وصفت بـالنوعية.. تصاعد التحذيرات الإسرائيلية من كمائن المقاومة بغزة
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
القدس المحتلة- يشهد الجيش الإسرائيلي انخراطا متزايدا في عملياته العسكرية داخل مدينة رفح، في ظل تصاعد ملحوظ لحدة المواجهات ووتيرة النيران داخل ما يعرف بـ"المنطقة الأمنية".
هذا التصعيد أثار قلقا متزايدا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خاصة مع تكرار الكمائن والهجمات التي تنفذها فصائل المقاومة ضد القوات المتوغلة، وبات يشكل تهديدا متناميا للجنود والآليات العسكرية في الميدان.
في خضم هذه التطورات، برزت توترات داخلية بين القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو، على خلفية الارتفاع المتواصل في أعداد ضحايا المدنيين الفلسطينيين الذين يقتلون جراء الغارات الجوية.
فهذه الغارات، رغم كثافتها، لم تحقق نجاحا ملموسا في استهداف عناصر المقاومة، مما أثار انتقادات داخلية بشأن فاعلية هذا النهج، وزاد من الضغط على القيادة العسكرية لتغيير تكتيكاتها.
شهدت الأيام الأخيرة حوادث خطرة تمثلت في هجمات مركزة على الجنود والآليات، كان أبرزها في المنطقة العازلة المستحدثة شمال قطاع غزة، إذ أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 8 آخرين، مما أعاد إلى الواجهة تساؤلات بشأن نجاعة خطط الانتشار والمواقع العسكرية.
إعلانورغم أن المنطقة العازلة كان يفترض أن تمثل خط دفاع يحد من هجمات المقاومة، فإن الوقائع الميدانية أظهرت وجود ثغرات خطرة فيها، جعلت من القوات الإسرائيلية المتمركزة أهدافا سهلة.
ويقدر محللون عسكريون أن فصائل المقاومة الفلسطينية قد تكثف من عملياتها النوعية في المرحلة المقبلة، مستفيدة من معرفتها الجيدة بالميدان وقدرتها على تنفيذ كمائن مفاجئة، مما يصعب على الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته الكاملة رغم تفوقه التكنولوجي والجوي.
ويضيف هؤلاء أن الجيش يعاني فجوة استخباراتية واضحة، في ظل عدم قدرته على تحديد مواقع المقاومة بدقة، مما يفسر كثافة الضربات الجوية التي لا تحقق أهدافا إستراتيجية حاسمة.
وتضع هذه التطورات الجيش الإسرائيلي أمام معضلة أمنية وتكتيكية، بين تصعيد العمليات لتقويض قدرات المقاومة، وبين المخاوف من الغرق في حرب استنزاف طويلة الأمد داخل بيئة معادية لا تمنحه أي تفوق على الأرض.
تحذيرات أمنية
واستعرض محلل الشؤون العسكرية في الموقع الإلكتروني "والا" أمير بوحبوط، تحذيرات الجيش الإسرائيلي المتزايدة من تصاعد وتيرة كمائن المقاومة، في وقت تقدر فيه الجهات الأمنية أن حركة حماس تستعد لتوسيع رقعة القتال داخل قطاع غزة.
وفقا للمحلل العسكري، ترصد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تغيرا واضحا في أنماط القتال لدى حماس، حيث باتت تعتمد تكتيكات جديدة تتسم بالجرأة والمباغتة، مما يزيد من صعوبة المواجهة في الميدان.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي عبّر عن قلقه من احتمال تكرار هجمات مشابهة لتلك التي وقعت مؤخرا، والتي أسفرت عن مقتل أحد الجنود في عملية مباغتة وصفت بـ"النوعية". ويعتقد أن حماس تسعى إلى تنفيذ مزيد من هذه العمليات لإرباك الخطوط الدفاعية وتعطيل خطط الجيش في القطاع.
ميدانيا، يقول بوحبوط "يكثف الجيش الإسرائيلي من استعداداته لمواجهة سيناريوهات تشمل إطلاق نار مضادا للدبابات، وعمليات قنص، وهجمات برية مباغتة".
إعلانوتظهر التطورات الأخيرة في غزة، حسب بوحبوط، أن حماس لم تفقد قدرتها على المبادرة، بل إنها تكيفت مع ظروف الميدان وتستعد لمرحلة أكثر تصعيدا.
في قراءة موازية، استعرض يوآف زيتون، المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تصاعد التحديات الأمنية التي تواجه الجيش، مشيرا إلى أن الانشغال بالغارات على رفح سمح بتزايد الكمائن المسلحة في مناطق أخرى من القطاع.
ولفت إلى أن رئاسة هيئة الأركان بقيادة إيال زامير، أصدرت تعليمات للقوات بتجنب المواقع المعروفة باسم "القواعد العملياتية الأمامية"، خصوصا قرب الشجاعية وخان يونس.
في ظل هذه التطورات، دعت القيادة الجنوبية إلى توسيع المنطقة العازلة، التي يتراوح عرضها حاليا بين 700 و800 متر. غير أن التحدي الأكبر، حسب زيتون، يكمن في نقاط الضعف التي باتت مكشوفة فيما يقرب من 15 موقعا عسكريا ثابتا.
كما أوضح زيتون أن المقاومة قادرة على مراقبة نحو 15 موقعا عسكريا ثابتا رغم انتشار دبابات ووحدات احتياط مدربة، وعمليات استطلاع بالطائرات المسيرة.
وأشار إلى أن هذه المواقع تؤدي أيضا دورا نفسيا، إذ يفترض أن توفر شعورا بالأمان لسكان مستوطنات "غلاف غزة"، في انتظار عودتهم بعد صدمة عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أزمة ثقة
وفي خضم هذه التحديات الميدانية، كشف نداف إيال، المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت"، عن تصاعد حدة الخلاف بين القيادة الجنوبية وسلاح الجو، نتيجة الفشل المتكرر للغارات الجوية في إصابة أهدافها بدقة، وتسببها في سقوط مدنيين.
ويؤكد إيال أن جوهر التوتر يتمحور حول ما يعرف داخل الجيش بمصطلح "الأضرار الجانبية"، أي مقتل المدنيين جراء الغارات الجوية، مما يشكل خطرا على حياة الرهائن الإسرائيليين في غزة، ويهدد بجر الجيش إلى مأزق إستراتيجي معقد.
إعلانوبينما يفترض أن تستهدف الغارات عناصر المقاومة، يقول إيال فإن "تزايد الإصابات بين المدنيين يُعد إخفاقا إستراتيجيا له عواقب متعددة".
وأشار إلى أن هذه الخلافات تفاقمت مع عدم فتح تحقيقات كافية، مما أغضب قادة سلاح الجو الذين يعتبرون أنهم يتحملون نتائج قرارات لا يشاركون في صنعها.
وكان من المقرر عقد اجتماع يضم القائد يانيف عاسور وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، لكن تم تأجيله، ما اعتبره إيال مؤشرا على اقتراب الوضع من "أزمة ثقة" حقيقية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی القیادة الجنوبیة المنطقة العازلة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 30 منذ فجر اليوم
قال يوسف أبو كويك، مراسل "القاهرة الإخبارية" من غزة، إن التصعيد الإسرائيلي المتواصل على القطاع أسفر عن استشهاد 30 مواطنًا منذ فجر اليوم، الخميس، فقط، في سلسلة غارات مكثفة تركزت بشكل رئيسي على شمال القطاع ومدينة غزة.
وأوضح أن آخر الشهداء سقطوا في بلدة الزوايدة وسط القطاع، حيث استُهدِف ثلاثة أفراد من عائلة واحدة – شقيقان وطفلة – بصاروخ أطلقته طائرة مسيّرة إسرائيلية، ما أدى أيضًا إلى إصابة عدد من المدنيين نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وأضاف أن مدينة جباليا شمال غزة كانت مسرحًا لأبشع المجازر اليوم، بعد استهداف طيران الاحتلال مبنى سكنيا قالت إسرائيل إنه يُستخدم كمركز قيادة من قبل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ما أدى إلى استشهاد عشرة مواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، تم نقلهم إلى مستشفى الشفاء في غزة والمشفى الإندونيسي شمالًا، كما استُهدِفت مناطق أخرى في حي الشيخ رضوان، إضافة إلى وادي العرايس جنوب شرق حي الزيتون، حيث لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول لعدد من الشهداء بفعل القصف المدفعي المتواصل.
وفي محافظة خان يونس جنوب القطاع، سقط سبعة شهداء في غارات استهدفت منازل وخيامًا للنازحين، فيما هرعت طواقم الدفاع المدني قبل قليل إلى منزل قصفته الطائرات الإسرائيلية في المنطقة الشرقية للمدينة، دون توفر معلومات مؤكدة حتى اللحظة عن عدد الضحايا.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية خروج مستشفى "الدرّة" للأطفال من الخدمة بشكل كامل بعد تعرضه لاستهداف مباشر أدى إلى تدمير البنية التحتية، بما في ذلك وحدات العناية المركزة وألواح الطاقة.
وبذلك، لم يتبقَ أي مستشفى مخصص للأطفال داخل مدينة غزة، بعد أن دمّر الاحتلال سابقًا مستشفى "النصر" خلال العملية البرية في العام الماضي.