تفسير آية.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ)
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين ويسأل الكثير من الناس عن تفسير قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة:105]. و هذه الآية قد علَّق عليها أميرُ المؤمنين أبو بكر الصديق في أول خلافته لما خطب الناسَ قال: "أيها الناس، إنَّكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها، وإني سمعتُ الرسول ﷺ يقول: إنَّ الناس إذا رأوا المُنكر فلم يُغيروه أوشك أن يعمَّهم الله بعقابه"، وتلا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ.
فبيَّن أنَّ عدم وقوع الضَّرر مقيدٌ بالهداية: لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ، والهداية إنما تتم بأداء الواجبات وترك المحارم، ومن الواجبات: الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، فلا يكفي أنك أن تكون مهتديًا إلا بأداء الواجب: الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وإلا فلستَ بمُهتدٍ فيضرّك ذلك.
لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إذا أمرتَ بالمعروف، ونهيتَ عن المنكر، وأديتَ الواجبات، وتركتَ المُحرمات؛ لا يضرُّك مَن ضلَّ بعد ذلك، ليس بيدك الأمر: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [البقرة:272]، إنما الواجب عليك التَّبليغ والبيان والأمر والنَّهي، فإذا لم يسمع منك مَن بلَّغتَه ومَن أمرتَه ودعوتَه لا يضرُّك ذلك: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ.
يقول الله سبحانه: وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ [الأنفال:75]، فهم القرابات، الأرحام هم الأقارب من جهة أبيك ومن جهة أمك يُقال لهم: أولو الأرحام.
كان الميراثُ في أول الإسلام بين المُهاجرين، ثم نسخ الله ذلك وجعله للرحم: للأقارب، مع الزوجة والزوج، فقال سبحانه: وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فأخوك وأختك وعمّك وأخوك من أمك وأمك وجداتك كلهم من ذوي الأرحام.
ثم هم أقسام: بعضهم يرث، وبعضهم لا يرث، فالوالدان والأجداد والجدَّات والأولاد والإخوة جميعهم من الورثة، وهكذا الأعمام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ل ا ي ض ر ك م م ن ض ل إ ذ ا اه ت د ي ت م إ ذ ا اه ت د ی ت م
إقرأ أيضاً:
الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف يجيب حول : فقد الممتلكات
الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف يجيب حول : فقد الممتلكات
السؤال :
فقد الناس أموالهم وممتلكاتهم بواسطة المليشيا في السودان بعض الناس يعلقون بأن هذا مال حرام والذين لم يفقدوا شيئا يقولون هذا حلال فهل هناك ترابط بين فقد المال وحله وحرمته؟
الجواب :
هذه الأقوال كذب وافتراء؛ فلا يلزم من فقد المال أنه اكتسب من طريق حرام، ولا يلزم من بقائه أنه حلال، ويكفيك أن خير البشر صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم فقدوا دورهم وأموالهم بغياً وعدواناً من كفار قريش عليهم؛ كما قال ربنا {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله} وقال سبحانه {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم} فتلك كلها ابتلاءات يسلطها الله على من يشاء من عباده تمحيصاً لهم وتكفيراً لخطاياهم ورفعاً لدرجاتهم.