موقع 24:
2025-03-17@06:15:23 GMT

المهاجرون وعصابات التهريب الإجرامية

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

المهاجرون وعصابات التهريب الإجرامية

من غرائب ملف الهجرة غير الشرعية إلى الرحاب الأوروبية، اضطلاع معظم المهاجرين والدول التي يقصدونها، بسلوكيات وتصرفات ومواقف تستعصي على التفاسير العقلانية.

مؤخراً، لم تعد تمر بضعة أسابيع على أقصى تقدير، دون أن تصدمنا الأخبار بوقوع حادث غرق لواحد أو أكثر من قوارب الهجرة، في موقع قريب أو بعيد نسبياً من شواطئ المتوسط الجنوبية أو الشمالية، وغالباً ما يتم الإعلان عن فقدان ضحايا، يتحول من لم تسعفه منهم فرق الإنقاذ حياً أو تنتشله ميتاً إلى وجبة للأحياء البحرية.


لا يمكن الادعاء بأن المهاجرين غافلون بالمطلق عن التفصيلات المؤلمة لهذا السيناريو المتكرر برتابة مملة.. ونحسب أيضاً أنهم يعلمون بأن معظم من يكتب لهم النجاة من مغامرة السفر على متن مركب متهالك، برعاية عصابات تهريب إجرامية، بقلوبهم ومعسكراتهم وسياساتهم وإجراءاتهم التي تصفها بعض المنظمات الإنسانية، مثل أطباء بلا حدود، بالغلظة والوحشية وانعدام الضمير.. ومع ذلك، فإنهم، أي المهاجرون، يتقاطرون بالمئات والآلاف من جنوب الصحراء الأفريقية وشمالها، إلى ما يتيسر لهم من منافذ يظنونها آمنة للإبحار نحو أوروبا !.
القصد، أن درايتهم بالأخطار المحيطة بهذه الرحلة البائسة، لم تردع المهاجرين ولا جعلتهم يراجعون أنفسهم ويفكرون ألف مرة قبل اتخاذ قرارهم المصيري. وعليه، يصح الزعم بأن أحلام الإفلات من براثن البطالة والفاقة والعوز الاقتصادي، المعطوفة على نوازع وتصورات أخرى مساعدة، كفرص الحياة الكريمة المتحررة من ربقة الفساد والفقر والجوع، وغياب الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المواطن الأم، تبدو وكأن لها الأرجحية والغلبة لدى المهاجر.. حتى أنها تعميه عن رؤية إشارات التشاؤم ونذر الخطر، رغم كونها منظورة ويقينية ومعاينة بالشواهد والمثلات، وتبقي على تعلقه بأبواب التفاؤل والوعود المشرقة،رغم قيامها على المأمول والمحتمل المخبوئين بظهر الغيب. أين المنطق السوي السليم في خطوة قد تكون فارقة بين الحياة والموت،يتم الإقدام عليها بناء على معادلة عوراء من هذا القبيل ؟!.
لا شك أن شيوع أخبار كوارث قوارب الموت، وما يتصل بها من مشاهد مؤلمة حول مصائر بعض المهاجرين، كان من شأنها جدلاً أن تؤدي إلى تناقص أعداد المقبلين على الهجرة.. لكن ما يحدث عملياً وواقعياً، ويثير الحفيظة ويجعل الحليم حيراناً، هو العكس تماماً، حيث تقول أحدث تقارير وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية «فرونتكس» بأن الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، شهدت زيادة في تدفق المهاجرين اللا شرعيين عبر «المتوسط»، في اتجاه دول الاتحاد الأوروبي قدرها 12 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وفي تقديرنا أن كثيراً من سياسات وقرارات ومواقف الدول المقصودة بالهجرة، لا تقل بدورها إثارة للدهشة والبعد عن الاتساق المنطقي.فهذه الدول تشكو، مثلاً، من تفشي الضمور العددي والشيخوخة العمرية بين سكانها، إلى درك العجز عن الوفاء بحاجات بعض دواليب العمل المجدي اقتصادياً. ويرى كثير من فقهاء الاقتصاد ورجال المال والأعمال لديها، أن أحد أهم أدوات دحر هذه النقيصة في الآجال الحالية والمنظورة، وربما الطويلة أيضاً، هو استقبال العمالة المتخصصة وغير المتخصصة من عوالم الجنوب، ولاسيما من أفريقيا ذات الخصوبة والآفاق السكانية الرحبة.
رب قائل هنا بأن هذه الإجراءات تنال فقط من المهاجرين «غير الشرعيين».. لكن المنظمات الإنسانية الناشطة في هذا الإطار، وهي شاهد عيان ميداني، تدفع بأن هذا التبرير مبالغ فيه ولا يكفي لتقبل ما يتعرض له المهاجرون، المغرر بهم، من عنف وشقاء وافتقار لأبسط أنواع الحماية الإنسانية «داخل مخيمات قذرة أو على قارعات الطرق في غير دولة أوروبية».
لا يجاهر الأوروبيون بأن نهجهم إزاء اللاجئين والمهاجرين يقوم على الفرز والانتقاء، حتى أن صدورهم لا تتسع لغير من يناسب حاجات أسواق وقطاعات العمل في مجتمعاتهم.. وإلى أن يعي المهاجرون أبعاد هذا النهج وتوابعه وتداعياته، سيقع الكثيرون منهم فريسة لأوهام الخلاص من وضعهم المعيشي المزري.. تلك الأوهام التي ربما ساقتهم إلى الموت وهم ينظرون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

“الدفن” و”التلاعب بالأوراق”.. الأدوية والهواتف والدجاج.. بضائع في صدارة التهريب

14 مارس، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت هيئة المنافذ الحدودية، الجمعة، عن آلية اتباعها الحوكمة الإلكترونية لضبط البضائع المهربة، فيما أكدت أن المنافذ الحدودية تعتمد برامج إلكترونية لتدقيق دخول البضائع ومنع التهريب.

وقال رئيس هيئة المنافذ الحدودية عمر الوائلي، إن “هناك ثلاث طرق محددة وقابلة للتطوير والزيادة من قبل كوادر هيئة المنافذ الحدودية تبدأ المرحلة الأولى في المنفذ الحدودي من خلال قسم البحث والتحري الذي يمتلك آليات إلكترونية وصور تحليل السونار والوثائق، وكذلك صحة الصدور في مرحلة التدقيق داخل المنفذ الحدودي، أما المرحلة الثانية فهي عن طريق غرفة الرابط الشبكي (سونارات) في مقر هيئة المنافذ الحدودية، وهي غرفة الربط الشبكي عبارة عن مكان يتواجد فيه الموظفون وضباط هيئة المنافذ، ويعملون على مدار 24 ساعة لمتابعة عملية إخراج البضائع الواردة الى البلد، وتكون المهمة تحليل آخر صور السونار، وكذلك تقاطع المعلومات والبيانات مع الدوائر المتواجدة في المنافذ الحدودية، وعلى سبيل المثال تدقيق شهادات المنشأ والفواتير ونتائج الفحص المسبق الخاص بالجهاز الذي يقيس السيطرة النوعية، وكذلك تقيد كافة المواد المعفية والكميات المخصصة لذلك هذا الفلتر الثاني”.

وأضاف: “أما الطريقة الثالثة فعن طريق تفعيل خط الشكاوى والإبلاغ عن مؤشرات الفساد والابتزاز” ،مبيناً أن “هذا القسم يكون توجيهه مباشر من مكتب رئيس الوزراء استلام شكوى المواطنين يكون بشقين: الأول مكافحة الفساد ومتابعة سير الأعمال، والثاني الاستماع إلى احتياجات وطلبات المواطنين لتقديم أفضل خدمات وتسهيل المشاكل التي يتعرضون لها في المنافذ الحدودية”.

وعن أبرز البضائع والسلع التي يحرص المهربون على نقلها عبر المنافذ الحدودية، أوضح الوائلي، أن “البضاعة كلما زاد ثمنها تكون معرضة بأن يتم إخفاؤها بطريقة حرفية تختلف عن المواد المسموح بها من أجل تمرير المواد غير المسموح بها، لكن هذه الحالة مرصودة من قبلنا” ،مشيراً إلى أن “أبرز هذه المواد هي على سبيل المثال أجهزة الهاتف النقال، وكذلك المواد المشمولة بحماية المنتج والتي رسومها عالية مثل الدجاج، وكذلك شيش التسليح”.

وأكمل: “لدينا رصد ومتابعة، وكلما تكون المواد باهظة الثمن تكون معرضة للتهريب، وفي المصطلح العام (الدفن) وبمعنى المواد عالية الثمن غير المسموح استيرادها أو المشمولة بحماية المنتج يتم إخفاؤها خلف البضائع من أجل تمريرها” ،موضحاً أنه “من أبرز المواد والأكثر تهريباً وبطريقة الإخفاء الأدوية البشرية، لأن هذه المادة تحتاج إلى موافقات من وزارة الصحة وإجازة استيراد، يتم إخفاؤها بطريقة حرفية من أجل تمريرها، ولكن هيئة المنافذ كانت لها صولات وجولات مهمة بهذا الخصوص”.

ولفت إلى أن “أبرز الطرق التي يلجأ إليها المهربون لتمرير البضائع المهربة هي وضع هذه المواد المراد تهريبها في بداية الشاحنة وفي النهاية عند الباب الأخير للشاحنة أو الحاوية، ويتم وضع مواد مسموح باستيرادها، ولكن تحليل صور السونارات والأتمتة الإلكترونية التي تتبعها هيئة المنافذ تكشف هذه عن العمليات، وهناك طريقة أخرى هي عبارة عن تغيير أوراق البضاعة، فعلى سبيل المثال البضاعة تحمل مواد كهربائية، والمواد التي يجب أن تكون رسومها عالية يتم تغيير الوصف بالأوراق بذكر مواد رخيصة من أجل تمريرها”.

وأكد أن “هذه الحالات مرصودة، وتمت إحالة العديد من الموظفين، وتشكيل لجان ومجالس تحقيق على كل من يقدم هذه التسهيلات المخالفة للقانون، وتمت محاسبة الكثير ما يقارب المئات من الموظفين والضباط وتعرضوا إلى مجالس ولجان تحقيقية وإحالات من أجل منع مرور هذه الحالات المشبوهة التي تستهدف الاقتصاد العراقي”.

وأوضح أن “هيئة المنافذ الحدودية وانطلاقاً من البرنامج الحكومي وتوجيهات رئيس الوزراء تمتلك الانتقال إلى الحوكمة الإلكترونية التي تتبعها هيئة المنافذ” ،مشيراً إلى “وجود برامج إلكترونية لتدقيق مثل برنامج الفحص المسبق وبرنامج إجازات الاستيراد وبرامج البضائع المعفاة، وتدقيق الفواتير وشهادات المنشأ ،وكذلك الفحص المسبق من خلال مقاطعة نتائج الفحص مع شركات الفحص وجهاز التقييس والسيطرة النوعية، بالإضافة إلى الربط الشبكي للسونارات وتحليل البضائع الواردة إلى البلد والتواصل الإلكتروني مع أغلب الدوائر العاملة على المنافذ الحدودية من أجل التكامل والتنسيق وتبادل المعلومات الإلكترونية لسرعة ضبط المواد المخالفة”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • فنزويلا: سياسات ترامب مع المهاجرين جريمة ضد الإنسانية
  • مجلس الشورى: العدوان الأمريكي جريمة موصوفة تؤكد النزعة الإجرامية للولايات المتحدة
  • المهاجرون الأفارقة ومخاطر التوطين في ليبيا
  • المهاجرون الأفارقة ومخاطر التوطين
  • برلماني: مشروع الرقابة على السلع الصناعية يحد من عمليات التهريب ويشجع الاستثمار
  • التايمز: اتفاق الهجرة بين إيطاليا وليبيا يواجه تحديات جديدة مع تزايد أعداد المهاجرين
  • النعمي: عجز الليبيين عن إقامة دولتهم جعلتنا مطمعاً لتوطين المهاجرين
  • عملية نوعية بالعبر.. أخطر عصابات التهريب تقع في قبضة القوات المسلحة
  • الاتحاد الأوروبي يشدد موقفه تجاه المهاجرين.. ومقترح لإنشاء "مراكز عودة"
  • “الدفن” و”التلاعب بالأوراق”.. الأدوية والهواتف والدجاج.. بضائع في صدارة التهريب