تعرف على من ذوو الأرحام المذكورون في القرآن؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين ويقول الله سبحانه: وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ [الأنفال:75]، فهم القرابات، الأرحام هم الأقارب من جهة أبيك ومن جهة أمك يُقال لهم: أولو الأرحام.
كان الميراثُ في أول الإسلام بين المُهاجرين، ثم نسخ الله ذلك وجعله للرحم: للأقارب، مع الزوجة والزوج، فقال سبحانه: وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فأخوك وأختك وعمّك وأخوك من أمك وأمك وجداتك كلهم من ذوي الأرحام.
ثم هم أقسام: بعضهم يرث، وبعضهم لا يرث، فالوالدان والأجداد والجدَّات والأولاد والإخوة جميعهم من الورثة، وهكذا الأعمام.
هذه الآية قد علَّق عليها أميرُ المؤمنين أبو بكر الصديق في أول خلافته لما خطب الناسَ قال: "أيها الناس، إنَّكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها، وإني سمعتُ الرسول ﷺ يقول: إنَّ الناس إذا رأوا المُنكر فلم يُغيروه أوشك أن يعمَّهم الله بعقابه"، وتلا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ.
فبيَّن أنَّ عدم وقوع الضَّرر مقيدٌ بالهداية: لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ، والهداية إنما تتم بأداء الواجبات وترك المحارم، ومن الواجبات: الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، فلا يكفي أنك أن تكون مهتديًا إلا بأداء الواجب: الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وإلا فلستَ بمُهتدٍ فيضرّك ذلك.
لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إذا أمرتَ بالمعروف، ونهيتَ عن المنكر، وأديتَ الواجبات، وتركتَ المُحرمات؛ لا يضرُّك مَن ضلَّ بعد ذلك، ليس بيدك الأمر: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [البقرة:272]، إنما الواجب عليك التَّبليغ والبيان والأمر والنَّهي، فإذا لم يسمع منك مَن بلَّغتَه ومَن أمرتَه ودعوتَه لا يضرُّك ذلك: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
جاء في الآيات الأخرى: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ [الغاشية:21]، وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55].
فالإنسان يُذكِّر، والنفع بيد الله، لكن إذا نفعت الذِّكْرى يكون الوجوب أشدَّ، وتكون الفائدةُ أعظم، فإذا رأى منه الانتفاع والاستفادة فالواجب عليه أن يتضاعف ويَقْوَى ويَكْبُر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ل ا ي ض ر ك م م ن ض ل إ ذ ا اه ت د ي ت م
إقرأ أيضاً:
الشيخ رمضان عبد المعز: هذا الأمر يغفر ذنوب العبد كل يوم
أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن الله سبحانه وتعالى يوزع الدنيا على من يحب ومن لا يحب، ولكن الدين لا يمنحه إلا لمن أحب، موضحا: "من منحه الله الدين فقد أكرمه وأحبه، ومن هنا نعلم أن الدين هو أعظم نعمة يمنحها الله لعباده".
وأضاف الشيخ رمضان عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الاثنين: "الله طلب منا عمارة الأرض، وكل من يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا ويأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة، فإن له صدقة، العمل الجاد والمخلص لا يتوقف في الإسلام، ونعلم أن من عمل بيده بات مغفورًا له".
وتابع: "النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمل بيده، وكان يقتات من عمله، ونحن على نفس النهج يجب أن نعمل ونكافح بجد، وما من طعام أطيب من الطعام الذي يكسبه الإنسان من عمل يده، ولا تعارض بين الطموح والسعي في الدنيا وبين الحفاظ على ديننا، بل يجب أن نتعب ونجتهد في الدنيا على قدر استطاعتنا، وفي النهاية الرزق هو من عند الله".
وشدد على أن الرزق في النهاية بيد الله، مهما كان قليلًا أو كثيرًا، وما علينا سوى السعي والجد، أما الرزق فهو من عند الله، وعلينا أن نكون قانعين بما قسمه الله لنا، كما قال سبحانه: "وَرَزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى".