تعرف على معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً}
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
الصبر على البلاء من صفات المتقين و معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} فقال اهل العلم هذا يدل على أنَّ الحُسن أهم، إحسان العمل أهم من كثرته، وإن كانت الكثرةُ مطلوبةً، لكن الأهم من الكثرة إحسان العمل.
ولهذا قيل لأبي علي ابن الفُضيل بن عياض: يا أبا علي، ما معنى أحسن العمل؟ قال: "أخلصه وأصوبه"، قيل: ما أخلصه؟ وما أصوبه؟ قال: «إنَّ العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإن كان صوابًا ولم يكن خالصًا فلم يُقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا"، قيل: يا أبا علي، ما هو الخالص الصواب؟ قال: "الخالص: أن يكون لله، والصواب: أن يكون على السنة".
فالاهتمام بإحسان العمل أعظم وأوْلى من الكثرة، فكون المؤمن يهتم بإخلاص العمل وتنقيته من الرياء وغيره من أنواع الشرك، ويهتم بمُطابقته للشريعة، وألا يكون فيه ابتداعٌ؛ هذا أهم من الكثرة، وإذا صحَّ له هذا فليُكثر من العمل الذي صحَّ له فيه هذا -صحَّ له فيه الإخلاص، وصحَّ له فيه الصدق- أما أن يهتم بالكثرة من غير عنايةٍ بالإخلاص وعنايةٍ بالصدق -يعني: المُتابعة- فهذا لا، يجب أن يكون الاهتمام بالإخلاص والمُتابعة أعظم من الكثرة.
هذه الآية قد علَّق عليها أميرُ المؤمنين أبو بكر الصديق في أول خلافته لما خطب الناسَ قال: "أيها الناس، إنَّكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها، وإني سمعتُ الرسول ﷺ يقول: إنَّ الناس إذا رأوا المُنكر فلم يُغيروه أوشك أن يعمَّهم الله بعقابه"، وتلا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ.
فبيَّن أنَّ عدم وقوع الضَّرر مقيدٌ بالهداية: لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ، والهداية إنما تتم بأداء الواجبات وترك المحارم، ومن الواجبات: الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، فلا يكفي أنك أن تكون مهتديًا إلا بأداء الواجب: الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وإلا فلستَ بمُهتدٍ فيضرّك ذلك.
لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إذا أمرتَ بالمعروف، ونهيتَ عن المنكر، وأديتَ الواجبات، وتركتَ المُحرمات؛ لا يضرُّك مَن ضلَّ بعد ذلك، ليس بيدك الأمر: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [البقرة:272]، إنما الواجب عليك التَّبليغ والبيان والأمر والنَّهي، فإذا لم يسمع منك مَن بلَّغتَه ومَن أمرتَه ودعوتَه لا يضرُّك ذلك: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ .
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
معنى حديث ناقصات عقل ودين.. شيخ الأزهر يصحح المفاهيم المغلوطة
صحح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، المفهوم المغلوط لدى الناس لحديث رسول الله: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن فقيل: يا رسول الله، ما نقصان عقلها؟ قال: أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل؟ قيل: يا رسول الله، ما نقصان دينها؟ قال: أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم.
وقال شيخ الأزهر في تصريح سابق ضمن برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب" إن اجتزاء حديث مقيد بجو معين وسبب ورود معين ونقول ان النبي - صلى الله عليه وسلم - سجل على النساء انهن ناقصات عقل ودين هذه خيانة للعلم.
وأضاف شيخ الأزهر، في شرح حديث "ناقصات عقل ودين" أنه يجب أن نأخذ هذه الأحاديث في ضوء الفلسفة العامة للإسلام ولأحاديث النبي الأخرى الكثيرة في المرأة واحترام المرأة بل في ضوء الايات القرآنية التي ساوت بين المسلمين وفي أصل الخلقة.
وأشار إلى أنه لا يجوز أن نأخذ حديث ورد في مناسبة معينة ووقت معين لأقرر أن الإسلام وأن نبي الإسلام دائما يصف المرأة بأنها ناقصات عقل ودين.
وأكد أنه لابد من دراسة ملابسات الحديث وجو الحديث، فهذا الحديث المذكور فيه أيضا إلى جواره بروايات أخرى فسر النبي "يكفرن العشير" و"يكفرن الإحسان" النبي يتحدث عن مجموعة من النساء كانت أمامه والمفسرون وشراح الحديث يقولون ان نساء الأنصار كن اغلب لازواجهن من نساء المهاجرين، في الغلبة والمعاملة حتى أن نساء الأنصار نقلت هذا الطبع إلى نساء المهاجرين.
وقال شيخ الأزهر إنه يفهم من هذا الحديث أن المرأة أقوى من الرجل النبي يقول "ما وجدت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من احداكن" يعني تغلب الرجل وتغلب عقله وتذهب عقله وتؤثر عليه، فهل معنى ناقصات عقل ودين أن الرجل يلعب بالمرأة، بالعكس الحديث يثبت تقرير طبيعة وحقيقة أن المرأة أقوى من الرجل.
وتابع: علينا أن نفهم هذا الحديث في ظروفه وملابساته في هذ الجو، فالنبي لا يعني سب المرأة بل يثبت أن المرأة هي أقوى من الرجل.