"، فردّ "عاملة حادثة في الظاهر. التفاصيل في الفيديو".
ثم ظهر الشاب نفسه في فيديو صور عملية تقفيل أبواب البيوت. قال "زي ما اشتغلنا حملة تقفيل أبواب المنازل في حي الفيحاء بشرق النيل نواصل عملنا اليوم بحي المعمورة بطلب من بعض الأسر، وقمنا باللازم. الاتصال بنا على صفحاتنا في ’فيسبوك‘ و’تيك توك‘. إذا ما رجعت بنفسك إلى بيتك فأسرع بإرسال أحد ليقعد في البيت. أصحاب البيوت يأتون لإقفال بيوتهم. ونحن بدأنا نقفل وتفاصيل شغلنا كما في الفيديو كما ترون. وإن شاء الله ربنا يتقبل". ووقف عند باب مغلق بطبل في نهاية سلسل وقال "هذا غير مفيد. لا يحفظ البيت من الحرامية عليه. نحن عاوزين نشتغل باللحام مثلما فعلنا في حي الفيحاء. يجزيكم الله خير. وربنا يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال".
وبدا من فيديوهات بعضهم أنها ترويج لاستتباب الأحوال وبمثابة دعوة للنازحين إلى العودة، فقال أحدهم خلال فيديو عن شارع الشرقي في الخرطوم وعند "محل الفادني الإجمالي" "دا الفادني في شارع الشرقي"، وتظهر أكوام بصل. وواصل قائلاً "دي محال الفادني جملة وقطاعي وعنده غاز". وتظهر أنابيب الغاز على الفيديو. وزاد "وعنده بصل". ويظهر محل البقالة كامل العدد والعدة والبضاعة تملأ كل رف بينما يقف الزبائن أمام البائع. وجاء الصوت "وعنده فول وطعمية عمنا محمد وناس أحمد فاتحين عندو بارد، وكيك السيسي، وعنده العندومي، عنده كل المواد الغذائية، بالبيبي فاين". وقال سيد الدكان له "قول ليهم الفراخ جاي". وواصل صاحب الفيديو "وعنده اللحوم والفراخ والبهارات موجودة عندهم الفادني للجملة والقطاعي شارع الشرقي في الطائف بعد صبرنا شغالين عندهم الغاز" (يظهر كوم أنابيب غاز).
ففي شارع نوباوتيا بحي جبرة بالخرطوم خرج أحدهم بفيديو مر به على جزء من السوق بالمحل ليعلن "الكافتيريا اشتغلت، الصيدلية اشتغلت، الموية جات". واحتفى آخر في حي الشجرة، الحامداب بفتح عبدالرحمن حمزة لمغلقه وسماه باسم الشهرة التي له منها اثنان، البرق وشنبر. وتجول آخر بالكاميرا في سوق الكلاكلة اللفة ليطوف بأكوام الطماطم والبصل والعجور. وظهر سوري من المقيمين في السودان على شارع الستين، قائلاً "سنبدأ تأهيل محالنا. فالخرطوم آمنة مطمئنة وسترجع أحسن من أول. قدام قدام". كما تجد من يروج لعودة الخدمات. فقال أحدهم إن "برنامج سقيا" في حي شمبات الأراضي بمدينة الخرطوم بحري حصل على لوحات للطاقة الشمسية من وقف ابن الحي سعد بابكر لتركيبها لتشغيل طلمبة المياه. وعرض آخر متوضأ ينصب الماء من حنفيته مدراراً منادياً إن الله أكبر. وعقبال الكهرباء.
وشمل رفع آثار احتلال "الدعم السريع" للعاصمة إرشاد الناس للحذر من مخلفات الحرب. فكان أمام الرجل الذي عرف نفسه بـ"الفدائي من حي كوبر" (حي بالخرطوم بحري) مرتبة موضوعة عليها مجموعة من الطلقات والدانات مختلفة الأحجام. قال "أهلنا ناس كوبر. الناس تكون واعية. امتنعوا عن حريق ما حولكم من أكوام النفايات والزبالة. لا تحرقونها. هذه الدانة دي وجدناها في منزل ونوصي الناس يا جماعة أي زول لقى ذخيرة أو أي دانة يبلغ. الطلقات الصغيرة ممكن لمها عادي أما الدانات فمن وجدها يتركها حيث وجدها ويأتي إلى أحمد (إلى جانبه). والدانة التي أحملها هذه فيها انفصالان لا يزالان. لم تنفجر. بلغ. وأهم شيء لا تحرق النفايات لأنها قد تحوي دانات".
كما اعتنى الناس بالإصحاح البيئي. فعرض أحدهم لكراكات تعمل في نظافة سوق خضراوات مدينة بحري الرئيس. فكنست الأنقاض والنفايات إلى جانب، بينما شرع متطوعون في نظافة مساطب البيع وتطهيرها. وبقيت، في قول صاحب الفيديو، مساطب البطيخ والبصل. ورحب بهذا الإنجاز لإقناع الناس بالعودة، وقال إن مثل هذا الإصحاح للبيئة جهاد في حد ذاته لأن "الدعم السريع" وأنصارها يروجون لغير هذا.
كما قامت حملة في حي الكلاكلة القلعة بمحلية جبل أولياء لمكافحة نواقل الأمراض وصحة وسلامة المياه بدعم كويتي وفريق صحي من ولاية النيل الأبيض. وبعض هذه الخدمات في الأحياء قدمها خيرون من أهل الأحياء نفسها ومتطوعون من أهلها.
علق أحدهم على فيديو لشارع مطوي في هاء سكته في حي الصافية بأن "في الصمت كلاماً". فلم تُصَب الخرطوم بهاء السكت جزافاً. وهو كلام غير رحيم عن فرض تصالحها مع أنها طرف أصيل في الكارثة التي دمدمت عليها.
وهي هذا الطرف بوجهين. فظلمت الخلق بإفراغها الدولة، وعلى عهد دولة الإنقاذ بصورة صميمة، فتقطعت سبلها بأهلها غير آصرة العنف، فصارت شبحاً مروعاً من وراء تطاول بنيانها وواجهاتها الأنيقة. أما الوجه الآخر، وهو الأنكر، فأنها روعت معارضتها وسدت الدروب في وجهها فلم تعُد لها، وهي حاضنة "الوجود المغاير" في قول نبيه للشاعر التيجاني يوسف بشير (1912-1937)، سوى إذاعة تلك المظالم في الهامش من دون غيره لإيغار الصدور وتلويثها بمعارضة عقيم. ولما نجحت هذه المعارضة في الثورة عليها في ديسمبر عام 2018 لم يكُن قد اتفق لها وجود مغاير. والباقي حرب.
الخرطوم المدينة تتعافى. ولكن عافيتها كحاضرة سياسية تنتظر فكراً غير الذي كان في نشأتها الأولى لتخرج من "هاء السكت" إلى الرحاب.


ibrahima@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع سیارة أخرى قال صاحبه فی شارع باب بیت

إقرأ أيضاً:

الحرب في السودان .. خسائر بمليارات الدولارات

بعد عامين من الحرب في السودان، تبرز الخسائر البشرية والمادية التي ضربت مجالات الحياة وألقت بظلالها على الشعب ودفعت ملايين للنزوح من منطقة لأخرى أو مغادرة بلادهم. وتداعيات الحرب المستمرة التي اندلعت في منتصف أبريل 2023، في العاصمة الخرطوم تمددت في ولايات الجزيرة وسنار وشمال النيل الأبيض وجنوب النيل الأزرق، ثم تراجعت نحو ولايات شمال كردفان وغربها وجنوبها وإقليم دارفور. وتشير لجنة الإنقاذ الدولية إن عدد الضحايا جراء الحرب وصل إلى 150 ألف شخص، وهو رقم أعلى من الحصيلة المعلنة للأمم المتحدة التي تتراوح حول 20 ألف قتيل. وأصدرت كلية لندن للصحة العامة في نوفمبر الماضي تقرير عن وفاة أكثر من 61 ألف شخص في الخرطوم وحدها منذ بداية الصراع في السودان وحتى يونيو الماضي بزيادة بلغت نحو 50% عن معدل الوفيات قبل الحرب. ومن هؤلاء 26 ألف حالة وفاة نتيجة عنف مباشر متعلق بالحرب.

ووثّقت وزارة الصحة مقتل 12 ألف مدني وصلوا إلى مستشفيات البلاد، وهو ما يمثل 10% فقط من إجمالي عدد القتلى في الحرب وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية إن عدد الضحايا جراء الحرب وصل إلى 150 ألف شخص، وهو رقم أعلى من الحصيلة المعلنة للأمم المتحدة التي تتراوح حول 20 ألف قتيل، وفي السياق قد اصدزت كلية لندن للصحة العامة في نوفمبر الماضي تقريرا كشف من خلالة عن وفاة أكثر من 61 ألف شخص في الخرطوم وحدها منذ بداية الصراع في السودان وحتى شهر يونيو الماضي بزيادة بلغت نحو 50% عن معدل الوفيات قبل الحرب. ومن هؤلاء 26 ألف حالة وفاة نتيجة عنف مباشر متعلق بالحرب.

وتذهب المنظمة الدولية للهجرة في تقرير لها، إن النزاع المسلح في البلاد أدى إلى نزوح أكثر من 11.3 مليون شخص، مؤكده تضاعف حالات النزوح داخليًا حيث أضطر 8.6 ملايين شخص إلى مغادرة منازلهم داخل السودان، في حين فر 3.9 ملايين آخرين غالبيتهم عبر الحدود إلى الدول المجاورة آخرهم بولايات إقليم دارفور.
وتوقع محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، في حديثه للصحفيين عودة نحو 2.1 مليون شخص إلى الخرطوم في الأشهر الستة المقبلة، ويمثل النازحون من الخرطوم 31% من الذين غادروا مناطقهم في ولايات البلاد. فيما أعلنت وزارة الصحة أن الخسائر التي تكبدها القطاع الصحي نتيجة الحرب وصلت إلى نحو 11 مليار دولار، فقد خرجت مايقارب نحو 250 مستشفى من أصل 750 مستشفى عن الخدمة بسبب الدمار الذي لحق بها، ونهب أجهزتها ومعداتها، مما حرم الملايين من الرعاية الصحية الأساسية، حيث أكد تقرير رسمي أن هناك 70% من المستشفيات والمراكز الصحية في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان، خرجت عن الخدمة، كما أدى القتال إلى خروج أكثر من 60% من الصيدليات والمخازن عن الخدمة، إما بالنهب أو التلف.

وفي مجال التعليم العالي، كشف تقرير رسمي أن نحو 120 جامعة وكلية حكومية وخاصة خصوصا في ولاية الخرطوم ينتسب إليها نحو نصف مليون طالب، خسرت بنيتها التحتية بصورة شبه كاملة. كما تعرضت 6 جامعات في الولايات للتخريب والتدمير منها 4 جامعات في دارفور.
أما في قطاع التعليم العام، فإن الحرب أخرجت أكثر من 17 مليون طفل من المدارس، وألقت بهم في مناطق النزوح واللجوء، ليضافوا إلى 6.9 ملايين طفل غادروا صفوف الدراسة قبل الحرب. قبل أن تستأنف المدارس نشاطها في الولايات الآمنة والتي أعاد الجيش السيطرة عليها في الخرطوم والجزيرة وسنار ومحليات في شمال كردفان والنيل الأبيض.
ويؤكد هنا خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر في مقال سابق له إن الإحصائيات الدقيقة حول أعداد المفقودين في السودان لا تزال غير متوفرة، لتباين الأرقام بين المصادر المختلفة، بينما تقدّر المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات العدد بنحو 50 ألف مفقود، وثّقت منظمات حقوقية سودانية محلية ما لا يقل عن 3177 حالة، بينهم أكثر من 500 امرأة و300 طفل.

وبشأن العنف الجنسي، فقد كشفت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة وهي جهة حكومية- عن تسجيل 1138 حالة اغتصاب في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب وحتى فبراير الماضي من بينها 193 حالة بحق طفلات قاصرات، كذلك في شهر مارس الماضي أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” بأنها وثقت 221 حالة اغتصاب ضد الأطفال منذ مطلع العام الماضي، منهم 4 أطفال يبلغون عامًا واحدًا.
ووفق لدراسة حديثة أعدتها الحكومة، فإن الدمار والخسائر التي تكبدها الاقتصاد السوداني جراء الحرب يُقدر بنحو 108 مليارات دولار، في وقت قدرت وزارة الزراعة والغابات خسائر القطاع الزراعي خلال عامي الحرب، بأكثر من 10 مليارات دولار. وتم تدمير ونهب الأصول الرأسمالية من معدات ميكانيكية وحركية وتخريب كل محطات البحوث الزراعية.

ويوضح تقرير رسمي أن الدمار بسبب الحرب، والتدمير الممنهج والنهب من قوات الدعم السريع طال 90% من القطاع الصناعي؛ إذ تضررت 3493 منشأة صناعية موزعة ما بين منشآت متوسطة وكبيرة بولاية الخرطوم، بجانب ولايتي جنوب كردفان والجزيرة، ويعمل بالقطاع أكثر من 250 ألف عامل، وتقدر خسائر القطاع بحوالي 30 مليار دولار.

كما تم تقدير خسائر البنى التحتية العامة في قطاع الطيران المدني التي تشمل الأضرار الجسيمة في المطارات والطائرات الرابضة، وتدمير آليات الإسناد الأرضي، وأبراج المراقبة، وصالات الركاب، ومخازن البضائع، بحوالي 3 مليارات دولار.

أما في قطاع الكهرباء والمياه، فقد تم تدمير ونهب محطات المياه في العاصمة والولايات، وتدمير عدد كبير من محطات توليد الكهرباء ومنشآت التحويل وأبراج الضغط العالي والمنخفض. وتقدر خسائر قطاع الكهرباء والمياه بنحو 10 مليارات دولار.

وبخصوص خسائر البنى التحتية العامة في قطاع الوزارات والمؤسسات تشمل إحراق وتدمير الوزارات والمصالح والمرافق الحكومية، والجسور والطرق فتقدر هذه الخسائر بنحو 10 مليارات دولار أيضًا.

أمدرمان: الهضيبي يس

الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحرب في السودان .. خسائر بمليارات الدولارات
  • وضحى في شارع الأعشى: قوة المرأة ضد رياح التشدّد
  • مرة تغلبني الكتابة
  • فتح المسارات وإزالة الأتربة من جانبي الطريق.. ولاية الخرطوم: جهود لتأهيل شارع النيل أمدرمان وصيانة خطوط الكهرباء
  • أحدهم عربيّ المنشأ بملامح أورومتوسطية.. من هو المُرشح لخلافة البابا فرانسيس؟
  • ابنٌ يقطع الإشارة فيصدم سيارة شقيقه ويودي بحياته وحياة مرافقيه
  • د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!
  • فنانة مصرية شهيرة تثير الجدل بعد إجراء عملية تجميل لوجهها
  • شارع الأعشى (2 من 2)