لبنان ٢٤:
2024-06-27@08:34:26 GMT

آب سينتهي ومعه أيلول... لا رئيس للبنان

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

آب سينتهي ومعه أيلول... لا رئيس للبنان

بعد شهرين من الآن يَطوي الشغور في سدّة الرئاسة الأولى عامه الأول. فلا مؤشرات واضحة تلوح في أفق الاتصالات الجارية على غير هديٍ، وهي تدور في حلقة مفرغة وفي مراوحة قاتلة. فلا ما يسمّى بـ "الفريق الممانع" مستعد للتنازل عن مرشحه، وكذلك يفعل الفريق المسمّى "معارضة". كل واحد منهم "يتمترس" خلف مواقف يعتبرانها، كلٌ من موقعه وتموضعه، خشبة الخلاص، وأن أي كلام آخر بالنسبة إليهما هو بمثابة مضيعة للوقت، من دون أن يحتسبا ما ينتظر اللبنانيين في نهاية أيلول، خصوصًا إذا لم يُوفق الوسيط الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في مهمته، التي يُقال إنها ستكون الأخيرة كمسعىً جدّي من قِبَل الدولة الفرنسية، التي تحاول ما استطاعت إليه سبيلًا لإحداث خرق في الجدار الرئاسي، الذي تتزايد سماكته يومًا بعد يوم.

  فشهر آب يودّع أيامه الأخيرة، وكذلك سيكون حال شهر أيلول، على رغم أن بعض المراقبين لا يزالون يعتقدون أن في هذا الشهر ستُرسم الحدود الفاصلة بين الفراغ الرئاسي وبين بداية مسيرة التعافي، وهي مسيرة طويلة، وتحتاج إلى رجال دولة، وإلى من أثبتوا بالممارسة والحكمة أنهم قادرون على قيادة السفينة ومجابهة العواصف والأمواج العاتية. إلا أن نهاية أيلول ستكون ثقيلة على كثير من اللبنانيين، الذين تنتظرهم استحقاقات داهمة، وليس أقّلها الأقساط المدرسية، مع تخّوف متنامٍ عن مصير العام الدراسي حتى في المدارس الرسمية، التي تعاني أيضًا ما تعانيه المدارس الخاصة. 
فالأقساط هذه السنة نار. وإذا أردنا أن نغوص قليلًا في عالم الأرقام نرى أن الوالدين، الذين لديهم ثلاثة أولاد مثلًا، مطلوب منهما تأمين ما يقارب الستة الآف دولار في السنة، يقابلها مبلغ مماثل بالليرة اللبنانية. أي أن ربّ العائلة عليه أن يؤمّن نحو ألف دولار كل شهر مقابل تحصيل أولادهم العلم، الذي أصبحت تكلفته مجبولة بالعرق والدم. وإذا أردنا أن نحصي الذين يتقاضون مرتبًا يقارب الألف دولار شهريًا قد لا نجد كثيرين قادرين على تأمين نصف هذا المبلغ، من دون أن نلحظ مدى صعوبة الحصول على "الكفاف اليومي" لدى كثيرين من أبناء الشعب، والذين كانوا يصّنفون في خانة الطبقة الوسطى، التي انضمّت إلى الطبقات الكادحة والفقيرة. 
هذا الهمّ يوازي بقلقه ما عداه من هموم أخرى. ومع هذا فإن قليلًا من المسؤولين من يعير هذه المعضلة الاهتمام الكافي، مع ما يجرّه عدم التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي بجدّية، ومع غيره من الاستحقاقات، من ويلات ومصائب.  
فـ "الفريق الممانع" كما "الفريق المعارض، وهما تسميتان قد لا تنطبقان على الواقع، ماضيان في سياسة المزايدات، التي لن تقدّم ولن تؤخرّ في المعادلات القائمة على أرض والواقع، وهي تُترجم بأن لا رئيس للبنان. ومع غياب هذا الرئيس يغيب دور المؤسسات الأخرى، من تشريعية وتنفيذية وقضائية وإدارية وأمنية، خصوصًا أن ما تعيشه المؤسسات الأمنية من ظروف اقتصادية مزرية ينذر بعواقب وخيمة ما لم يتم تدارك ما تعانيه مؤسسة الجيش من نقص لوجيستي قد يحول دون تمكّن عناصرها من القيام بواجباتهم الوطنية كما كانوا يفعلون على امتداد السنوات العجاف من دون تذمرّ أو تكدّر. وهذا ما يُسجل للقيادة العسكرية، التي استطاعت أن تحافظ على تماسك المؤسسة في أدق الظروف وأصعبها. وهذا ما يؤهلها لأدوار وطنية في حجم الآمال وفي حجم المسؤوليات. 
وفيما الجيش يجاهد ويكافح ويصمد نرى بعض السياسيين، الذين لا يستهويهم لا الجهاد ولا الكفاح ولا الصمود، يتصرّفون وكان البلد لا يزال قطعة من الجبنة المعدّة للتقاسم حصصًا ومغانم.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أولمرت: نتنياهو يعمل على تدمير إسرائيل

كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت مقالا في صحيفة هآرتس شن فيه هجوما عنيفا على رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، واتهمه بتعمد إطالة أمد الحرب ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، والتخلي عن الأسرى.

وعزا أولمرت السبب في رغبة رئيس الوزراء الحالي إطالة أمد القتال دون تحديد موعد لإنهائها إلى عدم وضع أهداف دقيقة للقوات المقاتلة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إطلاق سراح أسانج.. 5 قضايا بارزة كشفها ويكيليكسlist 2 of 2لوموند: الأرض المحروقة إستراتيجية الدعم السريع في السودانend of list

وقال "إنني أتهم رئيس وزراء إسرائيل بأنه عاقد النية على توسيع نطاق الحرب والبدء بمواجهة عسكرية مباشرة وشاملة مع حزب الله في الشمال، بدلا من التوصل، إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية، بوساطة فرنسية وأميركية، يضع حدا للنزاع العنيف الحالي، ويسمح لعشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا بسبب القتال بالعودة إلى منازلهم".

واتهم نتنياهو أيضا "باتخاذ إجراءات متعمدة تهدف إلى التسبب في اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في الضفة الغربية، مع العلم أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى توسيع جرائم الحرب ضد الفلسطينيين الذين لا يشاركون في الإرهاب بأي شكل من الأشكال".

وأضاف أن هذه الجرائم يرتكبها بالفعل العديد من الإسرائيليين؛ وهم عادة ليسوا من المجندين العسكريين، بل مليشيات خاصة مكونة من بلطجية يحملون أسلحة سُلِّمت لهم، في معظم الحالات، في إطار "عملية مشكوك فيها تتطلب مراجعة قانونية"، ابتدرها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وتابع أن تلك المليشيات تستخدم هذه الأسلحة في "أعمال الشغب وتحميهم عندما يعاملون الفلسطينيين بوحشية، وحرق ممتلكاتهم وتدمير الحقول التي تشكل مصدر حياة ورزق لهم، وكذلك قتل الأبرياء عمدا".

ومضى أولمرت في إلقاء تهم على نتنياهو، من بينها "تخليه عمدا" عن الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بذريعة أن ذلك يحول دون تحقيق "نصر تام"، الذي لم يكن يوما -حسب رأيه- خياره.

وزعم رئيس الوزراء الأسبق أن النصر التام قُصد منه أن يكون هدفا مستحيل التحقيق لكي يتيح لنتنياهو، متى ما شاء، إلقاء اللوم في الإخفاق على عاتق الجيش وعلى رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، الذي يقود العملية العسكرية في قطاع غزة.

وأردف بأن رئيس وزراء إسرائيل الحالي دأب هو ووكلاؤه وأفراد عائلته وأبواقه الإعلامية على شن حملة ممنهجة ضد القيادات العسكرية والأمنية والسياسية، "الذين يقفون متسمرين" عندما يلقي خطبه دون أن يفعلوا شيئا.

واستدرك أولمرت بأن هذا أمر متوقع من قيادات ظلت هي المهيمنة في تحديد الأولويات العسكرية والأمنية والدبلوماسية.

وواصل هجومه على نتنياهو وقال إنه يبث السم، واتهمه بالتحريض والتحقير، والعمل على زعزعة ثقة الشعب الإسرائيلي بمن يتولون القيادة في زمن الحرب.

كما اتهمه بتشكيل حكومة أمنية "تضم مجموعة قليلة من الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات والخبرة أو الفهم للنظام المعقد للغاية" الذي من المفترض أن يقدم خدمات لا حصر لها ويتعامل مع مشاكل لا نهاية لها.

وزاد أن من الواضح أن هذه الحكومة تنحاز إلى المصالح الشخصية للوزراء والأحزاب التي يمثلونها ومصالح المجموعات السكانية المعروفة بدعمها لها، بينما ترزح شريحة عريضة من الشعب تحت ثِقل المصاعب الناجمة عن تداعيات الحرب في غزة.

وخلص إلى أن النتيجة الطبيعية لهذا التنوع "البائس" لأعضاء الحكومة هي انهيار غير مسبوق لجميع الخدمات التي يحتاجها الجمهور في الأحوال العادية، وخاصة في ظل الظروف الاستثنائية للغاية التي تعيشها إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

"فالاقتصاد ينهار، والخدمات العامة تتداعى، ومناطق بأسْرها مهجورة، وليس لدى الحكومة أي خطة ولم تبذل أي جهد من شأنه أن يؤدي إلى تحسن الوضع ويمنح (الناس) بصيص أمل"، حسب تعبير أولمرت.

أي يوم إضافي يستمر فيه هذا الرجل الملعون في تحمل المسؤولية الرسمية عن إدارة الدولة هو يوم يشكل خطرا ملموسا على مستقبلها ووجودها

ولم يكتفِ أولمرت بذلك، بل اتهم نتنياهو أيضا بمحاولته المتعمدة لتدمير النسيج الحساس للعلاقات الحيوية لأمن إسرائيل مع الدول العربية المرتبطة بإسرائيل باتفاقيات السلام، وفي المقام الأول مصر والأردن.

وقال إن الدولة تُظهر ازدراء علنيا للحساسيات الأمنية المصرية في منطقة رفح ومعبر فيلادلفيا، على الرغم من علمها بأن رد فعل القاهرة قد يكون من خلال الإضرار بشكل العلاقات القائمة بين البلدين منذ عقود، لافتا إلى أن هذه العلاقات هي بمثابة بنية تحتية أساسية لحماية مصالح إسرائيل الأمنية.

واتهم أولمرت نتنياهو أيضا بتعمد إجهاض فرصة إنشاء محور إقليمي جديد يقوم على شراكة مع دول عربية مثل مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة العربية السعودية، وربما دول إسلامية إضافية خارج الشرق الأوسط.

وقال أولمرت كذلك إن نتنياهو يسعى عمدا لتقويض التحالف السياسي والأمني والعسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة.

واستنادا إلى كل هذه الاتهامات، يطالب أولمرت بأن يمثل نتنياهو أمام "محكمة الشعب الإسرائيلي"، دون تأخير، "ذلك أن أي يوم إضافي يستمر فيه هذا الرجل الملعون في تحمل المسؤولية الرسمية عن إدارة الدولة هو يوم يشكل خطرا ملموسا على مستقبلها ووجودها"، على حد تعبير رئيس الوزراء الأسبق، الذي يضيف أن الوقت قد حان لطرد نتنياهو.

مقالات مشابهة

  • عبد المسيح: الفاتيكان سيلعب دوراً مهماً في تلاقي اللبنانيين حول انتخاب رئيس
  • ميقاتي يخوض معركة اخرى على الجبهة الرسمية للبنان!
  • توقعات بتحريك اجتماعات اللجنة الخماسية.. والجامعة العربية جددت مساعيها
  • رئيس بوليفيا يستبدل قيادة الجيش.. والعسكريون ينسحبون من وسط العاصمة
  • ميقاتي اتصل باردوغان: نثمن دعم تركيا المستمر للبنان
  • تشكيل منتخب التشيك لمواجهة تركيا في ختام دور المجموعات
  • تشكيل منتخب تركيا الرسمي لمواجهة التشيك في كأس الأمم الأوروبية
  • السوداني يحدد أيلول المقبل موعدا للانتقال إلى النظام الإلكتروني في الجمارك
  • أولمرت: نتنياهو يعمل على تدمير إسرائيل
  • رئيس الوزراء: تخصيص مليار و180 مليون دولار لتجاوز أزمة الكهرباء