الأسبوع:
2025-04-25@22:08:20 GMT

عُمان والتوجه شرقا

تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT

عُمان والتوجه شرقا

لم يعد طرح "التوجه شرقا"، مجرد استدعاء أو رمزية مستقبلية، بل بات واقعا وضرورة ملحة تمثل عدة فرص وتحديات مستقبلية عدة أيضا.

أما الفرص فيجب على الدول العربية استثمارها الآن لا بعد حين، من أجل المساهمة بشكل جاد في توازن القوى الدولية أمنيا واقتصاديا، نظرا لاعتبارات عدة، تجلت في موقف واشنطن من قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إذ لم تتخذ الإدارة الأمريكية أي خطوات تعبر عن حسن النية أو مراعاة قيم الشراكة والتحالف مع أي من دول المنطقة.

الاتجاه شرقا، ليس بالضرورة فك الارتباط مع الغرب، لكن المساهمة في تعزيز التوازن الدولي هو الخيار المتاح حاليا أمام المنطقة العربية، ويمكننا أن نرى ذلك بوضوح في زيارة جلالة سلطان عمان إلى موسكو في 22 من إبريل الجاري، والتي شهدت توقيع اتفاقيات عدة في جل مجالات التعاون الحالي والمستقبلي، ومثلت خطوة هامة في ظل ما تعيشه المنطقة من تفاقم التوتر، وترقب الهدوء أو الانفجار الكبير على بين إيران وواشنطن.

خلال اللقاء بجلالة سلطان عمان، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن قمة عربية مرتقبة تجمع روسيا بجامعة الدول العربية هذا العام، وهي خطوة سيسعى الجانب الغربي لعرقلتها بكل السبل، لكن الفرصة مواتية أمام الصين أيضا لحضور هذه القمة بدعوة من روسيا أو من جامعة الدول العربية، الأمر الذي يمكن أن يفرض واقعا مغايرا يؤسس لدور محوري للدول العربية التي دفعت فاتورة باهظة نتيجة الصراع بين الشرق والغرب الذي يدور على أرضها منذ عقود، بداية من العراق وسوريا واليمن وليبيا، وجميعها تتصل بشكل أو بآخر بهذا الصراع، الأمر الذي يحتم على الجميع الآن التحرك تدريجيا نحو الانخراط في المشهد، مع إدراك أن التبعات ليست هينة.

ربما أن الزيارة التاريخية لجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى موسكو، تعد بمثابة خطوة استراتيجية دقيقة تعبر عن رؤية ثاقبة، في ظل ما عرف عن السياسة العمانية من هدوء ودقة، الأمر الذي يعطي هذه الزيارة أهمية أوسع من الجوانب الثنائية، مع الأخذ بالاعتبار الدور المحوري والهام الذي تقوم به السلطنة في وساطتها بين واشنطن وطهران، والدول الآخر الذي قامت به بين الرياض وطهران في فترة سابقة.

من جهة فإن تعزيز العلاقة مع موسكو يفتح آفاق التعاون والاستثمار وزيادة الحركة السياحية بين البلدين، لكنه يؤكد أيضا أن الأبعاد الإقليمية حاضرة وبقوة، إذ يمكن استثمار علاقة موسكو مع إيران من جهة ما ينسحب بالضرورة على ملف اليمن ولبنان والجماعات الأخرى التي ترتبط بإيران إذ تبحث موسكو عن دعم الاستقرار في الوقت الذي تحتاج فيه إيران أيضا لتحسين علاقتها مع دول المنطقة.

ومن جهة أخرى أيضا يمكن الاستفادة من الموقف الروسي والصيني في عديد القضايا من جهة، وكذلك الاستفادة القصوى من الاستثمارات الصينية الروسية، التي باتت تبحث عن أسواق وبيئات آمنة أكبر في ظل الإجراءات التي قام بها الرئيس الأمريكي وفرضه لضرائب باهظة أضرت بشعبه وشعوب دول أخرى، بالإضافة أيضا لحالة العداء الأوروبي لروسيا، ما يجعل الدول العربية هي الملاذ الآمن لرجال الأعمال الروس، وهو ما بدأ فعليا مع بدء الأزمة الأوكرانية.

رغم كل هذه الفرص التي تبدو مواتية بشكل كبير، ويمكن أن تعززها بصورة أكبر المملكة العربية السعودية، التي تعد قوة اقتصادية هائلة في المنطقة، لكن التحديات أيضا ليست هينة، فمن جهة ترتبط العديد من الدول العربية باتفاقيات أمنية ضخمة مع واشنطن وكذلك على المستوى الاقتصادي، في ظل عقوبات على روسيا وإيران وحرب مع الصين، لكن الانتظار لن يحسن من وضع التحديات بل سيزيدها تعقيدا، ويمكن أن يبقي على المنطقة لعقود أخرى مجرد ساحة لإدارة الصراع دون أن تكون فاعلة شرقا أو غربا.

في المجمل فإن زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق التي أسست لقمة عربية روسية مرتقبة، تعد بوابة هامة نحو الاتجاه شرقا، بما يعزز من توازن القوى العالمية، ويصون مقدرات المنطقة، ويدفع نحو تثبيت عوامل الاستقرار والأمن للأجيال القادمة التي توشك أن ترث منقطة مفتتة متنازعة الأطراف ومحترقة القلب عن آخرها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: روسيا موسكو سلطنة عمان سلطان عمان الدول العربیة من جهة

إقرأ أيضاً:

ياسر سليمان: الجائزة العالمية للرواية العربية أصبحت المنصة التي يلجأ إليها الناشر الأجنبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية في بداية كلمته بحفل الاعلان عن الجائزة الكبري مرحبا بالحضور قائلا:" مرحبا بالحضور في هذا الحفل  الخاص بالاعلان عن الفائزة بالجائزة الكبرى بالجائزة العالمية للرواية العربية في عاملها الثامن عشر، مقدما التحية لاصحاب الروايات الست الذين وصلت روايتهم إلى القائمة القصيرة للجائزة. 
مواصلة الدرب 
مناشدا الناشرين العرب إلى ضرورة  مواصلة الدرب في بناء صناعة ااكتاب العربي على نحو يرتفع بالثقافة العربية.


نوداي القراء 


ولفت إلى أن الجائزة أصبحت تحظى باهتمام القراء الغربين  والقراء في الثقافات الأخري وان الجائزة أصبحت المنصة الاولى ومحط أنظار الناشر الأجنبي والقارئ الأجنبي فهي تعد بمثابة البوصلة التي تشير إلى الأدب العربي. 


وانطلاقا من هذا الفهم اتقدم بالشكر لكل نوادي القراء قائلا:" كما تقدم بالشكر لنوادي القراءة في كل مكان والتي باتت جزء كبيرا من نجاح الجائزة العالمية للرواية العربية وما تقدمه هذه النوادي الأدبية أصبحت شريك كبير في الجائزة في عملية الترويج للأعمال الأدبية كما وجه الشكر للكاتبة رولا البنا وما تقدمه من جهد في تنظيم. الكثير من الفعاليات الثقافية التي نوقشت فيها اعمال القائمة القصيرة.

 
كما تقدم بالشكر لمركز أبو ظبي للغة العربية على دعمه الكبير للجائزة والدكتور على بن تميم  ، والدكتور بلال الاوفلي، كما تم بالشكر لأعضاء لجنة التحكيم وعلى رأسهم الدكتورة منى بيكر، واطلاع اللجنة بدورها بروح. 


مختتما كلمته بمقوله:" وأما الزبد فيذهب هباء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. 


وبدأ منذ قليل، توافد الأدباء والكتاب ومجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2025 وذلك بحضور الدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة والدكتور على بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية والداعم للجائزة، والأدباء الست الذين ترشحو القائمة القصيرة وهي  أحمد فال الدين، وأزهر جرجيس، وتيسير خلف، وحنين الصايغ، ومحمد سمير ندا ونادية النجار.


ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائزة بالجائزة الكبرى، بعد قليل  في أبو ظبي.

مقالات مشابهة

  • مواقع عسكرية روسية تكشف اسم المسئول الذي قتل في انفجار موسكو
  • شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • ياسر سليمان: الجائزة العالمية للرواية العربية أصبحت المنصة التي يلجأ إليها الناشر الأجنبي
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • الجامعة العربية: إسرائيل تسعى للتطهير العرقي وتهدد استقرار المنطقة
  • غرفة جدة تستضيف أعضاء المحكمة الاستثمارية العربية
  • تعرف على المشروعات التي تدرس مصر تنفيذها في جيبوتي بمجال النقل
  • البنك الدولي: تسارع طفيف في نمو الدول العربية في 2025