تشهد محافظة السويداء جنوبي سوريا مظاهرات مستمرة لليوم الخامس على التوالي بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة تطورت بعد ذلك للمطالبة بإسقاط النظام.

واعتمد النظام السوري فكرة "حماية الأقليات" لمواجهة الثورة السورية، في محاولة لتحييدها، ونجح جزئيا في تحقيق ما أراده، لكن بعض هذه الأقليات انخرطت في الثورة.

"سنعيدها سيرتها الأولى"، "الشعب السوي واحد" تجتاح هذه الشعارات مواقع التواصل الاجتماعي، لمواكبة حراك التظاهرات المستمر منذ أسبوع في عدة مناطق سورية وأبرزها مدينة السويداء معقل الموحدين الدروز.



سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ
[ طه - 21 ]#Rawan#الثورة_السورية pic.twitter.com/FfHEvqqz72 — Rawan Alasfer (@RawanAlasfer) August 25, 2023
امتدت التظاهرات من السويداء حتى درعا ثم حلب وبلغت ذروتها اليوم الجمعة حيث خرج آلاف المتظاهرين في جميع أنحاء سوريا مطالبين بإسقاط النظام، وذلك مطلب لم يغب عن الحراك في مناطق المعارضة لكن أن يتصدر تظاهرات السويداء، هنا العلامة الفارقة.

"الشعب يريد إسقاط النظام" من وسط #السويداء الآن: pic.twitter.com/g2rkwQTwwV — عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) August 25, 2023
وسجلت مدن وبلدات الشمال السوري عدة وقفات تضامنية مع التظاهرات في الجنوب السوري ورفعت شعارات عدة أبرزها "ثورة لكل السوريين". 

مااشبه البارحة باليوم #الثورة_مستمرة pic.twitter.com/vdsuRR9qTQ — Adnan Alhussein (@Adnan_Alhusen) August 25, 2023
إلا أن تظاهرات السويداء التي اكتسبت زخما شعبيا ودينيا سلطت الضوء على تفاقم الغضب الشعبي من الأوضاع الاقتصادية المتردية فضلا عن الوضع السياسي المأزوم.

#شاهد: "سوريا تجمعنا كلنا.. ووجعنا واحد"، وفد من عشائر الجبل يحلّ في ضيافة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية سماحة الشيخ حكمت الهجري في دارة قنوات، اليوم الجمعة. pic.twitter.com/7WQeCaKuA2 — السويداء 24 (@suwayda24) August 25, 2023
وكانت قرارات النظام الأخيرة برفع الدعم عن المحروقات المحرك الأساس للتظاهرات، إلا أنها بدأت تأخذ منحى تصاعدي عقب إعلان الإضراب العام والمناداة العلنية بإسقاط النظام.

ديموغرافية سوريا
يتشكل الشعب السوري من طيف متنوع عرقيا ودينيا حيث تعتبر بلاد الشام من أكثر المناطق حيوية في التاريخ، وأرضا جاذبة للسكان لعدة أسباب على رأسها الموقع الجغرافي الهام فضلا عن طقسها وأرضها الخصبة ومكانتها الجيوسياسية.

ويبلغ عدد سكان سوريا أكثر من 23 مليون نسمة بحسب تقديرات غير رسمية عام 2011, يتوزعون على عدة 14 محافظة، ويتركزون في الحواضر الكبيرة مثل دمشق وحلب وحمص واللاذقية ودير الزور والرقة.

وفي دراسة لمركز "جسور" ذكرت أن سكان سوريا حتى الربع الأول من عام 2023، وصل إلى 26.7 مليون نسمة، منهم 16.76 مليوناً داخل البلاد، و9.12 ملايين سوري خارجها، فضلاً عن 897 ألف مفقود ومغيب.


العرب السنة
يشكل العرب السنة أكثر من 65 بالمئة من سكان البلاد متوزعين على مراكز المدن وأريافها، مثل حلب، دمشق، الرقة، حمص، حماة، دير الزور، درعا، القنيطرة، اللاذقية، وهم يمثلون الغالبية العظمى من الشعب السوري.

الأكراد
يمثل الأكراد أكبر أقلية عرقية في سوريا حيث تبلغ نسبتهم نحو 10% من سكان البلاد ومعظمهم من المسلمين السنة، مع أقليات علوية ويزيدية ومسيحية.

ويتركز ثقل المكون الكردي في شمال شرقي البلاد بمحافظة الحسكة ويمتد إلى على طول الحدود السورية التركية حيث تقع مدن كوباني وعفرين، كما ينتشرون في عدة أحياء بدمشق وحلب والرقة.

العلويون
تبلغ نسبة العلويين في سوريا نحو 10 بالمئة من نسبة السكان، ويتمركزون في محافظتي اللاذقية وطرطوس بشكل رئيسي، مع أجزاء من محافظتي حماة وحمص الغربية تحديدا.

المسيحيون
تتراوح نسبة المسيحيين في سوريا بين 8 - 10 بالمئة من إجمالي عدد السكّان، غالبيتهم من الروم الأرثوذكس بالإضافة إلى الآشوريين والكلدان والسريان والأرمن والآراميين.
 
وينتشر المسيحون في دمشق وحلب وحمص وحماة والحسكة، بأحيائهم المعروفة، حيث تعتبر دمشق مقر ثلاث بطريركيات للروم الأرثوذكس الإنطاكيين والروم الكاثوليك وثالثة للسريان الأرثوذكس، كما تعتبر مقر أبرشية لأغلب الطوائف المسيحية السورية الأخرى.


الدروز
يشكل الدروز نسبة 3 بالمئة من سكان سوريا وتعد محافظة السويداء معقلهم الرئيس، والتي تسمى بجبل الدروز، كما يتواجدون في المناطق الريفية والجبلية شرق وجنوب العاصمة دمشق.

وتتحدث بعض التقديرات أن سوريا تضم حوالي 40 - 50 بالمئة من إجمالي الدروز  في العالم البالغ عددهم حوالي 1.5 مليون.

الإسماعيلية
لا تتجاوز نسبة الطائفة الإسماعيلية في سوريا 1 بالمئة من عدد السكان ويتركز وجودهم شكل أساسي في حماة وتحديدا في منطقة “السلمية ومصياف” ومحافظة طرطوس.



الموقف من الثورة
شكلت الثورة السورية التي انطلقت في آذار/مارس 2011 حدثا مفصلا في تاريخ البلاد، ألقى بظلاله على التركيبة الديموغرافية وأظهر شرخا حقيقيا في النسيج المجتمعي السوري بدا واضحا في الموقف من التظاهرات التي طافت المدن السنية في سوريا تطالب بالحرية قبل أن يواجهها النظام بالحديد والنار لتتحول بعدها إلى صراع مسلح مستمر حتى الآن.

نجح النظام السوري الذي يشكل العلويون نواته الصلبة بتحييد الأقليات عن الثورة باعتبار أن الأغلبية السنية قد تشكل خطرا عليهم، واستمال عدد كبير إلى القتال دفاعا عنه باسم الطائفة حتى أخذت الثورة في مراحل كثيرة طابعا طائفيا متناسقا مع الاحتقان الطائفي الذي تعانيه المنطقة في العراق ولبنان واليمن.

وتفاقم تخوف الأقليات من الثورة بعد ظهور جماعات سنية مثل تنظيم الدولة مقابل الميليشيات الشيعية التي استقدمها النظام للقتال إلى جانبه.

وعلى الرغم من ذلك فقد شارك عدد من المسيحيين والدروز والأكراد في التظاهرات التي شكلت باكورة الحراك السلمي في أيام الثورة الأولى.

ومع تباين حدة المواقف من الثورة إلا أن إحجام الأقليات عنها بدا واضحا رغم الشعارات التي رفعها المتظاهرون ومن ثم الهيكل السياسي للمعارضة بنبذ الطائفية والدعوة لدولة قانون ومساواة  تعتمد قيم المواطنة والعيش المشترك.

لم تخف أغلبية الطائفة العلوية منذ أول يوم للثورة موقفها المناوئ للحراك وعبرت عن تضامنها مع النظام السوري، كما رفضت التعامل مع هذه المظاهرات على أنها ثورة شعبية.


وكانت رواية النظام عن "مؤامرة خارجية يقودها إرهابيون وممولون من الخارج" هي الرائجة في أوساط الطائفة التي ينخرط معظم أبنائها في الجيش السوري والمؤسسات الأمنية.

ومع اتساع رقعة الثورة ثم الصراع المسلح انخرط معظم أبناء الطائفة العلوية في صفوف الجيش بالإضافة لميليشيات أخرى مثل "الدفاع الوطني وصقور الساحل وصقور الصحراء"، وغيرها.

وتواجه الميليشيات العلوية اتهامات بارتكاب مجازر ضد المناطق السنية خلال الثورة مثل مجازر حمص والحولة وحماة والتريمسة والقبير وفي بانياس والبيضا وغيرها.

#عاجل
???? الكشف عن فيديو يوثق مجزرة #بانياس ويظهر جثث أطفال.
???? تم تمويه الفيديو لكن المشاهد قاسية.

خلال يومي 2 و3 من أيار عام 2013، شهدت بلدة البيضا، وحي رأس النبع في مدينة #بانياس، مجزرة طائفية، ارتكبها نظام الأسد، راح ضحيتها أكثر من 450 ضحية مدنية، أغلبهم أطفال ونساء.… pic.twitter.com/lf1JucADqv — ZAMANALWSL - زمان الوصل (@zamanalwsl) May 9, 2023
وعلى الرغم من وقوف الكثير من العلويين إلى جانب النظام، برزت العديد من الأصوات المعارضة داخل الطائفة، واتهموا الأسد باختطاف الطائفة وزجها في أتون الصراع بهدف البقاء في السلطة.

ويمكن القول إن غالبية المسيحيين التزموا الحياد تجاه الثورة رغم دعم رجال الدين فق الكنيسة العلني للنظام، كما شارك العديد من الشباب المسيحيين في التظاهرات السلمية خلال الأشهر الأولى للثورة، بالإضافة لمساهمتهم في أعمال الإغاثة.

ويعد ميشيل كيلو أبرز المعارضين المسيحيين الذين وقفوا ضد نظام الأسد وتقلد عدة مناصب في المعارضة السورية.

ومع احتدام الصراع يتهم معارضو الأسد بافتعال أعمال مفبركة بهدف استمالت المسيحيين مثل التفجيرات في المناطق المسيحية وعمليات الخطف التي استهدفتهم.

وشكلت بعض التكتلات السكانية المسيحية ميليشيات داعمة للنظام مثل قوات الغضب في مدينة السقيليية بمحافطة حماة وميليشيات "سوتورو" في القامشلي بالحسكة، المكونة من المسيحيين السريان، وبعض الأرمن.

التعفيش بـ #الحسكة..ميليشيات مسيحية تنهب القرى والبلدات الآشورية https://t.co/UOTMBPGzZE#أورينت #سوريا pic.twitter.com/twHXlS7VR5 — Orient أورينت (@OrientNews) October 22, 2015
وساد التوتر بشكل شبه دائم علاقة الأكراد بالنظام السوري منذ عام 1963، ولعل انتفاضة القامشلي عام 2004 كانت أبرز محطات الصدام مع النظام.

ومع انطلاق الثورة في 2011 شارك الأكراد بشكل واضح في التظاهرات بدءا بمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، مروراً بمنطقة عين العرب في ريف حلب الشمال الشرقي، وانتهاء بمحافظة الحسكة،  كما نشط الأكراد في العاصمة دمشق، وفي حلب.

ويعتبر المعارض "مشعل تمو" أيقونة للمعارضة الكردية للنظام حيث أشعل اغتياله في القامشلي عام 2011 تظاهرات في المناطق ذات الغالبية الكردية تتهم النظام بالوقوف وراء مقتله.

الرحمة لروح شهيد الحرية مشعل تمو ..في ذكرى استشهاده
كان وسيبقى رمزاً لوحدة سوريا وتحررها وطناً لجميع السوريين pic.twitter.com/yjhQA4RD4d — عمار آغا القلعة (@Ammaraghaalkala) October 6, 2020

عقب مقتل "تمو" شكل حزب "الاتحاد الديمقراطي" النسخة السورية من حزب "العمال الكردستاني"، وحدات حماية الشعب، وهي قوات عسكرية تولت إدارة المناطق الكردية بعد تسليحها من قبل النظام.

ومع تفاقم الأزمة وبدء الحرب على تنظيم الدولة أخذت وحدات حماية الشعب طابعا أكثر استقلالية بعد تلقيها الدعم الأمريكي لتتطور إلى "قوات سوريا الديمقراطية" التي تدير مساحات واسعة من شمالي شرقي البلاد وتتمتع بعلاقات جيدة مع النظام ودخلت في صراعات مع المعارضة السورية قبل وبعد التدخل التركي.

مجزرة في سوق مدينة #الباب بريف #حلب صباح الجمعة، تسعة شهداء حتى الآن.
القصف بالصواريخ مصدره منطقة سيطرة قسد والنظام في قرية شعالة pic.twitter.com/TmiYYLqIOX — أحمد أبازيد (@abazeid89) August 19, 2022
ودخل ما تعرف اختصارا بـ "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) بمحادثات مع النظام خلال السنوات الأخيرة إلا أنه لم يخرج بنتائج تذكر بسبب إصرار النظام على استعادة مناطق شرقي نهر الفرات مقابل "حقوق ثقافية" للأكراد.

استهزاء بالصلاة وتدنيس المساجد وشركاء ل حزب الله والنظام السوري #ما_لا_تعرفه_عن_قسد pic.twitter.com/I0RdgJxdYW — دلخواز قامشلي (@DL___Q) October 11, 2019
أما الدروز، فقد شاركوا أيام الثورة الأولى في المظاهرات ضد النظام، لكن سرعان ما تلاشى الحراك ولم يأخذ ذات البعد الذي كان واضحا في المناطق السنية.

وفي عام 2011 زار الرئيس السوري بشار الأسد محافظة السويداء بحجة إقامة مشاريع في بعض القرى التي تعاني من الجفاف، في محاولة على ما يبدو لكسب تأييد الطائفة ضد الثورة السورية.

وخلال أعوام 2012 2013 ظهرت احتجاجات محدودة للدروز في السويداء، لكن اغتيال الشيخ وحيد البلعوس المعروف بتقاربه مع الثورة عام 2015 مثل حدثا مفصليا، حيث تفجرت تظاهرات حاشدة في السويداء كما هاجم أنصار البلعوس عدة نقاط لقوات النظام.

وأخيراً السويداء تنتفض
حان الوقت لأخذ الثأر من طاغية الشام
اليوم سيرتاح الشهيد الشيخ وحيد البلعوس ورفاقه فقد انتفضت السويداء .
وها هم يرددون قوله : يا فوق الأرض بكرامة يا تحت الأرض بكرامة . pic.twitter.com/PKxqSm4tRa — waed walid (@wa3d_walid) June 7, 2020

وانتهت الأزمة بعد تعهد النظام بتقديم المتورط بقتل البلعوس للعدالة، وسادت حالة من التوتر بين النظام والطائفية خلال السنوات الماضية لعدة أسباب على رأسها الأزمة الاقتصادية ومقتل الكثير من أبناء الدروز بصفوف جيش النظام خلال حربه ضد المعارضة المسلحة.

اتهم #ليث_البلعوس ابن القائد المؤسس #وحيد_البلعوس لحركة رجال الكرامة, #إيران و ميليشيا #حزب_الله بالوقوف وراء مقتل والده، كما اعتبر أنهما المسؤولان الرئيسيان عن إشعال الفتنةبين أبناء #محافظة_السويداء وجارتها #درعا وأبناء البدو في القرى المحيطة, وإغراق المنطقة بالمخدرات.#سورية pic.twitter.com/K6KKZtDzBC — Nabil Said (@nabilsaidsweden) August 8, 2021
وتوجه اتهامات لقيادات درزية في جيش النظام بالإضافة لمجاميع مسلحة تابعة للطائفة بارتكاب جرائم ضد المدنيين في المناطق الساخنة، لاسيما منطقة اللجاة في درعا.

لبنان.."سرايا التوحيد" ميليشيات درزية جديدة مؤيدة للأسد pic.twitter.com/YXRaUuA3bO — أخبار العالم العربي (@arabworldengli1) November 21, 2016
حراك الساعة
أشعلت التظاهرات التي عمت عدة محافظات سورية جذوة الثورة لدى الكثير من المعارضين خصوصا مع اشتراك الدروز فيها، بالتزامن مع تعالي أصوات الكثير من الناشطين العلويين انتقادا للنظام بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة.

وبين من يرى في الحراك مرحلة جديدة من الثورة أو تظاهرات جياع سرعان ما ستنتهي، تبرز تساؤلات عديدة حول انعكاس ومستقبل هذه التظاهرات على المشهد السوري.

ثورو يا حفاد البلعوسي
نطرد المحتل الروسي
الله محي #السويداء
من مارع الأبية اليوم ... pic.twitter.com/pcI7A7pxJU — مهند السعيد (@muhanad_alsaeid) August 25, 2023
يقول الأكاديمي السوري والباحث في مركز حرمون للدراسات سمير العبد الله، "إن النظام الذي روج لنفسه منذ وصول حافظ الأسد للحكم بأنه حامي للأقليات في سورية، وازدادت هذه الرواية بعد بدء الثورة عام 2011، يشعر بالتخوف في حال تطور الأوضاع في السويداء لأن ذلك يسقط من يده تلك الورقة، ولهذا لا يلتجأ للعنف أبدا ردا مع المتظاهرين".

وأضاف العبد الله في حديثه لـ "عربي21”, “أن سياسة النظام تقوم بشكل أساسي على عدم المواجهة العسكرية خشية تطور الأمور في المحافظة، لكنه يهدد الدروز بالفتن وبالتنظيمات المتطرفة كما حصل سابقاً، بالتزامن مع محاولة كسب بعض الدروز لصفه، مما يشعر مشيخة العقل في المحافظة بالخوف من فتنة في الجبل، عسى أن تغير موقفها".

ويتابع الأكاديمي السوري، "النظام لا يقدر على فتح جبهات جديدة لا سيما أن معظم قواته في الشمال والشرق بإلإضافة إلى أن اسخدامه للعنف ضد السويداء يسقط دعايته بحماية الأقليات أمام المجتمع الدولي، فالمحافظة لها خصوصية في تكوينها الديمغرافي، إذ لا يستطيع النظام اتهام المتظاهرين بأنهم دواعش أو متطرفين على سبيل المثال ليبرر قسوة التعامل معهم في حال حدوثها".

وردا على سؤال حول تشابه الحراك الحالي بما جرى سابقا في السويداء، أجاب، "إذا قارنا الحراك الحالي في السويداء بالتظاهرات السابقة فهذا الحراك هو الأكبر وخاصة أنه حظي بدعم اثنين من مشايخ العقل الدروز، وهذا يعطيه بعدا آخر، من ناحية مازال محصورا في السويداء ودرعا ولم ينتقل لمناطق أخرى تحت سيطرة النظام كالساحل السوري أو دمشق".

وعن المآلات يرى العبد الله أن هناك ثلاث سيناريوهات للأحداث:

الأول: استمرار المظاهرات لفترة من الزمن دون أن تنتقل لمناطق جديدة، وتخف وتيرتها شيئا فشيئا، وخاصة في حال عدم مواجهة النظام لها، وهذا مايفعله حتى الآن، وهو السيناريو المفضل للنظام في ظل ظروفه الحالية.

السيناريو الثاني: اتساع المظاهرات لمناطق جديدة، لاسيما الساحل السوري والذي يخشى النظام منه، لذلك بدأ بإخراج مسيرات مؤيدة هناك، وفي حال حصول ذلك سيتغير مسار الأحداث كلها في سوريا.

السيناريو الثالث: قيام النظام بمواجهة هذه التظاهرات وبالتالي الصدام المباشر مع أهالي السويداء، ومايعنيه ذلك من سقوط دعاية النظام بحماية الأقليات، وتطور الأوضاع في المنطقة الجنوبية بشكل غير متوقع.

وعن حراك الساحل وارتفاع وتيرة انتقاد النظام بين الناشطين العلويين يرى العبد الله، "صعوبة تطور الحراك هناك لعدة أسباب على رأسها استمرار النظام بتخويفهم من الانتقام الذي قد يتعرضون له من الشعب السوري، بالإضافة لخلو تلك المناطق من الشباب الذين يمكنهم القيام بتحرك، فأغلبهم في جيش النظام أو متطوعين أو ضمن ميلشياته".

من جهته يقول الناشط السوري محمود الحموي، "إن النظام ورط الأقليات بالحرب والأزمة الاقتصادية"، عادا ما يجري لحظة صحوة للطائفة العلوية تحديدا لا سيما أن الدروز كانوا على علاقة غير جيدة بالنظام طوال السنين الماضية.

وأضاف في حديث لـ "عربي21”, أن النظام فشل بضم الدروز لصفه، مشيرا إلى أن التظاهرات الحالية تدعم توحيد الجهود ضد النظام.

وردا على وصف ما يجري بثورة الجياع، قال الحموي، "إن مطالبهم كانت سياسية واضحة تجلت بهتاف إسقاط النظام"، مردفا "أن الثورة تجمع مختلف شرائح وطلبات المجتمع من اقتصادية إلى حقوقية وسياسية فالثورة واحدة والمطلب بات واضحا بإسقاط النظام".

#سوريا #السويداء
"ثورتنا ليست ثورة جياع... ثورتنا ثورة كرامة" ... الشيخ سليمان عبد الباقي أحد وجهاء مدينة السويداء خلال مظاهرات مناهضة للنظام في المحافظة؟!! pic.twitter.com/rmSrPg1Ep8 — علي بن غذاهم (@RevoltAli) August 23, 2023
لكن هناك من يرى استنادا لتجارب سابقة أن فكرة التباين الأيديولوجي وحالة انعدام الثقة بين مكونات المجتمع السوري بعد الثورة، أفرزت لكل مكون مطالب معينة قد لا تلتقي بالضرورة مع الثورة التي خرجت منذ 12 عاما.

كم مرة انتفض اهل السويداء بمظاهرة نصرة لأهالي مارع او حلب ؟!! https://t.co/TjvHGiOGpy — Wael Essam وائل عصام (@WaelEssam77) August 25, 2023

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات السويداء سوريا الأقليات الثورة سوريا الثورة الأقليات السويداء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محافظة السویداء النظام السوری بإسقاط النظام فی السویداء العبد الله فی المناطق الکثیر من مع النظام بالمئة من من الثورة pic twitter com فی سوریا فی حال عام 2011 إلا أن

إقرأ أيضاً:

زعيم المعارضة التركية: تواصلنا مع الأسد وسأتوجه إلى دمشق للقاء به هذا الشهر

أعلن زعيم حزب "الشعب الجمهوري" التركي المعارض، أوزغور أوزيل، عزمه التوجه إلى العاصمة السورية دمشق عبر لبنان خلال في وقت لاحق من تموز /يوليو الجاري من أجل لقاء رئيس النظام بشار الأسد، موضحا أنه يسعى إلى حل أزمة اللاجئين السوريين في تركيا عبر الحوار مع النظام.

وقال أوزيل في لقاء متلفز مع قناة محلية، مساء الخميس، "سوف نجلس على الطاولة، تركيا والأسد، لنحل مشكلة اللاجئين. كما سأبذل جهدا لا يصدق في أوروبا للحصول على المصدر (للتمويل)".

وأضاف أنه يعمل على "إقامة أكبر حملة حول هذه القضية (إعادة اللاجئين)، طالما أظهر الجميع إرادتهم للتخلص من قضية اللاجئين"، مشيرا إلى ضرورة "حل هذه القضية في تركيا مع القلق من حوادث مثل قيصري".


ولفت رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية، إلى أنه "يجب تحديد المسجلين وأولئك غير القانونيين ثم التصرف وفقا لذلك"، مشددا على أنه "سيفعل كل ما يجب علي فعله من أجل حل القضية".

وتأتي تصريحات أوزيل بعد أعمال العنف التي انتشرت في العديد من الولايات التركية خلال الأيام الماضية عقب إقدام عشرات الأتراك على حرق منازل وممتلكات تعود للاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط تركيا، مساء الأحد.

كما تزامنت تصريحاته مع تسريب بيانات ملايين السوريين المقيمين في تركيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلن السلطات الأمنية إلقاء القبض على "طفل يبلغ من العمر 14 عاما" كان يدير مجموعة في "تلغرام" كانت مصدر التسريبات.

وكان أوزيل أوضح في تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، أن الخطاب الذي يريد تقديمه في الحديث مع النظام السوري، يضمن التأكيد على ثلاثة محاور رئيسية وهي "ضرورة المحافظة على وحدة التراب السوري، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، وعدم التواصل مع أي عنصر خارج الحكومة".

وفي معرض حديثه عن الإشارات الإيجابية التي يتلقاها من النظام السوري، دعا أوزيل إلى تقديم محفزات إلى الأسد من أجل دفعه إلى الجلوس مع تركيا "كتقديم ميزات لمليون طفل سوري (إحصاء غير رسمي) ولدوا في تركيا من خلال دراسة إمكانية منحهم تسهيلات في تأشيرات الدخول إلى تركيا في المستقبل".


واعتبر أوزيل أن منح "مليون طفل سوري ميزات بالدخول إلى تركيا في المستقبل أفضل من الإبقاء على 10 ملايين سوري هنا سيزداد عددهم إلى 25 مليونا".

وتجدر الإشارة إلى أن الأرقام الرسمية التي كشفت عنها وزارة الداخلية التركية الشهر المنصرم، توضح وجود 3 ملايين و114 ألفا و99 سوريا يعيشون في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة (الكمليك).

وخلال الأسابيع الأخيرة، تسارعت خطى أنقرة في ملف التطبيع مع نظام بشار الأسد، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عدم وجود بسبب لدى أنقرة يمنعها من إقامة علاقات دبلوماسية مع دمشق، كام لوح بإمكانية تقديم دعوة لرئيس النظام السوري لزيارة تركيا برعاية روسية.

مقالات مشابهة

  • “السيدة الثانية”.. النظام السوري يعلن وفاة لونا الشبل
  • عائلتها رفضت استقبال جثمانها.. جنازة غريبة للمستشارة في قصر الأسد لونا الشبل
  • الأسد يبحث هاتفيا مع السيسي تطورات الأوضاع في قطاع غزة
  • السيدة الثانية.. النظام السوري يعلن وفاة لونا الشبل
  • لُقبت بـ السيدة الثانية.. النظام السوري يعلن وفاة لونا الشبل
  • اللاجئ السوري بين الموت قهرا في بلدان اللجوء.. أو على يد عصابة الأسد
  • أردوغان يلمح لاحتمال دعوة الأسد مع بوتين إلى تركيا
  • زعيم المعارضة التركية: تواصلنا مع الأسد وسأتوجه إلى دمشق للقائه هذا الشهر
  • زعيم المعارضة التركية: تواصلنا مع الأسد وسأتوجه إلى دمشق للقاء به هذا الشهر
  • التطبيع بين أنقرة ودمشق.. مسار محفوف بالألغام والأثمان