صفقة لبيع بطاريات قبة حديدية للبحرية الأمريكية
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
القدس المحتلة - ترجمة صفا
أعلنت قوات مشاة البحرية الأميركية، يوم السبت، عن توقيع صفقة مع شركة "رافائيل" للصناعات العسكرية الإسرائيلية لشراء ثلاث بطاريات من النسخة الأمريكية من نظام القبة الحديدية.
وذكر موقع "والا" العبري، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن الصفقة من المتوقع أن تصل قيمتها إلى عدة مئات الملايين من الدولارات.
وأشار الموقع العبري إلى أن الحكومة الأميركية أعلنت أن الصفقة ستشمل نحو 2000 صاروخ تامير (صاروخ القبة) و44 منصة إطلاق، إلى جانب أنظمة التحكم والقيادة.
ولفت إلى أنه سيتم توقيع العقد مباشرة مع شركة "رايثيون" الأمريكية المصنعة لصواريخ "باتريوت" وشريكة "رافائيل" في إنتاج "القبة الحديدية" و"مقلاع داود".
وأوضح أنه سيتم تنفيذ جزء كبير من الإنتاج في الولايات المتحدة وليس في منشآت "إسرائيل".
وقال: "على عكس القبة الحديدية التي تديرها القوات الجوية، سيتم تجهيز النظام الأمريكي برادار أمريكي، وليس إسرائيلي".
وهذه هي صفقة الشراء الثانية للقبة الحديدية من الولايات المتحدة، إذ اشتري الجيش الأمريكي عام 2019، بطاريتين من القبة الحديدية، بتكوينهما الإسرائيلي، مقابل 340 مليون دولار.
ومع ذلك، فإن الصفقة، التي تم تنفيذها بعد ضغوط شديدة من أعضاء الكونجرس المؤيدين لـ"إسرائيل"، لم تؤد إلى استخدام الجيش الأمريكي للنظام الإسرائيلي، لأن شركة "رافائيل" رفضت تزويده بالرموز التي تمكّنه من الاندماج الكامل مع أنظمة الجيش الأمريكي.
وذكر موقع "والا" العبري أن "توقيع الولايات المتحدة الصفقة الجديدة ينبع من حاجة عملياتية حقيقية لقوات المارينز، التي تعتبر رأس حربة القوات البرية الأمريكية، إذ تحتاج إلى نظام يحمي قواتها من صواريخ كروز والطائرات بدون طيار والصواريخ وقذائف المدفعية".
وأجرت قوات المارينز جولتين من الاختبارات باستخدام صواريخ "تامير" الاعتراضية، "مما أثار إعجاب الأمريكيين بقدرتها على اعتراض صواريخ كروز وأهداف أخرى"، وفق الموقع العبري.
وتأتي الصفقة بعد أيام من صفقة ألمانية لشراء النظام الدفاعي الاعتراضي الإسرائيلي "آرو-3" مقابل 3.5 مليار دولار، وشراء فنلندا نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "ملاع داود" مقابل 350 مليون دولار.
وكان وزير جيش الاحتلال الأسبق عمير بيرتس وافق على تطوير نظام القبة الحديدية رغم معارضة الجيش.
وفي عام 2011 أعلن جيش الاحتلال عن تسجيل أول اعتراض ناجح للمنظومة فوق مدينة عسقلان المحتلة؛ لصاروخ أُطلق من قطاع غزة.
وشككت مصادر عبرية مؤخرًا في كفاءة نظام القبة الحديدية، ودقة الأرقام التي ينشرها جيش الاحتلال حول عملها.
وفتح جيش الاحتلال تحقيقًا في مايو/ أيار الماضي في النسب المتدنية لاعتراض منظومة القبة الحديدية الصواريخ التي أطلقت من غزة، ردًا على استشهاد الأسير خضر عدنان.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: القبة الحديدية البحرية الأمريكية جيش الاحتلال الجيش الأمريكي القبة الحدیدیة جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
هذا ما سيحدث في الشرق الأوسط بحال عودة ترامب إلى البيت الأبيض
بات العالم على موعد قريب من انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي ستفرز عن الرئيس القادم للولايات المتحدة، وسيحدد مسار تعامله مع القضية الفلسطينية والشرق الأوسط بشكل عام، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عام، وزيادة التصعيد على جبهة لبنان ومع إيران.
ويشكل فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، نقطة أساسية في تحديد التأثير المتوقع على مستقبل القضية الفلسطينية والشرق الأوسط، نظرا لأن الأول اهتم كثيرا بهذه المسائل في فترة رئاسته الأولى للبيت الأبيض.
وكانت السعودية هي الزيارة الخارجية الأولى لترامب بعد تسلمه منصب الرئيس، فيما ساهمت العلاقات الشخصية له ولصهره ومستشاره جاريد كوشنر مع قادة المنطقة، في صياغة قرارات كبرى، وصولا إلى بلورة ما تسمى "صفقة القرن".
وفتحت هذه الصفقة السياسية الباب على مصراعيه في تطبيع علاقات عدد من الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، بل كانت تطمح إلى إحداث تحول جوهري في القضية الفلسطينية.
تفاصيل الصفقة
نصت الصفقة على استمرار السيطرة الإسرائيلية على معظم مناطق الضفة الغربية التي جرى احتلالها عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى "دولة إسرائيل"، وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية.
وفي حينها تعهدت إسرائيل بالحد من النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة أربعة سنوات، وهي الفترة الممنوحة للجانب الفلسطيني كي يقر الدخول في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لتطبيق الخطة.
لكن الفلسطينيين وفي مقدمتهم السلطة الفلسطينية رفضوا هذه الصفقة، وباتت قضية الاستيطان موضع تنفيذ كبير بعد رحيل ترامب، وفي ظل قدوم حكومة يمينية إسرائيلية متطرفة، وارتفعت وتيرتها إلى مستويات غير مسبوقة.
ولم تتوقف مشاريع الاستيطان على مدار السنوات الماضية، وأصبحت تتغلغل أكثر فأكثر في مناطق الضفة والقدس المحتلة.
وبالعودة لـ"صفقة القرن"، فقد تضمنت أن الدولة الفلسطينية سيكون لها عاصمة تحمل اسم القدس في أي مكان آخر، لكن لا علاقة له بمدينة القدس، التي ستبقى موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية وعاصمة لها، وستضم العاصمة الفلسطينية بعض الضواحي النائية من القدس المحتلة.
وتحفظ الصفقة للأردن مسؤولياته تجاه المسجد الأقصى في القدس، مع إبقاء الوضع على ما هو عليه، وضمان الاحتلال الإسرائيلي حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود والديانات الأخرى.
لكن على الأرض، اخترقت قوات الاحتلال الوصاية الأردنية وزادت من اعتداءاتها للمسجد الأقصى، وقامت بتأمين وتسهيل اقتحامات المستوطنين، وتصاعدت الجرائم الإسرائيلي بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
خطوات متوقعة
ومن المتوقع أن يستكمل ترامب بحال وصوله إلى الرئاسة، قطار التطبيع الذي بدأه في الولاية الأولى، وخاصة فيما يتعلق بتطبيع الاحتلال مع السعودية، ويشير دائما إلى أنه حقق حينما كان في منصب الرئيس إنجازا دبلوماسيا كبيرا، حينما رعت إدارته تطبيع أربع دول عربية وهي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
ويتعهد نتنياهو باستكمال اتفاقيات أخرى مشابهة بحال عاد إلى الرئاسة، إلى جانب إعلانه بأنه سيلتزم بسياسة التشديد والضغط التي كان يتبعها ضد إيران، وتخللها انسحابه من الاتفاق النووي مع طهران.
ويرى مراقبون أن ترامب سيواصل فرض عقوبات اقتصادية على إيران، بنفس النمط الذي اتبعه في الولايات الرئاسية الأولى للبيت الأبيض، لكن لا يعني ذلك الوصول على حرب شاملة، فقد ألمح المرشح الجمهوري أنه ينوي التوصل إلى اتفاق مع طهران لكن بشروطه هو.
وفي نهاية ولايته، قرر ترامب الانسحاب من سوريا لكنه تراجع عن ذلك تحت ضغط القادة العسكريين؛ وبالتالي قد تشكل هذه النقطة بداية لاستكمال هذا القرار في ولايته الثانية، وربما يمتد هذا الانسحاب إلى العراق.
والسؤال الأخير، هل سيشكل فوز ترامب عامل لإنهاء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة؟ أم دافع لاستكمال قادة الاحتلال لمخططات التهجير وفرض البنود التي لم يستطع تحقيقها من "صفقة القرن" في ولايته الأولى؟.