صحيفة صدى:
2025-04-26@23:55:27 GMT

لعنة الصراحة

تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT

لعنة الصراحة

في عالمٍ يفيض بالمجاملات، ويُدار بأقنعة اجتماعية مصقولة، تبدو الصراحة وكأنها عملٌ متهور أو حتى نوعٌ من الجنون.

الصراحة، التي تُعد في أصلها فضيلة أخلاقية، أصبحت اليوم عبئاً ثقيلاً على من يتمسّك بها، وأشبه بلعنة تطارد صاحبها أينما حلّ، حتى في أقرب دوائر العلاقات الإنسانية.

أما عن مفهوم الصراحة فهي القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار والحقائق بوضوح، دون تزويقٍ أو خداع.

وهي لا تعني الوقاحة أو التجريح، بل تعني ببساطة قول الحقيقة، سواء كانت مريحة أو موجعة، في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب.

الإنسان الصريح لا يجيد التلاعب بالكلمات، ولا يحب اللعب على الحبال الرخوة للعلاقات الاجتماعية المعقدة.

فالإنسان الصريح هو ذلك الشخص الذي يعيش بوجهٍ واحد.

يقول ما يعنيه، ويعني ما يقوله. يتعامل مع الآخرين بشفافية، ويرفض المواربة والتلميح.

ولا يتقن فنون النفاق ولا يملك مهارات “السياسة الاجتماعية”.

وهذا ما يجعله في الغالب، موضع سوء فهم، أو هدفاً سهلاً للاتهامات بالفظاظة أو الغرور أو حتى الغباء الاجتماعي.

وفي زمنٍ أصبح الكذب نوعاً من الذكاء، والتصنّع وسيلة للنجاة، يجد الإنسان الصريح نفسه في معركة دائمة.

تُساء نواياه، وتُرفض صراحته بحجة “أنها تجرح”، وتُقابل مواقفه بالاستغراب أو بالاستبعاد.

الصراحة تُكلّف صاحبها أصدقاء، وفرص عمل، وحتى علاقات أسرية.

لأنه ببساطة لا يستطيع أن يقول ما لا يشعر، ولا يحب أن يشارك في حفلات المجاملات الاجتماعية المصطنعة.

والصراحة حين يتعلق الأمر بالحب، تكون الصراحة في كثير من الأحيان عائقاً مع الأسف الشديد فالإنسان الصريح يواجه صعوبة في بناء علاقات عاطفية، لأنه لا يبيع الأوهام، ولا يُجيد قول ما يُراد سماعه.

في عالم يفضل فيه البعض الشريك الذي “يُجيد التمثيل قليلاً” و”يعرف كيف يكذب بلطف”، يبدو الصريح صادماً، وغير جذاب، وربما حتى قاسيًا.
وهذا ما يجعل مسيرته نحو إيجاد شريك حياة حقيقي، أطول وأصعب.

همسة
إلى كل إنسان صريح
لا تندم على وضوحك، ولا تعتذر عن حقيقتك.
نعم، الصراحة قد تكون لعنة في بعض المواقف، لكنها في جوهرها هدية نادرة.
لكن!
تذكّر أن القليل من الناس يملكون شجاعة أن يكونوا حقيقيين في عالم مزيف.
تمسك بصراحتك ووضوحك، ولكن لا تنسى أن تختار اللحظة والطريقة المناسبة لقول الحقيقة
فالصراحة فن، وليست مجرد اندفاع.
.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

وزارة الموارد البشرية تمكّن المستفيدين وتوسع أثر الخدمات الاجتماعية

واصلت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خلال عام 2024 جهودها الرامية إلى تطوير منظومة التنمية الاجتماعية ورفع كفاءة الخدمات وتمكين الفئات المستفيدة، ضمن التزامها بدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبالتكامل مع مختلف القطاعات ذات العلاقة وإطلاق العديد من البرامج التنموية والمبادرات النوعية.
وأظهر مؤشر تمكين المستفيدين القادرين على العمل أن الوزارة تجاوزت المستهدف المرحلي في نسبة العاملين من الأشخاص ذوي الإعاقة القادرين على العمل، وسجل المؤشر ارتفاعًا بمقدار 5.7 نقاط مئوية بين عام 2016 والنصف الأول من عام 2024، مدعومًا بمبادرات دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في بيئات عمل مهيأة تتيح سهولة الوصول، وتعزز فرص توظيفهم ومشاركتهم في الحياة المهنية، ومن أبرز هذه الجهود تجديد اللائحة التنظيمية للبرامج الاجتماعية والمهنية للأشخاص ذوي الإعاقة خلال عام 2024.
وسجل المؤشر معدل نمو سنوي مركب بلغ 7.17%، متجاوزًا مستهدفه السنوي ومقتربًا من تحقيق مستهدف عام 2030، انعكاسًا للبرامج والمبادرات الوطنية الهادفة إلى تطوير مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتحقيق دمجهم الكامل في المجتمع، وتعزيز حقوقهم ضمن بيئات عمل عادلة وشاملة، ونجحت الوزارة في تجاوز مستهدفاتها بتوفير فرص تدريب وتوظيف لأكثر من 120 ألف مستفيد ومستفيدة، وبلغت نسبة مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل 13.4%.
وفي سياق متصل، شهد مؤشر تمكين المستفيدين من الإعانات المالية القادرين على العمل تحسنًا تصاعديًا منذ بدء قياسه في عام 2017 بنسبة بلغت 1% آنذاك، ليواصل ارتفاعه تدريجيًا، ويتجاوز مستهدفاته السنوية لعامي 2024 و2025، مدعومًا بتوسيع نطاق الخدمات الرقمية، وتسهيل الوصول إلى البرامج التدريبية، وتنفيذ مبادرات لتعزيز الثقافة والوعي الرقمي لدى المستفيدين.
وواصلت الوزارة جهودها في تمكين مستفيدي الضمان الاجتماعي، وتمكنت من تحقيق نسبة تمكين بلغت 33.7% عبر ثلاثة مسارات متكاملة: مسار التوظيف عبر المنصات وملتقيات التوظيف، ومسار دعم المشاريع الريادية فنيًا وماليًا، ومسار التأهيل الذي يركز على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للمستفيدين لدعم اندماجهم في سوق العمل.
وفي إطار تعزيز دور القطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية، وامتدادًا لإستراتيجية المسؤولية الاجتماعية للشركات التي أطلقتها الوزارة، ارتفعت نسبة مساهمات الشركات في الإنفاق الاجتماعي إلى 4.15%، وبلغت مساهمات القطاع الخاص أكثر من 4 مليارات ريال عبر المنصة الوطنية للمسؤولية الاجتماعية؛ مما مكّن من إطلاق مبادرات استفاد منها أكثر من 9 ملايين شخص في مختلف مناطق المملكة.
يذكر أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تواصل تطوير منظومة التنمية الاجتماعية، وتعزيز مجالات التمكين للفئات المستفيدة، بما يدعم بناء مجتمع أكثر حيوية وشمولية واستدامة؛ انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

مقالات مشابهة

  • وزارة الموارد البشرية تمكّن المستفيدين وتوسع أثر الخدمات الاجتماعية
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تشارك في مراسم تشييع قداسة البابا فرنسيس
  • انعقاد المؤتمر الدولي التاسع للعلوم الاجتماعية في مكتبة الإسكندرية
  • حماد عبد الله حماد – الدندر: حين تكون البذاءة مؤسسة
  • خيار وبيض ومايونيز.. الطعام يزين الأزياء ويتحول إلى رمز للمكانة الاجتماعية
  • ما الذي يعنيه أن تكون صحفيا فلسطينيا وسط الإبادة؟
  • بين أن تكون قائداً أو بائع آيس كريم !!
  • ناصر الشمراني: مباراة الهلال لن تكون سهلة.. فيديو
  • محافظ حفر الباطن يستقبل مدير بنك التنمية الاجتماعية بالمحافظة