تدفعنا الحياة للتعامل مع صنوف مختلفة من البشر بشكل يومي، سواء أقارب أو أصدقاء وزملاء عمل أو غيرهم ممن نلتقي بهم في شتى الأماكن ونتعامل معهم بشكل مباشر، وهي بلا شك ليست عملية سهلة، لأنهم مختلفون في تفكيرهم وطباعهم ومستوى ثقافتهم، والأهم من ذلك قدرتهم على الحوار والنقاش وتبادل الآراء.
نُصدم أحيانًا من أن بعضهم لا يُحسن بشكل جيد فن ومهارة الحوار والنقاش، فيلجأ إلى أسلوب الجدل العقيم الذي لا ينتهي، دون أن يفكر، ويكون هدفه الأساسي من الجدل هو الانتصار لنفسه فقط، حتى وإن كان على خطأ، وذلك إن دل على شيء فإنه يدل على ضعف الحجة وعدم القدرة على الإقناع والتعصب للرأي فقط، ومع الأسف، هذا هو أسلوب أولئك الأشخاص ممن يتسمون بهذه العقلية.
وهنا يستحضرني كلام معبر لهيلين ميرين وهي ممثلة قديرة اتسمت بقوتها وحكمتها وهي مصدر إلهام حقيقي.
قالت هيلين ميرين ذات مرة: قبل أن تتجادل مع شخص ما، اسأل نفسك، هل هذا الشخص ناضج عقليًا بما يكفي لتقبل وتفهم مفهوم جديد أو منظور مختلف؟ فإذا كان الجواب بالنفي، فجدالك سيكون غير منطقي.
ليس كل جدال يستحق طاقتك. في بعض الأحيان، بغض النظر عن مدى وضوح التعبير عن نفسك، لا يستمع الشخص الآخر لمحاولة الفهم، بل يستمع لتكوين رد فعل حسب فهمه. فهم محاصرون في نطاق منظورهم الخاص، غير راغبين في النظر في وجهة نظر أخرى، والتفاعل معهم يرهقك فقط.
هناك فرق بين النقاش الصحي والنقاش الذي لا معنى له. الحوار مع شخص منفتح العقل، ويُقدّر النمو والفهم، يمكن أن يكون مشرقًا، حتى لو لم توافق. ولكن محاولة التفاهم مع شخص يرفض أن يرى أبعد من آراءه؟ هذا مثل التحدث إلى حائط. بغض النظر عن مقدار المنطق أو الحقيقة، سوف يحرفون كلماتك أو يشوهونها أو يتجاهلونها، ليس لأنك مخطئ، ولكن لأنهم غير راغبين في النظر إلى الاتجاه الآخر.
النضج ليس بمن يفوز في الجدال، بل هو معرفة متى لا يستحق الجدال. إدراك سلامك أكثر قيمة من إثبات نقطة ما لشخص قرر بالفعل أنه لن يغير رأيه. ليست كل المعارك بحاجة إلى خوضها. ليس كل شخص يستحق تفسيرك.
في بعض الأحيان، يكون أقوى شيء يمكنك فعله هو الابتعاد، ليس لأنك لا تملك ما تقوله، ولكن لأنك تدرك أن بعض الناس ليسوا مستعدين للاستماع. وهذه ليست أمتعتك لتحملها.
إذًا، فالحل الأسلم هو الانسحاب من الحوار “العقيم”، وهو السبيل الأفضل حتى لا نقع في دائرة المجادلة التي لا نفع ولا طائل منها.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
خالد طلعت: انسحاب الأهلي من القمة دمر الموسم كله محليا وأفريقيا وليس كولر
كشف الناقد الرياضي خالد طلعت عن السبب الحقيقي لخروج الاهلي من بطولة دوري أبطال أفريقيا.
و كتب خالد طلعت عبر فيسبوك :خلوا بالكوا إعلام الأهلي ولجان الأهلي على السوشيال ميديا هيحملوا المسئولية الكاملة لمارسيل كولر وهيشيلوه الليلة.
و أضاف : لكن الحقيقة اللي محدش هيقولها لكوا إن قرار مجلس إدارة الأهلي برئاسة الخطيب بالانسحاب أمام الزمالك هو اللي دمر موسم الأهلي كله محليا وأفريقيا
الاهلي يودع بطولة دوري أبطال إفريقيا
وتأهل صن داونز إلى نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا؛ بعد تعادله مع الأهلي 1-1، في إياب الدور نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.
سجل هدف التقدم للأهلي طاهر محمد طاهر في الدقيقة 24 من عمر المباراة، وتعادل صن داونز في الدقيقة 90، بعد أن أحرز ياسر إبراهيم هدفا بالخطأ في مرماه.
وتأهل صن داونز بمجموع المباراتين؛ بعد أن تعادل دون أهداف في مباراة الذهاب؛ ليستفيد صن داونز بقاعدة الهدف بهدفين خارج ملعبه.
جاءت المباراة سريعة من جانب الفريقين، وسط حذر شديد، واعتمد الأهلي على الضغط على لاعبي صن داونز من وسط ملعبهم؛ لعدم السماح لهم بالتقدم للأمام.
واعتمد الأهلي على التقارب بين خطوطه في ظل التأمين الدفاعي القوي من صن داونز الذي اعتمد على الهجمة المرتدة التي شكلت خطورة في الدقيقة السابعة، ولكن الكرة مرت بجوار القائم للحارس محمد الشناوي.
ونجح الأهلي في التقدم عن طريق طاهر محمد طاهر الذى سجل الهدف الأول من تسديدة صاروخية سكنت مرمى صن داونز بعد تمريرة سحرية من إمام عاشور في الدقيقة 24.
وبعد الهدف؛ حاول لاعبو الأهلي استغلال الدفعة القوية بعد هدف التقدم، ولاحت فرصة أخرى للإمام عاشور الذي سددها قوية، ولكن حارس صن داونز أنقذها، لترتد إلى إمام عاشور مرة ثانية، ولكنه لعبها برأسه ضعيفة في يد الحارس.
ومرت الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الأول بهدوء، وسط محاولات من الفريقين للتهديف، ولكنها لم تشكل الخطورة الكاملة على مرمى الفريقين.