أول اتهام رسمي من الشرعية للمبعوث الأممي بإنقاذ الحوثي عبر حركات مريبة لحظة سقوط المشروع الإيراني ..
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، بمحاولة إنقاذ مليشيا الحوثي عبر تحركات سياسية “مريبة”، تأتي في توقيت حساس يشهد تراجعًا كبيرًا في مشروع الجماعة المدعومة من إيران.
وفي سلسلة تصريحات نشرها على منصة “إكس”، أشار الإرياني إلى أن التحركات الأممية الجارية، والتي تشمل مشاورات مع ممثلي الحوثيين في العاصمة العُمانية مسقط، لا تهدف إلى تحقيق السلام كما يُروّج لها، بل تسعى لمنح المليشيا المتطرفة متنفسًا سياسيًا، يمكّنها من إعادة ترتيب صفوفها بعد سلسلة من الضغوط المتزايدة.
وقال الإرياني: “في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية على مليشيا الحوثي، وتقترب لحظة سقوط المشروع الإيراني في اليمن، نشهد تحركات أممية محمومة يقودها غروندبرغ تحت لافتة إحياء مسار السلام، لكنها في الحقيقة محاولة واضحة لإنقاذ المليشيا في لحظة انكسار حرجة”.
وأكد وزير الإعلام أن التجربة أثبتت مرارًا أن الحوثيين لا يلتزمون بأي اتفاقات أو مسارات سياسية، وأنهم استخدموا كل جولة تفاوض كأداة لشراء الوقت وتعميق معاناة اليمنيين. وأضاف: “كل فرصة منحت لهم للاندماج في أي مسار سياسي، قابلها الحوثيون بتصعيد جديد، وزيادة في القمع والانتهاكات، والهجمات على الداخل اليمني والمصالح الإقليمية والدولية”.
وشدد الإرياني على أن مليشيا الحوثي لم تعد مجرد جماعة انقلابية، بل تحوّلت إلى أداة صريحة في يد إيران لزعزعة استقرار المنطقة وتهديد أمن الملاحة الدولية، داعيًا المجتمع الدولي إلى عدم الانخداع بما وصفه بـ”الخطاب المسالم المخادع”، الذي تلجأ إليه الجماعة في لحظات الضعف.
كما وجّه دعوة إلى القوى الإقليمية والدولية لقراءة المشهد اليمني بواقعية، والامتناع عن تقديم أي غطاء سياسي من شأنه إطالة أمد الصراع. وقال: “اليمن والمنطقة والعالم لا يحتاجون إلى سلام زائف مفخخ بوجود الحوثيين، بل إلى سلام حقيقي يعيد للدولة هيبتها ويحقق تطلعات اليمنيين”.
واختتم الإرياني تصريحاته بالتأكيد على أن المشروع الحوثي ينهار تباعًا، وأن الشعب اليمني لن يتنازل عن قضيته، وسيواصل نضاله حتى استعادة الدولة ومؤسساتها، وبناء يمن جديد يسوده العدل والمواطنة والمساواة، بعيدًا عن الطائفية والعنف
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
السلام يعود إلى الطاولة؟: لقاء مفصلي بين ناطق الحوثيين والمبعوث الأممي بمسقط
محمد عبدالسلام ناطق حركة أنصار الله (وكالات)
في لحظة إقليمية مشحونة بالتوترات والتغيرات السريعة، شهدت العاصمة العُمانية مسقط صباح اليوم لقاءً دبلوماسيًا عالي المستوى جمع بين رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ وفريقه.
اللقاء، الذي يأتي في ظل استمرار الجمود السياسي وتفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، اعتُبر محاولة جديدة لتحريك المياه الراكدة في الملف اليمني، ووضع أطر واقعية لـ استئناف مسار السلام الذي تعثر طويلاً نتيجة التصعيد العسكري والتدخلات الخارجية.
اقرأ أيضاً 150 عاما من الحياة: تكنولوجيا خارقة تعيد تشكيل مصير الإنسان 24 أبريل، 2025 من الأرض إلى السماء.. هل بدأ عصر السيارات الطائرة؟ 24 أبريل، 2025وفي تصريح مقتضب عبر منصة "إكس"، أوضح محمد عبد السلام أن اللقاء شهد نقاشًا عميقًا حول المستجدات اليمنية والإقليمية، خصوصًا في ظل تزايد المؤشرات على احتدام الصراع في البحر الأحمر وتوسع المواجهات في مناطق متعددة.
"استعرضنا الأوضاع في اليمن والمنطقة، وتطرقنا إلى المسار السياسي والإنساني، وسبل معالجة الملفات الملحّة وتجنب التصعيد"، قال عبد السلام في تدوينته، مشيرًا إلى وجود رغبة مشتركة في إعادة إحياء الجهود السياسية والتخفيف من تداعيات الكارثة الإنسانية.
اللقاء لم يقتصر على الجوانب السياسية، بل شمل أيضًا مناقشة الملفات الإنسانية الأكثر إلحاحًا، ومنها صرف الرواتب، فتح المطارات والموانئ، وتسهيل دخول المساعدات.
ويُعتقد أن هذه القضايا كانت محور ضغط أممي خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تصاعد التحذيرات من تفاقم الأوضاع الصحية والغذائية في عدد من المحافظات.
المراقبون يرون أن هذا اللقاء يأتي في سياق دولي متغير، مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والقوى الإقليمية في المنطقة، مما يفتح الباب أمام فرص (ولو محدودة) لتحريك المفاوضات المتعثرة، ولو جزئياً.
ورغم أن اللقاء لم يصدر عنه بيان مشترك أو نتائج ملموسة، إلا أن مجرّد انعقاده في هذا التوقيت الحرج يشير إلى وجود قنوات حوار لا تزال مفتوحة بين الأطراف، خصوصًا مع ضغوط الأمم المتحدة لإبقاء العملية السياسية على قيد الحياة.
المبعوث الأممي، الذي كثف جولاته خلال الشهرين الماضيين بين صنعاء وعدن والرياض ومسقط، يحاول تثبيت أرضية مشتركة تمنع العودة إلى الانفجار العسكري، وترسم خريطة طريق جديدة للمفاوضات المستقبلية.