الأدلة تستبعد عطلا ميكانيكيا.. فرضية انفجار في طائرة بريغوجين تعود للواجهة
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
أعادت شبكة "سي إن إن" الأميركية طرح فرضية تشير إلى أن انفجارا قد يكون وراء سقوط الطائرة التي كانت تقل زعيم مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، وفق بيانات الرحلة وتحليل فيديو يظهر سقوطها.
ويظهر فيديو سقوط الطائرة، بينما ظهر دخان خلفها، فيما يقوم الشخص الذي يصور المقطع بتكبير الصورة بينما تتهاوى الطائرة عموديا إلى الأسفل، ويُظهِر أنها تفتقد جناحا.
ويبدو أن اللقطات، التي نشرتها وكالة الإعلام الحكومية الروسية "ريا نوفوستي"، تظهر اللحظات التي سبقت تحطم طائرة خاصة يزعم أنها كانت تقل زعيم المرتزقة، يفغيني بريغوجين، في حقل شمال غرب موسكو، بينما كانت في طريقها إلى سان بطرسبرغ.
وقالت "سي إن إن" إنها راجعت بيانات الرحلة ومقاطع الفيديو، وأجرت مقابلات مع خبراء طيران ومتخصصين في مجال المتفجرات، لرسم صورة بشأن ما حدث في الدقائق التي سبقت تحطم الطائرة.
ويشير تحليل الشبكة إلى أن الطائرة الخاصة تعرضت "لحادث كارثي واحد على الأقل" قبل أن تسقط من السماء، ولا يظهر الفيديو المتاح هذا الحدث الكارثي.
وأظهر بيان نشرته وكالة الطيران المدني الروسية "روسافياتسيا"، الأربعاء، أن اسم بريغوجين واسم قائد "فاغنر"، ديمتري أوتكين، كانا من بين الركاب السبعة، الذين قالت وزارة خدمات الطوارئ الروسية إنهم قتلوا جميعا برفقة ثلاثة من أفراد الطاقم.
وجاء الحادث بعد شهرين من إطلاق بريغوجين تمردا قصير الأجل ضد القيادة العسكرية الروسية، مما شكل تحديا غير مسبوق لسلطة الرئيس، فلاديمير بوتين.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الخميس، إن بريغوجين قُتِل "على الأرجح" في الحادث. ويعتقد مسؤولو المخابرات الأميركيون والغربيون الذين تحدثت إليهم "سي إن إن" أن الحادث قد كان متعمدا.
وقال مسؤولون إنه من السابق لأوانه تحديد سبب سقوط الطائرة، لكن أحد الاحتمالات التي يجري استكشافها هو انفجار على متن الطائرة.
وكانت هناك الكثير من التكهنات. لكن لم يتم تقديم أي دليل يشير إلى تورط الكرملين أو أجهزة الأمن الروسية في الحادث، وفق الشبكة.
وكان تقرير أولي من الاستخبارات الأميركية خلص إلى أن تحطم الطائرة التي كانت تقل زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين، كان نتيجة تفجير متعمد، وفقا لمسؤولين أميركيين وغربيين تحدثوا لوكالة "أسوشيتد برس"، الخميس.
وقال أحد المسؤولين الذين لم يخول لهم التعقيب وتحدث شريطة كتمان هويته، إن التفجير يتوافق مع "تاريخ بوتين الطويل من محاولة إسكات معارضيه”.
ولم يقدم المسؤولون أي تفاصيل حول سبب التفجير الذي يعتقد أنه قتل بريغوجين وعددا من ملازميه للانتقام من تمرد تحدى سلطة الرئيس الروسي.
وظهرت تفاصيل التقرير الأميركي بينما قدم بوتين، الخميس، تعازيه لذوي الركاب الذين كانوا على متن الطائرة، وألمح إلى ارتكاب بريغوجين "أخطاء جسيمة".
يقول الخبراء الذين تحدثت لهم "سي إن إن" إن الأدلة المتاحة تشير إلى أنه من غير المحتمل أن يكون الحادث ناتجا عن عطل ميكانيكي. وقالوا إن الهبوط الدراماتيكي للطائرة والطريقة التي تفككت بها في الهواء ومدى مساحة الحطام يشير إلى حدوث انفجار.
ولم تظهر بيانات تتبع الرحلات الجوية الخاصة أي علامة على أي مشاكل في تحليق الطائرة قبل السقوط السريع.
وفي الساعة 6:19 مساء بالتوقيت المحلي، قامت الطائرة بصعود وهبوط غير منتظم، وفي مرحلة ما ارتفعت إلى ٣٠ ألف قدم (أكثر من 9 آلاف كلم) قبل أن تسقط فجأة مسافة 8 آلاف قدم (2400 كلم) في غضون 30 ثانية تقريبا، بحسب الشبكة.
ووفقا لتحليل "سي إن إن" لبيانات الرحلة المتاحة، استمرت الطائرة في التحليق لحوالي 30 ميلا (9 كلم) أخرى قبل تحطمها.
وقال أحد خبراء الطيران للشبكة إن التقلبات النهائية في الارتفاع للرحلة غير عادية إلى حد كبير، وتشير إلى أن الطيار كان يحاول تثبيت الطائرة قبل تحطمها.
وقال دانيال كواسي أدجيكوم، خبير الطيران والأستاذ في جامعة نورث داكوتا للشبكة، إنه لم يكن هناك سوى ثلاثة خيارات واقعية لكيفية وقوع الحادث: عبوة ناسفة على متن الطائرة، أو صاروخ، أو تصادم في الجو.
لكنه أشار إلى أن الأخيرين كانا أقل احتمالا، بالنظر إلى درجة الضرر التي تتوقع أن تراها من تأثير صاروخ، وأن مراقبة الحركة الجوية كانت ستلتقط على الأرجح تصادما على رادارها، ما لم يكن مع طائرة بدون طيار.
وقال: "من الصعب للغاية فهم ما حدث دون إجراء تحقيق مناسب"، مضيفا "تعرضت الطائرة لحادث كارثي خطير أثناء الطيران".
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إن مسؤولين أميركيين يحاولون تحديد كيفية سقوط طائرة يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، ومقتل جميع ركابها.
وردا على سؤال الصحفيين عن سبب سقوط طائرة بريغوجين، قال بايدن: "لا يمكنني التحدث بحرية عن هذا الأمر بالتحديد... نحاول تحديد الأسباب بدقة، لكن ليس لدي ما أقوله".
وقدم الرئيس الروسي تعازيه لعائلة بريغوجين أمس الخميس ليقطع صمته في أعقاب تحطم طائرة بريغوجين بعد شهرين من قيادته تمردا ضد قادة الجيش الروسي.
تحليلات أخرىورجحت وزارة الدفاع الأميركية أن يكون بريغوجين قد قُتل في تحطم الطائرة، التي كانت تقله الأربعاء، قرب موسكو، مؤكدة في الوقت ذاته عدم توفر معطيات تدعم فرضية أن الطائرة أُسقطت بصاروخ أرض-جو.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، إن "تقييمنا، بناء على مجموعة من العوامل، هو أنه قضى على الأرجح".
وشدد رايدر على عدم حيازة البنتاغون أي معلومات عن سبب تحطم الطائرة، لكنه استبعد الفرضية المتداولة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي عن إسقاط الطائرة بصاروخ.
وقال إن الجيش الأميركي لا يمتلك "معلومات تشير إلى ارتباط صاروخ أرض-جو" بالحادث، مؤكدا أن التكهنات بتحطم الطائرة لهذا السبب "غير دقيقة".
وكان مسؤولان أميركيان، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، قالا لرويترز إن من المحتمل أن تكون الطائرة قد أسقطت بعد إصابتها بصاروخ أرض-جو انطلق من داخل روسيا.
وشدد المسؤولان على أن هذه المعلومات لا تزال أولية وقيد المراجعة، ولم يستبعدا أن يتم تغيير هذا التقييم.
وقال مسؤول أميركي ثالث إن هناك عددا من النظريات ولم يتم التوصل إلى نتيجة نهائية بعد.
بالمقابل ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الطائرة ربما سقطت نتيجة انفجار قنبلة كانت على متنها أو بسبب عمل تخريبي من نوع آخر.
كذلك نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين وغربيين القول إن التقارير الاستخبارية الأولية دفعتهم إلى الاعتقاد بأن انفجارا على متن الطائرة هو الذي أدى على الأرجح إلى سقوطها ومقتل جميع ركابها العشرة.
وقال المسؤولون إن الانفجار ربما يكون ناجما عن قنبلة أو جهاز آخر مزروع على الطائرة، على الرغم من أنه يتم بحث نظريات أخرى، مثل احتمال تزويدها بوقود مغشوش.
وقالت الصحيفة إن استخبارات الأقمار الصناعية الأميركية لم ترصد إطلاق أي صاروخ، إنه ليس هناك دليل آخر على أن سلاح أرض-جو هو الذي أسقط الطائرة.
وأكد المسؤولون الأميركيون والأوروبيون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إنهم يعتقدون أن بوتين هو من أمر بإسقاط الطائرة وقتل بريغوجين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: یفغینی بریغوجین على متن الطائرة تحطم الطائرة سقوط الطائرة على الأرجح سی إن إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل لقاحات mRNA ضد فيروس "كوفيد-19" غير آمنة؟ الأدلة العلمية تحسم الجدل
تتواصل الادعاءات المضللة حول لقاحات كوفيد-19 في الانتشار عبر الإنترنت، وأحدثها مزاعم بأن الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA) أقرت بعدم حصول لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) على موافقة رسمية، مما يعني، وفق هذه الادعاءات، أن الملايين تلقوا التطعيم دون إرشادات واضحة.
ويستند مروجو هذه المزاعم إلى مقال نشره موقع Uncut-News السويسري، يشير إلى أن الوكالة الأوروبية للأدوية أصدرت في كانون الثاني/ يناير ورقة بحثية جاء فيها أنه "لا توجد مبادئ توجيهية تعكس متطلبات الجودة للجهات التنظيمية والصناعة بشأن اللقاحات التي تحتوي على الحمض النووي الريبي المرسال".
ورغم أن هذه الدراسة تركز على اللقاحات البيطرية، يرى الموقع أن الأمر يثير القلق بشأن سلامة اللقاحات البشرية عند استخدامها على نطاق واسع. كما يعترض على فقرة في الورقة البحثية تشير إلى أن "لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال وعملية تصنيعها تُعد تقنية جديدة، وتختلف خصائصها ونتائجها عن اللقاحات الأخرى".
يستغل مروجو نظريات مناهضة اللقاحات ورقة بحثية حديثة للإيحاء بأن تقنية الحمض النووي الريبي المرسال لا تزال تجريبية، ما يمنح حججهم مصداقية زائفة، ويدفعهم للادعاء بأن ملايين الأشخاص تعرضوا لما يصفونه بـ"لقاحات غير آمنة وغير منظمة" خلال جائحة كوفيد-19.
لكن هذه الادعاءات مضللة، إذ تقوم على إساءة تفسير ما ورد في الوثيقة الصادرة عن الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA)، التي لم تتناول تنظيم لقاحات كوفيد-19 بأي شكل سلبي، بل على العكس، أكدت فاعليتها وأشادت بآليات اختبارها واعتمادها.
وتعد الورقة البحثية، التي يستشهد بها مروجو هذه الادعاءات، وثيقة رسمية بالفعل، لكنها تركز حصريًا على لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال المخصصة للاستخدام البيطري. ورغم أنها أشارت إلى لقاحات كوفيد-19، فإن الإشارة جاءت في سياق الثناء على التنظيم الصارم الذي خضعت له خلال الجائحة.
وتوضح الوكالة الأوروبية للأدوية في الورقة أن "عدد طلبات إجراء التجارب السريرية وتراخيص التسويق للقاحات التي تعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال شهد ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى اكتساب خبرة واسعة في هذا المجال خلال جائحة كوفيد-19".
كما تؤكد الوكالة أن هذه التجربة الواسعة يمكن أن تشكل أساسًا لوضع مبادئ توجيهية تسهم في تطوير لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال للاستخدام البيطري، مشيرةً إلى أنه "بالنظر إلى التطورات العلمية الأخيرة، والخبرة المكتسبة من جائحة كوفيد-19، والاستعدادات الجارية لتقديم طلبات أولية للقاحات البيطرية التي تعتمد على هذه التقنية، فإن وضع مبادئ توجيهية صارمة بات ضرورة لضمان تطويرها وتصنيعها وفق أعلى المعايير".
الأدلة العلمية تدحض المزاعمتؤكد الهيئات الصحية العالمية المرموقة أن لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) آمنة وفعالة. وتشدد منظمة الصحة العالمية على أن لقاحات كوفيد-19 خضعت لاختبارات صارمة خلال التجارب السريرية، للتأكد من مطابقتها للمعايير الدولية المعتمدة للسلامة والفعالية قبل حصولها على موافقة الهيئات التنظيمية، مثل الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA).
وفي السياق ذاته، يؤكد مركز "جونز هوبكنز" الطبي في الولايات المتحدة أن هذه اللقاحات "آمنة للغاية وفعالة جدًا في الوقاية من الإصابات الخطيرة أو المميتة بكوفيد-19"، مضيفا أن "احتمال حدوث آثار جانبية خطيرة جراء التطعيم منخفض جدًا".
وأحد المؤشرات الواضحة على تضليل موقع Uncut-News هو استشهاده بمنشور على منصة X صادر عن حساب معروف بمواقفه المناهضة للتطعيم، دون أن يمتلك أي مؤهلات علمية أو خبرات موثوقة.
وكما هو الحال مع الموقع السويسري، يروج هذا المنشور أيضًا لادعاء زائف بأن الوكالة الأوروبية للأدوية "اعترفت" بأن لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال لا تزال تجريبية. إلا أن مصطلح "جديد" لا يعني أن هذه التقنية غير مختبرة، بل يشير فقط إلى حداثتها مقارنة بالأساليب التقليدية المستخدمة في تطوير اللقاحات.
وفي الواقع، غالبًا ما تؤدي التقنيات الحديثة إلى تحسين سرعة وفعالية إنتاج اللقاحات مع تعزيز مستوى الأمان. وقد اكتسبت لقاحات mRNA شهرة واسعة خلال جائحة كوفيد-19، بفضل نجاح لقاحي فايزر وموديرنا في التصدي للفيروس. وتعتمد هذه اللقاحات على آلية تحفّز الخلايا على إنتاج بروتين يحاكي الفيروس المستهدف، مما يؤدي إلى استجابة مناعية تُمكّن الجسم من التعرف عليه ومكافحته بفاعلية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة جديدة تحسم الجدل: لقاح كوفيد-19 أثناء الحمل لا يؤثر على نمو الأطفال دراسة تكشف: معظم الشباب يتعافون تمامًا من أعراض كوفيد-19 بعد عامين قد يجدها البعض غير متوقعة.. يورونيوز تكشف زيف الخرافات الشائعة المتعلقة بموسم الإنفلونزا كوفيد-19معارضو لقاح كوفيدالصحةتطعيموكالة الأدوية الأوروبيةدراسة