الخليج الجديد:
2025-03-15@09:50:14 GMT

أجواء فوضى دولية وإقليمية

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

أجواء فوضى دولية وإقليمية

أجواء فوضى دولية وإقليمية

هيمنت أمريكا وفي ظل هيمنتها تضررت دول وتدهورت أحوال أمم وتفرقت شعوب.

فرضت أمريكا على الشرق الأوسط وربما على العالم بأسره دولة إسرائيل نموذجاً في الهيمنة الإقليمية والتفوق العنصري وسيادة الرجل الأبيض.

تكشف المقارنة عن الانحدار الذي تدنت إليه مكانة الغرب خلال عقدين وصعود مشاعر الاحتجاج ضده في معظم عواصم آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

السد الأمريكي يتهاوى رغم محاولات أمريكية مستمرة ومتواصلة لتعزيز الهيمنة بإقامة شبكة أحلاف والعودة لتعزيز وزيادة عدد القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج.

تحاول أمريكا تعبئة كل الطاقات والسياسات الكفيلة باستدراج الصين إلى مواجهة مبكرة قبل أن تكتمل مكونات القطبية لدى الصين ومكونات نشأة نظام دولي جديد.

مرحلة فاصلة لا إفلات منها إلا إذا توصلت القوى الكبرى لتفاهم ومؤسسات دولية وقواعد عمل تحل وبسرعة محل نظام الهيمنة الذي فرضته أمريكا وكاد يعلن فشله.

نحن أمام محاولة إعادة السباق الاستعماري الغربي على إفريقيا. تحدث الإعادة ولكن في مواجهة مقاومة من جيوش أهلتها ودربتها القوى الأوروبية التي هيمنت على القارة.

* * *

أخشى أنك إن اتجهت شرقاً أو ذهبت غرباً أو بقيت في إقليم يقع بين هذا وذاك فسوف تشعر وكأنك في مكان حاضره مهدد بموجات فساد لعين وهجمات على الحقوق وقيود على الحريات بلا حدود. أما مستقبله فواقع في مهب أعاصير لا تهدأ وحرائق لا ترحم.

تلقيت الفقرة السابقة ضمن رسالة من صديق يعيش في الخارج. أشهد له أنه في كل رسائله الإعلامية ومقالاته الأكاديمية يلتزم الدقة والموضوعية.

قرأت رسالته مرات قبل أن أرد عليها. خيل لي وأنا أقرأها أنه كمن رأى رجلاً دائب التنقل بين دولة وأخرى يصف ما يراه. وليس كل ما رآه كان على ما يرام. لم تفلت من تفاصيل الهموم في رسالته دولة صغيرة أو كبيرة. يمشي مخلفاً في ركابه عالم يتهاوى ومصائب تتوالى.

مرشح رئاسة جمهورية في دولة لاتينية تقتله رصاصات من مجهول. عصابات تتجمع في دولة لاتينية أخرى وتحتل أراضي شاسعة وتقيم حواجز فشلت دبابات جيش الحكومة في إزالتها.

ثلاثة أجيال من شعب كوبا ترث الحصار الأمريكي ولا وعد بقرب نهايته. شعب فنزويلا يعاني قسوة الفقر والمرض والاستبداد في ظل نظام عقوبات تفرضه الدولة الأعظم عليها كما تفرضه على دول أخرى عديدة عصت أو أخطأت أو حتى ترددت.

في أقصى الشمال تواجه كندا أشد حريق غابات عرفته في تاريخها عبأت لإخماده قواتها المسلحة.

إلى الجنوب من كولومبيا البريطانية تحترق غابات في ولاية واشنطن، أما أبشع الحرائق فمشتعلة في جنوب كاليفورنيا. الخسائر باهظة في وقت زادت وتعالت أصوات الاحتجاج على ما يذهب إلى أوكرانيا من أموال وفوائض سلاح وذخائر.

هناك في الشرق الأقصى عادت اليابان لتتسلح بتشجيع من أمريكا وكان أول ضحايا هذا البرنامج رئيس وزرائها الذي قتلته رصاصة من ناشط ينتمي لتيار مناهض للتسلح.

ثم كانت الخطوة التالية وهي إقامة حلف عسكري ثلاثي يضم كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، الهدف حلف على نمط حلف الأطلسي لغرض الإحاطة بالصين تمهيداً لحرب باردة ثانية.

هنا في إفريقيا يتعذر تبسيط العرض. نحن هنا أمام محاولة إعادة السباق الاستعماري الغربي على إفريقيا. تحدث الإعادة ولكن في مواجهة مقاومة من جيوش أهلتها ودربتها القوى الأوروبية التي هيمنت على القارة.

عبرت الجيوش عن رأيها في عودة الاستعمار بسلسلة من الانقلابات العسكرية. التعبير منقول عن سلسلة الانقلابات التي وقعت في أمريكا اللاتينية أكثرها بإرادة المهيمن الأمريكي وبعضها ضده.

تحدث الآن في إفريقيا في حضور قوي من ميليشيا روسية يقودها فاغنر بتكليف جديد من الرئيس بوتين. تحدث كذلك في وجود أمريكا، القوة التي لم تكن مهتمة بإفريقيا في ذلك الحين، أقصد في نهاية القرن التاسع عشر. وهي الآن مهتمة ولن تدع الأوروبيين ينفردون بالقارة كما فعلوا من قبل.

من إفريقيا والشرق الأوسط وغيرهما نزوح غير مسبوق من دول تسعى للانضمام إلى الدول الخمس المؤسسة لمجموعة بريكس. أقارن بين حماسة هذه الدول الآن والفتور الذي قوبل به عرض الانضمام عند التأسيس قبل حوالي عشرين عاماً.

تكشف المقارنة عن أمر واحد على الأقل هو الانحدار الذي تدنت إليه مكانة الغرب خلال العشرين عاماً وصعود مشاعر الاحتجاج ضده في معظم عواصم آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

هيمنت أمريكا وفي ظل هيمنتها تضررت دول وتدهورت أحوال أمم وتفرقت شعوب وفرضت على الشرق الأوسط وربما على العالم بأسره دولة إسرائيل نموذجاً في الهيمنة الإقليمية والتفوق العنصري وسيادة الرجل الأبيض.

لكن يجب الاعتراف بأنها، أقصد أمريكا، كانت سداً منيعاً ضد طوفان الفوضى الشاملة في العالم. هذا السد يتهاوى رغم محاولات أمريكية مستمرة ومتواصلة لتعزيز الهيمنة بإقامة شبكة أحلاف والعودة لتعزيز وزيادة عدد القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج.

تحاول أمريكا تعبئة كل الطاقات والسياسات الكفيلة باستدراج الصين إلى مواجهة مبكرة قبل أن تكتمل مكونات القطبية لدى الصين ومكونات نشأة نظام دولي جديد.

مرحلة فاصلة تلك التي نعيشها، لن نفلت منها إلا إذا توصلت القوى الكبرى الراهنة والصاعدة إلى صيغة تفاهم ومؤسسات دولية وقواعد عمل تحل وبسرعة محل نظام الهيمنة الذي فرضته أمريكا وكاد يعلن عن فشله.

*جميل مطر مفكر سياسي، دبلوماسي مصري سابق

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا نظام الهيمنة حرب باردة مؤسسات دولية القوى الكبرى عودة الاستعمار الانقلابات العسكرية

إقرأ أيضاً:

هيئة الدواء: تنفيذ الاستراتيجية الوطنية بتوطين التصنيع الدوائي في إفريقيا.. ونواب: مصر دولة ذات تاريخ كبير في هذه الصناعة لمدة 100 عام

هيئة الدواء: حريصون على دعم التعاون مع كافة الدول الإفريقية بتوطين الدواء بكافة ربوع القارة
نائب: مصر من الدول الرائدة في صناعة الأدوية بالشرق الأوسط وأفريقيا
برلماني: نتمنى أن تصبح مصر نواة لتصنيع الدواء في أفريقيا
 

أكد عدد من النواب أنه من المهم جدا أن تصبح مصر نواة لتصنيع الدواء فى أفريقيا، خاصة وأن كل الدول الأفريقية تلجأ لمصر فى صناعة الدواء ، وأشاروا إلى أن مصر تعتبر من الدول الرائدة فى صناعة الأدوية فى الشرق الأوسط وأفريقيا.

في البداية قال النائب مكرم رضوان، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب أن مصر دولة ذات تاريخ كبير في صناعة الدواء لمدة 100 عام ، وتعتبر من الدول الرائدة فى صناعة الأدوية فى الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأشار رضوان فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أنه للأسف منذ فترة كبيرة لم نطور أنفسنا في صناعة الدواء، وهناك دول سبقتنا فى صناعة الدواء، مؤكدا أننا اقتصرنا على شركات تصنيع الأدوية ومثيلاتها.

وأوضح عضو لجنة الصحة بمجلس النواب أن هناك أدوية حديثة غير موجودة لدينا مثل أدوية الأورام والسكر بسبب عدم توافر الدولار.

وطالب بضرورة تركيز الحكومة خلال الفترة القادمة على تصنيع الأدوية التي نستوردها من الخارج، وتكلفنا عملة صعبة مثل أدوية السكر والأنسولين، بالإضافة إلى تصنيع أدوية الأورام والتى توفر لنا دولارات.

واختتم : حينما تقوم إحدى الدول أو الهيئات بالحصول على براءة اختراع لدواء يكون مقصور عليها لمدة 10 سنوات، وتستطيع من خلال ذلك التحكم فى سعره، مشيرا إلى أننا لو لدينا أبحاث علمية لصناعة دواء، نستطيع أن ننتجه بسعر قليل ونستفاد به داخل البلد، ونقوم بتصديره إلى الخارج لجلب العملة الصعبة للبلاد.

وقال النائب أحمد الطحاوي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب إنه من المهم جدا أن تصبح مصر نواة لتصنيع الدواء فى أفريقيا، خاصة وأن كل الدول الأفريقية تلجأ لمصر فى صناعة الدواء.

وأشار الطحاوي فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أنه لا شك أن التطورات فى صناعة الدواء بمصر كانت إيجابية جدا، خاصة فى ظل تصنيع بعض الأدوية والتى لم تصنع من قبل فى مصر.

وكان قد بحث رئيس هيئة الدواء الدكتور علي الغمراوي، وسفير جمهورية كوت ديفوار بالقاهرة السفير دولي غيو ألبرت، العلاقات الثنائية القوية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون المشترك في مجال الصناعات الدوائية وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات الدوائية بين البلدين.

يأتي ذلك في إطار حرص هيئة الدواء على دعم التعاون مع كافة الدول الإفريقية، والحرص على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الخاصة بتوطين الدواء بكافة ربوع القارة السمراء، وتبادل الخبرات في مجالات التصنيع الدوائي والرقابة الدوائية؛ بما يساهم في تعزيز الأمن الدوائي الإقليمي.

كما ناقش الجانبان آليات التعاون بين هيئة الدواء ونظيرتها في كوت ديفوار؛ حيث تم استعراض فرص تعزيز الشراكة في مجال تسجيل المستحضرات الدوائية، وتسهيل نفاذ الأدوية المصرية إلى السوق الإيفواري، كما تم التطرق إلى إمكانية التعاون في مجالات الرقابة الدوائية والتدريب وبناء القدرات.

وخلال اللقاء، أبدى علي الغمراوي، تطلع هيئة الدواء إلى دعم المنظومة الرقابية الإفوارية، واستعدادها لتقديم كافة أوجه الدعم الفني والإجرائي للنظام الدوائي بكوت ديفوار، وتعزيز التعاون بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، وتطلعات هيئة الدواء الخاصة بفتح السوق الإيفواري أمام المستحضرات الطبية المصرية.

وأكد الغمراوي، أن حصول مصر (ممثلة في هيئة الدواء) على اعتماد منظمة الصحة العالمية كأول سلطة تنظيمية دوائية في إفريقيا تحقق مستوى النضج الثالث في مجالي المستحضرات الطبية واللقاحات معا، يسهم بشكل كبير في إعادة صياغة خريطة صناعة الدواء داخل القارة الإفريقية، ويجعل مصر بموقعها الفريد وقدراتها المتميزة وخبراتها الكبيرة وتجربتها الرائدة قادرة على تعزيز الأمن الدوائي الإفريقي، وتوطين كافة المستحضرات الطبية التي تحتاجها القارة الإفريقية.

من جانبه، أشاد السفير الإيفواري بالدور الرائد لهيئة الدواء في دعم التعاون مع الدول الإفريقية، مؤكداً تطلع بلاده إلى تعزيز أوجه التنسيق المشترك للاستفادة من الخبرات المصرية في هذا القطاع الحيوي.

جاء ذلك في إطار سعي الهيئة المستمر لتعزيز سبل التعاون مع الدول الإفريقية، انطلاقًا من دورها الريادي في دعم التكامل الدوائي الإقليمي، وتماشيًا مع الجهود الرامية إلى تحقيق نفاذية المستحضرات الدوائية المصرية في الأسواق الإفريقية، بما يسهم في تعزيز الأمن الدوائي وتحقيق التنمية المستدامة في القارة.

مقالات مشابهة

  • روبيو: سفير جنوب إفريقيا في واشنطن شخص غير مرغوب به في أمريكا
  • وزير خارجية أمريكا: سفير جنوب إفريقيا يكره ترامب ولم نعد نرحب به في بلادنا
  • "أسوشيتد برس": أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى إفريقيا لنقل الفلسطينيين من غزة
  • ما هو الإعلان الدستوري الذي جرى إقراره في سوريا وماذا منح للشرع؟
  • ما الإعلان الدستوري الذي جرى إقراره في سوريا وماذا منح للشرع؟
  • أمريكا والإرهاب في الشرق الأوسط.. اليمن نموذج لمقاومة الهيمنة والفوضى
  • هيئة الدواء: تنفيذ الاستراتيجية الوطنية بتوطين التصنيع الدوائي في إفريقيا.. ونواب: مصر دولة ذات تاريخ كبير في هذه الصناعة لمدة 100 عام
  • صنعاء تمتلك أول نظام دفاع جوي عربياً والرابع عالمياً
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطاراً جنوب غرب باكستان
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارا جنوب غرب باكستان