الثورة نت:
2025-02-21@12:37:05 GMT

التحديات التي تقف أمام البريكس

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

صحيح أن السياسات الخاصة بنادي البريكس تتميز بقبولها التعامل بالعملات الوطنية للدول التي تستلم قروضاً وتمويلات من بنك التنمية التابع للبريكس «تأسس البنك في 2017»، ولا مقارنة في ذلك مع شروط وإملاءات البنك الدولي الذي يضع شروطاً مسبقة ويفرض سياسات مالية ونقدية تخدم الدولار وبما يخدم الدول الغربية ومصالح الشركات الكبرى الرأسمالية ويضع أولويات للمصالح الأمريكية والإسرائيلية بشكل واضح وصريح.

لكن… يدرك الجميع أن مخرجات البريكس ما زالت بمستويات ضعيفة جداً، أقل مما تسعى إليه الدول الأعضاء رغم الاجتماعات التي يقوم بها زعماؤها كل عام منذ 2009م.  التحديات   • ثمة خلافات ومصالح متقاطعة تقف حاجزاً أمام النهوض المطلوب وتتطلب مواقف شجاعة من كل الأطراف لتجاوز نطاق الأجندة المطروحة في الوقت الراهن بما يحقق النجاح في مواجهة تحديات كبيرة.   • كما يصعب توفر إجماع من الدول الأعضاء في اتخاذ أي قرارات سيادية واستراتيجية تحقق الأهداف المرجوة.  • والسبب الحقيقي أن ثمة مصالحة متعارضة بين الدول الأعضاء؛ كما أن كل دولة تمتلك حق النقض وتختلف توجهات كل عضو؛ فمثلا الصين في حرب أوكرانيا تدعم روسيا بينما الهند ترفض اتخاذ مواقف مناهضة للغرب، وأكثر من ذلك؛ فقد حدثت توترات بينهما أي (الهند والصين) في عام 2020م كادت أن تصل إلى حد المواجهة بين البلدين.  إشكالات عديدة ومصالح متناقضة حتى في ملف توسع الأعضاء، فإذا كانت الصين وجنوب أفريقيا ترغبان بانضمام دول جديدة مثل مصر والسعودية ودول أخرى لكن البرازيل والهند ترفضان توسع العضوية ولا ترحبان بانضمام دول أخرى. الهند من ناحية أخرى تسعى بطبيعتها إلى المحافظة على علاقة قوية مع روسيا وشراكة كبيرة مع أمريكا وتفضل المحافظة على مصالحها لدى الطرفين «روسيا وأمريكا». كما تخشى أي «الهند» من توسع البريكس؛ لأنها تعتقد أنه سيتحول إلى كتلة قوية تحت قيادة الصين وترى بأن هذا التحول سيفقدها مكانتها؛ وهنا تبرز صورة واضحة لتعارض المصالح.  الحضور الأمريكي غير المباشر يمكن القول إن ثمة حضوراً أمريكياً غير مباشر يحول دون نهوض البريكس واتوقع أن يتضاعف هذا الحضور والتأثير الغربي بدخول السعودية ومصر ومجموعة من الدول التي تخضع لقوى الاستكبار والهيمنة الغربية. ومن زاوية خاصة لدي قناعة أن الصين ستدرك ذات يوم قريب وتتمنى أنها لو تعاملت بحذر ويقظة كافية مع ملف الالتفاف الاستخباري الذي تقوم به بعض دويلات الخليج  مثل السعودية والإمارات لأنه بتوجيه وإيعاز من أمريكا ولأن دول الخليج كلها تخضع للاحتلال الاقتصادي والعسكري والتبعية الكاملة لأمريكا. فمن ناحية اقتصادية كل دول الخليج ما زالت أسيرة لمخالب الدولار وملتزمة بتوريد كل مبيعات النفط إلى بنوك الدولار في أمريكا وإيداع أصولها في استثمارات سندات الخزانة الأمريكية، هذا ما يحدث في الواقع منذ اتفاقية البترودولار في 1973م. ومهما بلغت كميات النفط السعودي والإماراتي المصدر إلى الصين فهو في إطار المصلحة الأمريكية لأنه يباع لحد اليوم بالدولار ولن تسمح أمريكا بغير ذلك ما دامت قواتها وقواعدها العسكرية منتشرة في هذه البلدان وما دامت سواحل الخليج مكتظة بالبارجات والفرقاطات العسكرية الأمريكية والبريطانية؛ من يقول غير ذلك فقد تجاهل متعمدا لفضيلة الصدق وتجاوز الحقيقة بمسافات شاسعة. باحث في الشؤون الاقتصادية -اليمن صنعاء

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العوامل التي أجبرت أمريكا والكيان على التراجع وتأجيل تهجير أبناء غزة

محمود المغربي

هناك عوامل تجبر أمريكا والكيان على تأجيل مشروعهم الكبير في فلسطين أهمها موقف اليمن مفاجأة القرن والمغرد خارج السرب الذي برز كقوة صاعدة ومتمردة وخارجة عن سيطرة القوى الدولية المهيمنة.

والرافض للهيمنة الأمريكية والمساند للشعب الفلسطيني والرافض لأي عدوان أَو تهجير لأبناء فلسطين.

نجاح حزب الله في تجاوز المؤامرة والضربة التي وجهت له وضعف الاحتمالات بقدرة الدولة اللبنانية على كبح جماح الحزب ومنعه من العودة إلى المواجهة مع الكيان في حال تعرض أبناء فلسطين للتهجير.

عدم جهوزية المنطقة واستعداد الشعوب لتقبل تصفية القضية الفلسطينية، حَيثُ لا زال هناك القليل من النخوة والغيرة والدين لدى الشعوب العربية وهناك مخاوف أن يؤدي ضم الضفة وتهجير أبناء غزة إلى ارتفاع مستوى تلك النخوة والغيرة عند الشعوب العربية التي قد تقلب الطاولة على الجميع بوجود أنظمة ضعيفة لا يمكن المراهنة عليها في كبح جماح الشعوب والسيطرة عليها.

والأهم من ذلك الشعب الفلسطيني نفسه الذي أذهل العالم بصموده وتمسكه بأرضه ووطنه واستعداده لبذل المزيد من الدماء والتضحيات حتى الفناء دون أن يتنازل عن شبر من أرضه التي أصبحت مشبعة ومروية بدمائهم الطاهرة.

وبالطبع تعمل أمريكا والكيان على معالجة وإيجاد حلول لتلك العوامل وقد يكونوا قادرين على تدبر أمر ما تبقى من ضمير ونخوة لدى الشعوب العربية عبر سلسلة من الإجراءات، منها إسقاط الأنظمة التي أظهرت ضعفاً وعجزاً في تنفيذ التوجيهات الأمريكية مثل النظام الأردني وكذلك النظام المصري الذي تراجع عن موقفه غير المعلن مع أمريكا، والذي قد يذهب أبعد من ذلك بالتراجع عن اتّفاقية السلام والتطبيع مع الكيان، بالإضافة إلى النظام العراقي الذي فشل في منع فصائل عراقية من مساندة غزة، وبالطبع سوف تكون سوريا الجولاني رأس حربة بيد أمريكا لتحقيق ذلك وتمكين الإخوان المسلمين الذين أثبتوا ولائهم لأمريكا وقدرتهم على حماية مصالحها، وأظهروا مودة تجاه الكيان وتوافق في المصالح والأهداف، كما أنهم قادرون على تنويم الشعوب وقلب الحقائق وحرف البوصلة، بل هم بارعون في ذلك بمساعدة الجماعات المتطرفة والإرهابيين الذين يتم تجميعهم في الوقت الراهن إلى سوريا وفتح معسكرات تدريب وتأهيل لهم ليكونوا جاهزين عسكريًّا وفكريًّا وتغذية نفوسهم بالكراهية الطائفية والمذهبية وتحت شعار تطهير الشام والمنطقة من الروافض الشيعة.

ويمكن استخدام سوريا وهؤلاء المتطرفين أَيْـضًا لدعم الدولة اللبنانية لكبح المقاومة اللبنانية وحتى القضاء عليها كما تأمل أمريكا والكيان، لكن المشكلة الكبيرة التي لم تجد أمريكا لها حَـلّ حتى الآن هم أنصار الله بعد أن فشل الخيار العسكري في القضاء عليهم والعودة إلى الخيار العسكري الأمريكي المباشر في التعامل معهم، قد يكون خياراً أحمقاً ولا يمكن المراهنة على مرتزِقة اليمن الذين أثبتوا فشلهم وعجزهم وفسادهم، ورفض الشعب اليمني لهم، وقد فشلوا وهم يرفعون شعار استعادة الدولة والدفاع عن الدين والعقيدة فكيف وهم يخوضون المعركة دفاعاً عن الكيان الصهيوني وفي سبيل تنفيذ أجندة أمريكا والكيان في تصفية القضية الفلسطينية.

لكن أمريكا لم تصل إلى طريق مسدود ويتم العمل على محاور مختلفة، وتأمل أمريكا أن يؤدي ذلك إلى إضعاف أنصار الله؛ ليسهل بعد ذلك القضاء عليهم، ومن تلك المحاور فرض مزيد من العقوبات والضغط الاقتصادي لتجفيف مصادر الدخل والتمويل على الأنصار، ولخلق تذمر وسخط شعبي عليهم، تكثيف العمل الإعلامي لشيطنة الأنصار وتغذية الخلافات المذهبية والمناطقية، والاستفادة من أي أخطاء وسلبيات صادرة عن الحكومة في صنعاء ومن هم محسوبون على الأنصار، وَإذَا لم يكن هناك أخطاء يجب صناعتها وخلق سلبيات من خلال تجنيد مزيد من العملاء والخونة باستغلال الوضع المادي وحالة الفقر، اختراق قيادات الأنصار ورصد تحَرّكاتهم وإثارة الخلافات بينهم وهز ثقة المجتمع بهم، تجنيد المزيد من المتطرفين والإرهابيين ممن لهم عداء عقائدي ومذهبي مع الأنصار وضمهم إلى صفوف المرتزِقة، ودعم الجناح الإخواني داخل حزب الإصلاح حتى يكون مهيمنًا على الجناح القبلي في الحزب ليكونوا إلى جانب المتطرفين لتشكيل قوة يمكن المراهنة عليها في مواجهة الأنصار وإحراز تقدم بمساعدة القوات الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • «مدبولي»: التلاحم والوعي هما السبيل الوحيد للصمود أمام التحديات
  • الأردن يستضيف الجمعية العامة الرابعة لـ"التعاون الرقمي"
  • ترامب: اتهموا موسكو بإنفاق دولارين على التدخل في الانتخابات الأمريكية
  • منظمة التعاون الرقمي تعتمد أجندة 2028 وتطلق 13 مبادرة لدعم الاقتصاد الرقمي
  • العوامل التي أجبرت أمريكا والكيان على التراجع وتأجيل تهجير أبناء غزة
  • حكومة الوحدة: ناقشنا تجارب الدول العربية الناجحة في استخدام الذكاء الاصطناعي
  • الكوني: ليبيا لها دور إقليمي ودولي في دعم التنمية الصناعية
  • قادة أفارقة يوافقون على إنشاء صندوق الاستقرار المالي في القارة
  • الإدارة الأمريكية ترغب أن يتضمن الاتفاق مع الصين أمن الأسلحة النووية.. تفاصيل
  • الغزيري يوضح التحديات التي تواجه شركات تأجير الطائرات .. فيديو