لجريدة عمان:
2025-04-25@23:56:25 GMT

«حسن النية».. طريق آخر نحو الضياع !

تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT

«حسن النية».. طريق آخر نحو الضياع !

قريبًا، سيشرع الجميع في الاستعداد لرحلاتهم إلى الخارج، سواء كانوا من المواطنين أو المغتربين. فقد بدأ موسم الإجازات الصيفية يفتح أبوابه أمام كل من يتطلع لاكتشاف آفاق جديدة أو العودة إلى الوطن لقضاء لحظات مميزة برفقة العائلة.

لكن ما إن بدأنا في الحديث عن هذا الموضوع حتى استرجعنا مشهدًا أصبح مألوفًا مع مرور الأعوام، حيث تتكرر مشكلات لم تنقضِ فصولها أو تُجتث جذورها بسهولة.

فبعض هذه المشكلات قد تطور بشكل ملحوظ حتى وصل إلى ساحات القضاء، وتم بالفعل إصدار أحكام بالسجن على بعض من أساؤوا تقدير حدود مسؤولياتهم، معتقدين أنهم يطبقون مبدأ «حسن النية»، دون أن يدركوا أحيانًا أنهم يتسببون في الإضرار بالأمن العام وتجاوز القانون، ليجدوا أنفسهم في موقع «ضحايا» يسهلون عمليات تهريب المواد الممنوعة محليًا ودوليًا.

لن نخوض في الحديث عن بعض شركات ومكاتب السفر والسياحة التي تستغل حاجة الناس لتذاكر السفر المخفضة أو العروض الترويجية لأماكن سياحية رائعة في فصل الصيف، حيث تقوم بنشر إعلانات تضليلية وتذاكر وهمية وأفعال أخرى مشينة تهدف إلى جذب الزبائن تحت مسمى «عروض الصيف»، مستغلةً بذلك حماس الناس ورغبتهم في الاستمتاع بإجازاتهم.

ولكن سوف نذهب إلى منعطف آخر ليس ببعيد، ونبدأ بسؤال كثر الحديث عنه وأصبح معتادًا البحث عن إجابته في محركات البحث وغيرها:

هل حسن النية لدى الأفراد يعفيهم من المسؤولية القانونية؟

في حقيقة الأمر، ثمة إجماع من رجال القانون على أن حسن النية «لا يعفى من المساءلة القانونية»! وإثبات حسن النية أمر ليس سهلًا على الإطلاق في حال توجيه التهمة، وهناك مشقة كبرى في إثبات الشخص أمام القضاة بأن ما فعله لم يكن إلا بدافع «حسن النية»، وبالطبع يكون حينها موقوفًا في السجن وقد أصابه الكثير من الضرر النفسي والمجتمعي.

إذن ما العلاقة بين «السفر وحسن النية»؟

تبدأ المشكلة أحيانًا قبل أن يصل المسافر إلى المطار استعدادًا لرحلته، حيث يقوم البعض الذين يعلمون بنية الشخص السفر بتسليمه بعض المتعلقات الخاصة بهم، مُقنعين إياه بحمل ما سيحمله ضمن أمتعته الشخصية. وفي أحيان أخرى، تبدأ القصة عند منضدة تخليص إجراءات السفر ووزن الأمتعة، حيث يقترب منا بعض الأشخاص «المجهولين» بأسلوب التودد، رغم أننا لا تربطنا بهم أي صلة قرابة أو صداقة. يستغلون حماسة المسافر ورغبته في السفر، ليطلبوا منه «العون والمساعدة» في توصيل حقيبة سفرهم إلى أقاربهم في البلد الذي يتوجه إليه، أو يتوسلون إليه بحمل بعض الأدوية وتسليمها لشخص ينتظره عند وصوله إلى وجهته. هذه المواقف، التي تبدو للوهلة الأولى عادية، قد تحمل في طيّاتها مخاطر كبيرة.

الأمر قد تطور بشكل أكبر من ذلك، حيث أصبح بعض الأشخاص يعرضون على راغبي السفر الذين يعانون من ظروف مالية صعبة تحمُّل نصف أو حتى كامل ثمن التذكرة، بشرط الحصول على الوزن المحدد في التذكرة. كما يذهب البعض إلى شراء بعض من الوزن الإضافي بسعر يتراوح ما بين «الريال والريالين» للكيلوجرام الواحد. وفي هذه الحالة، يتحمل المسافر تبعات الوزن الإضافي غير القانوني. وهناك أيضًا من يتبرع بفائض الوزن الذي يمتلكه للآخرين، فيما يُعتبر نوعًا من التضامن الاجتماعي؛ سعيًا لكسب الأجر والثواب!

في الوقت الراهن، تغمر وسائل التواصل الاجتماعي العشرات بل وربما المئات من الإعلانات التي يعرض فيها أصحابها «شراء الوزن» أو طلب «المساعدة في توصيل متعلقاتهم» إلى وجهات مختلفة. ورغم هذه الإعلانات المتعددة، يبقى المسؤول الأول والأخير عن أي عمل غير قانوني هو المسافر نفسه.

تُعد عمليات التهريب واستغلال الأشخاص البسطاء، الذين يعانون من حاجة ماسة إلى المال، أو استغلال النوايا الحسنة عبر إقناعهم بحمل أمتعة الآخرين وتسجيلها على أسمائهم، سواء كان ذلك مجانًا أو مقابل مبلغ زهيد، مسألة تستدعي التروي والتحكيم العقلي والمنطقي، بعيدًا عن الانجراف وراء العاطفة الإنسانية. فقد أصبحنا نشهد مواقف غريبة ومؤلمة بشكل مستمر، وفي كثير من الأحيان تتوالى سلسلة من الأحداث المؤلمة التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وقد صدرت بحق البعض عقوبات بالسجن لفترات طويلة، بينما نال آخرون أحكامًا مشددة، رغم أن الكثيرين منهم كان من الممكن تجنب هذه المواقف لو تم التعامل مع الأمر بحذر وبعيدًا عن التساهل.

عندما تقدم النصيحة لمن يقف بجانبك في صف تخليص الإجراءات بعدم أخذ أمتعة الغير، يعتبرك شخصًا حاسدًا أو ناقمًا عليه، ولا يعي بأن نصائحك واهتمامك بأمره قد ينقذه من مشكلة يمكن أن يتعرض لها في أي لحظة.

في بعض الحالات، قد يعرض عليك شخص ما أن تحمل حقيبته حتى تتجاوز نقطة التفتيش ومنضدة ختم الجوازات، مبررًا ذلك بأن لديه حقيبة ثقيلة أخرى لا يستطيع حملها. ومن باب حسن النية والرغبة في المساعدة، قد توافق على عرضهم، ولكن بعد وقوع المشكلة، تجد نفسك في موقف حرج، تتلفت حولك فلا تجد الشخص الذي طلب منك تلك المساعدة، وحتى إذا تمكنت من تحديد شكله، قد تجد نفسك في دائرة الاتهام أثناء التحقيقات، تكمن المشكلة في أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتقك عند حمل متعلقات الآخرين. أحد زملاء العمل حدثني عن تجربته في الماضي عندما قدم تنازلات كثيرة فيما يتعلق بالوزن المسموح له لصالح أشخاص لا يعرفهم فقط لمساعدتهم، لكنه الآن يعترف أنه لو عاد به الزمن لما وافق على ذلك، فالمواقف التي يراها اليوم وسمع عنها تفوق الوصف.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حسن النیة

إقرأ أيضاً:

لو بتشعر بالتعب والارهاق طوال الوقت.. إليك هذه النصائح

الاجهاد المستمر له أسباب كثيرة، مثل قلة النوم، والتوتر، والتغذية السيئة أو نمط الحياة الخامل،لذا نقدم لك هذه النصائح البسيطة لتستعيد طاقتك وفقا لموقع إكسبريس.

لو بتشعر بالتعب والارهاق طوال الوقت إليك هذه النصائح

1- تناول وجبات منتظمة:

تناول الطعهام كل 3 إلى 4 ساعات بدلًا من وجبات كبيرة متباعدة، فهذا يساعد في الحفاظ على مستوى الطاقة ثابتًا.

2-تحرّك أكثر:

حتى لو كنت مرهق، فالنشاط البدني المنتظم يقلل من التعب على المدى الطويل، ابدأ بالمشي 15 دقيقة يوميًا، وزِد المدة تدريجيًا حتى تصل لـ 150 دقيقة أسبوعيًا من النشاط المعتدل مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة.

3-خفّف وزنك إن كنت تعاني من زيادة فيه:

الوزن الزائديرهق الجسم ويزيد العبء على القلب، وخسارة الوزن تعني طاقة أكثر.

4-نم جيّدًا:

نم واستيقظ في نفس الوقت يوميًا، وتجنّب القيلولة، وخذ وقت للاسترخاء قبل النوم.

5-قلّل التوتر:

التوتر يستنزف طاقتك. خصص وقتًا لما يُريحك، مثل: الرياضة، واليوجا أو التأمل، أو الاستماع للموسيقى، أو الجلسات الاجتماعية.

6-خفف الكافيين:

رغم أنه يعطي دفعة نشاط مؤقتة، إلا أن الكافيين يعيق النوم ويزيد التعب لاحقًا، لذا تجنب القهوة، والشاي، ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية خصوصًا في المساء.

7- اشرب ماء أكثر:

أحيانًا يكون التعب ناتجًا ببساطة عن الجفاف، وكوب ماء قد يكون كافيًا لاستعادة نشاطك، خاصة بعد التمارين.

مقالات مشابهة

  • وصفة لزيادة الوزن
  • تغريم ملاكم 500 ألف دولار لتجاوز الوزن!
  • ماذا يحدث للجسم عند الإكثار من تناول الشوفان
  • 3 نزالات لمنتخب الجودو في افتتاح «الآسيوية»
  • لو بتشعر بالتعب والارهاق طوال الوقت.. إليك هذه النصائح
  • أسطورة الوزن الثقيل يعود للحلبة بعد رحلة إنقاص وزن مذهلة .. فيديو
  • تعرف على بدائل السكر التي تربك الشهية وتبطئ فقدان الوزن
  • كيف تحافظ على الكتلة العضلية عند استخدام ويجوفي؟
  • الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن عند الولادة أقل استعدادا لدخول المدرسة