بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
السلوك الأخلاقي الرقمي هو الأساس الذي يقوم عليه بناء بيئة رقمية آمنة وصحية. في عالمنا اليوم حيث أصبحت وسائل التواصل الرقمي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يتضح أن الالتزام بالقيم الأخلاقية اصبح ضرورة تؤثر بشكل عميق على حياتنا النفسية والاجتماعية. ….الدراسات الحديثة تبين أن السلوك الرقمي غير الأخلاقي له تأثيرات سلبية على الصحة النفسية، حيث أن التنمر الإلكتروني والمحتوى المضلل يزيدان من مستويات القلق والاكتئاب خاصة في فئة الشباب.
السلوك الأخلاقي الرقمي يؤثر أيضًا بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية داخل الفضاء الرقمي. فالأفراد الذين يتبعون سلوكًا أخلاقيًا يظهرون احترامًا للآخرين، مما يساهم في خلق بيئة رقمية صحية ويعزز التواصل الفعّال. على النقيض، السلوك السلبي كالتنمر ونشر الكراهية والتجاوز والإساءة يؤدي إلى تشويه العلاقات الاجتماعية وتفشي التوترات. كما أن هؤلاء الذين يلتزمون بالقيم الأخلاقية في استخدام التكنولوجيا يظهرون أيضًا مستوى عالٍ من الانضباط الذاتي، مما يسهم في اتخاذ قرارات سليمة على الصعيدين الشخصي والمهني.
من ناحية أخرى، يلعب السلوك الأخلاقي الرقمي دورًا حيويًا في حماية الأفراد وبياناتهم.،،،،الحفاظ على الخصوصية الرقمية يبني الثقة بين الأفراد ويشجع على التواصل بشفافية أكبر في الفضاء الرقمي. هذه الثقة تساهم في بناء بيئة رقمية تحترم الحدود الشخصية وتقلل من المخاطر الناتجة عن الانتهاكات الرقمية.
ومع تزايد اعتمادنا على العالم الرقمي في حياتنا اليومية، يصبح من الضروري الالتزام بالقيم الأخلاقية في هذا المجال. هذه القيم تساهم في الحفاظ على تماسك المجتمع الرقمي واستقرار الأفراد النفسي والاجتماعي. ويجب أن نتذكر أن الفضاء الرقمي ليس مجرد وسيلة ترفيهية بل هو أداة قوية تؤثر على حياتنا الشخصية والاجتماعية. لذا يجب أن نكون واعين لما ننشره على الإنترنت، لأن ما يبدو بسيطًا أو عابرًا قد يترك أثرًا طويل المدى على الآخرين وعلى سمعتنا.
نصيحتي لكم كإعلامي ومتابع لتأثير الكلمات والصور في العالم الرقمي هي أن تكون دائمًا حذرًا في استخدام هذه القوة. وسائل التواصل ليست مجرد منصة لتبادل الأخبار أو الترفيه، بل هي أداة لتشكيل الرأي وبناء أو تدمير العلاقات. لذا، دعونا نعمل معًا على خلق بيئة رقمية تعكس القيم الأخلاقية التي نتمسك بها في حياتنا اليومية، ونحترم أنفسنا والآخرين في كل تفاعل رقمي نقوم به.
اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات بیئة رقمیة
إقرأ أيضاً:
فجوة رقمية تهدد مستقبل ملايين النساء والفتيات
هناك فجوة رقمية تتجلى بشكل أوضح في مناطق النزاعات المسلحة وتغير المناخ والنزوح القسري- وفقاً لمديرة صندوق “التعليم لا ينتظر”.
التغيير: وكالات
نبهت ياسمين شريف، المديرة التنفيذية لصندوق “التعليم لا ينتظر” إلى أن هناك فجوة رقمية عالمية تهدد بتخلف أجيال كاملة من النساء والفتيات عن ركب التقدم، مشددة على ضرورة وضع هؤلاء الفتيات في صميم العمل المشترك لتسخير القوة التحويلية للتعليم وتزويدهن بالتدريب والمهارات والموارد التي يحتجن إليها ليكن جزءا من الثورة الرقمية.
كما أكدت- في بيان بمناسبة اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات- على ضرورة تجديد الالتزام بتمويل تعليمهن.
وتتجلى هذه الفجوة بشكل أوضح في مناطق النزاعات المسلحة وتغير المناخ والنزوح القسري. ووفقا لليونسكو، فإن عدد النساء اللاتي يستخدمن الإنترنت على مستوى العالم يقل بمقدار 244 مليونا عن الرجال مما يحد من وصولهن إلى التعليم وفرص العمل والابتكار، وفقا للمسؤولة الأممية.
وفي أفريقيا، تحول الحواجز الثقافية والتكلفة وقيود التنقل دون وصول العديد من الفتيات إلى التكنولوجيا والتعلم الرقمي.
وتشير بعض التحليلات الحديثة التي أجرتها اليونيسف إلى أن 90% من الفتيات المراهقات والشابات غير متصلات بالإنترنت، مما يعني حرمانهن من الوصول إلى المعلومات والفرص اللامحدودة التي توفرها الإنترنت.
نموذج ملهموعلى الرغم من التحديات، أكدت ياسمين شريف على أهمية الوصول إلى التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وأشارت إلى فريق الفتيات الأفغاني للروبوتات، بقيادة سمية فاروقي، بوصفه نموذجا ملهما، حيث تنافسن في مسابقات الروبوتات في جميع أنحاء العالم وتعلمن بناء وبرمجة الروبوتات واكتسبن مهارات جديدة في الهندسة والتكنولوجيا، وعملن سفيرات للفتيات في مجال العلوم والتكنولوجيا.
ومضت قائلة: “هؤلاء هن الرائدات اللواتي سيحطمن السقف الزجاجي ويمهدن الطريق أمام ملايين الفتيات في جميع أنحاء العالم للوصول إلى الإنترنت وإيجاد وظائف في مجال التكنولوجيا”.
وأشارت ياسمين شريف إلى المبرر الاقتصادي القوي لدعم وصول الفتيات إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تشير اليونسكو إلى إمكانية تعزيز الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار 600 مليار يورو بحلول عام 2027 إذا تضاعفت حصة النساء في القوى العاملة في مجال التكنولوجيا.
ولتحقيق ذلك، دعت شريف إلى كسر بعض القواعد لتمكين الفتيات من تبني التكنولوجيا، وخاصة في أفغانستان وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
كما دعت إلى تسريع وتيرة التمويل لضمان حصول الأطفال الذين تقطعت بهم السبل في حالات الطوارئ الإنسانية على التعليم والتكنولوجيا، مؤكدة قدرة الفتيات على التغلب على الصعاب وتحقيق النجاح ليس على الصعيد الوطني أو الإقليمي فحسب، بل على الصعيد العالمي أيضا.
يشار إلى أن صندوق التعليم لا ينتظر هو صندوق عالمي أنشأته الأمم المتحدة لدعم التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة.
الوسومآسيا أفريقيا أفغانستان أمريكا اللاتينية التكنولوجيا العلوم الفتيات النزاعات النساء اليونسكو تغير المناخ سمية فاروقي صندوق "التعليم لا ينتظر" ياسمين شريف